يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الثلاثاء، 26 مارس 2019

الموحِّدون الدروز في بلاد الشام إلى أين. ذكرى وفاة سلطان الأطرش.

نشر من قبل Faissal El Masri  |  in دراسة  1:15 م

الموحِّدون الدروز في بلاد الشام إلى أين ؟
في ذكرى وفاة سلطان باشا الأطرش
٢٦ اذار ١٩٨٢م


المُقدِّمة التي لا بُدَّ منها :


إذا ما ألقينا نظرة في هذا القرن الجديد على جميع الدول العربية من الخليج الثائر إلى المحيط الهادر سواء كانت هذه اللفتَّة أو النظرة،  سياسية أو ثقافية أو علمية أو حضارية أو فكريَّة  أو تقدم علمي
لا نستغرب  ولا نسأل عن سبب تأخرنا وتشرذمنا وإنقسامنا ومماحكات بعضنا البعض لأن :

الإسلام العربي،  وجمهرة  من بعض الفقهاء هم الذين قضوا على الفكر والفلسفة والعلم في الأندلس

الإسلام العربي،  وبعض غُلاة الفقهاء  هم الذين نحروا العقل من الوريد إلى الوريد  في مصر أثناء خلافة الحاكم بأمر الله

الإسلام العربي، مع بعض المُتزمتين هم الذين أوصلونا إلى خواتيم فتاوى إبن تيميَّة التي يتصلَّى بنارها الجهنمية  الإسلام اليوم  تكفيراً من هنا ولعنةً  من  هناك  إلى أفراد  أو جماعات  من ذات الدين الإسلامي الواحد

الإسلام العربي، هو مَنْ غضَّ الطرْف عن قول النبي صلى الله عليه وسلم  : 
( يبعث الله على رأس كل مائة عام من يجدد لهذه الأمة أمر دينها )

وكما إنشغل كهنة القسطنطينية أثناء حصارها (هل الملائكة ذكور أم إناث) ؟
هكذا ينشغل الغباء العربي اليوم ( هل أنت شيعي أم أنت سني ). 
كما إنشغل العرب بالماضي  فضاعت الأندلس وفلسطين
وجاء دور القدس والجولان السورية الأن

ويأتيك المتنبي قبل ألف عام عندما قال :
نامَت نواطيرُ مِصرَ عن ثعالِبها *** فقد بَشِمنَ وما تُفنى العناقيدُ
وهذا هو حال العرب والعروبة الأن

في هذه المُقدِّمة  أشير إلى زيارة وزير خارجية أميركا ( بومبيو ) إلى لبنان، ذلك الرجل العسكري خريج الأكاديميَّة العسكريَّة الأميركيَّة ويست بوينت الذي نقل رسالة دبلوماسيَّة عسكريَّة في آن إلى كل من يهمه الأمر في لبنان

ما نقله للإدارة اللبنانية وزير خارجية أميركا ليس موضوع مُقدِّمتي الأن
بل الذي يُهمني القصد من الزيارة التي قام بها وزير خارجية أقوى دولة بالعالم إلى وليد جنبلاط ( بصفته زعيم درزي من لبنان ليس إلا ) أمَّا بيت القصيد الأخر مِن قصد الزيارة، معروف لدى شيخ عقل طائفة الموحِّدين الدروز في فلسطين الشيخ موفق طريف ويتعلق ( بالجولان  السورية ). 

