المُقدِّمة التي لا بُدَّ منها :
سألني إبني وأنا على مشارف العام ٢٠١٩م.
ما هو الإنجاز الذي تفتخر بأنك حققته بحياتك ؟.
أجبته بإستثناء عائلتي الصغيرة …
أنا فخورٌ بإصدارات المُدونَّات الفيصليَّة.
وإسترسل إبني يمطرني بسيل من الأسئلة.
وأي إصدار من هذه، أنت فخور به أكثر من غيره ؟.
أجبته فوراً …
إصدار كتاب ( كراون دايسي وكريستل، وقصص أُخرى ).
وقف مشدوداً، ومشدوهاً …
وقال :
أكثر من إصدار كتاب ( المُوحِّدون الدروز عبر التاريخ )، الذي إعتبره البعض وثيقة تاريخية ؟.
وأكثر من إصدار كتاب ( أعلام وحوادث وشخصيات تاريخية )، الذي إعتبرته غوغل إنسيكلوبيديا مختصرة ؟.
قلت لإبني …
نعم.
لأنني وجدت أثناء كتابة وتأليف قصص كراون دايسي وكريستل، وإمرأة الوادي المُقدَّس، والجسر وحوريَّة النهر ذاتي، وروحي، ونفسي، وشخصيتي.
وأنت تعلم عِلم اليقين …
أني أهديتها الى روح المرحوم والدي.
لأن روحه، كانت تدفعني وتحفِّزني وتُلهمني.
وقد دفعتني سطوَّة هذه الروح المُحبَّبة على قلبي وعقلي وتفكيري إلى أن تكون قصصي على المنوال نفسه، من مزج للأُسطورة بالخيال وصولاً إلى واقع حياتنا المعقدَّة والصعبة.
وعاد يسألني …
كيف هذا ؟
أجبته …
قصصي، هي سيرة حياتي.
قصصي، هي أنا.
قصصي، هي مرآة داخلي.
ألَّم تعتقد أني عِشتُ مع الهجرة في هذه القصص.
والعودة النهائية الى موطني بدافع الحنين، عندما تدِّق الساعة.
كل ذلك …
تجده في قصصي ؟.
ولا يخفاك سراً …
أني لَمَّا إنصرفت لتأليف كتابي عن ( الموحِّدون الدروز عبر التاريخ ) إشتاق القلم، وتضايقت الروح لَمَّا توقفت نهائياً عن سبر غور خواطري، والبحث عن عما يختلج نفسي من مشاعر مدفونة ؟.
وعاد يمطرني بالأسئلة …
لماذا؟.
أجبته …
كتابي ( الموحِّدون الدروز عبر التاريخ ) كان من قبيل الواجب الديني، وتلبية لطلب تحديث وتصحيح الصفحة الوثائقية ل غوغل عن الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله.
ونجحت، وأتممَّت المهمَّة.
وقلت له أيضاً …
أنت تدري كم تردَّدت في أن أغوص في هذا البحر، وأُبْحِر حتى ينابيعه، وأشرب من مياهه النقيَّة.
أنت تعلم كم أخذ توثيق هذا الكتاب من عُصارَّة تفكيري، وشغل معظم وقتي، وكان يأخذني إلى عصور سابقة غابرة، وسنوات ظالمة ومظلمة للعقل والتفكير.
لم يقتنع إبني حتى الساعة، أني آثرت أن أبحث عن نفسي في قصصي، أكثر من أن أبحث عن الاديان ومذاهبها، حتى ولو كان مذهبي ومسلك الآباء والأجداد، منهم.
ولهذا السبب سطَّرت لإبني خاطرة من خواطري قد أُقنعه …
أني في هذا السِرْب، أُحِب أن أُغرِّد.
أني مع هذه الكلمات، أرغب أن أتوه.
أني مع هذه السطور، أتوق أن أُهاجر.
خاطرة يرسم قلمي …
أحْرفاً، تتنفَّس.
وجُملاً تتراقص.
وصُوَراً تتكلَّم.
وهذه المُدونَّة تتضمن أحرفي، وجملي، وصوري.
إنها …
سراب …
إسم على مُسَمَّى …
وبقيتُ، أسير حتى ألقاكِ ..
وبقي، وجهُكِ يبتعد عن ناظري ..
ما إن أصِل، إلى حيث أنتِ ..
تختفي صورتكِ، وكأنها سراب ..
قلت في نفسي ..
لمْ، ولن أَمِّل في أن أستمِّر باللحاق بكِ..
طالما الرمَّق الأخير، لم يُطرُق بابي ..
حتى، لو أيقَّينتُ انكِ سرابْ ..
وسراب الطبيعة .. جميل ..
أما سرابكِ أنتِ .. أجملُ من جميلْ ..
لأَنِّي ..
أحلم بكِ، كل ليلة ..
وأنظر الى صُوِّركِ التي علِقَّت بخيالي، وانا ألحقُّكِ كالسراب ..
فإن رأيتكِ، أثناء النهار ..
تختفي الشمسُ خلف الغيوم هرباً من جمالكِ الذي يُبهرَّها ..
إن نظرتُ إليكِ، أثناء الليل ..
يختفي القمر من قرص السماء إستيحاءً لأنك أجملُ منه ..
إن شاهدتكِ قرب النهر ..
يتوقَّف النهرُ عن الجريان، إحتراماً لقدومكِ..
إن كنتِ في حديقة غناء ..
إنحنَّتْ الورود، والأزهار خشوعاً لِجمالكِ ..
إستبَّد الشوق بي ..
غاب عقلي ..
وخفق قلبي ..
أردتُ ان ألمسكِ ..
أو أتحدَّث إليكِ ..
أو أُلِفت إنتباهكِ ..
ولكني كنت أتهيَّب ..
خشوعاً ..
وإحتراماً ..
إلى أن نهرتني آلهة الجمال، وانا أحلم بكِ ليلاً ..
وقالت لي ..
ماذا تفعل، بصورِها ..
ولماذا دخلتْ أحلامكَ كل ليلة ..
ولماذا ..
ولماذا ..
لا تكلمها ..؟
قلت لآلهة الجمال ..
تعبت من اللحاقِ بها ..
كأنها، من غيرِ البشر ..
كأنها، من عالم أخر ..
أجابت آلهة الجمال ..
صدَّقتَ ..
إنها من نسلي ..
إنها من بناتي ..
إنها الهة جمال، مثلي ..
أنا والدتها ..
إنها، سراب ..
إنها، من صور الالهة ..
لن، تلقاها ..
إنها، سراب ..
إنها، إسمٌ على مُسَمَّى ..
فيصل المصري
الفاتح من ٢٠١٩م.
أُورلاندوا / فلوريدا
0 comments: