يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الجمعة، 27 أبريل 2018

الحاكم بأمر الله، ونظرة المُحدِّثين والمفكرين العرب، والمستشرقين.

نشر من قبل Faissal El Masri  |  in دراسة  5:17 م




الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله،
ونظرة المُحدِّثين من مفكرين، وكُتَّاب عرب، ومستشرقين  جُدّد ...

  -  أولا ً : المقدمة ..

بعد أن نشرَّت لي  غوغل  مُدوِّناتي عن الخليفة  الفاطمي الإمام  الحاكم  بأمر الله، وإستحوذَّت  إنتباه  القُرَّاء  من كافة البلاد العربية، حيث  دحَّضت، وردَّيت  على  سفلَّة بعض المؤرخين  والفقهاء  العرب  المتأخرين، الذين  إفتروا  زورا ً وبهتانا ً ولفقّوا  الاكاذيب  تجاه  هذا  الخليفة  الذي  زهَّت  أفكاره، وتعاليمه، ومعتقداته  منذ الف عام،  وما  زالت .. 

وبعد أن  نشرَّت  لي غوغل  مُدونَّتي  عن  المُوحِّدون الدروز وغريزَّة  البقاء  في  شهر  اذار  للعام  ٢٠١٨  وأنصح بقرائتها، حيث  أتيت  على ذكر الفتاوى  والمِحَّن  والمجازر التي  واجهت  الدروز  عبر الزمن،  وردَّيت  على  فتاوى  حُثالة  الفقهاء، وأبديت  إمتعاضي  وعتبي  على  بعض البحاثَّة  الدروز  المُحدِّثين  الذين :

كانوا يُقاربون الحقيقة، ولا يقتربوا ..
كانوا يغِضُّون الطرْف، ولا يجهرُّوا ..
كانوا يسكتون، ولا يردُّون ..
وكانوا، وكانوا ..

أما  أنا  لست  من هذا  الرعيل، ولا  من  ذاك   القبيل ..
أخذت  المبادرة، بالرَّد  تارة  بقسوة، وطورا ً بأشِّد  قساوة، يساعدني  في  ذلك  نشر  مدوناتي  عن  طريق  غوغل واسعة  الانتشار  في  الأقطار العربية ..

ولهذا السبب  قرأ  مُدونَّاتي  مِئات  الألوف  حسب الأحصاءات  التي  تردني  على  مدار الساعة ..  

لأن العطَّش  للحقيقة ..  
كان   يداهِّم  الموحِّدون  الدروز ، وهم  دون  ماء ..
وإن  قارعهم  السفلَّة، بالاباطيل،  والتلفيقات، والاكاذيب  .. 
كانوا  دون  سلاح، يردع  هؤلاء الأفاقين ..

ولهذا السبب،  لا  أرى  عجبا ً أن  فِئَة  لا يستهان  بها  من الشبَّان  والشابَّات  بدأت  تنهل  الحقيقة  مِن  مُدونَّاتي  بناء لنصيحة  بعض  المشايخ  التقَّاة  في  بلاد  الشام، والذين  يطالبون  أيضا ً أن  تُدَرَّس  هذه  المُدونَّات  في مدارس  التوحيد  ..
وفِي  هذا الخصوص، أُقدم  للغيَّارى، واجب  الشكر، والإمتنان ..

أما  فيما  يتعلق  بي  شخصيا ً ..

لم  أَجِد  غضاضة، أو صعوبة، أو  عيبا ً أو نقصا ً أو خوفا ً، كما  حصل  مع  بعض  المُفكرين  الدروز  الذين أشرت  اليهم  أعلاه،  في  أن  إستند   أثناء   كتابة مُدوِّناتي  للرَّد  على  حُثالة  المؤرخين  والفقهاء،  إلى  أهم  فَقِيهين، ومؤرخين   في  التاريخ  العربي  الاسلامي  القديم، وهما :

  - المقريزي، الذي قال :
( إن جملة القوانين التي أصدرها الامام الحاكم بأمر الله، جاءت بدافع  الشعور الديني لإصلاح  النفوس، والاخلاق، وتطهيرها  من  رذائل  المجتمع ). 
  
 - إبن خلدون، الذي قال :
 ( إن ما رُمي به الحاكم  بأمر الله  غير صحيح، ولا يقبله العقل  السليم ). 

وفي هذين القولين، ما قَل َّ ودَل َّ من إيجاز واضح، ومغاير لما جرى تدوينه من الأفاقين، والمنافقين .. 

إرتأيت  في  هذه الْمُدوّنة  أن أُميط  اللثام، وأبحث  في رأي المفكرين  العرب  المُحدِّثين، وبعض  أعلام  المستشرقين الذين  درسوا  الحقبَّة  الفاطمية، والنهضة  العلمية، والعمرانية، والفكرية، والعدالة  الاجتماعية، والمساواة  بين البشر  في الحقوق، والواجبات  للمنتسبين  للأديان السماويَّة  وغيرها  من  المِلل، والنِّحَل  والأفكار الفلسفية، والمعتقدات  الاخرى .. 

كذلك  سأتعرَّض  في  هذه  الْمُدوّنة، بصورة  موجزة  جدا ً إلى كتابين، وغيرهما  من إجتهادات  بعض  المفكرين المُحدِّثين  من طائفة  الموحدِّين الدروز، وهم  قِلَّة  قليلة تجرأوا  وكتبوا .. 
وكعادتي لن أتطرَّق الى العقيدة، تحسُّبا ً وتهيّبا ً، بل سأتخذ  من  التاريخ، واللغة، والشكل، هدفا ً  أرمي سهامي المُضيئة  دفاعا ً عن الموحِّدين   الدروز  في مسلكيتهم، وفِي  نهجهم .. 
  
 - الكتاب الاول، للسفير العلامَّة، اللغوِّي المرحوم  عبدالله النَّجَار، مؤلف  كتاب  مذهب  الدروز  والتوحيد .. 

 - الكتاب الثاني، للدكتور سامي  مكارم، مؤلف  كتاب أضواء على  مسلك  التوحيد، الذي  قام  بتأليفه  وصياغته بطلب  من  المرجعيات الدينية، والسياسية  أنداك  في لبنان،  للرَّد على  الكتاب الاول، مذهب الدروز والتوحيد، لأن المرجعيات  الدينية  إعتبرت هذا الكتاب  يناقض، ويخالف  العقيدة ..  

وقد أفردُّت مُدوِّنة  مستقلة  لمُقدمة  كتاب الدكتور  مكارم التي  وضعها الزعيم السياسي  اللبناني  أنداك المرحوم كمال  جنبلاط، أنصح بقراءتها، تحت عنوان
 ( كمال جنبلاط، المؤمن، الفقيه وألمُفوَّه )
وتعليق المفكر  والفيلسوف اللبناني ميخائيل  نعيمة  على المُقَدِّمة .. 

ونظرا ً لعدم  توفر الكتابين  في الولايات  المتحدة  حتى أسبر غورهما وأدرسهما، وجدت  صعوبة حتى في  لبنان للحصول  على  هذين  الكتابين، وخاصة كتاب المرحوم عبد الله النجار المفقود، الممنوع  من المكتبات ..  

وقد تمكنت بعد جهد، أن  أقرأ  الكتابين، وسآتي  على ذكرهما  في  نهاية  هذه  الْمُدوّنة .. 

  - ثانيا ً :
 - (نظرة المفكرين المُحدِّثين العرب، في الإمام  الحاكم  بأمر الله ). 

لم  تنَّل  شخصية  تاريخية  الأذى في  الإفتراء، وفي التلفيق  كما  نالَّت  سمعة  الحاكم  بأمر الله، من تصوير دنيئ، وبذيىء  لهذا الخليفة  الفاطمي .. 

كانت  أقلام  سفلَّة  بعض  مؤرخي، وفقهاء العرب  تسيل بالبغضاء، والكراهية، والاحقاد  السوداء بتفسيح  من الحكَّام  الذين  إغتصبوا  الخلافة  بعد  الحاكم  بأمر الله، إنتهاء ً بفقهاء  ومؤرخي  السلطنة  العثمانية  البائدة .. 

كان الظلم، والعهر، والاستبداد  الديني  والزمني، الذي أسدل  ستاره  بعد إنتهاء  خلافة  الحاكم  بأمر الله، يفرض على أتباعه، التستُّر تجنبا ً للوقوع  تحت  نير، وقهر، الأنظمة  التي  تلَّت، وقد  لجأ  أتباع  هذا المذهب الى بلاد الشام، هربا ً من  جور  حكّام  أهل  السُنَّة  وإستوطنوا الجبال، حيث  الشرور، والتعدِّي  أخف  وطأة  من  باقي الأمصار ..
   
