يتم التشغيل بواسطة Blogger.

السبت، 21 أكتوبر 2017

الموحدُّون الدروز في بلاد الشام، الى أين ؟

نشر من قبل Faissal El Masri  |  in دراسة  9:10 ص

الموحدُّون الدروز في بلاد الشام ... الى أين ؟

 - المُقَدِّمة :
هذه الْمُدوّنة تتضمَّن الرأي الشخصي لي ... وحدي. 
ولأني أُقيم في الولايات المتحدَّة الأميركية، حيث يحفظ لي دستور البلاد  أن أُمارس حقي في إبداء الرأي، وأن أُبقي على معتقداتي الدينية  ..
ولأني بلغت من العمر عتيَّا، وغزَّا الشيّب مفرقي، ولا أنشد اي دور، او أطمح لمباهج، ومفاتن الحياة ..
إرتأيت أن أنقل هواجسي، ومخاوفي إلى إخواني، وأبناء جلدتي الموحدُّون الدروز في بلاد الشام، وأسأل الإستبلاشمانت الدينية، والسياسية والعسكرية ( إن وُجِدَّت )، إلى أين ؟
سبق أن نشرَّت لي غوغل عدة مُدوِّنات، أخرها الموحدُّون الدروز والاستبلاشمنت حيث أوضحت بعض الامور التي كانت ايضا ً رأيا ً شخصيا ً، من أن إتفاق رجال السياسة ورجال الدين في بلاد الشام، كان سببا ً مهما ً في رسم الخطوط الحمراء للحرب العربية الاسلامية الدائرة منذ عدة سنوات. ( تُراجع الْمُدوّنة )
أما اليوم، الوضع  مُختلف كليا ً، لأن الخطوط الحمراء، وإن لم يتجرأ احد من الأطراف الخارجية المتنازعة على إنتهاكها، بات واضحا ً ان الخوف من الداخل هو الخطر الداهم، والقريب لانه بدأ يطِّل، ويبرز أنيابه، على قاعدة دود الخَّل منُّو وفيه، رجوعا ً الى حوادث  تاريخية مشابهة وحقيقية وليست أسطورية، كما حصل في حصان طروادة، وسقوط تلك المملكة المنيعة الجانب.  
هذا هو وضع الموحدُّون الدروز في بلاد الشام، مملكة دينية مُتماسكَّة حتى الامس القريب، لم تنغمس في وحول الحروب الاسلامية، الاسلامية العربية لأن آولي الامر في الجناحين الديني والسياسي إتفقا وآخذا مبدأ النأي بالنفس طقسا ً يُحتذى به. 
ولكن إذا شعرنا، نحن من نُراقب عن كثب، وإن كُنَّا عن بُعد، بوجود حصان طروادة داخل هذه المملكة، فيحق لنا ان نُنبِّه، ونسأل الموحدُّون الدروز في بلاد الشام.. الى أين ؟
ولهذا السبب كانت هذه الْمُدوّنة. 
 - توطئة تاريخيَّة، موجزة :
قويَّت شوكَّة الموحدُّون الدروز في بلاد الشام،  في ظِل حكم الامارات الآتية :
  - التّنوخية. 
 - المعنيَّة. 
 - اللمعيَّة. 
في القرون الماضية. 
وبدأ أُفول نجم الموحدُّون الدروز من الناحية السياسية، في القرن العشرين بعد :
 -  رحيل سلطان باشا الاطرش.
 - ومصرع بُزرجمهر الموحدُّون الدروز كمال جنبلاط. 
( بُزرجمهر وزير فارسي أخلص لوطنه، لكن الوشاة حول كسرى لم يدعوه حتى أعدمه كسرى، الاسم الان يُطلق على كل وطني، يلاقى ذات المصير، والمعنى في قلب الشاعر، واللبيب من الإشارة يفهم. ) 
واذا رجعنا الى ما يقوله المؤرخون الصادقون، يتبين لنا القوة العسكرية التي ساندت سلطان باشا الاطرش، ضد الاحتلالين العثماني والفرنسي كانت عامودها الفقري أقرانه من الموحدِّين الدروز. 
والامر سيَّان بالنسبة للزعيم كمال جنبلاط في الحرب الأهلية اللبنانية بالعام ١٩٥٨. 
من مفارقات التاريخ غير المفهوم، أن المُنتصر في الحروب، هو الذي يحكم ويفرض سلطته، إلا الموحدُّون الدروز، فإنهم ينتصرون في المعارك، وتُسلَّب منهم السلطة، فيما بعد.  ( بحجة أنهم أقليات )
هذا المنحى ليس فرضيَّة تاريخية، بل حقيقة واقعة في بلاد الشام. 

  - وإذا نظرنا اليوم الى ما يَحْدُث في سوريا ولبنان نوجز الآتي :
إشتهرَّت سوريا بعد الاستقلال وحتى ايام الوحدة مع مصر، وما بعدها بأن النُخبَّة الْمُميزَّة عسكريا ً من ضباط الجيش السوري، كانت من الموحدُّون الدروز. وبالإطلاع على تقارير الأكاديميات العسكرية السّوفياتية، حيث كانت تجري التدريبات، أبدَّى العسكريون السوفيات إعجابهم الشخصي بمقدرة بعض الضباط، الى الرئيس جمال عبد الناصر، الذي أثنى عليهم وقلَّدهم الأوسمة، وهم معروفون بالاسم في جبل العرب. 
وقد لاحظ المراقبون العسكريون الأجانب، وخاصة في الغرب ان معظم هؤلاء جرى إبعادهم، او تصفيتهم في ما بعد، والسجل حافل ولا ضرورة لنكأ الجراح الان. 
بقيَّت هذه المنظومة في الأبعاد، والتصفية معمولا ً بها حتى الامس القريب، بغَّض النظر عن الميول السياسية للضابط، بقدَّر ما يُنظر الى الخطر الذي قد يُشكله للنظام الذي يبسط سلطته. 
في حروب الربيع العربية الاخيرة التي تعصف بالعالم العربي الاسلامي، كان دوِّي صيحات التكبير، من أهل السنة، يُقابلها نداءات الشيعة لبيك يا حسين، لبيك ِ يا زينب تفتِّك بالبلاد والعِباد. 
وبالرغم من ان الحرب الضروس ما زالت مُستعرَّة بين الاسلام السني، والإسلام الشيعي، وقف المُوَحِّدون الدروز  على الحياد دون ان يشاركوا في هذه الحرب لغاية اليوم، علما ً انه جرَّت عدة محاولات لجرهِّم الى حرب داعس والغبراء، او الربيع العربي الذي دام، ويدوم، وسيدوم الى عقود من الزمن، ما عدا السهو والغلط. 
  - وحتى نُقفل موضوع سوريا ولبنان. 
فإني لا أُشاطر أخواني في لبنان، ان دبلوماسية نبش القبور،  لا يحسب لها حساب لأن من قالها غبي في السياسة، او لإعتبارات إنتخابية، فالامر بنظري أبعد من ذلك، لأن وئد الفتنة الطائفية هي من شأن كل فرد في المجتمع المدني، اما زرعها فهي من مهام ماسكي زمام السلطة. 
  - وإذا ما نظرنا الى وضع الموحدِّين الدروز في فلسطين، يتبين لنا ان الإستبلاشمانت الديني كان مُتشددا ً وما يزال في أحكام الدين وتطبيقاته على الرعيَّة، ولنا في ذلك القول المشهور إن أهل مَكَّة أدرى بشعابها. 
في العام ٢٠١٠ قام وفد من المشايخ الدروز في فلسطين بزيارة أقرانهم في لبنان، وسوريا والأردن.
هذه الزيارة لم تكن إجتماعية فقط، بل رسمَّت توجهَّات سياسية ظهرت نجاحاتها فيما بعد على الحرب الدائرة.   
وبما أني من جماعة ما قل َّ ودل َّ ..
وَمِنْ هواة القول المأثور، وإن اللبيب من الإشارة يفهم، والمعنى بقلب الشاعر ..
أُنهى مُدوِّنتي ...
 بإقتراح، والطلَّب من الموحدُّون الدروز في فلسطين بتشكيل وفد يضم الإستبلاشمانت السياسي، والاستبلاشمنت الديني لزيارة أهلهم في بلاد الشام، لإعادة رسم الخطوط الحمراء، والتوجهات السياسية والقضاء على حصان طروادة، بيد من حديد ..
كذلك، أقترح مشاركة وفود من بلاد الاغتراب والتي ما زالت تحافظ على العقيدة، وتزرعها في قلوب وأفئدة الأبناء. 
تأكيدا ً لميثاق حفظ الاخوان. 

فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
٢١ تشرين اول ٢٠١٧



هناك تعليق واحد:

  1. تحية حارة لاستاد فيصل المصري لنشره كلمة الحق

    ردحذف

Blogger Template By: Bloggertheme9