يتم التشغيل بواسطة Blogger.

السبت، 14 يناير 2023

مَن سرق ذهباً أُودع سجناً ومن سرق بلداً بُويع مُلكاً ( مثل ياباني ).

نشر من قبل Faissal El Masri  |   9:18 ص

 


من سرق ذهباً أودع سجناً … 

من سرق بلداً بويع مُلكاً

مثل ياباني

المُقدِّمة التي لا بُدَّ منها :


لم تعُّد تُلفت نظري الشعارات ولا الأهازيج اللبنانيَّة. 

ولم يعُد يُثير اهتمامي قطع الطرقات من قِبل مُتضرري انفجار مرفأ بيروت.

ولم يعُد يَهُمُني الصراخ داخل وخارج المصارف اللبنانيَّة التي سرقت أموال المُودعين. 

كما وأنَّه لم يلفت انتباهي الوفد القضائي الأوروبي الذي يصُّح فيه المثل الشائع تمخض الجبل فولد فأراً. 

لأنَّ التاريخ في لبنان يعِّج ويزدحم ب حُكَّام سرقوا شعبهم بشراهة وقباحة دون وازع من ضمير، وقد وصف أحد الأجانب وليم لانغلاند هذه الزمرة من اللصوص إذ قال :

( من يسرق مرة يُصبح هو وذريته لصوصاً إلى الأبد ). 


في لبنان تظُن للوهلة الأولي وأنت تستمع إلى خطابات المسؤولين والحُكَّام أنَّك في حضرة شيخ أو قسيس أو رجل دين من طوائف ومذاهب وما أكثرها يعبق بها جو دولة لبنان الكبير. 

فقط يهمُّني ويشُّدني ويُلفتني ويُطربني كلام ينثُره شعراً وذهباً قاله أبو العلاء المعري : 

في اللاذقية ضجة ما بين أحمد والمسيحُ … 

هذا بناقوس يدق وذا بمئذنة يصيحُ …

كلٌ يعظِّم دنيه يا ليت شعري ما الصحيحُ …


في مُدونَّتي هذه عن حُكَّام وطني ( لبنان ) الذين سرقوا الشعب دون هوادة ولا رفَّة عين، فقط سأُشير إلى ( سرقتين للشعب اللبناني ) حصلتا  خلال ٢٥  عاماً الماضية. 


الأولى : سرقة الأموال غير المنقولة ( عقارات )  تمَّت عن طريق شركة سوليدير إعتباراً من العام ١٩٩٤م. 

الثانية : سرقة الأموال المنقولة ( ودائع ومدخرات اللبنانيين ) عن طريق مصرف لبنان وبقية المصارف إعتباراً من العام ٢٠٢٠م.


كل ذلك برعاية :

 - القوانين اللبنانية وفقاً للتسويات ما بين ملوك وأمراء الطوائف في لبنان. 

 - وحمايةً تحت قبَب برلمانية ينعم بدفئها لصوص القرن الحالي. 

 - وتحت مظلَّة واقية من الرسالات السماويَّة لاسيما المسيحية والإسلام. 


هذه الرسالات تدعو جميعها إلى  تحريم ( السرقة ) وفرضت مُنذ هُبوطها على هذه المعمورة عقوبات رادعة  في الكتاب المُقدَّس والقرآن الكريم، يُضاف تلك الرُزمة من القوانين الأرضيَّة النتنَّة اللبنانية المُغطاة بالغبار السياسي وبالعباءات الدينية وما أكثرها. 

في الديانة السماويَّة المسيحيَّة :

 

«لاَ تَقْتُلْ. لاَ تَزْنِ. لاَ تَسْرِقْ. لاَ تَشْهَدْ بِالزُّورِ». (متى 18:19)

لاَ تَسْرِقُوا، وَلاَ تَكْذِبُوا، وَلاَ تَغْدُرُوا أَحَدُكُمْ بِصَاحِبِهِ”. (اللاويين 11:19)


في الديانة السماويَّة الإسلاميَّة :


يا

 أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ

وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (الممتحنة 60:12)


في المُدونَّة  :


سرقة الأموال غير المنقولة ( سوليدير ) 


سوليدير (الشركة اللبنانية لتطوير وإعادة إعمار وسط بيروت ). 

شركة عقارية أنشأها مجلس الإنماء والإعمار سنة 1994 بهدف اعادة إعمار وتطوير وسط بيروت التجاري، برعاية وفكرة وإبداع وتخطيط من  دولة رئيس الوزراء في لبنان المُلقَّب بالشيخ القادم من الجزيرة العربية ( السعودية ) رفيق الحريري  الذي جرى قتله لاحقاً بانفجار على تخوم حلمه ( سوليدير ) مقابل مسبح السان جورج لأسباب أخرى لا تتعلق بالأموال غير المنقولة  والمنهوبة والمسروقة في قلب مدينة بيروت لأفراد أبرياء من هذا الشعب المقهور. 


كانت وسط بيروت قبل الحرب الأهلية ( ١٩٧٥م. وما بعدها ) من أجمل المدن المطلَّة على بحر الابيض المتوسط. 

كانت شوارعها تتضمَّن  أسواقاً منها المغطى ومنها المكشوف، والتي حافظت على أسمائها المشهورة : كسوق الطويلة، وسوق الجميل، وسوق أياس، وسوق الصاغة والساحات التاريخية، كساحة العجمي وبركة العنتبلي. 


بعد أزمة الحرير ومحنة المجاعة وغير ذلك من أسباب  بعد الحرب العالمية الأولي في بداية القرن الماضي هاجر رهط كبير من اللبنانيين إلى العالم الجديد طلباً  للرزق الحلال لايفاء ديون متراكمة على أهلهم. 


كان أمل اللبناني المغترب أن يمتلك عقاراً في وسط بيروت إذا حالفه الحظ في بلد الاغتراب، وقد نجح بعضهم في اقتناء عقارٍ وسط بيروت. ( ساحة البرج وجوارها )


بعد انتهاء الحرب الأهليَّة تفتقت الحيلة للصوص لبنان بأن يستغلوا كلمة إعادة إعمار وسط بيروت التي كانت جبهة حرب طوال سنوات لم يخسر فيها هذا الفريق ولم يربح فيها ذاك الفريق الاخر، بل كان القصد من الطرفين المتقاتلين هو التدمير المُمنهج والتخريب  المتعمَّد  لوسط بيروت حتى يتحقق حلم سرقة العصر. 


كان الرئيس الليبي آنذاك معمر القذافي يستغرب كيف كان يدفع الأموال لهذا الفريق حتى يحسم المعركة ولم يربح معركة واحدة من كل المعارك التي كانت شبه يومية، حتى إعترف في نهاية المطاف أنَّه كان مغفلاً مع لصوص جبهة وسط بيروت. 


لا داعي لأن نُثخِن جراح الضحايا وهم كُثر، لأنَّ اللصوص الحاكمة وضعوا اليد على المال غير المنقول عن طريق الاستملاك، أو فرضوا على أصحاب  العقارات  رزمة  ثقيلة من المواصفات حتى يقوم  المالك الأصلي بتأهيل عقاره أو الاستملاك. 

في كلا الحالين ( استملاك ومواصفات ) تمَّت سرقة العصر الأولى.  


سرقة الأموال المنقولة ( مدخرات الشعب اللبناني في المصارف )


لن أسترسل كثيراً في هذه السرقة لأن معاناة اللبناني اليومية لا داعي لذكرها، في تكرار التسوُّل اليومي أمام المصارف من أجل حفنة من دولارات هو كان يمتلكها. 

والحقيقة تقال أنَّ السارق الأكبر هو مصرف لبنان الذي كان يغِّض الطرْف عن  قانون النقد والتسليف والرقابة على المصارف وصلاحيات كل من وصل الى وظيفة ( مفوض الحكومة اللبنانية لدى هذا المصرف ). 


مصرف لبنان يضاهي البنك الفيدرالي الاميركي في قيمة  ( رواتب وتعويضات ) الحاكم ونوابه وسائر المحظوظين الذين وصلوا الى سدرة منتهى الاستفادة من هذا المصرف. وبالرغم من القوانين المالية الصارمة وقعت سرقة العصر الثانية. 


أخيراً وليس أخراً …


ما زلت أتوقّّع من السلطات الاميركية أن تفرض عقوبات مالية ليس على المقربين من حزب الله اللبناني ( الشيعة فقط ) بل أن تطال العقوبات الأميركيَّة المقربين من حزب الله من باقي الطوائف، ولا يخطرَّن على بال أحد أنَّ الخزانة الأميركيَّة لا تعرف كيف تمَّ تحويل أموال النافذين الحُثالَة إلى خارج لبنان، فقط أقول لهم إنَّ تاريخ الإستبلشمانت الأميركيَّة هو ( غضّ الطّرْف عنهم مؤقتاً ) …  

وإنَّ غداً لناظره قريب … 

وتاريخ دولة القانون وجرأة القضاء ولحظة الانتقام الأميركي قريبة جداً. 


فيصل المصري

أُورلاندوا / فلوريدا 

كانون الثاني ٢٠٢٣م


هناك تعليقان (2):

  1. د.فيصل تحية، تعليقا على اللوحة المرفقة .الثالث الاكبر تفجيرا عالميا جرى على متن بور بيروت ثلث العاصمة.لي رأي وتحليل مستنتج من الوقائع والأصغاء لمحليلين ذوي رأي راجح. النيترات الموضبة في عنابر المرفأ أتت لصالح النظام السوري بحماية حزب الله طيلة ٧ سنوات وتغاضي رجال السلطة . علمت أسرائيل بموقع المتفجرات حيث قام طيران العدو بقصفه وحصل ما حصل .حزب الله لم يتهم اسراىيل ولم يدينها منعا للاحراج واسرائيل حتما لا تعترف . واذا تدحرجت الامور للتحقيق الدولي سوف لن تتهم اسرائيل. اما سكوت حزب الله ليس مستغربا ذلك ان فتح الجبهة على الحدود لا يخدم المصلحة الايرانية .الكل على علم والكل صامت .ربما هذه هي حقيقة تفجير مرفأبيروت

    ردحذف
  2. قراءة ممتازة لواقع الحال بلد محكوم باللصوص منذ اكثر من ٥٠ عام ولكن بادوار مختلفه همهم الحفاظ على المزرعه كما ارادوها

    ردحذف

Blogger Template By: Bloggertheme9