يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الخميس، 20 فبراير 2020

الموحِّدون الدروز بعد موقعة عين داره المشؤومة بالعام ١٧١١م

نشر من قبل Faissal El Masri  |  in دراسة  6:13 م


الموحِّدون الدروز بعد موقعة عين دارة المشؤومة بالعام ١٧١١ م

المُقدِّمة التي لا بُدَّ منها :
بادئ ذي بدء
لا يسعني إلا أن أشكر الأصدقاء الأعزاء الذين قرأوا مدونتي ( الموحِّدون الدروز وحُثالة بني عثمان ) وشاركوا في نشرها على صفحاتهم بأعداد لم أكن أتوقعها حيث بلغني إحصاء غوغل أنَّ عدد قُراء هذه  المُدونَّة بلغ في يومين أكثر من 
٢٠٠٠  قارئ بالترتيب العددي ( أميركا، لبنان، سوريا، الإمارات العربية المتحدة،  فلسطين، السعودية، كندا، الأردن  ومصر ). 
كذلك لا يسعني إلا أن أشكر كل الذين تفضلوا فأجزلوا في  تعليقاتهم  وأخص بالذكر الشيخ حسيب مكارم من بلدة رأس المتن ( لبنان  في صفحته أقليات  قلقة في الشرق الأوسط ) الذي أكرمني  في تعليق  فاق طموحي  بأشواط فيما كنت أصبو اليه  عندما بدأت  أكتب وأنشر على صفحة غوغل الوثائقية عن الموحِّدين الدروز.

دائماً كانت مُدونَّاتي تهدف إلى تصويب التاريخ والرد على الافتراء  الذي رافق الموحِّدين الدروز منذ وصولهم إلى وادي التيم في بلاد الشام حيث أقاموا وما زالوا.  

دائماً كنت أُطالب الإستبلشمانت الدينية الدرزيَّة في بلاد الشام وما زلت، أن  تقوم  بتشكيل وفد رسمي رفيع المستوى من رجال دين ورجال إختصاص لزيارة مصر ( مسجد الحاكم بأمر الله ودار الحكمة كبرى مكتبات العالم قاطبة ) للوقوف على ما قاله المؤرخ إبن أبي طي أنَّها من عجائب الدنيا، خاصة وأن الدروز عامة يهمهم معرفة الأمكنة الدينية التي يعود الفضل فيها للحاكم بأمر الله المُقدَّس سِرَّه.    
وقد سبقنا في ذلك طائفة البُهرة من الهند ( أصلهم من الفاطميين ) في عهد الرئيس أنور السادات أن توَّلوا  القيام بتحسينات وما زالوا حتى يومنا  في مسجد الحاكم بأمر الله على نفقتهم الخاصة

دائماً كان يردني رسائل من الإخوة الدروز في بلاد الشام تعليقاً على مدوناتي، هذا يقول  أنا سوري ولكن جدي قدِم من لبنان واستوطن هنا. وأخر يقول أنا أردني ولكن أصولي من عائلة كذا في لبنان، وأخر يقول  أنا فلسطيني ولكن لي أقارب وجذوري لبنانية.
دائماً كنت أعود إلى أخي فاروق محمد المصري المقيم في لبنان والذي كان إهتمامه معرفة  العائلات الدرزيَّة التي استوطنت بلاد الشام ( سوريا الاردن وفلسطين ) وتعود بأصولها وجذورها إلى عائلتنا ( آلِ المصري الموجودة في صليما والقلعة وعاليه والمريجات وبعقلين ). 
قام الأخ فاروق مشكوراً بتأليف كتاب ( عائلة آل المصري جذورها وفروعها ) الطبعة الأولى ٢٠١٩م. حيث تبين أنَّ عائلات هنيدي، بريك، مقلد، قصوعة، عويدات ( السورية ) تعود بأصولها إلى عائلة آل المصري من لبنان.  

هذه المُدونَّة  قصدت منها وأنا ( أعشق البحث والتمحيص التاريخي ) والمقيم في بلاد الإغتراب، أن أسبر غور تاريخ عائلات الموحِّدين الدروز في بلاد الشام وأرضي شغفي لأعرف مسببات هذه الهجرة والتهجير
سواء كانت من أجل لقمة العيش ( بعد الحرب العالمية الأولي ). 
أو بسبب إقتتال أخوي أو عائلي ( تطبيق عقوبة الإبعاد من القرية ). 
أو بعد الثورات والحروب الأهلية  ( لبنان ١٩٥٨ / ١٩٧٥ م. ).
وإن كان أهمُّها  قاطبةً معركة عين دارة المشؤومة.  

هذه المُدونَّة  قصدت منها التشجيع من أجل لمِّ الشمل لهذه العائلات عن طريق التعارف  والمصاهرة والتقارب لأن الأوضاع التي تعصف بمنطقة بلاد الشام تستدعي التكاتف والتعاضد عن طريق  قربى الدم والعائلة.