نصيحتي لأهلي وأبناء عشيرتي ( الموحِّدين الدروز في بلاد الشام ) لا تستعجلوا الحِكم على هذه الزيارة ولا تبنوا إفتراضات أو حلول، لأن الآراء تضاربت  ولم تعد واضحة بسبب أنَّ المنطقة العربية  إختلط فيها الحابل بالنابل

لذلك نأمل من الزعيم وليد جنبلاط أن يجري مُقابلة تليفزيونيَّة مع مُقدِّم  برامج رصين  لا يُجيد فن الاستعراض التلفزيوني ولا يُتقن القهقهات البهلوانية، بل يُحسن فن سبر غور أفكار هذا الزعيم  ليستنبط بعض المكنون الذي يُقلق دروز بلاد الشام خاصة أهلنا في سوريا وفلسطين وبالأخص الجولان
هذا ما عندي
والله ولي التوفيق

في المُدونَّة سلطان باشا الاطرش يقف جنباً الى جنب مع عُظماء العالم

تاريخ ولادته : ٥ آذار ١٨٩١م.  
تاريخ وفاته : ٢٦  آذار ١٩٨٢م
قائد جيوش الثورة الوطنية السورية،
كاتب أهم وثيقة في التاريخ العربي الحديث، تتألف من ٤ كلمات :
الدين لله، والوطن للجميع.  

سلطان باشا الاطرش شخصية عربية فذَّة، لم يُنصِفها التاريخ العربي الحديث، بل بقيث صفحة غير مكتوبة من مجلَّد عربي ضخم، يتضَّمن قصص عدم الوفاء وما أكثرها.  

في ليالي سوريا المكفهرَّة هذه الأيام، حيث  يُخيِّم الظلام الديني والدنيوّي على أرضها التي تشهد وتسرح  وتمرح في مُدنها  وقُراها، ودساكرها، جماعات مُسلَّحة  تعيث بطول البلاد وعرضها تخريباً  ونهباً وتدميراً.

تارةً باسم الدين، وطوْراً  باسم الحُريَّات، فأُستبيحت الحُرُمات الاسلامية والمسيحية على حد سواء، وطاولت دور العبادة  والمقامات الدينية، وأشتعلت الحروب الطائفية والمذهبية دون وازع من ضمير أو أخلاق.  

في هذه الظروف المؤلمة، حيث تغطي سماء سوريا  طائرات من دول الكون، ترمي الحمم والاحقاد وتُغذِّي النعرات دون هوادة
أتذكَّر سلطان باشا الأطرش كما يتذّكر أهالي جبل العرب السوري ( جبل الدروز ) اليوم قائد جيوش الثورة الوطنية السورية، الذي لو جرى تطبيق جزءاً من إعلان  الثورة التي نادى بها والقائلة :

( إلى  السلاح، إلى السلاح ) بتاريخ ٢٣ أب ١٩٢٥، والمتضمنه مبدأ :
( الدين لله والوطن، للجميع
في الدساتير التي تلَت الاستقلال، كانت سوريا  وغيرها من البلاد العربية، قد تجنَّبت هذه الحروب الأهلية الطاحنة.

هذا الإعلان الذي نادى به سلطان الاطرش، يماثل في عنفوانه إعلان الاستقلال الأميركي الذي كتّبه
Thomas Jefferson  في وثيقة الاستقلال :
 Declaration of Independence،  في ٤ تموز ١٧٧٦م.
هذا الإعلان، طبَّقته الولايات المتحدة الأميركية، في دستورها الصادر بالعام ١٧٨٧م، حفاظاً  وتكريماً لشهداء استقلال أميركا.

وحتى أكون صادقاً، أستأنست في دراستي عن سلطان باشا الاطرش بالمراجع العربية، ولم أجد ما يُشبع نهمي، لأنَّ  بعض المؤرخين العرب الذين كتبوا سيرة هذا البطل، كانوا من المرتزقة المأجورين

وحتى أصل الى خواتيم بحثي، إعتمدت على المؤرِّخين الفرنسيين والانكليز أكثر من أقرانهم العرب، نظراً للمصداقية المبنية  على حقائق تاريخية أغفل عن تدوينها مؤرخوا تلك الحقبة من العرب، بإعتبارهم مؤجورين لطمس الحقائق عن هذه الثورة، ومبادئها

في الغرب، لكل ثورة بطلٌ واحد، يُساعده رجالات عظام، فهذا جورج واشنطن بطل الاستقلال وأب الولايات المتحدة الأميركية دون منازع، ومنذ وفاته تعْمَدْ حكومات الولايات المتحدة على تعظيمه، دون إشراك أحد في زعامته المطلقة.

وحتى لا تضيع مبادئ الثورة، يجري تقنينها بمواد مُضيئة  بالدستور الذي يُعتمدْ، حتى يجري تطبيقها بعد الثورة، لان الأرواح التي زُهقَت والشهداء الذين سقطوا على مذبح الحرية، يجب تكريم أرواحهم  وتضحياتهم بمواد تحفظ استمرارية وزخم الثورة.

أمَّا عند المؤرخين العرب، فإنَّ بطل الاستقلال  يعتمد في كل دولة حسب معايير تناسب الحاكم، الذي إستولى على  الحِكٓمْ  بعد الاستقلال.  

من المعايير التي طُبِّقت في تأريخ  وتدوين الاستقلال عند بعض الدول العربية الآتي :
 -/ إعتماد التوازن الطائفي لتحديد أبطال إلاستقلال
 -/  إعتماد المكان الجغرافي لإنتقاء أبطال الاستقلال.  

وبسبب هذه المعايير الفضفاضة في تحديد بطل الاستقلال دون سواه، تضيع المبادئ الحقيقية للثورة التي أعلنها في وقتها القائد او البطل، كما ضاع هذا المبدأ ( الدين لله والوطن للجميع )الذي أعلنه سلطان باشا الاطرش في الدساتير المُتلاحقة والمتعدِّدة في سوريا وحتى في غير بلد عربي.

دائماً  في دراساتي التاريخية لا أعتمد على سرد السيرة الذاتية للشخصية التي أتناولها بقدر ما أهتم  الى أيام معدودات من حياة هذه الشخصية، وعمَّا إذا كان لها تأثير في مجرى التاريخ، كالايام القليلة من حياة خالد بن الوليد لمَّا اجتاز الصحراء ما بين العراق وسوريا في خمسة أيام لنجدة جيوش المسلمين في فتح الشام.  
كذلك مسيرة  General  Sherman  التي ساعدت على إنهاء الحرب الأهلية الأميركية
كذلك، قيادة  General  Patton لأسرع جيش في العالم في الحرب العالمية الثانية.

من هذا المنطلق يدور بحثي عن بطل الاستقلال في سوريا.  
إنَّه  من دون شك سلطان باشا الاطرش، في إعلانه إلى  السلاح، إلى السلاح بتاريخ ٢٣ أب ١٩٢٥ حيث حدّد الآتي :

- وحدة البلاد السورية
- قيام حكومة شعبية
- جلاء الجيوش الأجنبية.  
- تأييده مبادئ الثورة الفرنسية.  
- الدين لله، والوطن للجميع.  

يهمني من إعلان سلطان باشا الاطرش هذا المبدأ
الدين لله، والوطن للجميع ..

أنَّه يُشبه إلى  حدٍ  كبير، ما تضمَّنه الدستور الأميركي عن الدين، والذي ما زال من يُثيره او يفاخر به الى يومنا هذا على حساب الاديان الاخرى، يُعتبر  جريمة إتحادية، Federal Crime

هذا المبدأ، لو جرى إعتماده، في الدساتير التي تلت الثورة، والتي تغيرَّت وتبدَّلت على مرّ الزمن، كانت سوريا بالذات أنقذّتها هذه المادة،  وكان حتماً هذا المبدأ، سيّغير مجرى التاريخ.

 -/ بتاريخ ٢٥ أيلول ١٩١٨، لبَّى سلطان الاطرش نداء الثورة العربية الكبرى بقيادة، الشريف حسين، وقام مع إخوانه المجاهدين باحتلال قلعة بُصرى الشام.  

 -/ وفي نفس السنة من العام ١٩١٨، إشتبك مع الأتراك والالمان في تلال المانع، على مشارف دمشق.

 -/ دخل دمشق في ٣٠ أيلول من العام ١٩١٨مورفع العلم العربي فوق دار الحكومة. وهو أول علم عربي يُرفرف في سماء دمشق بعد احتلال دام ٤٠٠ سنة من قبل العثمانيين

يعتبر مؤرخو الغرب أنَّ  سلطان الاطرش هو أول إنسان رفع العلم العربي بعد قرون من الاستعمار، ولم يحظ هذا اليوم بأي قيمة تاريخية حتى في سوريا

 -/ في ٢ تشرين الاول ١٩١٨، دخل الامير فيصل دمشق، ومنح سلطان الاطرش رتبة عسكرية ( باشا ).

 -/ هبَّ لمساعدة ونجدة الزعيم يوسف العظمة في معركة ميسلون، ولكنه لم يفلح باعتبار أنَّ  المعركة قد حُسمت قبل وصوله.

 -/ لم يتمكن من إقناع الملك فيصل بإقامة دولة عربية في سوريا لمقاومة فرنسا، لأنَّ  حسابات الملك فيصل تختلف عن حسابات سلطان باشا الاطرش، وقد غادر الملك  حيفا على متن طرّاد إنكليزي

 -/ بعد إنكسار ثورة شمال سوريا بقيادة ابراهيم هنانو، لجأ هنانو الى سلطان باشا الاطرش، الذي أوصله الى عمَّان

 قصة المجاهد أدهم جنجر :

ثار سلطان باشا الاطرش على فرنسا بنطاق واسع، عندما ألقَّت القوات الفرنسية القبض على ادهم خنجر، ( المُتَّهم بمحاولة اغتيال الجنرال غورو )، عندما كان بضيافته  في بلدته القرّيا

كان سلطان الاطرش وقت إلقاء القبض على أدهم خنجر خارج بلدته، لانه لو كان في بلدته القريَّا لما تجرأت القوات الفرنسية على هذا التصرُّف

طالب سلطان باشا الاطرش بإطلاق سراح أدهم خنجر، لكن لم يُستجب طلبه، 
فهاجم وإخوانه المجاهدين القوة الفرنسية، ومن هنا بدأت الثورة الاولى بالعام ١٩٢٢.

قاد الثورة الكبرى بالعام ١٩٢٥محيث أعلن شعاره  الشهير الدين لله والوطن للجميع، وتمَّ اختياره قائداً  عاماً لجيوش الثورة الوطنية.

عمَّت الثورة أرجاء الوطن السوري، وامتدت الى البقاع اللبناني، واستولى الثوّار على قلعة راشيّا

أرسل قائد الثورة السورية رسلاً  الى الملك عبد العزيز آلِ سعود، وإلى الملك فيصل الاول، وإلى مصر وفلسطين للتأكيد على وحدة الكفاح العربي، ووحّدة الهدف لمتابعة الثورة

لم يلق الرسل التجاوب، لأنَّ  الحسابات الإقليمية والشخصية تختلف عن حسابات هذا القائد، كما أشار إليها  في إعلانه المحدَّدة أهدافه ومراميه ( الوحدة ... الخ. ) 
كانت نظرته للأمور الوطنية تختلف عمَّا يُخطط لهذه البلاد العربية من تقسيم وتفتيت، وللأسف لم تتوقف المُخططات  الموضوعة، والتي ساعد على تنفيذها دون شك بعض من أهل الوطن.

بعد المنفى، عاد سلطان باشا الأطرش إلى سوريا، فاستقبلته دمشق في ١٨ أيار ١٩٣٧ إستقبال الأبطال. وأُقيمت الحفلات والإستقبالات حيث نال سلطان الأطرش حقه منها

وقد أقامت له الحكومة السورية في مسقط رأسه القريَّا مكتبة ونصَب تذكاري.  

