قِصَّة .... أُم.
رحلّت ...
مع غِياب الشمس.
يرحمك الله يا أُمي.
مع غياب شمس كل نهار، أتذكَّر رحيل أُمِّي.
ومع بزوغ فجر كل صباح، أسترجع قِصَّة أُمِّي.
قِصَّة أُمِّي.
حدثّت هذه القصة ( بأوائل ) القرن الماضي.
كانت فتاة يافعة.
تملأ كيانها البراءة.
وتضجُّّ مخيلتها بِقصصٍ وروايات.
وكانت آمالها تصلُ السماء.
كان هو ...
شابٌ حطَّه الموج في المقلب الآخر من الارض.
إلتقَت آماله بآمالها في كبد السماء.
أراد ان يتزوَّجها.
ولكن التقاليد البالية مانعت وعارضت.
كون والده ووالدها يُديران مصلحة تنافسية.
رفضت نفسه الأبيَّة إلَّا.. هي.
كان له ما أراد ...
أَبحرّت الباخرة، وكانت جيوبه خاوية، حتى يدفع ثمن سِمَّة دخول تلك الجزيرة النائية من ذلك العالم المجهول. ( جزيرة كوراسو في الكاريبي شمال فنزويلا )
دبَّ الهمُّ في أرجاء أوصالها.
لأنَّ هاجس العودّة على ذات الباخرة بات على قاب قوسين أو أدنى.
من على شرفة الباخرة أطلَّ هو، ينظر الى المُستقبلين لعلَّه يرى خاله من بين الجموع حتى يستلف منه المال.
كان خاله أقصر الناس طولاً.
ولكنَّه كان الأعلى مقاماً وقدراً.
أشار اليه ولوَّح له.
فإرتاحت أساريرها لان المال قد توفَّر.
عاشت معظم حياتها في تلك الجزيرة.
وهناك أنجبت أولادها.
أخذها ( بأواسط ) القرن الماضي في رحلة سياحية الى نيويورك.
وأسكنها في فندق مع اولادها تغيب الشمس عنه طوال النهار بسبب عمارة بجانبه وصلت إلى حدِّ السماء.
ما زالت ماثلة الى يومنا هذا.
إنها ....
Empire State Building
قال لها :
أتريدين السكنى هنا مع اولادك ؟
أجابت اريد العودة الى وطني لبنان.
عاشت في موطنها لبنان.
وما لبث أن تركها الى أرضٍ لم تطأها إلَّا ... الملائكة.
إلى أن لحقت به في أيلول من العام ٢٠١٥م.
غابت شمسها.
هي أُمي.
هو أبي.
يرحمهما الله.
أولادهما.
أنا وأخوتي وأخواتي.
ومع ذلك.
وبالرغم من غِيابها.
أقول لأُمي.
كل عام وأنت بخير.
وهنيئاً مرقدك جانب أبي.
فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
٢٠ اذار ٢٠١٩م.
وبعد سنوات على غيابك.
أقول كل عام وأنت ما زلت أُمي.
0 comments: