يتم التشغيل بواسطة Blogger.

السبت، 3 نوفمبر 2018

دروز رأس بيروت، وأرض الجامعة الاميركية.

نشر من قبل Faissal El Masri  |  in دراسة  8:09 م

دروز رأس بيروت، وأرض الجامعة الاميركية


تمهيد :

أشكر قرَّاء ( المُدونَّات الفيصليَّة ) والبالغ عددهم أكثر من   (٥١٠ ) الذين قرأوا مُدونَّتي حول ملاحظاتي حول المؤتمر المنعقد بالجامعة الاميركية، بيروت بعنوان ( الدروز، الف عام من التعدديَّة والحضارة ). 

كذلك أشكر القرّاء وعددهم أكثر من  (٤٥٠ ) الذين قرأوا كلمة الشيخ الدكتور سامي أبي المنى حول المؤتمر المنوه به أعلاه، بعد أن نشرتها كوثيقة على غوغل

( إحصاءات غوغل )


المقدمَّة :



كان المفروض من مؤتمر ( الدروز، الف عام من التعددَّية والحضارة ) أن يزيل الغموض والإلتباس حول مسألة ملكية  أرض الجامعة الاميركية

شخصياً إنتظرت ذلك، لأني أقوم بتحضير الوثائق المتوفرة بعد أن قرأت بعض التصريحات في هذا الخصوص، وتباين الآراء حول كيف آلت ملكية تلك الاراضي من أصحابها في منطقة رأس بيروت، الى الجامعة الاميركية

ونظراً الى أن تأسيس الجامعة الاميركية، كان بالأمس القريب وليس لقرون بعيدة، الأجدى توضيح هذه المسألة الخلافية درءً للغموض.  

وفي مسألة أرض الجامعة الاميركية، سأقوم بتوضيح الآراء الآتية :

  - الرأي الاول :

  يقول الزعيم السياسي الدرزي في لبنان، وليد جنبلاط، ما حرفيته :

( لفت الزعيم وليد جنبلاط أنه "وفي حال صحَّت الرواية بأن أسعد تلحوق وهب لدانيال بلس أرض الجامعة الاميركية آنذاك، فالواجب يقضي بتكريمه بالشكل الملائم )

وقد إستند الزعيم وليد جنبلاط الى الرواية الآتية :

يحكى نقلا عن لسان الأقدمين
 -  ( أنه جاءه ( أي أسعد تلحوق ) باني الـ AUB وكان إسمها الكلية الانجيلية في سوريا بعد ان إستكشف الشط جاء لصاحب الارض من بيت تلحوق وقال له، نريد بناء كلية للبنان، وسوريا إسمها الكلية الانجيلية في سوريا حينها، ونريد هذه الارض

فذهب هو وإياه للشط الذي كان ضمن عقاره، فسأله كم تريد مساحة ؟
قال بلس : " نريد تشييد مبنى صغير"  
فقال تلحوق : " سأعطيك لحين تتوقف الفرس عن الركض
وأطلق فرسه وركضت على مساحة الشط مسافة الى ان توقفت.
  
قال إبن تلحوق
" خذ للحدّ التي توقفت فيه الفرس, بشرط تعليم عدد من أبناء بيت تلحوق وأبناء الطائفة الدرزية فيها سنويا مجانا خصوصا المحتاجين، والمتفوقين لان العقار لطائفة الموحدِّين وأنت ستبني صرحاً تربوياً ". )

  الرأي الثاني :

يقول الدكتور حسان علي حلاق

هو كاتب وأكاديمي لبناني وُلد ببيروت عام 1946 بمنطقة الطريق الجديدة، حصل على دبلوم عال في الدراسات الإسلامية ثم ماجستير في التاريخ عام 1977، وبعدها حصل على الدكتوراه من جامعة الإسكندرية عام 1981، ألّف حلاق عدة مؤلفات وقد ترجم عديد منها إلى الألمانية والإنجليزية. وهو عضو في إتحاد الكتاب اللبنانيين. وحائز على جائزة جامعة الإسكندرية التقديرية عام 2007.