كانت  سياسة  كم  الأفواه، سِمَّة  من  سِمات  الطغيان الفكري، والديني الذي  إتبعه  الخلف، الامر الذي  أدَّت  فيه  خواتيم  الفكر  الواحد  بنهاية المطاف، الى ما  آلت اليه البلاد  العربية  الان  من  حروب، ودمار  وأصبحَّت  غِربان  التفسير  وشرح  العقيدة  من  مسلمي  الأمصار، والأقطار البعيدة  تطير  في  سماء  العرب  تعيث  فسادا ً وإغتصابا ً، ونهبا ً، وتخريبا ً في سائر المعتقدات المغايرة لهم ..

في هذا الجو ...
سارع  بعض  المفكرين  المُحدِّثين  العرب  بدافع  من الغيرة،  الى  كشف  الحقائق، وخاصة  في  شمال افريقيا، ومصر  عرين  خلافة  الإمام  الحاكم  بأمر الله،  والى التدقيق، والتمحيص  في شخصيته، لانه  وبالرغم  من مرور الف  عام  على  إنتهاء خلافته، ما  زال  له  أتباع ومريدون  في  العالم  العربي، وصلوا  الى  أعلى  المراتِّب السياسية، والعلمية، والفكرية  وكان  أُمراء  الدروز  بدء ً من الإمارة المعنية، وإنتهاء ً  بالإمارة  اللمعيِّة  يحكمون سيطرتهم  على  سواحل  وجبال  لبنان  وأبعد  من  ذلك، حتى نهاية القرن التاسع  عشر، وقد  شهدَّت  ساحات القومية  العربية  في  مطلع  القرن  العشرين  أبطالا ً، وقادة  ثورات  إستقلالية  ضد الاحتلال  العثماني البغيض، والانتدابين  الفرنسي، والإنكليزي، وهم  من الدروز الابرار، والاحرار من  بني  معروف، الذين  يدينون ولاء ً للوطن الذي  هو  للجميع، ويعتنقون التوحيد  لله عز َّ وجَل َّ، ويطلقون  على أنفسهم  ( الموحدُّون الدروز ) ويسيرون  على  ذات  النهج،  والطريق  التى  طبقها الإمام الحاكم  بأمر الله  في حكمه، وعدله، ومساواته لباقي  الرعيَّة  المنتسبين  للأديان  الاخرى ..

وقد نال العجَّب هؤلاء المفكرين العرب، عن هذا التناقض الفاضح  في  تصوير  شخصية  الحاكم  بأمر الله، مستندين  الى  ما قاله  شيخ  المؤرخين  إبن خلدون، أن  ما قيل  عن  هذا الخليفة، لا يقبله  العقل  السليم، بدليل  أن  كوكبة  من  المعاصرين  الدروز  لمعوا  في  سماء  التاريخ العربي  السياسي، الشريف، والعسكري  الفَّذ، والقومي النبيل، وما  زالوا  يعتبرون الحاكم  بأمر الله، إماما ً  مُكرَّما ً، وفيلسوفا ً  مُعتبرا ً وإنه  لا بد  من  إعادة  درس المراجع التاريخية، التي تصِّب  في  خانة  الاساءة، والافتراء  تجاه  الخليفة  الفاطمي  الحاكم  بأمر الله ..

وقد طال العجَّب والإستغراب ايضا ً  جمهرة  من هؤلاء المفكرين  العرب، كرئيسي  المجمع  العلمي  العربي :

  - العلامة  ( محمد كرد ) الذي قال :
ما زالوا مختلفين  منذ القديم  في حقيقة الموحدِّين  أبناء هذا المذهب، وكان  بعض المتعصبَّة  ممن  يَرَوْن  الكذب على المخالف  من  السياسة  والكياسة، يتقوَّلون  عليهم، ويحطّون  من مكانتهم  ظُلما ً وإفتئاتا ً ... 

 - والعلامة خليل مردم بك الذي قال :
ومن الناس من جاوز  مهيع البحث  الى  تُرَّهات التلفيق، فقنع  بتدوين الأقاصيص  والتكاذيب مما  تلوكه  ألسنة العجائز  والصبيان  ومن  طبقتهم، ومنهم  من لجأ  الى الفريَّة  فإختلق  وإفترى  ما شاء، كل  ذلك  وبنو  معروف معتصمون  بالصمت، كأنهم   يتأثمون  من  الإفصاح  بشيئ  عن  كنه  مذهبهم  .. 

وقد إعتبر بعض  المحدثين  من العرب  والأجانب، أنه  وبالرغم  من هذه  الاساءات  لسيرة الحاكم  بأمر الله  لم يتقدم، أو  ينبري  أي  فرد  من  الموحدِّين  الدروز  سواء من المرجعيات  الدينية، او المدنية  للرَّد  على  الاكاذيب، والافتراءات، كل  هذا  وأصحاب  المذهب  يتأبون الكشف عنه  حفاظا ً وإستتارا ً ..


يضاف الى ذلك، الهيجان الطائفي، والتفجيرات  في مصر ضد شريحة، كريمة  لا يستهان  بوزنها  داخل  مصر، وهم الأقباط  المتجذرين  في  تاريخ  مصر القديم، والحديث، وعَلَّت الأصوات  لتطبيق  القوانين  والسجلات  التي أصدرها  الحاكم  بأمر الله، حيث  كان  رعايا  البلاد  من أديان  مختلفة  ينعمون  بالامن، والسلامة  الشخصية داخل  أراضي  الخلافة  الفاطمية ..

ومن المفكرين العرب المُحدِّثين، نورد بعض أقوالهم :

   - يقول الدكتور  محمد  كامل  حسين  أُستاذ  الأدب الفاطمي  في  جامعة  القاهرة .. 

( ما أحوجنا  الى  حكم  تتمثَّل  فيه  الجرأة  في الحق، والعدالة، والنزاهة، والشِدَّة  في  تطبيق  القانون  كحكم الخليفة  الفاطمي  الحاكم  بأمر الله ). 

   - يقول الدكتور جمال الدين  سرور  وهو  من  المعنيين بالأدب الفاطمي ..  
( ليس هناك  ما  يُثبت أن  الحاكم  بأمر الله  ذهب  في معتقداته  الدينية  إلى  حد  الخروج  على  قواعد الاسلام ). 

  - يقول الدكتور محمد  عبد الله  عنان .. 
( لقد ظلم التاريخ  الحاكم  بأمر الله، كان مُصلحا ً على طريقته، وكان  يرمي  بما  يصدره  من  قوانين  وأحكام الى  تحقيق  غايات  خفيت  على العامة، لانها  تتعلق بسياسة  الدولة  العليا  )

 - يقول الأديب عباس محمود العقاد .. 
( كان  الامام  الحاكم  بأمر الله  يمنع  تقبيل  الارض بين يديه، ولا  يرضى  أن  تلثم  يداه  وركابه، وأمر ألا  يزيد الناس  في  السلام  حين  يدخلون عليه، على  قولهم

( السلام على أمير المؤمنين، ورحمة  الله  وبركاته، وهذه فضيلة  قلَّما شاهد  العالم الاسلامي  ما  يماثلها  لدى الخلفاء المسلمين الآخرين. )

  - اما عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين  قال ..
( إن  التاريخ  لم  يُنصف  الامام  الحاكم  بأمر الله ). 

وإذا  ما  راجعنا  مؤلفات  .. 
المؤرخ المقريزي.  
والأديب عباس محمود العقاد
وعميد  الأدب  العربي الدكتور  طه حسين  عندما  يتداولون ذِكْر  ( حضرة الحاكم  بأمر الله ) يسبقونها  بموقع ( الإمامة، او الإمام ) للدلالة  على  عمق الإيمان  المُتمثِّل في  هذه  الشخصية  التاريخية، التي لو  قُيّض  أن  يلتزم  العرب  المسلمون  بتعاليمه، وقوانينه، وسجلاته  لما  وصلوا الى  ما نشهده  اليوم، من  ويلات  وحروب، وكوارث، وتدمير الكنائس، والجوامع، والاثار التي  بُنيَّت  منذ آلاف السنين ..  

وخلافا ً  للتواجد المعروف  للموحِّدون  الدروز، في كل  من سوريا، ولبنان، والأردن،  وفلسطين، حيث  يطلقون  على أنفسهم ( الموحدُّون الدروز )، وقع  نظري مؤخرا ً على وثيقة  تُشير الى تواجد  أتباع  للإمام الحاكم  بأمر الله، في دول  عربية، ومناطق اخرى  من العالم،  ويطلقون  على أنفسهم  مُسميات  مختلفة  مثل، أمة  التوحيد، وغيرها  من مسميات  تصب  في خانة  التوحيد  لله  عز  وجّل .. 

وأنقل  هذه  الوثيقة  حرفيا ً للدلالة  على  أهميتها، وإن جاز أبداء  الرأي  أقترح   تشكيل  بعثَّة  من  رجال  دين وبحَاثَّة  مدنيين  دروز، مهمتها  زيارة  هذه  المواقع  لتقصِّي  الحقيقة  والتأكد  من  صِدق  هذه  المعلومات الواردة  في  هذه الوثيقة  :

  - / في تونس :
يتواجد  حوالي  مليون  ونصف  يطلقون على أنفسهم  أُمَّة التوحيد، ويسكنون  في القرى الآتية، ضوسة، المهدية، سبحة، سيدي، سبحة الهاني، مطه، صفاقس، جزيرة جربا، طرياقة، مساكن، القيروان .. 

  - / في ليبيا :
يقطنون جبال سرت ويعرفون بالخمسية .. 

  - / في تركيا :
يتواجدون على حدود العراق ..

  - / في العراق :
يسكنون في  بلدة  السمارة  ويعرفون  بأُمة  التوحيد .. 

 - / في ديار بكر، وجيزان، بين اليمن  والسعودية  ويسموا العمادية .. 

 - / في ايران :
يعيشون  في  رسغ  بالغ  ويقال  لهم  موحِّد طرفة ..

  - / في الهند :
ويعتبرون  بوذا هو  مولاي  النفس، وسرجون  هو  حمزه  بن  علي، وكريشنا  مولاي الحاكم بأمر الله .. 

  - / في التيبيت :

  - / في النيبال :

  - / وفي الصين ايضا ً يوجد  موحدُّون .. 

  -  ثالثا ً :
 ( رأي  بعض المستشرقين  الأجانب  في الإمام  الحاكم بأمر الله )

  - يقول المستشرق الألماني شتروتمان :
إن  الحاكم  بأمر الله الفاطمي أعاد  الى أذهان العالم الاسلامي  بتقشُّفِه، وبلبسه  الخشن من الثياب، وإقلاعه عن الملذات  الجسدية، وسهره  على  راحة شعبه، سيرة الخلفاء  الراشدين  العظماء .. 

  - يقول المستشرق دوزي :
إن  قوانين الحاكم  بأمر الله  لم تك ُ سخيفة  كما صُوِّرها لنا الرواة  الذين دأبوا  أن يقدموا  لنا شخصية  هذا الخليفة  بغير  حقيقته .. 
إنما  كان الحاكم  بأمر الله  أُسطورة  التاريخ  الذي  لم يستطع  أحد  ان  يفهم  مقاصده، وأن  ينفذ  الى  واقعه

 - ومن  المستشرقين  الذين  كتبوا عن الدروز، وقد  توخوا الدقة  والصواب :
سلفستر دي  ساسي  في  كتابه ( عقيدة الدروز ). 
موللّر المستشرق الألماني في كتابه ( در الاسلام ). 

بورون  الذي  ترجم  كتابه  الى العربية  السيد عادل  تقي الدين .. 

الكولونيل  تشارلز  تشرشل الذي  أقام عشرين  سنة  في بلاد  الشام .. 

وبالنهاية ..
إن  الإمام  الحاكم  بأمر الله، وبإجماع  المفكرين المحدثين، والمستشرقين  ألجُدّد  كان  عظيما ً من عُظماء  البشرية .. 

إن الإمام  الحاكم  بأمر الله، كان  بنظر  شيخ  مؤرخي العالم  العربي  والغربي، إبن خلدون  غير ما  كتبه الأفاقين، والمنافقين  من  الأوائل  المتأخرين .. 


أخيرا ً ..
لا  بد  من الإشارة  وبصورة  مختصرة  جدا ً عن  رأيي الشخصي  في كتابي  السفير عبد الله  النجار، وكتاب الدكتور  سامي  مكارم  المنوه  بهما أعلاه .. 

وتجنبا ً لأي  قيل، او  قال .. 
أكتفي  بالأخذ  برأي الفيلسوف  ميخائيل  نعيمة، والذي إعتبر  فيه  ان كتاب  الدكتور  مكارم، لا  يمكنه  أن  يصل الى  مقام  مقدمة  المرحوم  كمال  جنبلاط  لكتابه .. 

