يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الأحد، 9 فبراير 2020

نوَّاف غزالي … أين أنت ؟

نشر من قبل Faissal El Masri  |  in دراسة  3:27 ص

نوَّاف غزالي
أين أنت ؟.  
في منطقة بحاجة اليك
لأنها تعِّج بالطُغاة الصغار


المُقدِّمة التي لا بُدَّ منها :

منذ عدة أيام نشرت مُدونَّة عن الجنرال  عصام زهر الدين من سوريا كانت الأكثر قراءة خلال أسبوع واحد  وما زالت حسب إحصاء غوغل.
قرأت بعض الانتقادات الجارحة الموجهة لي شخصياً، فضلا عن كيل الشتائم للمرحوم عصام زهر الدين التي هي ( أقَّل من أن يُحسب لها حساب من بعض دروز لبنان والبعض الأقل من القليل من دروز سوريا ). 
أمَّا دروز فلسطين والأردن لم ينتقد أحدهم هذه الشخصيَّة العسكريَّة الدرزيَّة.  

إلى المنتقدين من ( نشاما دروز  سوريا  ولبنان ) على مُدونَّتي أقول :
لماذا لم تشرئب أعناقكم لَمَّا رديت على إبن تيميَّة  ذلك الفقيه صاحب الفتاوى السوداء والحقيرة  والذي  قال عن الدروز  زنادقة، كفار، ملاحدة ويحِّل سبي نسائهميراجع مُدونَّتي بهذا الخصوص ).  
لماذا لم  تزلغط السنتكم بالنكران والإستهجان على إبن تيميَّة، كما رغيتم على الجنرال المُوحِّد عصام زهر الدين
جوابي :
جرأتكم بانتقادي وانتقاد رجل عسكري مقدام من إخوانكم تتبجَّحون  فيه على الملأ دون خوف أو وجَّل لأنكم تعرفون أنَّي من بني جلدتكم لن أبادلكم السخف والافتراء على شخصية درزية بالمثل.  ( حِفظ الاخوان  ). 
وخذلانكم وخوفكم من أن تنتقدوا  من غير بني جلدتكم  كإبن تيميَّة  هو جلباب الجبن والخوف الذي تلبسون والذي يليق بكم ولكم.   

أقول لكم للمرَّة الاخيرة  :

أنا جريء في الدفاع والاستماتة عن معتقدكم ورجالاتكم ذوي الرتب العسكرية وقد أطلقت عليهم ( الإستبلشمانت  الدرزيَّة العسكرية في الملِّمات  ) الذين سيدافعون عنكم في المحَّن في منطقة تعِّج ب هاجوج وماجوج  حيث يجري إستنساخهم من القرون الوسطى والذين عناوينهم وطقوسهم تطبيق فتاوى إبن تيميَّة في الكراهية لكم ولمعتقدكم
من أُورلاندوا / فلوريدا تحيَّة الى القراء الذين هم أعزاء والذين كان تعليقهم على مُدونَّة الجنرال عصام زهر الدين :
أهل مكَّة  أدرى بشعابها
إختلاف الرأي لا يُفسد للوِّد قضية.
حفظ الإخوان في الملمَّات.  

الأن مُدونَّتي عن بطل من الأبطال
وإبن من أبناء الثورَّة العربيَّة الكبرى.
إنَّه نوَّاف غزالي.  
هل من نشاما جدد ينتقدوني لأني أكتب عن  مُوحِّد  درزي من جبل العرب ( جبل الدروز ) سوريا.  

في المُدونَّة


شخصياً ومع أني مُقيم خارج موطني ( لبنان ) أكثر سنوات عمري، إلا أنَّ همِّي كان دائماً البحث والتنقيب عن شخصية مِن الموحدِّين الدروز لأكتب عنها مُدوِّنة للتذكير بمناقب أفراد هذه الجماعة رداً للإجحاف الذي لحق بهم  من حثالة المؤرِّخين والفقهاء العرب وقد ألفت كتاباً وطبعته في بيروت ونشرته على صفحة غوغل الوثائقية.  ( الموحِّدون الدروز عبر التاريخ ).  
وعلى جري عادتي إن كتبت عن مُوحِّد درزي يكون تركيزي على عمق عقيدته وإيمانه، وكنت وسأبقى حريصاً على عدم الخوض في العقيدة الدرزيَّة، ( وعدم ذِكْر الميول السياسية للشخصية التي أنا بصددها ).  
في هذه الْمُدوَّنة سأتطرَّق إلى هذا البطل، ماذا فعل وماذا قام به.

ما يدور اليوم في عالمنا العربي … 
حيث يعِّج بطغمةٍ  من الطغاة الصغار الذين يحكمون بالرقاب والعباد ويبرعون بسرقة المال العام وسرقة مدخرات شعوبهم.  
حيث ترى شعوبهم  المغلوب على أمرها يحتجون  بحراك  مدني سلمي لا يصل إلى درجة الثورة الأمر الذي  يؤدي الى بسط الميكيافيلية في الحكم عن طريق التغاضي عن المطالب لا بل أزدراء هذه الشعوب
ولا بد لي أن أستذكر  في الليالي الظُّلُمَاء الحالكة والظالمة عُظماء العرب، وأستفيض في ذِكْر مآثرهم، وأُمني النفس أن تلِّد النساء مثل سلطان باشا الاطرش، ورفاقه الشرفاء الذين أوصلوا سوريا قلب العروبة النابض الى الاستقلال وإلى رفع أول علم عربي بعد أن بادت إلى غير رجعة الإمبراطورية العثمانية البغيضة، وغاب عن العالم نِظام الانتداب الفرنسي.   

اليوم ..
  
أستذْكِر بطل غابت سيرته العطرَة عن الكُتُّب
في التاريخ  القديم والحديث  التصنيف والتأريخ عند العرب  يعتمد دائماً على مقاييس كاذبة تُراعى فيها إرضاء الإستبلشمانت الدينية والسياسية التي تحكم، لا سيما في تسمية  أبطال الأُمَّة والعُظماء فيها.  وهذا الأمر تحقق منه المؤرِّخين في الغرب خاصة ألمانيا  وباقي دول أوروبا والآن في الولايات المتحدة الاميركية
من الأمور والثوابت التاريخية الواضحة والشريفة، أن نوَّاف غزالي هو بطل من الأبطال الذي أجهز، وكتم أنفاس أديب الشيشكلي ذلك الطاغية الصغير، إذ لحق به الى زاوية من زوايا العالم وهو مُختبِئ  كالفأر، فأدخله  حشراً  في مزبلة التاريخ، بعد أن واجهه وجهاً لوجه كالفارس المِغوار الذي لا يرضى إلاَّ المواجهة عن قوة بدل الإجهاز خِلسة أو غدراً  من الخلف.  


من هو نوَّاف غزالي :

 -  هو بكل فخر قاتل أديب الشيشكلي الذي حكم سوريا في الفترة ما بين  ( 1949 م حتى شباط  1954 م). 

 -  هو قاتل الطاغية الصغير، إنتقاماً من ممارساته العسكرية ضد أهله في منطقة جبل العرب ( جبل الدروز، محافظة السويداء ). 

 -  أديب الشيشكلي كان ضابطاً في الفترة التي سماها الغرب فترة الانقلابات، لان الضابط السوري في تلك الأيام إذا كان ليله طويلاً بسبب القلق الذي ينتابه، كان يتسلَّى فجراً بأن يقوم بإنقلاب على ضابط زميل له في السلطة.

 -  أديب الشيشكلي هو الضابط الذي إنسلخ عن سربه كغيره من الضباط، وقام بإنقلاب عسكري أطاح بسامي الحناوي، وكان يتميَّز بعقلية ديكتاتور جاهل متعطش إلى قتل كل من يعارضه الحكم.   

 -  توجَّس أديب الشيشكلي خِفية بأن  جبل الدروز، ( محافطة السويداء ) بدأ يُخزِّن السلاح عن طريق الأردن، وأخر عن طريق العراق، وذلك تهيئةً  للقيام بانقلاب ضده، يشترك فيه أهل جبل الدروز مع آلِ  الأطرش بتنسيق مع المملكة الاردنية  الهاشمية.   

إتخذ قراراً  مُتسرِّعاً فيه جهلٌ مُطبَق بتوقيعه على أمر بإعتقال رمز من رموز الموحِّدين  الدروز، لا بل العرب الشُرفاء، سلطان باشا الاطرش، القائد العام للثورة العربية السورية

 -  وإتخذ أديب الشيشكلي قراراً همجياً بدخول مدينة السويداء، بالدبابات والمدفعية والطائرات صانعا بذلك أبشع المجازر.  

 -  كان الطاغية الصغير أديب الشيشكلي يقول قبل الهجوم الدنيئ على السويداء

أعدائي يشبهون الأفعى .. 
رأسها في جبل الدروز .. 
ومعدتها في حمص .. 
وذنبها في حلب .. 

 -  دخل  أديب الشيشكلي مدينة السويداء  في 31 كانون الثاني 1954 .. 

كانت الخِطَّة العسكرية تقضي بأصدار الأوامر إلى اللواء السادس المرابط في منطقة إزرع في حوران، والطلب اليه بأن يزحف على السويداء ويطوِّقها ويعتقل سلطان باشا الاطرش ..

 -  قام اللواء السادس بمحاصرة السويداء في ليلة، 26 و  27 .. من كانون الثاني، وفي صبيحة ذلك اليوم توجهَّت قوة عسكرية إلى قرية سلطان باشا الاطرش ألقريا بقصد إعتقاله ..

 -  لم تتمكَّن هذه القوة، ولم تفلح  من إكمال المهمة ..

 -  بعد هذه الخيبات المتكررَّة،  والغموض في الأوامر العسكرية، وتبادل الإتهامات بعد العنف والمجازر التي أُرتكبت أثناء هذه الحملة، جعلت زُمرَّة الضباط يتنصَّلون  كلٌ من مسؤوليته عن هذه الجرائم التي أُرتكبت في حق ألاهالي من الموحِّدين الدروز.  