وكما قدَّمت  كتاب أخي فاروق المشار اليه وذكرت ( قلَّما وقع نظري على كتاب يتضمن تاريخاً لعائلة درزية سكنت هذا الجبل ( لبنان ) ومردُّ ذلك أنَّ الكتابة عن تاريخ العائلات الدرزية اقتصرت فقط على العائلات ( الإقطاعية ) التي حكمت هذه البلاد. فإنَّه يحدوني الأمل أنَّ تحذو باقي العائلات بتدوين تاريخها وجذورها وفروعها خارج لبنان.   

في المُدونَّة
معركة عين دارة المشؤومة، هي سبب من أسباب هجرة وتهجير وانقسام العائلة الواحدة.  

معركة عين دارة المشؤومة تعتبر الانتكاسة الثانية في  الطائفة الدرزية بعد محنة الدّّجَّال.  
معركة عين دارة هي الحرب  الأهلية  الواحدة وعسى أن تكون الأخيرة بين الدروز.
معركة عين دارة هي حرب قتل الأخ أخاه
معركة عين دارة أسدلت الستارة  عن  إمارة درزيَّة ( في لبنان ) دامت سبعة قرون من الحكم الذاتي القوي.
معركة عين دارة وما تلاها من انقسام أدَّى إلى ضعف النفوذ الدرزي  السياسي والاقتصادي والعددي في  لبنان.   
معركة عين داره  الغرض منها  تنفيذ خطَّط سلطنَّة  بني عثمان مع الأمير حيدر الشهابي  ( السنِّي ) من أجل إضعاف الأسر المقاطعجية  ( الدرزيَّة  ) الواحدة تلو الأخرى  حيث تبين لهذه الأُسر بعد حين قذارة  المؤامرة على الدروز  وكانت لهم  …  ( لات  ساعة مندم  ).
معركة عين داره أدَّت إلى إنتقال الإمارة من الأسرة المعنية الدرزيَّة إلى الأسرة الشهابية السنيَّة نهائياً بعلم وموافقة  السلطنَّة العثمانية

معركة عين داره تبقى وصمة عار في جبين السلطنَّة العثمانية البغيضة والبائدة حتى نهاية الكون لأنها كانت تقوم بتغذية الغرضية ( قيسية / يمنية ) في نفوس رؤساء وشيوخ  العائلات  الدرزيَّة التي كانت تسود في وقتها طالبة الرضى الرخيص من الباب العالي وقد أدَّى هذا الرضوخ المُذِّل إلى معركة ما بين الأخ وأخاه قصمت فيه ظهر الدروز وما زالت تداعيتها تظهر في بلاد الشام حيث العائلة الواحدة تقيم في عدة دول.  

لن أدخل في متاهات هذا الخلاف  لأنَّه يزيد في  نكأ الجراح، بل أقول أنَّ الانقسام أدَّى إلى معسكرين  (يزبكي وجنبلاطي ) ما زالا يزيدان في ثخونة  الجراح والعمل على إضعاف البنيان بدل بلسمه، بدليل العمل الدؤوب على هزالة التمثيل الدرزي في حكومات لبنان بعد رحيل كل من كمال بك جنبلاط والأمير مجيد أرسلان  طيَّب الله ثراهما
وإن أنسى لن أنسى رحيل سلطان باشا الاطرش في  سوريا الذي كانت له صولات وجولات في تحرير سوريا من مناكيد الحثالة العثمانية ومن نجاسة الانتدابين الإنجليزي والفرنسي. ( بالإذن من المتنبي في قوله ل كافورأنجاس مناكيد ).
وإن أنسى لن أنسى رحيل فضيلة الشيخ أمين طريف  في فلسطين الذي حافظ على كرامة العرض والتشبث في الأرض رافضاً مذلَّة اللجوء، وما اجتماعه الشهير مع سلطان باشا الأطرش يوم ١٥ / ٦ / ١٩٤٨م. إلا خير دليل على ما أقول.   


كان رحيل العمالقة فسحاً في المجال لتغليب مقوَّلة العقدَّة  الدرزيَّة  في حكم لبنان بعد  أن كان أحد زعماء هذه الطائفة يقول لهذا كُن ْ رئيساً، فيكُّنْ.   

قبل الدخول في محنة ومعركة عين دارة سألقي نظرة خاطفة على محنة  الدَّجَّال أوَّل المِحَن.   
 مِحنَة الدَّجَّال 
منذ غياب أو احتجاب الحاكم بأمر الله ليلة ١٢ شباط سنة ١٠٢١ بدأت المحن.   
بُويع بالخلافة الفاطمية، الحسن المُلقَّب بالظاهر لإعزاز دين الله.  
ما أن اعتلى الخليفة العرش، حتى بادر إلى اضطهاد الموحِّدين  ناكثاً للعهد الذي قطعه على نفسه أمام وفِي حضرة الحاكم بأمر الله. 
قام الخليفة الظاهر بإعلان السجِّل العدائي علانية ضد الموحِّدين، 
وجاء فيه :
إنَّ جميع من خرج منهم عن حد الأمانة والعبوديَّة لله عزَّ وجل، فعليهم لعنة الله ولعن اللاعنين والملائكة والناس أجمعين، وأنه قد قدَّم إنذاره لهم بالتوبَة إلى الله تعالى من كفرهم، ومن أقام منهم على كفره فسيف الحق يستأصله.  
وعلى جري عادة بعض الفقهاء المأجورين للسلطة في التاريخ الإسلامي، قام بعضهم بإعطاء فتوى للخليفة الظاهر بأنَّ هؤلاء الموحِّدين من أتباع الحاكم بأمر الله، يعتبرون أنَّ الخلافة والإمامة الفاطميَّة إنتهت بالحاكم بأمر الله، وانتقلت في الأوَّل  من مّحرَّم  من عام ٤٠٨ هجري إلى حمزة بن علي، المُلقَّب بإمام الزمان. 
وبعد أربعين يوماً على احتجاب  الحاكم  بأمر الله، بدأت عمليات  التنكيل والاضطهاد والتعذيب  ضد الموحِّدين  وسفك  دمائهم  في  أنحاء  ارض  الخلافة.  
دامت المحنة  ست سنوات واستمر البلاء  وبقيت غريزة  البقاء  بالصبر والثبات حتى أواخر سنة  416 ه أو 1026 م ..
وقد أطلق رجال الدين الدروز على هذه المِحَنة ( مِحنَة  الدَّجَّال ) وكان القدوم والهجرة القسريَّة إلى وادي التيم

معركة عين داره :
 وقعت في عام 1711 بين قوات اليمنيين بقيادة الشيخ محمود أبو هرموش وأمراء آل علم الدين، وبين المعسكر القيسي الذي ضمَّ  رجال الإقطاع الدروز من أبناء آل القاضي والتنوخيين وآل نكد وجنبلاط وعبد الملك وتلحوق.  

وقعت معركة عين دارة  في سهل قريب من بلدة عين دارة، حيث تقاتل الدروز  ( القيسيون من جهة  بقيادة الأمير حيدر الشهابي ) و ( اليمنيون بقيادة محمود أبو هرموش ). 
كانت الغلبة للقيسيين  وسقط من القتلى ثلاثة من أمراء آل علم الدين، وقبض الأمير حيدر الشهابي على أربعة أمراء من آل علم الدين، أمر بقطع رؤوسهم. أمَّا الشيخ محمود أبو هرموش، فقد قُبض عليه واكتفوا بقطع لسانه وإبهاميه تمشياً مع التقاليد
كافأ الأمير حيدر الشهابي حلفاءه في المعركة، ووزع عليهم الإقطاع، وحصل آل أبي اللمع على رتبة الأمارة مع  قاطع المتن الشمالي تضاف ( إلى صليما، المتين وكفرسلوان )، ونال الشيخ قبلان القاضي إقليم جزين، والشيخ علي النكدي المناصف، والشيخ جنبلاط عبد الملك منطقة الجرد، والشيخان محمد وبشير تلحوق أُقطِعا منطقة الغرب الأعلى.

كان لمعركة عين داره  ذلك القول  المعروف ( رُبَّ ضارة نافعة ). 
الهجرة القسريَّة  من العائلات ( اليمنية ) إلى  جبال حوران في سوريا التي بات يعرف  أحدهم ( بجبل الدروز )، عندما قام أعيان آل حمدان ( حمدان الحمدان وأخوه من قرية كفرا قرب عيناب التي أحرقها القيسيين بعد موقعة عين داره ).   بدخول ( جبال  حوران ) التي كانت شبه خاوية، وبنوا هناك مؤسسات وقرى واستوطنوا جبل الدروز عامة. ( يراجع بذلك عباس أبو صالح وسامي مكارم وصالح زهر الدين ).  
لم يصل إلى جبل الدروز ( سوريا ) ذلك الخلاف ( قيسي، يمني ) بل  توحدَّت العائلات ولم تصل اليها اليزبكية والجنبلاطية أيضاً.

كذلك الأمر لا تجد هذه الغرضية الحزبية في الاردن وفلسطين.

أخيراً
من يرغب في ذكر  اسم ( قريته أو بلدته أو مدينتهواسم عائلته واسم العائلة التي تعود بأصولها في لبنان، أكون له من الشاكرين
اسم العائلة  :
من سوريا أو  الاردن أو فلسطين
اسم العائلة من لبنان   …
مثلاً :

هنيدي ( السويداء، سوريا  )
المصري ( صليما، لبنان  )

فيصل المصري 
أُورلاندوا / فلوريدا
٢٠ / ٢ / ٢٠٢٠





هناك تعليق واحد:

Blogger Template By: Bloggertheme9