أما غير ذلك، لم تنل مبادئ الثورة أي تدوين في الدستور، أو الدساتير اللاحقة، وبذلك ضاعت دعائم بناء الوطن وفق تصوُّر قائد الثورة في غياهب الزمن
لو طبقَّت مبادئ ثورته في الدساتير اللاحقة، ودُوِّنت نظرته الشمولية للأوضاع التي كانت تُهدِّد  الكيان بعد هزيمة السلطنة العثمانية البائدة وسلطة الانتداب الفرنسية، كانت الأمور حتماً خلاف ما هي عليه الآن

إن الفرص التاريخية لا تتكرَّر، كانت البلاد العربية قبل الثورة السورية بقيادة سلطان باشا الاطرش ترزح تحت نير العثمانيين البغيض، الذين وأدوا الحريات طيلة أربعة قرون متتالية، وكانت الشعوب  العربية في ذلك الوقت تطمح الى الحريات ولا تعنيها الخلافة بالمعنى الديني الضيق، الذي كانت تمارسه السلطنة العثمانية، والتي أرخت ظلالاً  من الفساد على جميع المستويات الدينية والدنيوية.

والملاحظ، أنَّ  مؤرخِّي العرب زوَّروا التاريخ  بعد أنهيار السلطنة العثمانية، بأن قالوا أنَّ العرب حينذاك، كانوا توَّاقين الى خلافة إسلامية، وهذا كذب وهراء تاريخي، لان المؤرخين الأجانب قالوا عكس ذلك، كما أوضحت أعلاه
لم تؤخذ مبادئ ثورة سلطان باشا الاطرش
ولم تطبَّق شعاراته التي أطلقها منذ حوالي مئة عام على أي دستور من الدساتير التي فُرضَّت على سوريا وغير سوريا من البلاد العربية.

اليوم وبعد حوالي ١٠٠ عام، ما زلنا  نرزح تحت ثقل المؤامرات، والتي كانت تُحاك سِراً  لإخفاء  الصبغة  المذهبية في الدين الواحد، وأصبحت الحرب اليوم علناً وجِهاراً بين السنة والشيعة العرب، وإستفاقت بعد ١٤ قرناً على حرب ضروس، تدور رُحاها في العراق وسوريا

وأنهي بحثي بالقول، توماس جفرسون مات ولكن وثيقته لم تمُت
سلطان الاطرش مات، ولكن للأسف وثيقته ضاعت، وهذا ما تشهده سوريا من فصول الضياع التي لم ولن تنتهي.    


فيصل المصري
أُورلاندو  / فلوريدا
٢٦ أذار ٢٠١٩م

المرجع :
المُدونَّات الفيصليَّة 
كتاب ( الموحِّدون الدروز عبر التاريخ )
الطبعة الأولى : حزيران ٢٠١٨م

بيروت / لبنان

هناك تعليق واحد:

  1. أشكر لكم هذه الدراسة القيمة وبرايي ان البطل هو الشعب وليس القائد فقط ..عندما يستشهد اكثر من الفي شهيد من محافظة كان تعداد سكانها 50 الف هذا عدا عن الذين اصيبوا بعاهات او الذين توفوا بسبب جروح اصيبوا بها في المعارك ولكنهم لم يحتسبوا شهداء لأنهم لم يستشدوا على ارض المعركة ... نتمنى ان يحظى المجاهد العادي ببعض التقدير .. واحب ان اشير ان المجاهدين هم الذين اختاروا القائد ولم يكن القائد هو الذي استقطب أتباع... يؤلمني جدا التهميش والغبن الذي لحق بسلطان باشا الطرش ولكن يؤلمني أكثر تجاهل الشعب الذي هبَّ بنسائه ورجاله وأطفاله للمقاومة... وقلما يذكر تضحياتهم أحد

    ردحذف

Blogger Template By: Bloggertheme9