صليما المتن والأمارة اللمعية
اثناء الحكمين العثماني والمصري
في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر م.
اولا : تاريخ صليما أثناء الحكمين العثماني والمصري
كان وما زال يسكن صليما عائلتين درزيتين هما المصري وسعيد، ولم أتمكن من الاطلاع على أي صك مكتوب أو مخطوط مؤرخ وموقّع من أي فرد من هاتين العائلتين الكريمتين، أيضا، لم أعثر على أي قصاصة ورقية تحكي عن السفر برلك أو أعمال السخرة والتجنيد الإجباري السافر بالجيش الانكشاري.
ومرد ذلك يعود الى ان معظم العائلات الدرزية العامية ( بخلاف العائلات الدرزية الإقطاعية ) لم تدون تاريخها، وقد نرى هنا أو هناك بعض ( المؤرخين ). يرجعون نسب عائلاتهم الى قبيلة كذا او كذا من دون سند تاريخي او مرجع يعتد به..
..بعض العائلات الدرزية الإقطاعية، كان الشيخ أو الامير فيها يستكري كتبة من الدروز او النصارى المتعلمين لكتابة تاريخ او أحداث هو يمليها عليهم وفق مزاجه، الامر الذي يجعل بعض او معظم هذه المخطوطات قابلة للطعن .
اما فيما يتعلق بتاريخ صليما والأمارة اللمعية في الفترة المنوه بها أعلاه، فان المصادر التي اعتمدت عليها، تعود الى تاريخ الأمراء اللمعيين (عائلة درزية إقطاعية في ذاك الزمن كانت تدون أحداثها) بالاضافة ، الى ان النقص في تاريخ تلك الأحداث من قبل العائلتين لا يمنعنا من استقصاء الحوادث من أمهات الكتب وبطون المراجع لمؤرخين اصحاب مصداقية كتبوا عن السخرة والسفربرلك وألانكشارية وعن طريق الاستدلال …
ما وصل إلينا من أجداد كلتا العائلتين الكريمتين، هي القصص المروية مِن أن فلان إبن فلان أخذه ألاتراك من بيته ليلتحق بالجيش إلانكشاري أو السخرة ( كانت لمد سكة حديد الحجاز، أو لاستخراج الفحم الحجري لتسيير ألقاطرات ) والمؤلم أن هذا ألفلان إن ذهب لم يعد، وإن عاد كان الراوي من عاش من أهله.
بناء عليه،
وحيث أنه ذكر في بعض المجلات ، عن ثورة في صليما عام ١٨٤٠ م، وان الأهالي اعتقلوا قائد الجيش وعناصر من الجيش المصري، ورفضوا تسليمهم إلا بعد تدخل الأمير بشير الشهابي، وابراهيم باشا المصري، وأمرا بإلغاء السخرة لأبناء صليما ….الخ.
هذه الواقعة (الثورة) إن حصلت، فإنها تكون في ذاك الزمن حدثاً جللا، يسترعي انتباه المؤرخين المستقلين، ويستدعي إصدار أمرٍ من ديوان الأمير، ويتطلب فرماناً مسجلا في سجلات الجيش المصري، وبمطلق الأحوال الإشارة اليه في مخطوطات المكتبة الهمايونية بإسطمبول.
كل هذا، لم نجده بعد البحث والتقصي!!!
لأن المؤرخين شددوا على أن حملات محمد علي باشا وإبنه إبراهيم باشا، على لبنان، كان الهدف منها:
تأديب الثوار وخمد الفتن، وفرض الجزية واستيفائها بالقوة، وزرع الفوضى، وأعمال النهب والسرقة، وزرع الفساد والفتنة بين الاهالي.. لا بل في إحدى حملات إبراهيم باشا قبل هزيمته المشينة في بحرصاف ( قرية قرب بعبدات ) عاث جيشه بإحدى القرى المجاورة حرقا و دمارا لا بل اغتصبوا بعض النسوة.
لأن المؤرخين شددوا على أن حملات محمد علي باشا وإبنه إبراهيم باشا، على لبنان، كان الهدف منها:
تأديب الثوار وخمد الفتن، وفرض الجزية واستيفائها بالقوة، وزرع الفوضى، وأعمال النهب والسرقة، وزرع الفساد والفتنة بين الاهالي.. لا بل في إحدى حملات إبراهيم باشا قبل هزيمته المشينة في بحرصاف ( قرية قرب بعبدات ) عاث جيشه بإحدى القرى المجاورة حرقا و دمارا لا بل اغتصبوا بعض النسوة.
لم يقع نظري، على مخطوطة تفيد بأن صليما قد تعرضت، لأي هجوم، من الجيش المصري الذي اشتهر بالهمجية، آنذاك، في مواجهة أي ثورة قامت أو تمرد حصل. كل ما في الامر، قد يكون تململ من أهالي صليما أو امتعاض لم يبلغ درجة الثورة فضلا عن أن الأمير بشير الشهابي في سنوات حكمه لم يكن عادلا ً أو منصفا، أو رؤوفا ً لرعيته، حتى يقف هذا الموقف المشرف وهذا ما استبعده على إلاطلاق، ولا داعي للشرح في خصال إبراهيم باشا التي تستدعي العفو والسماح لأهالي صليما، إن ثاروا لانها ليست من شيمه.
من خلال اطلاعي، لم أجد صلة تربط ما بين إبراهيم باشا وصليما، إلا عند انهزامه في بحرصاف، إنهزم جيشه إلى قرنايل ووقف هو في صليما مع ثلة من حرسه طلبا ً للماء.
العائلة اللمعية من رتبة المقدمين، إلى مقام سمو الامراء.
٢-١ في السنة ١٦١٧م بعد رجوع الأمير علي بن معن إلى صيدا:
أعطى حكم بلاد المتن إلى مقدمي كفرسلوان من بيت ابي اللمع.
٢-٢ في السنة ١٦٣٠م في زمن السلطان محمود الاول ابن السلطان الثاني العثماني، بنى المقدم حسين ابي اللمع داراً عظيمة في صليما، وقطن فيها. ( السراي )
٢-٣ في السنة ١٧١٠ بعد معركة عين داره ما بين القيسية واليمنية، وقف اللمعيين إلى جانب الأمير حيدر الشهابي، حيث لمع في هذه المعركة الفاصلة المقدم مراد ابي اللمع كفارس شجاع، إذ أبلى بلاء منقطع النظير، هو وإخوانه المقدمين، فكانت الجائزة الكبرى، إذ خلع الأمير حيدر على اللمعيين لقب ومقام وسمو الامارة، وبات كل المقدمين أمراء ، ينال كل منهم التعظيم والتشريف وزيادة في التكريم والتبجيل تزوج الامير حيدر منهم، وزوّج إخته للأمير عبدالله وأعطاه قطاع بيت شباب، ومنح الأمير مراد نصف حكم المتن.
وهناك رواية أُخرى موثّقة في أحداثها، تفيد أنه بعد معركة عين داره، تقدم أحد تابعي الأمير مراد ابي اللمع، وناداه باسم المقدم، فغضب غضبا ً شديدا ً وهجم عليه وزجره وقال له قد قتلت بهذا السيف خمسة أُمراء في عين دارة، وما زلت تناديني ( بالمقدم ) فضربه وقتله. ومن ذاك الوقت لم يعد أحد يتجرأ بقول مقدم لأي أمير لمعي.
تنصّر العائلة اللمعية وأثرها على عائلتي المصري وسعيد.
من الثابت والمؤكد تاريخيا ً أن تنّصر بعض العائلات الدرزية الاقطاعية والعامية، قد شكّل نكسة في الخاصرة الدرزية.. (ليس مجال بحثنا) ولكن يجب التوقف للتنويه بهذه العائلة اللمعية الكريمة التي تنصّرت ولم تأتِ بأي ضرر او تقوم بإيذاء العائلات الدرزية التي كانت في كنفها او تجاورها او تحكمها ، كالعائلة الشهابية التي اجلت وهجّرت آل نكد من دير القمر الى الشحار الغربي (عبيه).
الأمراء اللمعيون، بالرغم من تنصرهم، لم يمنعوا شقيقتهم الاميرة اللمعية الست زهر أم سليمان قدّس الله سرّها الابقاء على دين التوحيد الذي وصل اليها من الاباء والاجداد، حيث بقيت على دينها الى حين وفاتها، وأوصت وأوقفت أملاكها المنقولة وغير المنقولة مناصفة بين عائلتي المصري وسعيد، حتى أن قصرها الرابض على تلة مشرفة على صليما، ما زال شاهدا ً وشامخا ً يرفرف من على سطحه علم التوحيد المخمس الحدود، يستظل من فيئه خلوة ومجلسا ً للمؤمنين.
أما مدفنها الشريف، أصبح مزارا ً ومقاماً ً في بقعة مشرّفة يطلق عليها ( القبة)
المراجع:
- ألغرر ألحسان في تواريخ حوادث ألازمان
- نزهة الزمان في تاريخ جبل لبنان
- ألروض ألنضير
( للأمير حيدر أحمد ألشهابي )
- تاريخ ألعرب
للدكتور فيليب حتي
- المكتبة الهمايونية في إستامبول
- من سجلات حملات محمد علي باشا
- ألغرر ألحسان في تواريخ حوادث ألازمان
- نزهة الزمان في تاريخ جبل لبنان
- ألروض ألنضير
( للأمير حيدر أحمد ألشهابي )
- تاريخ ألعرب
للدكتور فيليب حتي
- المكتبة الهمايونية في إستامبول
- من سجلات حملات محمد علي باشا
اعداد
فيصل محمد المصري ( من صليما )
مقيم في : أُورلاندو ، فلوريدا
الولايات المتحدة الأميركية
الثامن من نيسان ٢٠١٤ م
فيصل محمد المصري ( من صليما )
مقيم في : أُورلاندو ، فلوريدا
الولايات المتحدة الأميركية
الثامن من نيسان ٢٠١٤ م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق