استراحة الأحد وهدية نافذة السبعة بحور في روايتي الْجِسْر وحوريَّة النهر.
بعيداً عن حُثالَّة أخر الزمان، سارقي أحلامنا وآمالنا وأموالنا لعنهُّم الله.
عندما قررت العودة إلى موطني في مشرق الأرض، ركبت البحور السبعة قاصداً بلاد أهلي وموطني.
تاركاً حبيبة العمر حوريَّة النهر خلف هذه البحور.
ذقت العذاب المر وعشت الحرمان.
كانت نوبات حُبي للحوريَّة تقضُّ مضجعي.
بدوت هزيلاً مكموداً مهموماً حزيناً.
فاستسلمت لنوم عميق لم أعهده مُنذ سنوات.
ثم ما لبثت أن صحوت على صوت الْجِسْر يُناديني.
قُمْ إلى هديتي وافتحها.
قُمْ إلى هديتي وافتحها.
قمت مُسرِعاً وبدأت أبحث عن هدية الجِسْر.
وما إن وجدتها حتى نفخت الغُبار عنها ومزَّقت غِلافها.
وإذ بالهدية عبارة عن نافذة ...
بدت النافذة يُحيطُها إطار من الذهب الخالص مُرصَّع بأثمَّن الأحجار الكريمة كالزمُرُّد والياقوت والعقيق والفيروز والتوباز واللازورد والزبرجُد واللؤلؤ والأُلماس ...
كانت النافذة مُقفلَّة بإحكام بواسطة مِفتاحٍ قديم من الفضَّة على شكل حُوريَّة ...
وما إن فتحت شِبَّاك النافذة حتى هبَّت رِيَاح عاتية شديدَّة ثمَّ خَفُتت وسمعتُ صوت الريح يحمِّل الحنين والنسيم الرقيق …
بسطت ناظرِّي من خلال النافذة ...
رأيتُ ما لم يرَّه مخلوق ...
شاهدتُ ما لم يُشاهِدْهُ إنسان ...
أمرني الجِسْر بأن أفتح النافذة على مصراعيها وبسطتُ ناظري ...
وَلمَّا فعلتُ ما طُلبه مني الْجِسْر ...
حتى شعرتُ بأنَّ بساطاً يحملني ويطير بي فوق بحور وجبال ووديان ...
قطعتُ البحور السبعَّة بلمح البصَر ...
وكأني على بساط الريح ...
مررَّت فوق الوديان والبرارِّي والبحار ...
وما إن وصلتُ فوق الجِسْر في المقلب الأخر من الأرض …
حتى لمحتُ حوريَّة النهر تُمارس طقوسَّها اليوميَّة ...
نظرَّتْ إليَّ والابتسامة تعلو ثغرها ...
أوقفَّتْ طقوسها ونادَّت :
يا حبيب العُمر ...
كم تمنيَّتُ ورجوَّتُ ودعوَّتُ أن أراك ٓ ثانية ...
وأنتَ أبعدُ من السبعة بُحور ...
جاوبتها فوراً ...
وكٓمْ .. تمنيتُ أنا أن أراكِ ...
بيني وبينك سبعة بُحُور ...
أنْ يكون لي نافذة ...
حتى أراكِ ...
وأنتِ تبتسِمين ...
إيذاناً للشمس بالشروق ...
وأنتِ تغمُضين جِفنيكِ ...
أمراً ...
للشمس بالمغيب ...
وكان لقاء الأحبَّة كما أراده الْجِسْر ...
اقتباس فيصل المصري
مِن روايته الْجِسْر وحوريَّة النهر.
والهدية الرائعة نافذة السبع بحور.
0 comments: