يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الأربعاء، 27 سبتمبر 2023

المُوحِّدون الدروز عبر التاريخ. المِحَّن والمعارك دفاعاً عن العرض والأرض.

نشر من قبل Faissal El Masri  |   3:11 م


 


المُوحِّدون الدروز عبر التاريخ. 

المِحَّن والمعارك دفاعاً عن العرض والأرض. 

مِحنَّة الدَّجَّال … ١٢ شباط (  ١٠٢١م )

معركة الأقحوانة جنوب بحيرة طبرية … ( ١٠٢٩م  )

مِحنَّة أنطاكيا وحلب …  ( ١٠٣٢م ).    

معركة عكار فِي لبنان ...   ( ١٥٤٨م )

معركة كسروان فِي لبنان

معركة عين داره فِي لبنان … ( ١٧١١ م. )



المقدمَّة التي لا بُدَّ منها : 



بعد أن نشرت مُدوَّناتي عن المِحنَّ التي تعرضت لها الديانات السماويَّة ( اليهوديَّة، المسيحيَّة والإسلاميَّة ). 

طلب بعض الأصدقاء نشر مدوَّنة عن المحَّن التي تعرَّض لها الموحِّدون الدروز عبر التاريخ حتى تكتمل عندهم الحقيقة التاريخيَّة التي أعتمدها في مُدوَّناتي لأنَّها من باب وحسبي الله وهو نعم الوكيل.

بادئ ذي بدء أوَّد التوضيح أنَّ المدوَّنة هي قراءات وأبحاث أقوم بها مِن مصادر وكُتُّب موثوقة  ثمَّ  أقوم بتلخيصها وبالتالي المُدوَّنة  ليست كتاباً، بل قد تكون من باب ما قلَّ ودلَّ. 

ولأنَّ المُوحِّدون الدروز ومنذ ألف عام تقريباً اعتادوا على إختبار بلاء الْفِتَن والدسائس التي حيكَّت ضدَّهم، وبالرغم من قسوَة وظلم هذا البلاء بقيَت صورة النشاط النفسي لديهم المُتمَثِّلة في فطرَة وغريزَّة البقاء على قيد الحياة لهم ولسلالاتهم من بعدهم تُراقُ حولها الدماء بسخاء حفاظاً على العرض والأرض.  

وقبل البدء في سرد تاريخي لهذه المُدوَّنة، أقول أنَّ الموحِّدين الدروز في بلاد الشام عاشوا تحت قَسْوَة وافتراء وتعدِّي الدَّجَّالين المنافقين سواء عن طريق فتاوي دينيَّة أو افتعال حروب، وقد أثبتَت الأيام أنَّ غريزة البقاء ما زالت في الأفئدة والعقول، سلاحها الوحيد حفظ الإخوان للدفاع عن الأرض والعرض. 

وبما أنَّ هذه المدوَّنة ليست كتاباً فإنِّي سأختصر قدر المستطاع، مُشيراً إلى أهم المِحَّن  وأنْكَرْ الفتاوى.   


مِحنَّة الدَّجَّال أوَّل المِحنَ

مُنذ غياب أو احتجاب الحاكم بأمر الله ليلة ١٢ شباط سنة ١٠٢١ بدأت المِحَّن، بويع بالخلافة الفاطميَّة الحسن المُلقَّب بالظاهر لإعزاز دين الله. ما إن اعتلى الخليفة العرش حتى بادر إلى اضطهاد الموحِّدين الدروز ناكثاً للعهد الذي قطعه على نفسه أمام وفِي حضرة الحاكم بأمر الله. قام الخليفة الظاهر بإعلان السجِّل العدائي علانية ضد الموحِّدين، وجاء فيه :

( إنَّ جميع من خرج منهم عن حد الأمانة والعبوديَّة لله عزَّ وجل، فعليهم لعنة الله ولعن اللاعنين والملائكة والناس أجمعين، وأنَّه قد قدَّم إنذاره لهم بالتوبَة إلى الله تعالى من كفرهم، ومن أقام منهم على كفره فسيف الحق يستأصله ).  

وعلى جري عادة بعض الفُقهاء المأجورين للسلطة في التاريخ الإسلامي قام بعضهم بإعطاء فتوى للخليفة الظاهر بأنَّ هؤلاء الموحِّدين من أتباع الحاكم بأمر الله يعتبرون أنَّ الخلافة والإمامة الفاطميَّة إنتهت بالحاكم بأمر الله، وانتقلت في الأوَّل من محرَّم من عام ٤٠٨ هجري إلى حمزة بن علي المُلقَّب بإمام الزمان. 

وبناء على ذلك، وبعد أربعين يوماً على احتجاب  الحاكم  بأمر الله، بدأت عمليات  التنكيل والاضطهاد والتعذيب  ضد الموحِّدين وسفك  دمائهم  في  أنحاء  أرض  الخلافة.  

دامت المِحنة  ست سنوات واستمر البلاء، وبقيت غريزة  البقاء  بالصبر والثبات حتى أواخر سنة ٤١٦ هجرية أو ١٠٢٦م. وقد أطلق رجال الدين الدروز على هذه المِحْنة،

مِحنَّة الدَّجَّال


معركة الأُقحوانة :  ( ١٠٢٩م  ). 

بعد ثلاث سنوات من مِحنَّة الدَّجَّال وقعت معركة الأقحوانة  في اليوم الثاني عشر من أذار عام ١٠٢٩م   أو٤٢٠ هجرية، في سهل الأُقحوانة جنوبي بحيرة طبرية بين الموحِّدين الدروز بقيادة القائد انوشتكين الدزبري من قوَّاد الدولة الفاطميَّة والأمير رافع بن أبي الليل ضد أعدائهم الفاسدين، وكان أفسدهم صالح بن مرداس الذي قُتل في هذه المعركة.  

كان أنوشتكين الدزبري  مُخلصاً للخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله حيث أمره باحتلال  دمشق ثم طلبه إلى مصر ولزم الخدمة ليصبح والياً على بعلبك  ثم ولاية قيساريا وبعدها ولاية حلب. 

يقول المؤرخ سليم أبو إسماعيل عن معركة الأُقحوانة  أنَّه  سهل بجوار مقام النبي شعيب ( المُبجَّل والمُكرَّم لدى الدروز عامة وبالأخص دروز الجليل والكرمل  والقائم في الأُقحوانة ما بين طبريه وحطين. 


محنة أنطاكية وحلب : ( ١٠٣٢م ).    


كانت القوى المتصارعة على السيطرة والحكم في منطقة حلب وأنطاكية في شمال غرب بلاد الشام مكوَّنة من الفاطميين والبيزنطيين وأمراء القبائل المحلية. بعد مقتل صالح بن مرداس في معركة الأُقحوانة ( قرب طبريا سنة ١٠٢٩م ) تسلم قيادة المرداسيين ابنه نصر بن صالح بن مرداس الذي عمل على اضطهاد الموحِّدين  الدروز في جبل السمَّاق قرب حلب بعد أن اصبحوا قوة سياسية وعسكرية من شأنها أن تهدد نفوذ البيزنطيين في المنطقة. 

في سنة ١٠٣٢م  بادر البيزنطيون بالاعتداء وألقوا  القبض على دعاة الموحِّدين الدروز وقتلوهم مما جعل باقي الموحِّدين  يفرّون إلى تحصيناتهم ومغاورهم في الجبال حيث تمَّت محاصرتهم وهم  في مغاورهم وبقي القتال مدة ٢٢ يوماً. 

 

طلب المُوحِّدون الدروز الأمان وخرجوا من تحصيناتهم، ولكن تتبَّعهم البيزنطيون ونصر بن صالح بن مرداس وقتلوا منهم بالآلاف. 


مات الخليفة الظاهر سنة  ١٠٣٦م  واعتلى الخلافة الفاطمية بعده أبو تميم معد المُلقَّب  بالمستنصر لدين الله، وكان لتغيير سياسة الفاطميَّين في هذا العهد الجديد أن عادت دعوة التوحيد في وادي التيم وجبل لبنان والجليل والكرمل  ودمشق وجوارها إلى سابق عهدها واستطاعت أن تسفر وتكشف عن وجهها.

واقتضت مصلحة الموحِّدين الدروز أن يوالوا الخليفة الجديد حرصاً على سلامة الدعوة وأملاً بأن تواصل مسيرتها بعد أن أصابهما ما أصابها في عهد الخليفة الظاهر من الصعوبات والعراقيل. 

جهَّز القائد الفاطمي الدزبري جيشاً من أجل قتال نصر بن صالح بن مرداس والي حلب. 

بعد احتلال الفاطميين حلب  وانتصارهم على المرداسيين نَعِمَ  المُوحِّدون الدروز بفترة من الهدوء والاستقرار. 

بقيَّت الدعوة لمذهب التوحيد مستمرة وواصل الدعاة  نشاطهم  يأخذون المواثيق على المستجيبين حتى سنة ١٠٤٣م. حين توقفَّت الدعوة وودع أقطابها الموحِّدين  بعد أن أوصوهم بحفظ أصول الدين وتعاليم الموحِّدين. 


لم يكن تثبيت اقدام الموحِّدين في بلاد الشام بالأمر السهل، فقد جابهوا الكثير من الصعوبات والعراقيل وتعرضوا إلى محاولات إفناء وإبادة ذهب ضحيتها الآلاف منهم وكادت أن تقضي عليهم.  

حافظ المُوحِّدون الدروز على عقيدتهم بالكتمان وهاجر الكثير منهم إلى الجبال المرتفعة الخالية من السكان وكان عددهم في منطقة انطاكية وحلب ( الجبل العلى أو جبل السماق ) لوحدها يقدَّر بسبعمائة ألف نسمة في السنوات الأولى للدعوة قبل بدء المِحَّن والكوارث. وبقي حتى أيامنا هذه في تلك المناطق بعض القرى التي يسكنها الدروز مثل كفتين، علاتا، عرشين، جدعين، معرة الإخوان، البير، كفر بنى تلثيثا.

يؤكد المؤرخ سعيد الصغير أنَّ ما حدث في منطقة حلب وأنطاكية حدث كذلك في قرى جبل صفد والكرمل وشاغور عكا ومنطقة طبريا وغيرها من المناطق التي استجاب سكانها لدعوة التوحيد وتواجد فيها المُوحِّدون الدروز منذ القدم.


مِحنَّة  عكار  بالأراضي اللبنانية :  سنة ١٥٨٤م. 

في سنة  ١٥٨٤م سلب مجهولون الأموال الأميرية المجباة من مصر وهي بطريقها إلى خزينة السلطنَّة العُثمانيَّة  في اسطنبول في منطقة عكار بالأراضي اللبنانية.

وكعادة حُثالَّة بني عثمان في عدائهم التاريخي للدروز، قاموا بتجهيز حملة قوامها عشرين ألف مقاتل بقيادة حاكم مصر لكسر شوكة السيادة الدرزيَّة في لبنان واستئصال الأمراء المعنيين. 

إنضم الى هذه العداء  الكثير من الحكام والولاة في بلاد الشام الناقمين على الأمراء الدروز تحت  شعار :

 " القضاء على الرافضين الدروز".  

وصل عدد ضحايا حادثة عكار إلى عشرات الآلاف، هذا بالإضافة إلى الدمار والخراب الذي حل في البلاد وقضى على عشرات القرى الدرزيَّة الآمنة.


معركة كسروان من لبنان : 

فتوى إبن تيميَّة لأسياده المماليك لضرب الموحِّدين الدروز في كسروان ( عاش في  الفترة  ما  بين ١٢٦٣م الى ١٣٢٨م ) لمًا أفتى وقال عن الدروز بأنَّهم زنادقة وكفار وملاحدَّة

أقنع إبن تيميَّة  أسياده  المماليك  بضرورة  ضرب الدروز وأبادتهم  في المناطق التي تخضع  لسيطرتهم في  منطقة  كسروان  من  لبنان. 

يقول المؤرخ  اللبناني  الدكتور فيليب  حتي في مجلده تاريخ  العرب، أنَّ عدد  ضحايا  مجزرة  فتوى إبن  تيميَّة  بلغت  خمسة عشر ألفاً  من الدروز، بينما  المؤرِّخ  اللبناني  الدويهي أكَّد  بأنَّ  الضحايا  تجاوز الخمسين  ألفاً من الدروز الأبرياء العُزّّل كالنساء والأطفال والعجزة المسنين.  


 معركة عين داره .…...   ( ١٧١١ م. )

سانشرها في مُدوَّنة مستقلة غداً. 


فيصل المصري

أُورلاندوا / فلوريدا 

أيلول ٢٠٢٣م


المراجع :

 - المُدوَّنات الفيصليَّة كتاب المُوحِّدون الدروز عبر التاريخ. 


 - فؤاد يوسف الاطرش : الموحِّدون الدروز، تهم وتاريخ، وحقائق. 

 - الدكتور فيليب حتي .. ( تاريخ العرب )

 - المقريزي ..

 - الدكتور كامل حسين، طائفة الدروز ..

 - الدكتور مصطفى غالب، تاريخ الدعوة الإسماعيلية ..

 - الدكتور كرد علي ..

 - الدكتور أبراهيم حسن إبراهيم ( بين الإسلام والزندقة ) 

 - إبن خلدون، في كتابه العبر وديوان المبتدأ والخبر ..

 - الجوزي، في كتابه المنتظم في تاريخ الملوك والامم ..

 - إبن الأثير، في كتابه الكامل في التاريخ ..

 - إبن كثير، في كتابه البداية والنهاية ..

هناك تعليق واحد:

  1. سرد جميل وسريع للبعض المعارك التي خاضها الموحدون. .

    ردحذف

Blogger Template By: Bloggertheme9