 -  أيقن أديب الشيشكلي أن زمام الأمور قد تنفلِت من يده .. 

إتصل سِراً  بالحكومة اللبنانية لقبوله لاجئاً سياسياً ..

 - غادر الشيشكلي دمشق إلى بيروت في  25  شباط  1954 بعد أن قام بتسليم كتاب إستقالته إلى رئيس الاركان الزعيم ( زعيم رتبة عسكرية ) شوكت شقير، وهو ضابط أصله من لبنان من  قرية أرصون  بالمتن الجنوبي، قضاء بعبدا، إنخرط بالجيش السوري مع رِفاق له لبنانيون في تسمية أُطلق عليها جيش الإنقاذ .. 

 -  وكانت ترتيبات تسوية استقالة  أديب الشيشكلي بلجوئه الى لبنان، ثم المغادرة  إلى السعودية، ومنها إلى فرنسا، ومن ثم الى مكان أخر غير معلوم ..   

 -  بقي الوضع السياسي في سوريا ممسوكاً من العام ١٩٥٤ حتى العام ١٩٥٧ بعهدة هيئة أركان الجيش بقيادة الزعيم شوكت شقير .. 

 -  وفي العام  1957  تسلّم السلطة في سوريا شكري القوتلي، وحُوكم الشيشكلي غيابياً بتهمة الخيانة العظمى.  

مِن المعلومات التي توصَّلُت اليها ..
غادر أديب الشيشكلي  في  العام   1960  إلى البرازيل  حيث أقام في مزرعة،  مُختبأً  ..

 -  بعد عشر سنوات  تمكَّن البطل نوَّاف غزالي من اللحاق به  الى مكان مخبئه،  وقتله أخذاً بثأر أهله من الموحِّدين الدروز ..


كيف إغتال نوَّاف غزالة، الشيشكلي ؟

يقول حسن سليمان غزالة أحد أقارب البطل نوَّاف غزالة :  

توجه نوَّاف غزالي  إلى المزرعة التي يُقيم فيها أديب الشيشكلي ..

وقال له
إذا صدر عفو رئاسي عنك هل ستعود إلى سوريا ؟ 
فأجابه الشيشكلي
طبعاً ... سأعود .. 

فقال له نوّّاف غزالي
أهلي شهداء .. ولن تستطيع العودة، وأنا حي ..
 فأطلق عليه خمس رصاصات من مسدسه .. 
 قائلا له
هذه الرصاصات من سلطان باشا الأطرش ..

 وبعد أن أجهز نوَّاف غزالة على أديب الشيشكلي، يقول قريبه المذكور اسمه أعلاه أن  نوَّاف غزالي سلَّم نفسه للسلطات البرازيلية، بعد 18 يوماً من حادثة القتل ..

 -  حُوكم نوَّاف غزالي ونُفِّذ بحقه حكماً لمدة ٥ سنوات .. 

 -  وفي سِياق المحاكمة  سأل القاضي البرازيلي نوَّاف غزالي

 -  هل انت نادم على مافعلت ؟ 
فأجاب نوَّاف
 -  كلا يا سيدي، لست نادماً، فإن مثل هذا المجرم لا يستحِق الحياة، ووجوده عبء ثقيل على كاهل البشرية والانسانية، بأجمعها ولا يجب إعتباره انساناً مطلقاً لأنه لا ينتمي الى طبيعة البشر ، وهو خارج عن كل ما يمتُّ للانسان، والانسانية بصلة .. 

وتأكد يا حضرة القاضي أنه لو قام عشرين مرة من الموت، فإني سأقتله، لانه مجرم، وسفاح، وعميل، وسافك لدماء الأطفال، ومُحلِّل إبادتهم ..

 - وكما انه ذلَّ الشعب العربي السوري وشوَّه صورة العرب، أمام العالم،  وأنَّه  طعن العروبة في قلبها وهو يدّّّّّعي حمايتها والتكلم  بإسمها ..  


 - توفي نواف غزالي في  20/11/2005 عن عمر ناهز فيه الثمانين عاماً، وأُعيد جثمانه الطاهر من البرازيل ليدفن في مسقط رأسه ..  

 - وصل جثمان هذا البطل إلى السويداء، يوم الأربعاء في   30/11/2005   ..
 - ودفن يوم السبت  3/12/2005، في مسقط رأسه في مَلح .. 

وقام الاوفياء من عشيرته، وأهله بأن حملوا جثمانه في طريقه إلى مثواه الأخير بزيارة الى شهداء الكفر، ومن ثم الوقوف أمام  النصب التذكاري لـسلطان باشا الأطرش .. 

هذا بطلٌ ..
هذا ثائرٌ  ..
هذا نوَّاف غزالي ..
أشهر مِن أن يُعرَّف ...



فيصل المصري
أُورلاندوا / فلوريدا 

٩ شباط ٢٠٢٠م

0 comments:

Blogger Template By: Bloggertheme9