اليوم العالمي للمرأة العربية.
المُقدِّمة التي لا بُدَّ منها :
هذه الْمُدوّنة لن تتطرَّق لدور المرأة في الغرب ..
لأنَّ ما يؤرِّقني ويقضُّ مضجعي هو دور المرأة في العالم العربي وبالأخص في سوريا ولبنان.
لماذا لا يتحدَّث أحد عن دور المرأة في العالم الغربي ؟.
لأنَّ الأمر سيَّان فهي على قدم المساواة مع الرجل، والمُجتمعات هناك تخطَّت هذا الموضوع وأصبح وراءها.
أمَّا لماذا تختلف عن المرأة في العالم العربي، فالشرح يطول لكن سأذكر نواحٍ عِدَّة منها أهمُّها الأخلاقي والإيماني وعشقها المحموم في الوصول الى السلطة والتسلُّط.
الغيرة والحسَّد يتملَّكها حتى من طينتها ..
وهي ..
قامت في الغرب بتثبيت سلالم نحو السماء ..
وهي ..
في سعيها الحثيث بالصعود، لم تألُ جهداً في رفس من ينافسها سواء كان رجلاً أم أُنثَى ..
يرافقها في الصعود، أُنشودة ( أنا ) أو لا أحد ...
يقع في شِباكها عتاعيت الرجال فتُنهي حياتهم …
ويقع في طريقها نساء فتقْضي عليهنَّ …
الأمثلة كثيرة …
ميركل الألمانية وتاتشر الانكليزية ..
وغيرهُّن في أوروبا، وأسيا ..
كادوا أن يكونوا على قاب قوسين أو أدنى من الوصول الى القمَّة مثل هيلاري كلينتون في أميركا والتي كادت أن تصبح رئيسة للولايات المتحدة الأميركية.
المرأة في العالم العربي :
أما المرأة في العالم العربي فهي مِن طينة مختلفة عن نساء أهل الغرب ..
فهي :
فتاة ذكيَّة.
وزوجة مُخلصة.
وأُم رؤوم.
وسيَّدة بيت.
ومُربية أجيال.
وسيدة أعمال.
هي شاعرة وأديبة.
قديرة في الطب والهندسة والمحاماة والتجارة والى ما ملكَت من حقوق أو حظوظ.
ولكن للأسف غاب دورها !.
وذلك بسبب ما حِيك حول هالتها من خيوط العنكبوت، المنسوجة من تخلُّف التقاليد التي تعمي مسيرتها وتضع في عجلات تلك المسيرة عصيَّا تعيق حركتها وتقدمها الى الأمام.
ليس هذا كل ما يُحاك ضدّ المرأة في مجتمعاتنا …
فقد شُدَّ حول عُنقها تفاسير دينية فقهية لتكتُم أنفاسها ...
كل ذلك حتى يبقى الصدأ والعفن الذكوري، مُسيطراً ..
هذه العقليَّة المُتخلِّفة في المجتمع الذكوري المُسيطر والمُهيمن على الحكم ..
أثبتت فشلها ..
وفاحت رائحتها ..
وعجزت عن تحقيق أي شيئ ..
وبات على النصف الاخر من المجتمع أي المرأة، أن تضطلع بدورها وتُبادر إلى فكِّ الأصفاد والقضاء على خيوط العنكبوت ..
وإلغاء مفاعيل تفاسير المزامير الفقهية ..
وإيقاف أبواق من يتخفَّى بالأزياء ويلبس عباءة الزيِّ …
وهنا على النساء العربيَّات خصوصاً في سوريا ولبنان ..
أن يقِفنَ صفاً واحداً ويوجِّهن كلاماً إلى :
من ينفخ في الأبواق …
ومَن يلهث في إطلاق التفاسير ...
ومَن يرسم خطوطاً حمراء ينسجها من خيوط العنكبوت ...
أن يُذكِّرن هؤلاء بدور المرأة العربية قبل وبعد الاسلام، وقد كان دوراً رائداً في شتى المجالات، في الأدب والشعر وفِي العقل والفكر …
كانت المرأة العربية في الصفوف الأمامية وهاكم بعض الأمثلة :
أجمع أهل العلم والشعر والأدب أنَّه لم تكن إمرأة قبل الخنساء ولا بعدها أشعر منها ..
فقد أنشدَت في سوق عكاظ بين يدي النابغة الذبياني وحسان بن ثابت.
أُعجِب بشعرها النابغة الذبياني ..
وقال :
إذهبي فأنت أشعر من كل ذات ثديين ..
ولولا أنَّ هذا الأعمى ( كنية الأعشى الأكبر ) أبا بصير أنشدني قبلك، لفضَّلتك على شعراء هذا الموسم.
وفي رواية أُخرى أنَّه قال :
لولا أنَّ هذا الاعمى سبقك، لقلت إنك أشعر الجِّن والإنس …
كان بشار إبن برد يقول :
إنَّه لم تكن امرأة تقول الشعر إلا يظهر فيه ضعف …
فقيل له : وهل الخنساء كذلك …،
فقال :
تلك التي غلبَت الرجال …
سُئِل جرير عن أشعر الناس فـأجابهم :
أنا لولا الخنساء …
روي في السيرة النبوية، إعجاب الرسول ( صلى الله عليه وَسَلَّم )، بشعرها واستزادته من إنشادها وهو يقول :
هيَّه يا خُناس ويومي بيده ..
ويقول :
أمَّا أشعر الناس فالخنساء بنت عمرو.
كانت العرب، تُفاخر بالنساء ..
ويفضلنهنَّ على الرجال إن دعت الحاجة ...
فأين نحن اليوم من عرب الامس …
في البطولة والوطنية والنخوَّة والعزيمة ...
إنها خولة بنت الأزور ..
خولة بنت الأزور هي شخصيَّة عاشت خلال فترة الخلفاء الراشدين ..
وذُكِر أسمها في كتاب ( فتوح الشام ) المنسوب إلى الواقدي ..
خولة هي مقاتلة وشاعرة من قبيلة أسد ..
وهي أخت ضرار بن الأزور ..
كانت تتقدَّم صفوف الرجال المحاربين الأشداء في الفتوحات الاسلامية.
وقد حذا حذوها النسوة في جبل الدروز ( جبل العرب سوريا ) أيام سلطان باشا الاطرش في ثورته المجيدة من أجل إستقلال سوريا …
في اليوم العالمي للمرأة العربية ..
قُلت، كلمتي ..
ودوَّنت، مُدوِّنتي ..
مشواركُّن طويل …
وليكن شعاركُّن زهرة الأقحوان البريَّة ..
المشاكسة، العنيدة، المثابرة، المُكافحة والصابرة ..
والتي تعتمد ..
على غدائها من نور الشمس ..
وعلى سقيها من مطر السماء ..
ولا حاجة لها لفلاحٍ يحرثها ...
وما زالت أجمل الزهور ...
وستبقى ...
وأنتِ ...
يا صاحبة العيد ...
ما زلتِ ..
أجمل ما خلقه الله …
وستبقين ..
فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
٨ آذار ٢٠١٩م.
0 comments: