يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الخميس، 17 يناير 2019

أقوال وإقتباسات من المُدونَّات الفيصليَّة.

نشر من قبل Faissal El Masri  |  in دراسة  9:29 ص

إقتباسات، وأقوال مِن المُدونَّات الفيصليَّة، نُشرَّت على ( غوغل )
والتي إنطلقَّت كمن يُضرم النار في الهشيم. 
ما زِلت أُؤمن بها، إلى أن تدَّق ساعتي.
لأن الشيئ الذي يجب أن أخافه، هو الخوف ذاته. 




المُقدِّمة التي لا بُدَّ منها …

الموضوع : مُحادثة مع أحد الأصدقاء. 
يُصرُّ صاحبي على سؤالي !
وتنهمر أسئلته كجلمود صخرٍ حطَّه السيلُ من علٍ !

أنت قُلتَ. 
أنت كتبتَ. 
أنت نشرتَ.  


لماذا، في مُدوَّناتك وأبحاثك تعتبر أن ( مصيبة الإسلام العربي )، تكمُن في مسلمي الأمصار والأقطار المتُاخمة والبعيدة، غير العربيَّة ؟.  

لماذا، في مُدوَّناتك وأبحاثك تُصِّر على وصف بعض المؤرخين العرب، والبعض من فقهاء المسلمين ( بالحُثالة ) ؟

لماذا، تعتبر أنَّ من يكتب في الاديان السماويَّة  ليس بالضرورة أن يكون ( شيخاً مُعممَّاً، أو قسيساً او كاهناً مُعتبراً ) بل إنساناً  مُفعماً  بالإيمان ؟

لماذا، تعتبر أنَّ من يكتب في التاريخ ليس  بالضرورة أن يكون ( مؤرخاً ) بل باحثِاً أو مُنقبَاً ؟

لماذا، لا زلت تعتقد أن ( تدجين، أو تهجين )  الشعوب غير العربية بالدِّين الإسلامي سبَّب  ( أَذيَّة ) للمسلمين العرب ؟

ولماذا، تعتبر أن أي خبر يصدر عن أي إعلامٍ عربي خاصة من موطنك لبنان، يجب تُشكيل ( لجنة دوليَّة للتحقُّق ) من صحة الخبر، أو عدمه ؟

لماذا، وبالرغم من كل ذلك ما زِلت ( مُتعصِّباً لقوميتك العربيَّةوأنت بعيد هناك في الغربة الغاربة، ولديك الحنين المُزمِّن، والسرمدِّي، للعودة إلى الديار مُستعيناً ( بنافذة السبع بحور ) كلما إستبدَّ بك الشوق.  



أجبْتُ صاحبي ..
ما زلت على أقوالي
لأنك أنت يَصِّح فيك تلك المقولَّة



إن كنت تدري بالربيع العربي، والكواسر التي عاثت في بلاد الشام من شتات ( المسلمين غير العرب )،  فتلك مصيبةٌ ..

وإن كنت لا تدري بالفروسيَّة  ( العربية ) من ( فارسٍ  وأفراسٍ ) فالمصيبة أعظم.

يا صاحبي ..

إقرأ مُدونَّاتي، وهذه بالذات عن العرب قبل وبعد الإسلام، وسيأتيك اليقين مِدراراً كما جاء في سورة الإنعام مِن القرآن الكريم، ( يُرسل السماء عليكم مِدراراً ) ..

إقرأ عن الذي يدَّعي أن السِّر المكنون في حوزته، سواء كان شيخاً، أو فقيهاً، أو كاهناً أو قسيساً بالثوب أو بالعمامة مُتزيناً.

إستمع إلى الذي يُنصِّب قامته القصيرة جداً على أعتاب التاريخ، وكأنه المؤرخ الميمون

كلُ هذا يا صاحبي جعلني أن لا أفتتِّن في بعض هؤلاء، لا بل أحتقرتهم في مُدونَّاتي

لأنهم بالفتاوى، يفترون
وبالتاريخ، يكذبون.
وبالكذب، ينافقون
وبالصدق، يهللون
  

هل أجبتك يا صاحبي ؟
قد أُقنعك أن قصصُّت عليك هذه القصة، عن ( الفارس العربي )، ذكرتها في كتابي ( أعلام وحوادث وشخصيات تاريخية ) من سلسلة إصدارات المُدونَّات الفيصليَّة



من هو الفارس العربي ؟. 

هو المُثنَّى بن حارثة الشيباني، الذي دَكَّ حصون  الفُرْس، قبل الإسلام ..

هو الذي أسْلَم في السنة العاشرة للهجرة النبويَّة، وعندما قصد المدينة المُنورَّة، لم يُدرك النبي محمد لأن روح الرسول صعدَّت إلى باريها فلم ينل شرف السلام عليه، وتوفي المُثنَّى في السنة الرابعة عشر هجريَّة ..

هو الذي كلَّفه الخليفة أبو بكر الصديق بقتال الفرس قبل بعث خالد بن الوليد إلى العراق ..

هو الفارس العربي، الذي إمتطَّى الفرس الأصيلة دليكة ..
هو الذي قال عنه عمر بن الخطَّاب لَمَّا عرف أنه يدِكُّ حصون وممتلكات فارس دكاً :

مَنْ هذا الذي تأتينا وقائِعهُ قبل معرفة نَسَبَهُ ؟ .. 

أجابه قيس بن عاصم التميمي
" أما إنه غَيْرُ خامل الذّكر، ولا مجهول النسب، ولا قليل العدد، ولا ذليل الغارة، ذلك المثنَّى بن حارثة الشيباني .."

هو الذي قال للخليفة أبي بكر الصديق :

إن أمدَدْتني وسمعَتْ بذلك العرب أسرعوا إليَّ، مع أَنِّي أُخبِرُك يا خليفة رسول الله، ( أن الأعاجمَ تخافنا، وتتْقينا ) .. 

فقال له عمر بن الخطاب
يا خليفة رسول الله، أَبعِث إليه خالد بن الوليد مدَداً، وفعَّل الصدِّيق وكان لها ..

هو الذي كان يُسمِّيه عمر بن الخطاب، مؤَمِّر نَفْسه ..

هذا هو الفارس العربي الذي إنقرَض ..
هل أقنعتك يا صاحبي ؟
لماذا، كتبت ؟
لماذا، نشرت ؟
لماذا، هجيت ؟

وإليك الأن ( الفرس الأصيلة ) .. 

تعريف لغوي :
الفرس العربي ..


فرس ( مفرد ) .. 
وأفراسٌ ، وفروسٌ ( جمع ) ..
وهو حيوان، أهلى،  وحشي ..
سلالاته، عديدة  أشهرها  الفرس العربي ..

ويقال ..
للفرس الذكر، حصان

وإنَّ اوَّلَ، من إستأنسها، بعد أن كانت وحشية، إسماعيل إبن ابراهيم الخليل ..

وعن النبي داوود ..
أنه،  كان لديه ألف  فرس، وقد ورثها عنه سليمان ..
وقال ان أحبَّ  اليه ما ورثه هذه  الخيل ..

 -/ الفرس العربي :

يعتبر الفرس العربي، من أقدم السلالات في العالم، وقد إعتنى العرب بها، وكان الهّم عند العربي في الجاهلية، وحتى في الإسلام،  المحافظة على نسل الفرس ..

ومن مظاهر الإعتزاز العربي بالخيل ..
أن العربي، أعطاها أسماءً  وأنساباً ..

فسجِّل للخيل ( شجرة ) حتى لا تشوب أصالتها زغَل في دمها، لتبقى نقيَّةً صافية، حتى أنه، منع على الفرس الذكر الأصيل من التزاوج مع أفراس مجهولة، حتى لا يضيع النسب ..  

قال إبن رشيق القيرواني ..
في تكريم الخيل عند العرب :

أنهم كانوا لا يهنئون إلَّا، بثلاث

- غلامٌ يولد.  
- أو شاعرٌ ينبغ
- أو فرسٌ تنتج.  

وقد بلغ العرب،  في تعظيمهم للخيول،  ما لم تبلغه أُمَّة من الأُمم، في التباهي، والتفاخر، والتنافس، والتكريم، والإكرام، وفي حسن تربيتها ..

أما صاحب الأغاني، أبي  الفرج الاصبهاني، قال :

 إن َّ العرب ..
أضافوا لفظة الخيل، إلى بعض الأسماء، مثل  الشاعر الجاهلي زيد الخيل، وذلك لشغفهم بها ..

ولشدَّة تعلُّقهم بالخيل ..
كان الإشراف يخدمونها بأنفسهم، ويسقونها الماء الدافئ بالشتاء، ويفتخرون بذلك، وأعتبروا ذلك من مآثرهم  .. 
حتى أنهم كانوا  يلبسونها غطاءً في الرأس لعزَّتها ..

أما المؤرخ، إبن الكلبي صاحب كتاب ( أنساب الخيل )
يقول :

أن أصل الخيول العربية وفحولها يعود الى البقية الباقية من خيول النبي سليمان، التي كانت تسابق الريح وتقطع  شرق وغرب الارض دون كَللٍ، او  مللٍ ..  

وقد ذكر التاريخ العربي القديم داحس والغبراء، اللتان تسبَّبتا،  بالحرب الضروس بين قبيلتي عبس وذبيان، والتي دامت ما يقارب ٤٠ عاماً ..

وقد بلغ بالعربي، أن تغنّي بجمال الفرس،  حتى قال :

إن عيونه واسعتين، صافيتين، برَّاقتين، كحلاوين، شاخصتين، مملوءتين، كعيون ( المها ) لأن لديها أجمل العيون، بين المخلوقات، لرقَّة الجفنين ووفرة الرموش .. 

وإن أُذنيه، صغيرتين ..

ولكن السمع، عند الخيل خارق ومرهف، وإنه يستشعر الخطر ..
وإن حاسَّة الشم لدي الحصان تلعب دوراً في التعرُّف على صاحبه وعلى الخيول الاخرى .. 

وكذلك الحواس الأُخرى، كالتذوُّق، والنظر، لهما تأثير في رفع شأن نَسَب الفرس الأصيل .. 


وإن صدره، كبير، ومتَّسع، تؤهله  لسباق المسافات  الطويلة، والصبر على المشقَّات .. 

خلاصة الوصف، في الفرس العربي الأصيل :

ان الخيلُ معقودٌ في  نواصيها الخيرُ إلى يوم القيامة .. 

وظهور الخيل عزٌ وبطونها كنزٌ ..

وقد أضاف إبن الكلبي في كتابه المذكور أعلاه :
  

أن العرب كانت تربط الخيل في الجاهلية  والإسلام معرِّفة بفضلها وما جعل الله تعالى فيها من العز وتشرفاً بها وتخصُّها، وتكرِّمها وتؤثرها على الآهلين، وتفتخر بذلك في أشعارها وتعتدُّ بها ...الخ.  

يقول البلاذري في كتابه، فتوح البلدان ..
إن بعضاً من المجوس، عبدوا الخيل ..

وفي حفريات الشعوب الوثنيَّة كانت تماثيل الخيل تقدَّس، تقرباً  من الآلهة ..

أما العربي، فانَّه أحبَّ  الخيل، لانها أنيسته ورفيقته في حلِّه وترحاله، وكانت المأساة الكبرى للعربي إذا نالت سيوف الأعداء ورماحهم فرسه، فيقع  في إحساس عميق، وحزن لا يوصف ..

وهذا أمرؤ القيس، وعنترة ابن شداد، وغيرهما، نظروا الى خيولهم، نظرة المحب العاشق، الولهان ..

ويقال أن إمرؤ القيس، هو فريد عصره، والعصور التي تلَّت، كون فرسه أكثر الافراس شهرة في الشعر العربي لا بل، لا يمكن العثور عليه في مملكة الحيوان، لانه غريبٌ عجيبٌ وكأنه، أسطورة ..
كان أُمرؤ القيس  ينصرف عن هموم  الصيد بالتغزُّل بفرسه معتزاً  ومعجباً بها مفتخراً بكمالها وسرعتها لا تكلُّ او تملُّ مهما عدت ..

وإذا أردنا التوسُّع في الثقافات غير العربية في مسألة الخيول :

نرى في معجم الأساطير اليونانية الرومانية، حصان طروادة لدى الإغريق وقصته مشهورة في التاريخ ..

كذلك أشار، إبن الكلبي، في كتابه ( أنساب  الخيل) ..
إلى حصان الملك سليمان إبن داوود ..

أما صورة الفرس، فلا تجد أفضل من بيت شعر أُمرؤ القيس :

مِكرٍ مِفرٍ مُقبلٍ  مُدبرٍ معاً

كجلمودِ صخرٍ  حطَّهُ السيل ُ من علِ

إلى أن قال :

ورحنا يكاد الطرف يقصر دونه
متى ما ترق العين فيه تسفلِ 

وأخيراً ....
هل أيقنت يا صاحبي فيما أقول ..

ولا تسلني .. 
بل واسيني على ما أقول ..
وكما قال فاروق جويدة :
لا تسلني يا رفيقي
كيف تاه الدرب مِنَّا
نحن في الدنيا حيارى
إن رضينا أو أبينا
حُبّنا نحياه يوماً
وغداً نجهل أينا



فيصل المصري
أورلاندو / فلوريدا


١٧ كانون الثاني  ٢٠١٩م.  

0 comments:

Blogger Template By: Bloggertheme9