يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الأحد، 17 مايو 2015

الى من ستؤول، دولة الخلافة الاسلامية ... بعد حين .. ( حلقة ١ ) !

نشر من قبل Faissal El Masri  |  in دراسة  11:48 م
إلى من ستؤول اليه، 
الدولة الاسلامية، بعد حين، 
وفقا ً، لدروس من التاريخ !!

ألمقدمة :
تمّيز التاريخ الاسلامي، بانه كان مسرحا ً للصراع، وارضا ً للحروب، وانهار ً من الدم، حيث تقابل وجها ً لوجه الخائن، والوفي، والكاذب والصادق، والسارق والامين، وكانت الغلّبة، دائما ً وأبدا ً.... للخائن، والكاذب، والسارق. 
واذا قمنا بتعدّاد الصراعات، والحروب، والفتن، والمؤامرات، والدسائس التي كانت تعيش، وتترعرع في سهول، وجبال، وبطاح، وصحارى الأمة العربية الاسلامية، يطول الشرح، ويكثر السهو والغلط، ولكن لا بد من ان نتّذكر، لعّل في الذكرى، بعض العبّر ْ ....
-/ الصراع ما بين الامام علي وانصاره، ومعاويه وورثتّه، والذي تحّول الى قتال تاريخي، ما زالت تداعياته في التاريخ الاسلامي، حتى اليوم جراحه ثخينة، وصيحاته مدوّية، وألامه قاسية، ودمائه سيّالة، الى يوم الدين. 

-/ القضاء بعد ٩٠ سنة على السلالة الأموية، على يد أبناء العمومة، من بني العبّاس. 

-/ الخلافة العباسية التي نخرّها الفساد، بعد ٢٠٠ سنة من الحكم، حيث بقيت ٣٠٠ سنة أُخرى هزيلة، ضعيفة لا يتجاوز نفوذها العراق، بدليل ان سطوتها، وهيبتها وبأسها، أنهكه :
البويهيون
المقاتلين الأتراك الذين كانوا يمسكون زمام الجيش. 
الطولونيون. 
الإخشيديون. 
آلِ زنكي. 
الأيوبيون. 
الأمويون في الأندلس. 
المرابطون. 
الموحدّون. 
الأدارسة. 
الأغالبة. 
الحفصيون. 
الوطاسيون في شمال افريقيا. 
المماليك.... 
وقد أجمع من دوّٓن التاريخ العربي، الصحيح والصادق، غير التاريخ المنافق، والكاذب، ان الخلافة العباسية، أبقت على الخلافة الاسلامية الأسمية، فقط. 

-/ الخلافة العثمانية. 
حدِّث ْ هنا، ولا حرَّج ْ عليك ....
بسطت هذه الخلافة العثمانية، ظلامها وظُلمها على العالم العربي في اول القرن ١٦ ...
وكسابقتها، وعلى شاكلة الخلافة العباسية، ضَعُفت ْ، وهٓزُلت ْ 
امام :
مملكة محمد علي في مصر. 
مملكة البايات في الحزائر. 
مملكة الدّايات في تونس. 
والإئمة الزيديين في اليمن.  
/ غرائب التاريخ الاسلامي :
 لم يشهد التاريخ العالمي، طرقا ً وأساليبا ً في تناول السلطة كما كان يحصل، في توارث السلطة في السلطنة العثمانية، حيث كان هناك قانونا ً متّبعا ً ومُطبَّقاً ومتعارفا ً عليه، هو ( قانون قتل الإخوة ) او حبسهم، او سجنهم في أقفاص.
 ومن  الأمثلة :
 قيام السلطان محمد الثالث، بالعام  ١٥٩٥، بقتل ١٩  أخا ً  له، وإثنين من ابنائه. 
إعدام الأعمام، وأولاد الإخوة، كان سِمة وطقس من طقوس الحكم، إذ أصبحت الاسرة الحاكمة مهددّة بالفناء، وضعُفت البنية الجسدية، والنفسية حتى ان العديد من السلاطين كان مصابا ً بالجنون، والعلل، الى ان أُطلق على الامبراطورية العثمانية اخيرا ً، بالرجل المريض. 
ويبقى السؤال، 
الى من ستؤول، 
الدولة الاسلامية في العراق وسوريا، بعد حين ؟؟
للبحث تكملة. 

إعداد :
 فيصل المصري
لبنان، أيار ٢٠١٥ 
 


الاثنين، 11 مايو 2015

القبائل العربية، القديمة والمستجّدة !

نشر من قبل Faissal El Masri  |  in خواطر  10:32 م
كيف،
وأي متى ينبلج الصباح، في العالم العربي ؟

من الظواهر غير الطبيعية،  في العالم العربي عامة، توقف حركة الليل والنهار، وتأخير التوقيت ( الصيفي والشتوي ) الى ما قبل ١٤ عشر قرنا ً من الزمن. 

في الليل المظلم المكفهّر، الذي يخّيم على سماء العرب،  تخرج الكواسر، والوطاويط. 

في تاخير التوقيت قرونا ً في عمق الزمن  يعيدك الوقت،  الى عادات وطقوس ذاك الزمن الغابر. 

من الأمثلة والظواهر :

يطالعك إلاعلام المصري، عن إستقالة وزير العدل، لإن عقله تعفّن، وتفكيره تَحجُّر، إثر تصريحه عن من يستحق دخول سلك القضاء، في بلد، محاكمها يعيث الفساد، في أروقتها، ويعشّعش أساطين النفوذ،  ولان الرشوة  دين،  يعتنقه القضاة. 
 
وهذا ما لاحظّته محامية الحقوق والحريات المدنية، أمال علم الدين، التي رافعت دفاعا ً عن ناشط مصري أُدخل السجن، زورا ً وبهتانا ً.

لن أعدّد من تبوأ  رئاسة الجمهوريات، في العالم، وكان أصله وفصله معدما ً ونهض ببلده الى أعلى المراتب، ولكني اقول ان والد حاكم  ولاية  فلوريدا الأسبق  ( كندرجي وماسح احذية ) مهاجر من جزيرة قبرص، وبعهده باتت فلوريدا يُحسب لها حساب، إقتصاديا ً وتنمويا ً وأمست صانعة رئيس جمهورية  أقوى بلد بالعالم. 

   في الأُردن، يُطعن طبيب بالسكين، ويخرج، من هتك أوصاله من السجن، لان قبيلته لها سطوة وبأس، وما يلبث ان مات الطبيب ليل امس، بعد عدة أشهر، لان المجرم الجديد قد أوغر السكين  بصدره مرارا ً وتكرارا ً حتى، نفق ْ .

في إلاعلام العربي، وفي وسط وطيس المعارك، والغبار المتصاعد، والدم ألمُسال، لا تسمع إلا أناشيد، وأهازيج النصر من الأطراف المتصارعة، وكأنهم انتصّروا على مخلوقات غزّت من الفضاء الخارجي.

لا، ولن تعرف الحقيقة، لان الكذب وإختلاق القصص والروايات هو الهدف السامي،  لانك اذا كبست زر هذه المحطة، تسمع ما يٓسِّر مشاهديها، وإذا كبست زر محطة أخرى، تسمع خِلاف ما قيل. وما عليك إلا ان تصبر سنوات وسنوات حتى تعرف الحقيقة، ولهذا ما زلت مؤمنا ً ان بعض التاريخ العربي كاذب ومنافق وغير صحيح.

وإذا أردت ان تتمعّن بالصور التي تبُثّها محطات التلفزة عن المعارك، تشعر وكأنك تشاهد معارك الحرب العالمية الثانية، بمعداتها وأسلحتها، بالمدفع  الذي لا يحرّكه الا حبل ممدود، يُعيق حركة وضع المقاتل يديه على أُذنيه، تجنبا ً للصوت الذي يمزِّق طبلة الإذن.

 أمّا سيارات النقل والجيّبات فإنها حديثة الصنع، تُشحن من المصانع الى ساحات الوغّى.

ويعود السبب في ذلك، ان خردة وستوكات مخازن أسلحة دول الغرب وروسيا، تُشحن الى الافرقاء في سهول وبِطاح العرب، لعدم الحاجة اليها في الحروب المستقبلية.  

ولكن أمراء الفصائل، وضبّاط الوحدات، يركبون أفضل الخيول الغربية، ولا تتعّجب إن كانت مكيفة، ضد لهيب الصيف، ودافئة في البرد القارص. 

أحب ّٓ العرب المسلسلات المكسيكية، ومن بعدها التركية، لانها تطول وتطول، ولانهم كذلك، فرضّت روسيا والغرب عليهم حرب تطول... وتطول. 


من الحواضر

فيصل المصري
ايار ٢٠١٥

الأحد، 10 مايو 2015

تدوين التاريخ الصحيح ( تعليق على دراستي عن عائلة ابي اللمع )

نشر من قبل Faissal El Masri  |  in دراسة  6:18 م

تعليق توضيحي على دراستي عن، عائلة ابي اللمع.

أجمع كل من إهتم بتاريخ هذه العائلة الكريمة، على القول بأن تاريخها مرتبط ارتباطا ً وثيقا ً مع تاريخ جبل لبنان، وسكانه ( الموحدون الدروز ). 

وهناك بعض الاقلام، ( كما عند العرب عامة ) كتابة التاريخ عندهم، تدوين الأحداث على هواهم، كالقول مثلا ان عائلة ابي اللمع مسيحية، بدليل تقديمهم  وقفا ً وفيرا ً للرهبانية الأنطونية في دير مار اشعيا، في برمانا، ودير مار يوحنا في بيت مري، ودير مار روكز بالدكوانه، ودير مار الياس قرنايل، ودير مار يوسف في زحلة، وعدم ذكر ان هذه العائلة تنتمي الى طائفة الموحدين الدروز.  

هذه الأوقاف صحيحة، وان كانت قبل تنّصر هذه العائلة بقليل، او بعد التنّصر، علما ً بان وهب الأوقاف جرى ايضا ً لبعض عائلات الموحدين الدروز. 

وللدلالة على انهم كانوا على ملَّة التوحيد، ينظر الى مشاركتهم وبلائهم في معركة عين دارة الشهيرة  ( عام ١٧١٠ ) بين القيسية، واليمنية وميل الكفة للقيسية بسبب بأس وقوة بعض أمرائهم، كالأمير مراد.  
( أتيت في مدونتي على ذكر هذه الموقعة، وكيف غابت شمس عائلة علم الدين .... )

حدود إمارتهم :

بالاضافة الى صليما ، هناك القرى والمدن الآتية :
المتين ، راس المتن، كفرسلوان، حمانا، فالوغا، الشبانبة، قرنايل، بسكنتا، بكفيا، بيت مري، برمانا، الدكوانه، البوشرية، الجديدة وانطلياس، وزحلة ايضا ً.

وللتاريخ الصحيح،

إن تنّصر بعض العائلات الدرزية، لم يجلب لها الجاه والموقع السياسي القيادي الذي كانت تحلم به، ان تصل اليه، في الطائفة المسيحية، بدليل ان هذه العائلات، بعد ان تنصّرت وهنت وضعفت بعد اقل من قرن من الزمن، فضاع شانها لدى الموحدون الدروز، وضُمر وهجها في الضفة الاخرى. 

وإذا نظرت الى عائلة ابي اللمع المسيحية اليوم، من الوجهة السياسية 
لا يمكننا ان نجد الدور القيادي لهم في الطائفة المسيحية، كالذي كانوا عليه، إبان حكمهم جبل لبنان قبل وبعد معركة عين دارة. 

في هذه العجالة،
 أتمنى  ان يأتِ  من يؤرخ لهذه العائلة، تاريخا ً صحيحا ً، لارتباط هذه العائلة كما اسلفت بتاريج جبل لبنان وسكانه. 

الأربعاء، 6 مايو 2015

لبنان، والى تتمّة بعد موجات اللجوء !

نشر من قبل Faissal El Masri  |  in خواطر  8:40 م

هل لبنان بحاجة الى دراسة سكانية جديدة.

 ( ديموغرافيا )

تعريف لغوي :

 علم السكان، أو الدراسة السكانية،  أو الديمغرافيا، هو فرع من علم الاجتماع، والجغرافيا البشرية، يقوم على دراسة علمية لخصائص السكان المتمثلة، في الحجم، والتوزيع، والكثافة  والتركيب والأعراق ومكونات النمو ( الإنجاب والوفيات  والهجرة ) - ونسب الأمراض، والحالات الاقتصادية والاجتماعية، ونسب الأعمار والجنس، ومستوى الدخل.

هذا في التعريف اللغوي.

 


اما، ما تشاهده، بالواقع  وانت في لبنان بعد طول غياب، لا يمكن للمواطن اللبناني، المقيم ان يلاحظه او يلفته التغيير الهائل الذي حل ّٓ ببلده،  لانه إعتاد يوميا ً ان  يرى  تغييرا ً ضئيلا ً.

 ما يلاحظه المغترب الذي يعود الى لبنان ، على حين غرّة، هو  بون شاسع  ومخيف، للذي حل ّٓ بالوطن الام.  


ليس من الضرورة تعدّاد أسباب التغيير السكاني في لبنان اليوم، لان موجات التهجير العراقي بطوائفه المتعدّدة، يقابله موجات اللجوء السوري الهائل، بات يُشّكل العامل الأبرز في هذا العبء.

 تهدف الدراسات السكانية في غير بلد ( غير لبنان ) الى معرفة الهجرة والتوزع الجغرافي. لان هذه المعرفة ضرورية لتحديد الاحتياجات البشرية الحالية، والمستقبلية.

من المؤسف القول، ان التجربة التي خاضها لبنان على إثر اللجوء الفلسطيني في أواسط القرن الماضي، شكّل علامة فارقة في كيفية تعاطي الحكومات اللاحقة في هذا الملف. 

كان الهدر، والفساد والتلاعب بالارقام والسرقات، وغيرها من أساليب النصب والاحتيال، من الأسباب التي جعلت منظمة الامم المتحدة في نيويورك،  لا تثق بالقيمّين اللبنانيين المولجين بتسهيل وتأمين احتياجات اللاجئ الفلسطيني، لانه وبعد اكثر من نصف قرن من الزمن، ترى أماكن تواجد اللاجئين الفلسطينين مرتعا ً للفقر والحرمان والبؤس الذي ولدّٓ حاضنة لما بات يُعرف ( فتح لاند، ومخيمات تدريب، وتخريج ارهاب ... الخ ). 


لن أخوض في هذه التجربة التي عجزت الدولة اللبنانية في إلامساك بها، لان تداخل العنصر الإقليمي والدولي، أوجد عبارات تُبرِّأ النظام اللبناني، وهذا خارج بحثنا. 


اما السؤال المطروح للبحث، هل منظمة الامم المتحدة، والدول الغربية الفاعلة وفي مقدمها الولايات المتحدة، تُدرك مدى الخطر المحدّق في لبنان من جراء التغييرات الديموغرافية ؟


نعم، ولكنها وبكل إسف، تعلم حكومات هذه الدول ان مزاريب الهدر والسرقة، ما زالت هي، هي ولهذا ترى المسؤلين اللبنانين، يتراكضون للتسول، قرشا ً من هنا، ولقمة من هناك، ولا تاتِ المساعدات إلا من باب رفع العتب، لأنهم يعرفون مصير هذه المساعدات والاموال. 


إذا، أراد اللبناني اليوم معرفة، أين تُصرف المساعدات، وكيف توّزع، فانه من دون شك لا يعلم شيئا ً إسوة بالدول الغربية، التي باتت تضع هذا الملف باخر سلّم أولوياتها. 


شخصيا ً، ومن خلال تجوالي في بعض المدن والقرى والدساكر اللبنانية أيقنت علم اليقين، ان هذا غير لبنان الذي أعرفه، والذي سكنت، وترعرعت،  وشربت،  وأُكلت، وأقمت فيه !

من الظواهر غير الطبيعية، التي تُبهرك، وتُحيّرك، وانت تتجّول في بيروت، العاصمة التي كانت دُرّة الشرق، في سِحرها اللبناني المُميّز، 

-/  انها مسحت عن جبينها السحر اللبناني القديم، لانك ترى في غير حيّ او منطقة، أبنية تُهدم، لتحّل مكانها ناطحات سحاب. 

فإذا تجوّلت في الداون تاون، تجد ناطحات سحاب، وحتى على كورنيش النهر وانت مقبل من المتحف الوطني، تستغرب من سيسكن في هذه القصور المحلّقة  في سقف السماء ؟

في مانهاتن نيويورك،  وحتى واشنطن العاصمة، تجد الصورة مختلفة تماما ً عن بيروت، وبالرغم من ناطحات السحاب، تجد ورشة هائلة في تجديد الأبنية القديمة، حفاظا ً على المعالم التي تُبقي هذه المدن على سحرها. 


-/  تتعّجب كثيرا ً وانت تسير في شارع الحمرا، وغيرها من شوارع العاصمة  بيروت، وِفرة وكِثرة المقاهي والمطاعم، يمنة ً ويسرة ً من كل شارع او حتى زاروب ( شارع ضيّق )، والذي يُلفتك نوعية الروّاد، كلهم لا بل معظمهم  من الشباب والصبايا، يملؤون هذه القهاوى صبحا ً، وظهرا ً وعصرا ً، ومساء ً، وليلا ً.


-/  التسوُّل، والتسكع في الطرقات في أينما كان. 


-/  الهيجان، المائج، والمائل، والمخيف لحركة  المرور، وللثقافة  المتدنية  في القيادة، والتي يظنها اللبناني

( شطارة، وحذق  وهضامية ) 

-/  تشابه طريقة قيادة رجال الدين للسيارات،  والمعتمرين إزياء طوائفهم ومذاهبهم، مع ذات طريقة، قيادة النساء للسيارات، بمعنى ان الطريق لهم، ولهنّ، لان عليك ان تحترم، للأول زيّه، وللثانية جِنسها الأنثوي، وإذا اخطأت من غير قصد في حقّه او حقهّن، يا ويلك من غضبهم، او غضبّهن، لان ويلات الثبور وعظائم الامور، تنصَّب عليك دون هوادّة.  

-/  وفرة السيارات غالية الثمن، والحديثة الصنع، والتي تقودها فتيات في عمر الزهور، تضاهي في جمالها جمال القمر وهو يزيّن الليل، لانك لا ترى جمالا ً متوسطا ً او مقبولا ً، وكأن شوارع العاصمة باتت منصات تتخايل، وتتمايل  عليها اجمل بنات لبنان، ولا تنسى ألخمار الأسود او ذي الألوان المتعددة، مع نظارات سوداء داكنة، تجعلك تأنس لشعر مسكين الدارمي.

  ولكنك تسمع من الاصحاب والاصدقاء، الهمس واللمز والغمز، يغمر أذنيك في، ومن أين لهن ّ هذا. 

-/ تزايد ثقافة مصطلح ( تعّودنا ) وكأنه مورفين، بمعنى تعوّد الشعب اللبناني على إنقطاع التيار الكهربائي، وتعّود على الصدأ الذي يعلو حنفيات ماء الدولة، وتعّود على عجقة السير، وتعّود على حفريات الطرق، وتعّود على التسيب الأمني والى غير ذلك، لانه بات كما قال المتنبي ؛

 ( لكل امرء من دهره ما تعّودا )


من الحواضر اللبنانية

فيصل المصري

لبنان / 

ايار، ٢٠١٥

الثلاثاء، 5 مايو 2015

تمثال الحرية الجديد !

نشر من قبل Faissal El Masri  |  in خواطر  12:30 ص
مريم نور
و
كرمى الخّياط

أيقونتان،  في تليفزيون الجديد. 


فليطمئن القارئ العزيز، اني لست مدمنا ً على مشاهدة تليفزيون الجديد، بقدر ما أني احببّت أن اعرف ماذا يدور في كواليس المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. 

هذه المحطة، دأبت منذ ان حطَّ بي الرحال في لبنان،  في حقن المشاهد اللبناني  والعربي، باخبار هذه المحكمة، وعلى طريقتها، وخاصة في المقدمة التي تنتهجها هذه المحطة قبل سرد الأخبار.

في مقدمة النشرة، هناك مغالاة وتطرّف في التصّنع اللغوي الممّل، وإستطرادا ً سخيفا ً ومطوّلا ً، يجعلك تضيع اذا أردت سماع اخبار زلزال كتماندو، لان  المذيعة  تُبقيك على السمع  ولا تدري  هي ان  إرتدادات الزلزال تضرب  الهملايا، مجددا ً لانها، وما زالت  تحشر أُذنيك بالمقدمة.

وهذا بنظري سُخف ٌ ورتابة  لغوية.

وبما اني أصحو باكرا ً، وبإنتظار نشرة الأخبار الصباحية، تطّل مريم نور من دون إستئذان، من على الشاشة، فتشاركني رشف قهوة الصباح، وبعد ان تودّعني ينتابني مغص فظيع، يقطّع أوصالي.  

ومن بعد اطلالة  مريم نور، تدفع المحطة ب صوّٓر كرمى خيّاط، في صولاتها وجولاتها في أروقة المحطة، وسأعود لاحقا ً، لمريم  وكرمى !

أمّا السؤال، لماذا عليّٓ  ان اتحمّل المعاناة  الصباحية ؟
لسبب بسيط جدا ً:

إنه يحلو لي مشاهدة مذيعتي أخبار الطقس ( دارين و مذبوح ). 

هاتين المذيعتين:

 من أجمل ما خلق الله. 
ومن اعذب الأصوات لحنا ً.
 ومن أطرف الأخبار سمعا ً.
 ومن أذوّق الازياء ملبسا ً.

بنظري، سبب وجيه جدا ً ان أتلقى القرص، والألم، بسببهن. 

اولا ً : مريم نور

لو قيّض لهذه الإمرأة ان تعيش في عصور ما قبل التاريخ، اي قبل العصر الحجّري، او الجليدي، او البرونزي، او الديناصوري، ل كانت تُعّد ألهة. 

لدى هذه السيدة، خلطات سحرية في مزج الأديان السماوية الحالية، من
( يهودية، مسيحية واسلامية ) لانها تجعلك تؤمن بأنها عاصرت الأنبياء الثلاثة، وعاشت أيامهم، وسمعت الوحي الهابط عليهم من السماء، وتُقنعك، انها تتلّمذت مع سدّنة اليهود، 
ونهّلت، مع تلاميذ المسيح كل بشّاراته،
وتفقّهت،  بالشريعة الاسلامية، من كل مصادرها. 

ولهذا، وبما ان الطوّطم ما زال سائدا ً
في مجاهل افريقيا، فليبتعثها  تليفزيون ( الجديد ) الى هناك، ويقيم لها تمثالا ً ، على برزخ ٍ يطّل على القارة السوداء، علّها بإرشاداتها، وتعاليمها، ومواعظها، تحوّلها الى قارة بيضاء. 

ثانيا ً : كرمى الخياط. 

وما أدراك من هي كرمى الخياط ؟

وبمجرد انك تسمعها وهي تلّقن قضاة المحكمة الدولية، عن الحريات وخاصة حرية الصحافة، تقشّعر أطرافك، وتنادي بأعلى صوتك :

يا لهوّل المصيبة، التي نالت مقتلا ً.
يا نكبة ً ألمّت بالصحافة اللبنانية والعربية، والعالمية ايضا ً .

كانت في خُطبها، شمولية. 
كانت في محاضراتها، عميقة. 

قد احسنت الرمي بالسهام والنصال على قضاة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، لأنهم مُعيّنين على طريقة العرب والعروبة.

ولكنها تعجز في الرمي على قضاة الغرب، والعالم المتمدّن، لأنهم أكفاء.  

قد اجهشت بالبكاء على حرية الصحافة في موطنها، وفي العالم العربي، وأذرفت دمع المتعاطفين معها. 
ولكن كان، عليها  أن تحبس دموعها عن صحافة الغرب، في العالم المتمّدن
لأن صحافة الغرب ليست بحاجة الى بكاؤها. 


كان عليها، التواضع حينا ً، وكما ان المحكمة خاصة، عليها ان تخصخص خُطبها، ومحاضراتها، لان ما تشكو منه لا يسرى على بلاد غير بلادها او موطنها. 

وحتى أكون صريحا ً، 

لمّا انتهت كرمى الخيّاط من نشر تعاليمها عن الحريات، وخاصة حرية الصحافة، شعرت بنشوة الفرح والانتصار التي رافقت المحطة، والوفد المرافق، وكان ينقصهم المطالبة،  بإقامة تمثال لها على باب مضيق جبل طارق، او باب المندب،  يطّل على بلاد العرب، بدء ً من الأندلس، وإنتهاء باليمن السعيد، يُماثل  ويُشابه، تمثال الحرية، المُقام على باب نيويورك. 

المشكلة التي قد تواجههم، في رسم معالم،  وخيوط هذا التمثال، ان القيّمين، عليهم إستحضار روح النّحات الفرنسي، الذي نحت تمثال الحرية على صورة  والدته، ولن يتردد النحّات الفرنسي، ان يكون التمثال  الجديد على شاكلة  كرمى. 

من الحواضر اللبنانية
فيصل المصري
ايار ٢٠١٥

Blogger Template By: Bloggertheme9