يتم التشغيل بواسطة Blogger.

السبت، 18 مارس 2017

هابيل، وقابيل ... اليوم.

نشر من قبل Faissal El Masri  |  in دراسة  4:57 ص


قابيل، وهابيل ...
اليوم. 

المقدمة :
أينما كنت اليوم تُقيم على الكُرَّة الأرضية ..
ونظرت، شمالا ً أو جنوبا ً ..
وتطلَّعت، شرقا ً أو غربا ً .. 
شاهدت دولا ً .. يتقاتَلْن. 
عاينت شعوبا ً .. يتناحَرْن. 
وأيقنت ديانات ً .. يتنابذْن. 
وعاصرت كراهية .. تتوالدْن. 
وإستهجنت أشقاء ..  يتحاسدْن. 
وتعجبت  شقيقات ..  تتباعدْن. 

في شرق الارض، أحقاد ..
في غرب الكرة، إفتراء ..
في شمال المعمورة، نفاق ..  
وفي جنوب الكوكب، كذب ..
هذا هو عالمنا اليوم ..
ولا  نُغالي إن قُلْنَا، وداع ٌ للأخلاق ..
ولا نكذب إن عاصرنا، العقوق ..
فلا روابط عائلية، نُقدِّسُها ..
ولا بقينا شعوبا ً، تتعارَّف ..
الحقيقة الواضحة ..
ليس، العالم الغربي بأفضل حال، من عالمنا العربي ..
فإذا، كان عالمنا العربي غني بأبار النفط  ..
فإن، العالم الغربي غني بأبار الكذب، والخداع، والنفاق، والتدليس، والإفتراء، والتجَّني، والتعدِّي ..

في عالمنا العربي ..
حروب الاشقاء، والشقيقات، والدول، والديانات، والملَّل، والنِّحَل. وخلافات على تقسيم أجبان، وألبان أرضنا الخصبة، والشعوب تتراكض كقطعان من الأغنام، لتلقى في طريقها الوعِّر، وحوش الحكم المفترسَّة. 
في عالمنا الغربي ..
قِطَّب، مخفيَّة ..
ظاهرها، حلال ..
وباطنها، حرام ..
وشعوبها ..
ليس لهم .. في السَّرَّاء .. نعيم. 
ولهم .. في الضرَّاء .. سقيم. 
إتحاد شعوب، سقط الى ما قبل روسيا، الواحدة. 
وإتحاد شعوب، آيل للسقوط الى ما قبل أوروبا الجامعة. 
وكما بدأت، الديانات السماوية ..
تقِّص عليكم، أُقصوصة قابيل، وهابيل ..
أنا .. في مُدوِّنتي هذه ..
قَصصَّت عليكم، أرجوزة قابيل، وهابيل اليوم ..

 - الديانات السماوية ..
وقصة،  قابيل، وهابيل
من هو، قابيل ..
ومن هو، هابيل ..

قابيل، وهابيل في الدين اليهودي ..
قابيل، وهابيل في الدين المسيحي ..

قابيل، وهابيل هما شخصيتان ذُكِرتا في العهد القديم ..
وهما، أول إبنين لآدم وحواء .. 
كان قابيل، عاملاً بالأرض .. 
أما هابيل، كان راعيا ً للغنم ..
وفي يوم، قررا أن يعبدا الله فقدما قرابين ..
يقول الكتاب المُقَدَّس : 
وحدث من بعد أيام ..
أن قابيل، قدَّم من ثمار الأرض قربانا ً للرب ..
وقدَّم هابيل، من أبكار غنمه ومن سمانِها قربانا ً للرب ..
فنظر الرب إلى هابيل وقربانه، ولكن إلى قابيل وقربانه لم ينظر .. فأغتاظ قابيل جدا ً، وسقط وجهه .. 
ولم ينظر الرب إلى قربان قابيل، لأنه كان مخالفا ً لما كان يتطلبه وهو الذبيحة الدموية .. 
أما هابيل فقد فعل ..
يقول الكتاب المُقَدَّس : 
بالإيمان قدم هابيل، لله ذبيحة أفضل من قابيل. فبه شُهِد له أنه بار ٌ إذ شهِد الله لقرابينه. 
حيث قابيل ادعى إيمانه بالرب ولكنه لم يفعل .. 
لم يقبل الرب قربان قابيل فأغتاظ قابيل جداً وسقط وجهه. فقام على أخيه هابيل في الحقل وقتله ..
فقال الرب،، قابيل أين هابيل أخوك ؟ 
فقال لا أعلم : أحارس أنا لأخي. 
فقال : ماذا فعلت ؟ 
صوت دم أخيك صارخ من الأرض .. 
فالآن، ملعون أنت من الأرض التي فتحت فاها لتقبل دم أخيك من يدك. متى عملْت الأرض لا تعود تعطيك قوتها ..
تائها ً، وهاربا ً تكون في الأرض ..

 - قابيل، وهابيل في الدين  الإسلامي :

ذكرهما الله في القرآن الكريم  دون ذكر إسميهما صراحة، بل إكتفى بوصفهما إبني آدم. 
القصة في القرآن تقول ..
أن كلا ً من قابيل، وهابيل قدَّم صدقة قربة إلى الله سبحانه، فتقبل الله صدقة هابيل، لصدقه وإخلاصه ..
ولم يُتقبَّل  صدقة قابيل، لسوء نيته، وعدم تقواه ..
فقال قابيل،  على سبيل الحسد،  لأخيه هابيل : 
{ لأقتلنك }، بسبب قبول صدقتك، ورفض قبول صدقتي ..
فكان رد هابيل على أخيه : 
{ إنما يتقبَّل الله من المتقين }، 
فكان ردُّ هابيل لأخيه قابيل ردا ً فيه نصح وإرشاد، حيث بيَّن له الوسيلة التي تجعل صدقته مقبولة عند الله ..

ثم إن هابيل إنتقل من حال وعظ أخيه بتطهير قلبه من الحسد، إلى تذكيره بما تقتضيه رابطة الأخوة من تسامح، وما تستدعيه لحمة النسب من بر، فقال لأخيه : 
{ لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين }، 
فأخبره أنه إن اعتدى عليه بالقتل ظلما ً وحسدا ً، فإنه لن يقابله بالفعل نفسه، خوفاً من الله، وكراهية أن يراه سبحانه قاتلا ً لأخيه.

ثم إنتقل هابيل إلى أسلوب آخر في وعظ أخيه وإرشاده، إذ أخذ يحذره من سوء المصير إن هو أقبل على تنفيذ فعلته ..
 { إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين }.
بيد أن قابيل لم يرعو ِ لنصائح أخيه، وضرب بها عُرْض الحائط، ثم انساق مع هوى نفسه، وزينت له نفسه الإقدام على قتله ..
فارتكب جريمته ، فقتل أخاه.

على أن قابيل القاتل لم يكتف بفعل تلك الجريمة، بل ترك أخاه ملقى في العراء، معرضاً للهوام والوحوش، ولكن بعث الله غراباً يحفر في الأرض حفرة ليدفن تلك الجثة الهامدة التي لا حول لها ولا قوة من البشر ..
فلما رأى قابيل ذلك المشهد، وأخذ يلوم نفسه على ما أقدم عليه، وعاتب نفسه كيف يكون هذا الغراب أهدى منه سبيلا ً ..
فعض أصابع الندامة، وندم ندما ً شديدا ً، فقال عندها قابيل : 
( يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي ) 
ثم أخذ يفعل به ما فعل ذاك الغراب فواراه ودفنه تحت التراب.
وبعد الذي قالته الاديان السماوية، عن هابيل وقابيل ..
لعمري  ..
ما ..
أقرب الامس، الى اليوم. 
وما ..
أقرب اليوم، الى الامس. 

فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
١٨ / آذار / ٢٠١٧




0 comments:

Blogger Template By: Bloggertheme9