ولأن  المقدمة، بنظر  نعيمة  هي  الكتاب ..  
عاب  في  حينه  الفيلسوف  نعيمه، المعنيين  بالأمر، أنهم  منعوا  نشر  كتاب  السفير  عبد  الله  النجار لأهميته .. 
( يُراجع في ذلك مُدوِّنتي عن كمال جنبلاط الفقيه، المُفوَّه )

وأضيف  انا  شخصيا ً :
إن  المرحوم  كمال  جنبلاط، لم  يكن  ذكيا ً  فحسب ...
بل  كان  مُتَّقد  الذكاء، لأنه  أيقن  أن كتاب  الدكتور مكارم بصفحاته  الثمانين، تحتاج  منه  إلى مقدمة  تتجاوز الستين  صفحة، لتوضيح  ما  قصَّر  الكتاب  في  تبيانه،  للعقيدة  الدرزية .. 

وبنظري ...
كان  كتاب  الدكتور  مكارم  ردا ً سياسيا ً، في  ثوب فضفاض  إنحشرت  فيه  قسرا ً، وحذلقة ً  الفلسفة اليونانية، بالهندية، حتى  الفرعونية، وصولا ً الى الإغريقية، فكان  الضياع  نصيب  من  يقرأه، حتى  لا  يصل  إلى رِحاب  فلسفة  التوحيد  الدرزية ..

يُضاف الى ذلك ..
تلك  التعابير اللغوية،  والانتقادات  الشخصية، التي إستعملها  الدكتور  مكارم  مثل  ..
( لا يفهم، لا عتب  عليه، عدم  إلمامه  بالفلسفة، وبالعقيدة ) والتي  ألصقها  جِزافا ً دون  وجه  حق، بالسفير  عبدالله نجار، حاصرا ً الفلسفة، والمعرفة  في  شخصه  دون غيره، وأمسى إدعاءه  وإلمامه  بالأسرار المكنونة، عُرضة ً وهدفا ً  ل كيل  وميزان  الفيلسوف  ميخائيل  نعيمة، في  سوق الغِب ِّ والطلَّب ..      
عبدالله النجار، بالاضافة  الى  مقدرته  اللغوية،  كان  قارئا ً، صاحب  حدْس  ثاقب، لأنه  قال  في  مُقدِّمة  كتابه :

من يدري ؟
فقد  تقوم  علي َّ  قيامتهم، وتُصَب ُّ  نقمتهم، حين  أبسط أمام  الناس  فلسفة  هذا  المذهب، وأُعلن  أسراره، بنفس راضية  وقلب  مطمئن، لكن  لي  بينهم، بل  في  مقدمتهم سدَّنة  عارفين  يؤيدوني، وهم  يعلمون  أني  أُؤدي  أجل َّ خدمة  لأبناء المذهب، وغير أبنائه على  السواء لم  يُقدم عليها  أحد  قبلي، آليت  على  نفسي تأديتها  بتجرد تام، بعد  كثير  من  المشقة  والتحقيق  المرهق .. 

أكتفي بهذا الإيجاز ..
ولكن  من  باب  الإنصاف القانوني، والتوثيق  في الاثبات ..

أُضيف، أن  الاستاذ  عبد الله  النجار  لم يدل ِ بدلوه  على عواهنه، عندما  كان يبحث  في العقيدة  الدرزية، ولم  يُعلن رأيا ً شخصيا ً، بل  كان  يسبق  رأيه، ويُلحقه  برقم الرسالة  التي  جاءت  في كُتُّب  الحكمة، وفي  ذلك  يقول :
( لا نأخذ  على عاتقنا  إثباتا ً او  نقدا ً او نفيا ً، شأننا في  سائر  فصول  هذا الكتاب )

كذلك، كان  يذكر  الآية القرآنية، والسورة  اذا  تطرَّق  للدين الاسلامي .. 

فضلا ً عن سلوكه  ذات  الأسلوب  إن تحدَّث  عن الإنجيل، او التوّراة .. 

وحسبي  القول، إن  الاستاذ  نجَّار  أَسْهَب ٓ وأفرط، وكشف  أكثر  رسائل  الحكمة  وأرقامها، وفي  هذا المجال بالذات، كان  على  الدكتور  مكارم  ان يُلفت  نظره، لا  ان يستهزئ  بلغة  فوقية، ويشير الى  التقيَّة، في  عدم  كشفها  الدُّر  المكنون  للعامة، فيقبل  إنتقاده  الخاصة ..

أخيرا ً ..
وبالنسبة  للتقيَّة  أفهمها على  غير ما جاءت  في  كتاب الدكتور مكارم، الذي  يُمكن  تقبُّلها  والاخذ  بها  بمفهومها الديني  بعد  مِحنَّة   الدجال  الاولى  كما  جاء  ذكرها  في  مُدونَّتي  الموحِّدون  الدروز  وغريزَّة  البقاء، أي في السنوات  اللاحقة  لغياب  الحاكم  بأمر الله، وليس  الان في  عالم  جديد  تحوَّلت  الهواتف  النقالَّة  الى  مكتبة  تحوي  كُتُّب  الأديان  السماوية، وغيرها  من أسرار المِلل والنحِّل  بمتناول  العامة  والخاصة، والكبار  والصغار، والجاهل  والمتعلم ..

وحسبي القول ..
لا  يُنكر  تغير الأحكام  بتغيُّر  الازمان ..
ولأنه، لا  يوجد  سدَّنة  لتلقين  الأسرار  المكنونة .. 
ولأن، العقل  هو  نبراس  المثقفين ..
ولأن، التقيَّة  يجب  حجب  نورها  عن  الجهلَّة  فقط ..

أقول ..   

 آن  الاوان  لهذا  الجيل  الجديد  من  شباب  وشابات الموحدِّين  الدروز  (المثقفين، والمتعلمين ) الذين  وصلوا الى أعلى  مراتب العلم، والفكر  ان  يفتحوا  أمام  ناظريهم هذا الفضاء  الواسع  الرحِّب  في سماء  فلسفة  الموحدِّين الدروز، وأن  يغوصوا  في  هذا  العلم .. 

لأن التقيَّة، في وقتنا  الحاضر والإستتار  بالمألوف  كما حققَّتها، وكتبتها  في  إحدى  مُدوِّناتي ..
تطابق  في مفهومها  الديني، واللغوي  لما ذكره  كمال جنبلاط  في مقدمته  ل كتاب  الدكتور  مكارم .. 
وتماثل  في مفهومها  اللغوي  للذي  أتى  به  السفير  عبد الله النجار، مع  بعض التحَّفظ  الديني اليسير، والقليل  لما نادى  به  الاستاذ  نجار .. 
وتُغاير في  كثير من الأماكن  تفسيرات  الدكتور سامي مكارم، للتقيَّة، بإعتبار ان  رسائل الحكمة  باتّت  في متناول  الجميع  في  المكتبات  العالمية، وداخل  أسوار الفاتيكان، وعلى  كل  هاتف  منقول .. 


فيصل المصري

٢٨ نيسان ٢٠١٨


مراجع هذه الْمُدوّنة  :

  - الفاطميّون، وتقاليدهم في التعليم .. 
 هاينز  هالم ( ألمانيا ). 
  - الدكتور احمد ال الشيخ ، جريدة شباب مصر ٤ / ٩ /٢٠٠٧
  - الدكتور محمد زغلول سلام، الأدب الفاطمي
  - تقي الدين احمد بن علي المقريزي، إتعاظ الحنفاء  باخبار الأئمة الفاطميين جزء ٣ 
  - الدكتور عبد المنعم ماجد- ظهور خلافة الفاطميين وسقوطها في مصر- دار المعارف- القاهرة  ١٩٦٨ 

  - الدكتور عبد المنعم ماجد -الحاكم بأمر الله، الخليفة المفترى عليه
  - الشيعة في مصر - صالح الورداني
  - دراسات فى الدولة الفاطمية ورسالتها مركز المقدسات للنشر بيروت 
  - حسن إبراهيم حسن- تاريخ الدولة الفاطمية- مكتبة النهضة المصرية- القاهرة ١٩٥٨
  - أيمن فؤاد السيد- الدولة الفاطمية في مصر- الدار المصرية اللبنانية- القاهرة ١٩٩٢م
  - في رحاب جمهورية أفلاطون، محمد نعمان ملاعب
  - مذهب الدروز والتوحيد، عبد الله النجار
  - الحاكم بأمر الله، الدكتور عارف تامر
  - أضواء على مسلك التوحيد، الدكتور سامي مكارم



0 comments:

Blogger Template By: Bloggertheme9