يقول الدكتور حلاق، ما حرفيته :

قمت بتسليم مكتية يافت في الجامعة الاميركية في بيروت، وثيقة نادرة على غاية من الاهمية لها علاقة مباشرة بالكلية السورية الانجيلية منذ تأسيسها عام 1866، وهذه الوثيقة من مجموعة سجلات المحكمة الشرعية في بيروت مؤرخة في 20 ذي الحجة عام 1286هـ 1866م. والوثيقة تتضمن اعلان وقف الخواجة ميخائيل بن يونس الغرزوزي. والوقف هو ثلاث قطع من الاراضي الكبيرة المساحة في محلة الطنطاس في رأس بيروت (حيث الجامعة الاميركية اليوم) يحدها قبلة وقف كنيسة الروم وملك نعمة الشويري وميخائيل الزين واسعد تلحوق وجرجس البخعازي وشمالاً ملك بشارة دندن وحبيب كاللي وحبيب البخعازي، كما يحدها في بعض جوانبها أملاك الحاج مصطفى قمورية وورثة محمد اللاذقاني وحسين نجم وعلي البلح وحسن الغاوي وعمر واحمد حطب وعبد الواحد الشيخ وورثة حبيب البخعازي ورضوان ربيز وبشارة البيروتي، وكانت اراضي وقف الخواجة ميخائيل الغرزوزي تتضمن صخوراً ومغاور واشجار زعرور وخروب وجوز وبئراً خرباً معداً لجمع مياه الامطار معروف ببئر العصافير.هذا، وقد وقف الواقف ميخائيل الغرزوزي قطع الاراضي الثلاث تلك وجاء في نص الوقفية 
"وقفاً صحيحاً شرعياً وحبساً مؤبداً مرعياً ليبني به مدرسة كلية لتعليم أنواع العلوم والصناعات لكل من يريد التعليم مع سائر الطوائف، ويكون باقي الارض بعد البناء وقفاً على مصالح المدرسة، وما تحتاج اليه وشرط ان يكون النظر على الوقف المذكور للخواجة دانيال بن لومي بلس الاميركاني رئيس المدرسة الكلية في بيروت الذي يكون رئيساً على المدرسة التي ستبنى في الوقت المذكور، ولمن يكون رئيساً عليها بعده كائناً من كان، وسلمه الوقف المسطور تسليم مثله شرعاً...

" واخيراً أكد الواقف على الوقف الذي أعلنه بكامل مضامينه، ثم وقع شهود الحال على الوقف وهم السادة: مكرمتلو السيد ابرهيم أفندي الأحدب، مكرمتلو الشيخ عبد الرحمن أفندي النحاس، السيد خليل عز الدين، الشيخ خليل أفندي الغر السيد يوسف أفندي عز الدين، السيد محيي الدين ناصر، الشيخ سليم أفندي،

هذه الوثيقة التي أشار اليها الدكتور حسان حلاق :
  - لم يقم بأبراز ( الصك الشرعي ) الذي يُثبت الوقف. 
  - لم يوضَّح، ولم يبرر قانوناً  كيف يقوم شخص ينتمي الى الطائفة المسيحية، بوقف او إيقاف عقارات له عن طريق محكمة إسلامية سنيَّة، وليس من الكنيسة  المسيحية المعترف بها أنداك. 
  - العقارات الموقوفة من السيد غرزوزي ليست على الشاطئ، كما ورد في الرواية التي إستند اليها الزعيم الدرزي وليد جنبلاط. 
  - ذكرت وثيقة الدكتور حلاق، جمهرة كبيرة جداً من الملاكين المحيطين للعقارات التي جرى وقفها، ومن ضمنهم السيد أسعد تلحوق. 

  الرأي الثالث :

 يقول مختار رأس بيروت  كمال جرجي باز :

صاحب مؤلف :

 "رزق الله عهيديك الأيام... يا راس بيروتالذي يعتبر بمثابة إعادة تسجيل حقيقة انقرضت وواقع زال
وهو إبن المختار جرجي ربيز
ويعتبر المختار كمال جرجي ربيز من أحد أبرز الناشطين الاجتماعيين في بيروت المحروسة وصاحب كتاب «رزق الله عهيد يك الأيام يا بيروت» والذي توفاه الله في 5 آب 2009
ويعتبر أيضاً مؤرشف رأس بيروت وحامي تاريخها، ومن حرّاس ذاكرة رأس بيروت

يقول المختار : في معرض رده على وثيقة الدكتور حسان حلاق، أنقله حرفياً للأمانة :
يقول :

كثيرون حذروني من البوح والكلام في هذا الموضوع بالذات، لكني لم  أكن لأرد عليهم، وكنت مصراً على السعي اليه، لا محبة فيه، بل محبة بنفسي، نفسي التي شطرتها وعزلت مشطورها في حرب بسوس الطوائف ببلدي. 

( كلام ذو دلالات عميقة جداً ومؤلمة في آن، في تسمية حرب بسوس الطوائف في لبنان ) 

( يصرُّ مختارنا على أنَّ الدكتور دانيال بلس، مؤسس الجامعة الأميركية، قد قام بشراء كل أرض الجامعة، ويتمسك المختار بذلك ويحتج بمذكرات د. بلس نفسه. وعندما ذكرت الوثيقة التي أودعها د. حسان حلاق مكتبة يافت في الجامعة – يحتفظ المختار بصورة عنها – رفضها المختار وأصرَّ على أنها  ( كذب )، فهي تخالف مذكرات د. بلس التي قرأها وهي عنده حقائق منزلة.)

( وعندما لمَّحت للمختار إلى أن معلوماتي عن أرض الجامعة تتقارب مع الوثيقة، وهي مأخوذة من الأعداد الأولى لمجلة "النشرة الأسبوعية" التي أصدرتها الكلية الإنجيلية في سبعينات القرن التاسع عشر، وأحتفظ أنا بنسخ عنها صوّرتها منذ أربعين سنة عن مجموعة فيليب دي طرزي، أصر مختارنا ابن رأس بيروت الطيب على ثباته ).

 الوثيقة هي من مجموعة سجلات المحكمة الشرعية في بيروت، مؤرخة في 20 ذي الحجة عام 1286هـ - 1866م. وعلى الأرجح أن الدكتور حلاق قام باستئذان سماحة المفتي أو رئاسة الوزراء لإهداء الوثيقة إلى مكتبة يافت.

تتضمن الوثيقة :

وقف الواقف ( نقل الوقف إلى وقف آخر برضى الواقف لأنَّ الأوقاف لا تباع ) الخواجة ميخائيل بن يونس الغرزوري للخواجة دانيال بن لومي بلس الأميركاني، وقفه المكون من ثلاث قطع من الأراضي في محلة الطنطاس في رأس بيروت، يحدها قبلة (الجهة الجنوبية) وقف كنيسة الروم (كنيسة سيدة النياح في شارع المكحول) 
وملك نعمة الشويري 
وميخائيل الزين 
وأسعد تلحوق 
وجرجس البخعازي، 
وشمالاً ملك 
بشارة دندن 
وحبيب كاللي 
وحبيب البخعازي، 

كما يحدها في بعض جوانبها أملاك : 
الحاج مصطفى قمورية 
وورثة محمد اللاذقي 
وحسين نجم 
وعلي البلح 
وحسن الغاوي 
وعمر وأحمد حطب 
وعبد الواحد الشيخ 
وورثة حبيب البخعازي 
ورضوان ربيز 
وبشارة البيروتي. 
وتتضمن أرض الواقف صخوراً ومغاور وأشجار زعرور وخروب وجوز وبئراً خربة لجمع مياه الأمطار معروفة ببئر العصافير. 

والشهود: 
مكرمتلو السيد ابراهيم أفندي عز الدين الأحدب (مواليد طرابلس 1242هـ - 1307هـ/1826م – 1895م، وكان رئيساً لكتَّاب المحكمة الشرعية حينها ومستشاراً لسعيد بك جنبلاط، وهو أديب وروائي له مقامات تبلغ ثمانين مقامة أملاها على لسان أبي عمر الدمشقي وأسند روايتها إلى أبي المحاسن حسان الطرابلسي، وجارى فيها مقامات الحريري)، 
ومكرمتلو الشيخ عبد الرحمن أفندي النحاس (نقيب الأشراف حينها)، 
والسيد خليل عز الدين، الشيخ خليل أفندي العز، السيد يوسف أفندي عز الدين، السيد محي الدين ناصر، الشيخ سليم أفندي الجيلاني، كاتب مجلس تمييز الحقوق محرر أصله السيد أبو حسن أفندي الكستي (هو العلامة الشيخ قاسم الكستي أبي الحسن مواليد بيروت 1256هـ - 1325هـ/1840م – 1909م كبير كتاب المحكمة الشرعية حينها). 
ويشهد هؤلاء الشهود على أن الوقف كان وقفاً صحيحاً شرعياً وحبساً مؤيداً مرعياً ليبني (د. بلس) به مدرسة كلية لتعليم أنواع العلوم والصناعات، لكل من يريد التعليم مع سائر الطوائف، ويكون باقي الأرض بعد البناء وقفاً على مصالح المدرسة، وما تحتاج إليه، وشرط أن يكون النظر على الوقف المذكور للخواجة دانيال بن لومي بلس الأميركاني رئيس المدرسة الكلية في بيروت (المقصود في زقاق البلاط – ملك حمادة حيث أسس د. طومسن المدرسة سنة 1840) الذي يكون رئيساً على المدرسة التي ستبنى في الوقف المذكور، ولمن يكون رئيساً عليها بعده كائناً من كان وسلمه الوقف المسطور تسليم تام شرعاً".

 لربما لم يتنبه مختارنا أنَّ د. بلس كان يشير إلى غرزوزي بإسم : "سمسار". 
لربما وعلى الأرجح باع غرزوري الوقف من الباطن، وما كان للدكتور بلس أن يعترف بذلك إذ تسقط صحة البيع، 
وقد أكثر د. بلس بالشهود فجاء بسبعة من أعيان المسلمين، وأرضاهم بعبارة "مع سائر الطوائف".

من هو دانيال بلس، مؤسس الجامعة الاميركية في بيروت :


دانيال بلس هو ابن لومس بلس، والدته سوسن فَرْوَل. ولد في مدينة جورجيا – فرمونت (الولايات المتحدة الاميركية) في 17 آب سنة 1823. بعد اتمامه دروسه في المدرسة الابتدائية، انقطع عن الدراسة لحين بلوغه سن الثالثة والشعرين حيث تيسّر له الالتحاق بالمدرسة الاستعدادية لمدة سنتين. 
وفي الخامسة والعشرين من عمره (سنة 1848) دخل كلية امهرست لمدة اربع سنوات لينال رتبة البكالوريوس. وفي العام 1852 التحق بكلية اند اوفر اللاهوتية، ونال بعد ثلالث سنوات الشهادة اللاهوتية، واصبح مبشراً.

سفره الى بيروت، وانجازاته :

قررت جمعية المرسلين الاميركيين التبشيرية ارسال المبشر دانيال بلس الى لبنان سنة 1855. وبعد سفر في سفينة شراعية على مراحل (مالطا ، ازمير) وصل الى بيروت في 7 شباط 1856. باشر دانيال بلس مهمة التبشير لمدة سنتين في بلدة عبيه وجوارها، ثم لمدة ثلاث سنوات في سوق الغرب وجوارها. وحرص خلال هذه الفترة على تعلم اللغة العربية على يد صديقه المعلم بطرس البستاني.

في هذه الاثناء خطر له انشاء مدرسة كلية في بيروت، وبعد التشاور مع معارفه في لبنان واخوته في جمعية المرسلين، استطاع ان ينجح في مسعاه، فاختاروه رئيساً مؤسساً لهذه الكلية في 27 كانون الثاني 1862، وهي لم تزل مجرد امل. وانطلاقاً من هذا الامل قرر في 14 آب 1862 السفر الى الولايات المتحدة حيث امضى سنتين يسعى لجمع المال اللازم لتحقيق مشروعه، واستكمل جهوده لمدة سنة ونصف السنة في انجلترا، وحقق ما اراده وما حلم به.

 وفي تشرين الاول من 1865 عاد الى بيروت، وباشر في انشاء المدرسة الكلية التي حلم بها، في منزل المعلم بطرس البستاني حيث التحق بها ستة عشر تلميذاً، لمدة سنة انتقلت بعد ذلك الى منزل السيد فتحية لمدة ثلاث سنوات ثم الى بيت آل درويش لمدة سنتين. وفي 1873، انتقلت الى حي الطنطاس في رأس بيروت، حيث مكانها الى اليوم.

وتقديراً لجهوده منحته مدرسة امهرست رتبة الدكتوراه اللاهوتية سنة 1873.

كان المعهد الكلية في اول عهده في رأس بيروت بناية واحدة، وبفضل جهود الرئيس المؤسس دانيال بليس تعددت المباني لتصبح اثنتي عشرة بناية، تؤمن التعليم العالي لأكثر من ستماية طالب عندما طلب من دائرة الامناء في الولايات المتحدة اقالته من الخدمة بسبب تقدمه في السن سنة 1902 فوافقت على طلبه وعينت خلفاً له ابنه هاورد.
كان دانيال بلس طويل القامة قوي البنية متناسب الاعضاء مستدير الرأس واسع الجبهة ازرق العينين. شجاع مقدام، صبور ومصمم وسموح. عرف عنه انه كان من اسلم مشاهير الحكماء عقلاً واصحهم رأياً واقواهم ادراكاً واسرعهم فهماً وبداهة واستنتاجاً. انه نسيج وحده في العلوم الفيزيائية والرياضية واللاهوتية على انواعها وله فراسة صادقة. له نوادر وفكاهات وتوريات وكتابات يردد ذكرها عارفوه الكثر... وله عدة مؤلفات منها باللغة العربية كتاب : 
"الدروس الاولية في الفسلفة العقلية" 
وموعظه آيتها وموضوعها :

"مخيف الوقوع في يد الله الحي"
(المرجع: كتاب "المؤسسون الرواد للجامعة الاميركية في بيروت")


 الرأي الرابع :

يقول منح الصلح. 

من هو منح الصلح :


 مُنَح الصلح  يعتبره  بعض المؤرخين العقل المدبر لكثير من شوؤن الإنماء والتحرُّك السياسي، والنزعات  العربية الاستقلالية
وتميز برغبته في التربية وبنزعته العربية ( قومي عروبي ). 



 ويعتبر صاحب  القلم الحر، والفكر الشجاع القوي،  والمفكر العربي الشجاع  في بيروت أم الشرائع ومن كل لبنان. 

يقول المفكر منح الصلح، أنقله حرفياً للأمانة :


بدأت أولى عائلات رأس بيروت بالوصول إليها مع بداية القرن العشرين واكتظاظ وسط المدينة، فوجدت في «البرية» متنفساً لها. اشتروا العقارات من العائلات الملاكة في المنطقة والتي كانت غالبيتها درزية، أبرزها حمادة وتلحوق. فمثلاً، وعلى عكس ما يعتقد البعض، لم يسمّ «شارع السادات» على اسم الرئيس المصري الراحل أنور السادات، بل نسبة إلى «السادة» من آل تلحوق الذين حفظتهم ذاكرة رأس بيروت كملاكين قدماء. بل إن منح الصلح يقول إن كل واحد من آل تلحوق كان يمكنه الدراسة في الجامعة الأميركية مجاناً (أو بقسط رمزي) لأن «المبشرين الأميركان» اشتروا أراضيَ من العائلة وأرادوا أن يحفظوا علاقة طيبة بالمالكين الأصليين وبأهل المنطقة عموماً. عائلتا علم الدين وعبد الملك كانتا أيضاً من ملاكة رأس بيروت. وقبل حوالى مئة عام كان الوقف الدرزي وحده يملك أكثر من ثلثي بيروت.

الخلاصة :

وبناءً على ما تقدم …
لكل إمرءٍ من دهرِه ما تعودَّا، وقد تعوَّدت أن تكون مُدونَّاتي موثقَّة حتى تُنشر على غوغل كوثيقة تاريخية، وتصبح مرجعاً. 

وفِي مسألة أرض الجامعة الاميركية لا يمكنني الجزم التاريخي، في الرواية المنقولة عن  أسعد تلحوق، ولا يمكنني الأخذ القانوني، بوثيقة الدكتور حلاق. 

لانه من المفترض :  

من آل تلحوق ( عائلة درزية إقطاعية يكون لديها سجلات مكتوبة، خلاف العائلات الدرزية العامية )  وتكون محتفظة بمستندات عقارية. 

ومن الجامعة الاميركية في بيروت، أن تبرز بعض الوثائق والبيانات العقارية، وهذا ليس صعب المنال. 

وفِي مسألة أرض الجامعة الاميركية أيضاً، ونظراً لعدم توافر الأمرين أعلاه لا بد من الأخذ بنظرية الاستدلال تفسيراً لهذا الغموض. 

  - من المتعارف عليه أن المفكر مُنح الصلح لا يرمي كلامه على عواهنه، لأن مصادره موثوقة. 

  - من المعروف عن المختار كمال جرجي ربيز، ونقلاً عن إرث والده بالأرشفة، تعتبر أيضاً شهادته موثوقة. 

  - بالنسبة لوثيقة الدكتور حلاق، يمكن قطع الشك باليقين لو أبرز الصكوك العقارية الثلاثة  التي يقع عليها الوقف، حتى يبنى على الشئ مقتضاه، لإستبعاد فكرة ان الغرزوزي كان سمساراً، حسب وصف دانيال بلس في مذكراته.  
إلى أن تتوضَّح الصورة، سأبقى أبحث وأنقِّب عن الحقيقة، علماً أنه لم أتمكن من الحصول على مذكرات دانيال بلس، لانها غير موجودة على أي مُحرَِّك بحث. 


فيصل المصري 
أُورلاندوا / فلوريدا
٤ تشرين الثاني ٢٠١٨










0 comments:

Blogger Template By: Bloggertheme9