يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الثلاثاء، 5 مارس 2019

الإختلاف، والخلاف …

نشر من قبل Faissal El Masri  |  in دراسة  7:01 ص


إختلاف المشايخ  في لبنان مقبول
وخِلاف أنصاف الآلهة من أهل السياسة والدين، يؤدي الى التهلكَّة والزوال

تمهيد :   


قد نختلف في وجهات النظر في أي موضوع، هذا أمر صحي وليس خلافاً.  
ولكن عندما تتسِّع دائرة الاختلاف وتتطوَّر إلى خلاف وإتهام الآخرين، هنا تكمن الإشكالية التي يتخبَّط بها المشايخ وأفراد العشيرة المعروفية  في لبنان الأن

وكما قال المُفكر المصري احمد لطفي السيد، الإختلاف في الرأي لا يُفسد للود قضية

ولكن :

عندما يظُّن أهل السياسة عند الموحِّدين الدروز في لبنان أنهم أنصاف آلهة
وعندما يلحق ركبهم مشايخ الدين عند الموحِّدين الدروز ويعتقدون أنهم أنصاف آلهة
فإنك تقف مكتوف اليدين حائراً مُستسلماً لتكتب وصيتك  بقلمٍ  حِبره أسودْ  كهذه  المُدونَّة

في تعريف أنصاف الآلهة
تقول الأساطير :

يُستخدم هذا المصطلح في طرق مختلفة في أزمنة مختلفة، ويصف شخصية بلغت منزلة إلهية، أو إله أقل مرتبة، أو بشر من نسل إله وإنسان. 
ومِن أنصاف الآلهة جلجامش وهرقل في غابر الأزمان.  
وفِي زمننا المعاصر أنصاف الآلهة هم أهل السياسة والدين مِن مُختلف الطوائف والمذاهب في لبنان. 


ومِن مُصطلحات ومفردات ومُعتقدات أنصاف الآلهة
أنهم :
لا يُعيرونك إنتباهاً  …
لا يحسبون لك حِساباً
لا يستمعون إليك
لأنك في نظرهم
لا في العير لديك منزلةً
أما في النفير فالحاجة اليك مُلحَةً

وهذا هو الحال مع أهل الربط والحل في السياسة والدين لدي معشر الاخوان عند الموحِّدين الدروز في لبنان

والدليل على ذلك ما يجري الان من جدل بيزنطي من كلا الأطراف حول الفتنَّة التي تطِّل بأنيابها، والتركيز هو على جنس ملائكة وشياطين الفتنَّة دون سواها

المُقدِّمة التي لا بُدَّ منها

إتصل بي بعض الأصدقاء من الموحِّدين الدروز، وخاصة من فلسطين يطلبون مني أن أنشر مُدونَّة  أشرح فيها رأيي بالنسبة للخلاف الحاصل ما بين المشايخ الأجلاء في لبنان والذي أدى إلى الفرقة والتقاطع والتشاحن، حيث يُطبق عليهم قول  الله تعالى

﴿بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ﴾ [الحشر: 14]. 
أي تظن أنهم مجتمعون بالألفة والمودَّة وقلوبهم متفرقة بالخلاف والشحناء، وهو كفر منهم وجحود لنعمة الأخوة في المذهب الواحد

شخصياً لا أستغرب، الطلب مني إبداء الرأي
لأني كتبت عن الموحِّدين الدروز كثيراً، ونشرت كتاباً وجرى إعتباره وثيقةً ومرجعاً دينياً على صفحات غوغل الوثائقية

لم أستثنِ من كتابي دروز فلسطين
عندما كان الخوف يتملَّك الموحِّدون الدروز في بلاد الشام إذا كان الحديث عن أنسبائهم وأقاربهم دروز فلسطين، لأنه بنظر العتاعيت الذين قبضوا على الرقاب والعِباد بعد النكبة، يعدَّون الكلام عنهم ضرباً من ضروب الخيانة.  

أتَّيت على مكارم أخلاقهم وتعلقهُّم بالأرض والعرض يوم كان اللجوء المهين يُعَّد من مكارم العرب والعروبة في حرب فلسطين، أمَّا التمسُّك والبقاء بالأرض خيانَة للأمَّة العربيَّة

جاهرت علانية وقُلت أنهم السند الحقيقي لدروز بلاد الشام في الملمَّات والمِحَّن
لم أخف ولم أتردد
ولا عجباً إن تهيَّب أو تخوَّف دروز فلسطين من الخلاف الحاصل بين أهلهم وعشيرتهم دروز لبنان

وللأصدقاء الذين إتصلوا بي
هذا ردي

فِي مُدونَّتي هذه لن أخاف أيضاً إن قلت رأيي
زمن الخوف ولَّى
والحقيقة في هذا الخلاف، يجب أن تُقال

لأنني كما قال رئيس تحرير المنصَّة الإلكترونية مناطق نت الاستاذ زهير دبس ( مُسلم، وغير درزي ) :
فيصل المصري في كتابه «المُدونَّات  الفيصليَّةالموحِّدون  الدروز عبر التاريخ» 
يُسلط الضوء على العديد من الشخصيات والمعتقدات والرمزيات التي تتعلَّق بالمذهب الدرزي، بدءاً بالخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله الذي وصفه المصري بالحاكم المُفترى عليه مروراً بالعديد العديد من الشخصيات التي لعبت دوراً مؤثراً في تاريخ المذهب.

يصوِّب المصري في كتابه المتنوع للأحداث التي كان لها علاقة بالموحِّدين  الدروز.  

الموحدون الدروز عبر التاريخ لفيصل المصري كتاب جريء يقارب بطريقة مختلفة وقائع وأحداث قرأنا وسمعنا عنها الكثير، لكن المصري يدحض الكثير منها ويكشف المستور فيها، فتنقلب الوقائع رأساً على عقب من خلال الوثائق والمصادر والمراجع الموثوقة

هذا هو أنا
وهذه شهادة أعتز بها وأفتخر لأنها من شخص لا ينتمي الى العشيرة المعروفية، وما أدراك إن كانت من أهلي وخلِّاني

وجوابي الى مَن سألني سيكون واضحاً وضوح الشمس
لن أتدخَّل في هذا الشأن، ولن أنشر الغسيل على صفحات غوغل الوثائقية
وأني أربأ بنفسي، ولا أرضى أن أعطي رأيي بهذا الموضوع حتى لا أزيد الشرخ



لأنه سبق ونشرت عِدَّة مُدونَّات إستشرفت فيها الخطر والمِحَّن من داخل البيت الدرزي في لبنان وهي :

   ١ - وفِي الليلة الظَّلماءِ يُفتقد الخمسة الكبار،  بتاريخ ٢ شباط ٢٠١٩.  
   ٢ - الموحِّدون الدروز في لبنان والغيوم المُلبدَّة، بتاريخ ٣٠ كانون الثاني ٢٠١٩
  ٣  - لو كنت مُستشاراً بتاريخ ١٦ كانون الاول ٢٠١٨
  ٤  - تعليق على مُقابلة الزعيم الدرزي اللبناني مع الإعلامي مرسال غانم، بتاريخ ١٤ كانون الأول ٢٠١٨

بصراحة مُتناهية دون خوف أو وجل أو مواربَة أو رياء.  
ظننت نفسي في هذه  المُدونَّات أني أُخاطب أنصاف الآلهة، من كلا الأطراف المتصارعة، لأنهم لم يسمعوا نداءاتي المتكررة المذكورة أعلاه، فضلاً عن النداءات المحلية في لبنان، التي تُمثل الأغلبية العظمى من الدروز.

ولا عجباً إن قُلت للأصدقاء والأهل، أنِّي وصلت إلى قناعة تامَّة إلى القول المأثور لا حياة لمن تُنادي :
هذا القول هو تعبير في اللغة العربية يُستعمل للدلالة على أن الشخص الذي يُوجه له النداء، لا يُعير الموضوع أي اهتمام أو لم يصدر منه أي ردة فعل.

عادة يُستعمل هذا القول للتعبير عن السخط الحاصل تجاه شخصية أو شخصيات مسؤولة. 

وأصل هذا القول هو للشاعر عمرو بن معد يكرب بن ربيعة الزبيدي، الذي عاش بين 525 ـ 642م، حيث يقول في قصيدة  له الأبيات التالية :


لقد أسمعت لو ناديت حياً …
ولكن لا حياة لمن تُنادي …
ولو نارٌ نفخت بها أضاءت …
ولكن أنت تنفخ في الرماد …

أخيراً أقول الى السياسيين المحترمين. 
وإلى المشايخ الأجلاء. 
من طائفتنا المعروفية الأصيلة، ما ورد في القرآن الكريم مُن قول الله تعالى : ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ [الأنفال: 46].

كان بودي أن أستشهد بما ورد في كتبنا، وأنا العالم الأمين على مُقدساتنا، ولكن خوفي من طارئ يتهمني بأنِّي إجتزت  أسوار التقيَّة.

فأقول :

يا أيُّها الذين آمنوا اتَّقُوا اللَّه ولتنظّرْ نفْسٌ مَّا قدَّمت لغدٍ واتَّقُوا اللَّه إن الله خبيرٌ بما تعْملُون ( ١٩ ) ولا تَكونوا كالذين نسّوا الله فأنساهُمْ أنفسهم ……

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

فيصل المصري
أُورلاندوا / فلوريدا

٥ اذار ٢٠١٩م. 

0 comments:

Blogger Template By: Bloggertheme9