يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الجمعة، 17 فبراير 2023

في عُيون المرأة وثغرها المُتَبَسِّم، وأُصول الغناء والطرب عند العرب ( دراسات تاريخية ).

نشر من قبل Faissal El Masri  |   4:23 ص

 


١ - أُصول الغناء والطرَب عند العرب

٢ - في عُيون المرأة، وثغرها المُتَبَسِّم

دراسَتين تاريخيتين مِن ينابيع الْكُتُب 

النقيَّّّة والصافية.  



المُقدِّمة التي لا بُدَّ منها


سئِم الإنسان العربي أخبار المجد التليد والفخر العنيد لأنَّ ما يُعاصره اليوم ويُعايشه هو الخيبَة وبئس المصير.  

وملَّ أيضاً المطوَّلات عن بُطولات الأجداد والفتوحات شرقاً وغرباً لأنَّه بات في عداد المنهزمين والمتخاذلين والمتقوقعين في دهاليز التزمُّت والتقليد والتكفير، وما إلى ذلك من تعابير جعلته  يَكْفُرْ بكل ما في الكلمة من معنى.

وكرِهَ أن نُذكِّره بأنَّ السلف الصالح الذي ضرب وتداً في الرمال وأقام خيمته وأضرم النار أمامها ليقتفي ضوءها كل عابر سبيل مُحتاج، لأنَّه يشاهد أُولياء أمره يُمعنون في بناء القصور فخامةً  ويُوصدون أبوابهم أمام كل محتاج أو طالب صدقَة.  

 

لذلك سأنشر مُدونَّات تُسِّر  الخاطر وتُفرح القلوب وتُثلِج الصدور عن :

  • عيون المرأة وثغرها المُتَبَسِّمكما صوَّرها فحول الشعراء  عنترة بن شدّاد ( في الابتسامة ) جرير و قيس بن الملوَّح وبشَّار إبن بُرد ( في العيون  ).  

- الغناء والطرَب عند العرب الأوائل.


اعتمدت في أبحاثي هذه على عِدَّة ينابيع صافية ونقيَّة  أهمُّها كتابين حملا أعذب الأخبار وأجمل القصص وهما :

- كتاب العقد الفريد لإبن عبد ربه الأندلسي ٣٢٨ هجرية

- كتاب الأغاني لأبي فرج الأصفهاني


وقد توسَّعت في وصف وشرح هذين الكتابين حتى أوفِّر على كل طالب أراد الاستزادة  والاستفادة من تاريخ الغناء والطرَب عند العرب، والعيون الحور، والثغر المُتَبَسِّم أن يذهب مباشرة إلى هذين المصدرين، ولا يُتعِب نفسه بمشقَّات البحث والتقصِّي

إضافةً لذلك سأُشير وأذكر بعض الْكُتُب المهمَّة

 

أوَّلاً : كتاب العقد الفريد

لإبن عبد ربه 

يشتهر هذا الكتاب في أنَّه يُعتبر من أُمهات كُتُب الأدب العربي، لأنَّه يشتمل على أخبار وأمثال وحِكَم ومواعظ وأشعار، وقد سُمِّي بالعقد الفريد لأنَّ إبن عبد ربه قَسَّمه إلى أبواب أو كُتُب، حمل كلَّا منها حجراً كريماً  كالمرجان والزبرجد واللؤلؤ، وغير ذلك من أحجار ثمينة تُصلح لأن تكون عقداً تلبسه أجمل  مليحات العرب في ذاك الزمان.

وقد ورد في فصل الياقوتة الثانية كلام عن علم الألحان واختلاف الناس فيه.  

ومع أنَّ إبن عبد ربه أندلسِّي، إلَّا  أنَّه أخبرنا في كتابه الكثير عن أهل الشرق العربي، حتى قيل إنَّ الصاحب بن عُبَّاد الوزير والأديب الشهير ( بغداد ) أنَّه لَمَّا علم بوجود هذا الكتاب دفع الغالي والثمين للاستحصال عليه.  

ولمَّا وصله قال كلمته الشهيرة :

 هذه بضاعتنا رُدَّتْ إلينا.   

 

وقال إبن خلِّكان في كتابه ( كشف الظنون ). إنَّ هذا الكتاب ( العقد الفريد ) مُمْتِع لأنَّه احتوى على كلِّ نفيس


ثانياً : كتاب الأغاني

لأبي فرج الأصفهاني. 

بقي أبي الفرج الأصفهاني ٥٠ عاماً حتى أَكْمٓل هذا الكتاب، وقد أهدَاه إلى سيف الدولة الحمداني  صاحب حلب، وأعطاه ١٠٠٠ دينار مكرمَةوقد أُنتقد سيف الدولة على قِلِّة عطائه، لأنَّ قيمة هذا الكتاب تفوق  ١٠٠٠ دينار


وبالفعل وردت بعض الروايات التي تقول، أنَّ أبِي الفرج الأصفهاني كان يقوم بإضافات على هذا الكتاب ليخلع عليه بعض الأمراء والحكَّام مبالغ إضافيَّة

لماذا سُمي هذا الكتاب بالأغاني ؟؟

لأنَّ هذا الكتاب لم يترك خبراً أو قِصَّة إلَّا وذكرها أو ألمح إليها كما قيل أنَّ الخليفة هارون الرشيد كان يعشق الغناء والطرَب، إلى جانب خِصال حميدة إمتاز بها كحبِّه للأدب العربي والفروسيَّة والكرَم وغيرها من صفات الرجولة، كالفتوحات التي رافقت هذا الخليفة طوال حياته.  

وقد ذُكِر أنَّ هارون الرشيد في كل حقل كان سبَّاقاً ورائداً، وقد امتلأت الْكُتُب بأخباره وهواياته ومغامراته وقصصه


وفي صفة عشقه للأغاني ورد أنَّ في بلاط هارون الرشيد مُغنِّي شهير إسمه ابراهيم الموصلي، طلب إليه هارون الرشيد أن يُغنِّي ١٠٠ أُغنية جديدة، فضلاً عن ألحان وأغانٍ كتبها شعراء في العصر الجاهلي والصدر الأوَّل من العصر الأُموي

ولم يستثنِ كتاب الأغاني الأخبار الممتعة والمشوِّقة والمسليَّة، عن المغنِّين والشعراء.  وقد اعتبر إبن خلدون كتاب الأغاني ( بأنَّه آية حُبْ أبي الفرج الأصفهاني لقومه العرب، لأنَّه ذكر أسماء المغنِّين وأسماء الشعراء وجميع أبيات شعرهم ). 


ويقال أيضاً أنَّ الأديب والوزير الصاحب بن عُبَّاد، لم يكن يفارقه هذا الكتاب، لأنَّه كما استحصل على كتاب العقد الفريد، استحصل أيضاً على كتاب الأغاني


ومن أخبار هذا الوزير أنَّه كان يحمل معه في حلِّه وترحاله حِمْل ٓ ٣٠ جملاً  من الْكُتُب، فلما استحصل على كتاب الأغاني اكتفى به


ثالثاً : كتاب مروج الذهب ومعادن الجوهر … المسعودي 

هو كتاب في التاريخ يبدأ بالخليقة وينتهي بعهد الخليفة العباسي المطيع لله ٩٧٣ موقد سمَّاه المسعودي ( مروج الذهب ) لنفاسَة ما حواه، حيث جعله تحفَة الأشراف لما تضمَّنه من جمل تدعو الحاجة إليه، لأنَّه اختصر كتابان له في هذا الكتاب. وقد ضمنَّه بعض الأخبار والقصص عن الغناء والطرب


رابعاً : الفهرست

لصاحبه أبي الفرج محمد بن اسحق النديم. ويُطلق عليه إبن النديم اختصاراً.  

في هذا الكتاب جمع ابن النديم كُتُب الأديان والفقه والقانون والشعراء والمغنِّين والعلماء والمفكرين.   


أخيراً وليس أخراً ……

لا تلوموني إن أحببت عروبتي

لا تلوموني إن عشقت صاحبة الجلالة لغة عنترة بن شداد، وجرير ورفاقهما الأبرار

لا تلوموني إن رغبتُ العودة إلى الماضي لأضرب وتداً وأقيم خيمة في جنَّة صحراء أجدادي، واحاتها الشرف، وابارها الكرم، وينابيعها المرؤة، وأنهارها الأمانة، ونخيلها الشهامة، ورمالها الجود، وهواءها الأمل، وحدودها مُصانة  فعلاً لا صراخاً أو نباحاً …  

فقط لوموا حُثالَّة حُكامنا.

ولا تسألوني لماذا أُحِب العرب الاوائل



فيصل المصري

أُورلاندو  / فلوريدا 

شباط ٢٠٢٣م


المرجع :

المُدونَّات الفيصليَّة 

كتاب أعلام وحوادث وشخصيَّات تاريخيَّة


0 comments:

Blogger Template By: Bloggertheme9