يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الأربعاء، 6 مايو 2015

لبنان، والى تتمّة بعد موجات اللجوء !

نشر من قبل Faissal El Masri  |  in خواطر  8:40 م

هل لبنان بحاجة الى دراسة سكانية جديدة.

 ( ديموغرافيا )

تعريف لغوي :

 علم السكان، أو الدراسة السكانية،  أو الديمغرافيا، هو فرع من علم الاجتماع، والجغرافيا البشرية، يقوم على دراسة علمية لخصائص السكان المتمثلة، في الحجم، والتوزيع، والكثافة  والتركيب والأعراق ومكونات النمو ( الإنجاب والوفيات  والهجرة ) - ونسب الأمراض، والحالات الاقتصادية والاجتماعية، ونسب الأعمار والجنس، ومستوى الدخل.

هذا في التعريف اللغوي.

 


اما، ما تشاهده، بالواقع  وانت في لبنان بعد طول غياب، لا يمكن للمواطن اللبناني، المقيم ان يلاحظه او يلفته التغيير الهائل الذي حل ّٓ ببلده،  لانه إعتاد يوميا ً ان  يرى  تغييرا ً ضئيلا ً.

 ما يلاحظه المغترب الذي يعود الى لبنان ، على حين غرّة، هو  بون شاسع  ومخيف، للذي حل ّٓ بالوطن الام.  


ليس من الضرورة تعدّاد أسباب التغيير السكاني في لبنان اليوم، لان موجات التهجير العراقي بطوائفه المتعدّدة، يقابله موجات اللجوء السوري الهائل، بات يُشّكل العامل الأبرز في هذا العبء.

 تهدف الدراسات السكانية في غير بلد ( غير لبنان ) الى معرفة الهجرة والتوزع الجغرافي. لان هذه المعرفة ضرورية لتحديد الاحتياجات البشرية الحالية، والمستقبلية.

من المؤسف القول، ان التجربة التي خاضها لبنان على إثر اللجوء الفلسطيني في أواسط القرن الماضي، شكّل علامة فارقة في كيفية تعاطي الحكومات اللاحقة في هذا الملف. 

كان الهدر، والفساد والتلاعب بالارقام والسرقات، وغيرها من أساليب النصب والاحتيال، من الأسباب التي جعلت منظمة الامم المتحدة في نيويورك،  لا تثق بالقيمّين اللبنانيين المولجين بتسهيل وتأمين احتياجات اللاجئ الفلسطيني، لانه وبعد اكثر من نصف قرن من الزمن، ترى أماكن تواجد اللاجئين الفلسطينين مرتعا ً للفقر والحرمان والبؤس الذي ولدّٓ حاضنة لما بات يُعرف ( فتح لاند، ومخيمات تدريب، وتخريج ارهاب ... الخ ). 


لن أخوض في هذه التجربة التي عجزت الدولة اللبنانية في إلامساك بها، لان تداخل العنصر الإقليمي والدولي، أوجد عبارات تُبرِّأ النظام اللبناني، وهذا خارج بحثنا. 


اما السؤال المطروح للبحث، هل منظمة الامم المتحدة، والدول الغربية الفاعلة وفي مقدمها الولايات المتحدة، تُدرك مدى الخطر المحدّق في لبنان من جراء التغييرات الديموغرافية ؟


نعم، ولكنها وبكل إسف، تعلم حكومات هذه الدول ان مزاريب الهدر والسرقة، ما زالت هي، هي ولهذا ترى المسؤلين اللبنانين، يتراكضون للتسول، قرشا ً من هنا، ولقمة من هناك، ولا تاتِ المساعدات إلا من باب رفع العتب، لأنهم يعرفون مصير هذه المساعدات والاموال. 


إذا، أراد اللبناني اليوم معرفة، أين تُصرف المساعدات، وكيف توّزع، فانه من دون شك لا يعلم شيئا ً إسوة بالدول الغربية، التي باتت تضع هذا الملف باخر سلّم أولوياتها. 


شخصيا ً، ومن خلال تجوالي في بعض المدن والقرى والدساكر اللبنانية أيقنت علم اليقين، ان هذا غير لبنان الذي أعرفه، والذي سكنت، وترعرعت،  وشربت،  وأُكلت، وأقمت فيه !

من الظواهر غير الطبيعية، التي تُبهرك، وتُحيّرك، وانت تتجّول في بيروت، العاصمة التي كانت دُرّة الشرق، في سِحرها اللبناني المُميّز، 

-/  انها مسحت عن جبينها السحر اللبناني القديم، لانك ترى في غير حيّ او منطقة، أبنية تُهدم، لتحّل مكانها ناطحات سحاب. 

فإذا تجوّلت في الداون تاون، تجد ناطحات سحاب، وحتى على كورنيش النهر وانت مقبل من المتحف الوطني، تستغرب من سيسكن في هذه القصور المحلّقة  في سقف السماء ؟

في مانهاتن نيويورك،  وحتى واشنطن العاصمة، تجد الصورة مختلفة تماما ً عن بيروت، وبالرغم من ناطحات السحاب، تجد ورشة هائلة في تجديد الأبنية القديمة، حفاظا ً على المعالم التي تُبقي هذه المدن على سحرها. 


-/  تتعّجب كثيرا ً وانت تسير في شارع الحمرا، وغيرها من شوارع العاصمة  بيروت، وِفرة وكِثرة المقاهي والمطاعم، يمنة ً ويسرة ً من كل شارع او حتى زاروب ( شارع ضيّق )، والذي يُلفتك نوعية الروّاد، كلهم لا بل معظمهم  من الشباب والصبايا، يملؤون هذه القهاوى صبحا ً، وظهرا ً وعصرا ً، ومساء ً، وليلا ً.


-/  التسوُّل، والتسكع في الطرقات في أينما كان. 


-/  الهيجان، المائج، والمائل، والمخيف لحركة  المرور، وللثقافة  المتدنية  في القيادة، والتي يظنها اللبناني

( شطارة، وحذق  وهضامية ) 

-/  تشابه طريقة قيادة رجال الدين للسيارات،  والمعتمرين إزياء طوائفهم ومذاهبهم، مع ذات طريقة، قيادة النساء للسيارات، بمعنى ان الطريق لهم، ولهنّ، لان عليك ان تحترم، للأول زيّه، وللثانية جِنسها الأنثوي، وإذا اخطأت من غير قصد في حقّه او حقهّن، يا ويلك من غضبهم، او غضبّهن، لان ويلات الثبور وعظائم الامور، تنصَّب عليك دون هوادّة.  

-/  وفرة السيارات غالية الثمن، والحديثة الصنع، والتي تقودها فتيات في عمر الزهور، تضاهي في جمالها جمال القمر وهو يزيّن الليل، لانك لا ترى جمالا ً متوسطا ً او مقبولا ً، وكأن شوارع العاصمة باتت منصات تتخايل، وتتمايل  عليها اجمل بنات لبنان، ولا تنسى ألخمار الأسود او ذي الألوان المتعددة، مع نظارات سوداء داكنة، تجعلك تأنس لشعر مسكين الدارمي.

  ولكنك تسمع من الاصحاب والاصدقاء، الهمس واللمز والغمز، يغمر أذنيك في، ومن أين لهن ّ هذا. 

-/ تزايد ثقافة مصطلح ( تعّودنا ) وكأنه مورفين، بمعنى تعوّد الشعب اللبناني على إنقطاع التيار الكهربائي، وتعّود على الصدأ الذي يعلو حنفيات ماء الدولة، وتعّود على عجقة السير، وتعّود على حفريات الطرق، وتعّود على التسيب الأمني والى غير ذلك، لانه بات كما قال المتنبي ؛

 ( لكل امرء من دهره ما تعّودا )


من الحواضر اللبنانية

فيصل المصري

لبنان / 

ايار، ٢٠١٥

0 comments:

Blogger Template By: Bloggertheme9