يتم التشغيل بواسطة Blogger.

السبت، 23 مارس 2019

الأُم في العصر البابلي.

نشر من قبل Faissal El Masri  |  in دراسة  3:06 ص


رسالة من إبن إلى أُمِّه. 
مِن العصر البابلي.  

المُقدِّمة التي لا بُدَّ منها :

المُقدِّمة هي عن عقوق الوالدين ( الأب أو الأُم )
العقوق هو كل فعل يتأذى به الوالدان ويتمثل في علوِّ الصوت وعصيانهما وضربهما. 

في مُدونَّتي هذه سأتجرأ وأقول أنَّ أخلاق البشرية بدأت  تضمحِّل وتتلاشى بمرور الزمن خاصة في معاملة الوالدين إذا عجزوا. 

بدأ عقوق ( الوالدين )  يظهر علانية دون إستيحاءٍ كما نشهد فصوله المُخزيَّة في هذا الزمن الرديئ.

وسأُعطي مثالاً من  حضارة العصر البابلي  قبل الأديان السماويَّة، كيف كان الإبن يُعامل أُمَّه، 


التعريف اللغوي للعقوق كما قاله إبن منظور 

وعقَّ والده يعقّهَ عقّاً، وعقوقاً، ومعقّةً، أي شقَّ عصا طاعته. 


عقوق الوالدين في الديانات :
العقوق في الإسلام : 

في الإسلام عقوق الوالدين من المحرمات، ويُعتبر من الكبائر. 

وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا.  

وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا.   

وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا …

ومن الأحاديث  النبويَّة  الشريفة : 

  • إنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ عُقُوقَ الْأُمَّهَاتِ  …
  • ألا أنبئكم بأكبر الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين.
  • لا يُنظر اليه يوم القيامة العاق لوالديه. 
  • لا يدخل الجنة العاق لوالديه. 

العقوق في المسيحية :

عقوق الوالدين في المسيحية مذموم، والبر فيهما مأمور، وهناك وصايا كثيرة في الْكُتُب المقدسَّة  تحِثُ على بر الوالدين. 


في المُدونَّة :

دائماً وعلى مرِّ العصور  كانت  الأُم  محطِّ  تقدير وإحترام وحُب ووفاء.  
وقد أبهرتنا الحضارات القديمة  كيف كانت الأُم يرتفع مقامها إلى درجة القداسَّة

في هذه الْمُدوّنة ..
سأنشر رسالة  تمَّ العثور عليها خلال عمليَّات التنقيب الأثرية التي أُجريت  في  العراق، وهي من إبن ... الى أُمِّه. 

وكما هو معلوم إنَّ  أرض  العراق اليوم، كانت  مهد الحضارات البشرية، وأهمُّ  هذه الحضارات  قاطبَّة، الحضارة البابليَّة. 

هذه الرسالة  مكتوبة  بالخط المسماري  على لوحٍ  حجري، وباللغة  السومريَّة  القديمة
وقد إعتبر  العلماء المختصُّون الذين  وجدوا هذه الرسالة  أنَّها رسالة  مُوجَّهة من إبن  إلى  أُمِّه  وقد  أبعدته الغربة عنها

الإبن الذي  كتب  الرسالة  إسمه، لودينجيررا،
 وبالحرف اللاتيني  LOUDINGIRRA. 

وتعتبر هذه الرسالة  التي تعود إلى  4000  سنة  أقدم   رسالة  موجهة  للأُم على مر التاريخ، وهي اليوم  موجودة في  متحف  اللوفر  في  باريس.  

في  الحقيقة  هي رسالة  حب لا مثيل  لها، تستحقُّها  كل  الأُمهات، وقد  ترجم  هذه  الرسالة  الى اللغة  العربية  الاستاذ الدكتور  فايز  مقدسي.  

يبدأ الابن، مُوجِّهاً كلامه إلى ساعي البريد ... ( إنتبه، كان هناك بريد مُنظَّم )
أو حامل، الرسائل الملكية قائلاً  له ..

أنت يا  حامل  رسائل  الملك.  
إحمل  معك  هذه  الرسالة  إلى  مدينة  نيبور حيث تقطن أمي. 
وأمضِ،  فاقطع الطرق فرحلتك  طويلة.  
فإن  وصلت  المدينة.  
فأمضِ إلى  بيت أُمِّي.  
ولا يهمك أن  تكون  نائمة أو مستيقظة.  
ولكن ..
وبما  أنَّك  لا  تعرف أمّي.  
فإليك أوصافها  كي  تتعرَّف عليها حين  تلتقي بها.  

أُمِّي  إسمها : ست  عشتار.  
إنَّها تُشبه الضياء  الذي  ينوِّر الأُفق. 
وجميلة  كغزال  شارد  في الجبال.  
إنَّها نجمة الصباح التي تتوهَّج  وقت الضحى. 
إنَّها  مرجان نادر.  
وزبرجد ليس  له  مثيل.  
سُحرُها لا  يُقاوم.  
كأنها كنوز  الملك.  
أو تمثالٌ.
نُحِتَ  من  لازور.  

أُمِّي .. 
تشبه مَطَر  السماء
والماء الذي  يسقي الحقول

هي .. 
بستان  حافل  بكل  ما  هو  طيب. 
ويملأ  الفرح  أرجاءه

كأنَّها .. 
ساقية يجري  ماؤها  ليسقي العطشان.  
وشجرة نخيل  كلُّها حلاوة.  

هي .. 
أميرة على  الأميرات
وهي نشيد  أنغامه  غبطة ورغد.  

فإذا رأيت أمامك إمرأة  فيها  هذه  الأوصاف.  
والنور يتألَّق  على  وجهها.  

فإعلم ..
أنها  أُمِّي

فسلِّمها هذه الرسالة.  

وقل لها
إبنُك لودينيجررا الذي  تحبينهُ   
ويُحِبُّكِ  

يُقَبِّلُك.  
ويُبلِغُكِ السلام.  

إنتهت  اللوحة  المسمارية  البابلية .. 
أقول وأُردد

لا كلام يعلو  هذا  الكلام ..
إنَّه منذ  الآف  السنين ..

إنَّه كلام  راقٍ   
إنَّه، بليغ.  
وإنَّه رؤوم
وإنَّه معتَّق كما النبيذ على  مدى  عصور من الحب

هذا الإبن الذي  صاغ  هذه  الرسالة  التي  فيها  لآلئ  حنان لا ينضب  ولا  ينتهي.  

أصيلة  هذه الرسالة كما القلوب التي أولدتها. 
كعود المسك كلما إحترق فاح عبيره
جاء إنسكابها عاطفة  ينبوع  من  مياه  ودموع  لا ينضب تدفقه أبداً


إلى كل  أُمٍ  في  عيدها ..
لك تحيَّاتي
وتأكدي حُبُّك لا يشيخ أبداً.


فيصل المصري 
أُورلاندو / فلوريدا
٢٢ / اذار ٢٠١٩م

المرجع :
المُدونَّات الفيصليَّة 

كتاب : أعلام وحوادث وشخصيَّات تاريخيَّة.  

0 comments:

Blogger Template By: Bloggertheme9