يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الخميس، 29 ديسمبر 2016

جلال الدِّين الرُّومِي .. من أعلام التصَّوف ... ( ٢ )

نشر من قبل Faissal El Masri  |  in دراسة  7:42 م

 مُدوِّنة عن ...
علم من أعلام التصَّوف ...
محمد بن محمد بن حسين بهاء الدين البلخي. 
جلال الدين محمد بلخي. 
المعروف ب جلال الدِّين الرُّومِي. 
ولادته :  عام ١٢٠٧
وفاته : في العام ١٢٧٣
جلال الدِّين الرُّومي، وُلِد في بلخ، أفغانستان اليوم.  
إنتقل مع والده الى بغداد، وتعلَّم بالمدرسة المستنصرِّية.
وعرف جلال الدِّين الرُّومِي، بالبراعة في الفقه، وغيره من العلوم الإسلامية. 

وعُرِف ايضا ً باسم : مولانا جَلَال الدِّين الرُّومي. 
وهو :
من، فقهاء الحنفيَّة. 
ومن، المتصَّوفين. 
ومن، الشعراء. 
ومن، أصحاب الطريقة المولوِّية .. نسبة الى كلمة، مولانا. 
ترك التدريس، والتصنيف، والدنيا ...
وتصوَّف، فشغل بالرياضة، وسماع الموسيقى، ونظم الأشعار، وإنشادها.

تركَّت أشعاره، ومؤلفاته الصَّوفية والتي كتبت أغلبها باللغة الفارسية وبعضها بالعربية، تأثيراً واسعاً في العالم الإسلامي، وخاصة على الثقافة الفارسية، والعربية، والأردية، والبنغالية، والتركية. 
 تُرجمَّت بعض أعماله إلى كثير من لغات العالم، ولقيت صدًى واسعا ً جدا ً إذ وصفته البي بي سي سنة  ٢٠٠٧ م بأكثر الشعراء شعبية في الولايات المتحدة الأميركية، نظرا ً لأشعاره التي تُرجمَّت، في الحب والعشق المصحوب بالموسيقى. 

حين وفاته عام  1273،م ، دفن في مدينة قونية وأصبح مدفنه مزارا ً إلى يومنا هذا .. 
وبعد مماته قام أتباعه، وابنه سلطان ولد،  بتأسيس الطريقة المولوِّية الصَّوفية والتي اشتهرت بدراويشها، ورقصتهم الروحية الدائرية ..
وعرفت ايضا ً بالسماح، والرقصة المميزة.
إنتقل جلال الدِّين  الرُّومِي  إلى مزاولة العمل العام، في الموعظة والتدريس. 
ومن ثم، توجه جلال الدِّين  الرُّومِي  إلى دمشق ، وألتقى  بالشيخ الأكبر محي الدين بن عربي ... من أعلام التصَّوف، حيث أهداه بعض من  أعماله العربية.  ( تراجع مُدوِّنتي، عنه )
بقي جلال الدِّين الرُّومِي في دمشق أربع سنوات، حيث دَرَس َ .. ودرَّس مع نخبة من أعظم العقول الدينية في ذلك الوقت. 
ومع تقدّم جلال الدِّين الرُّومِي بالعمر، وصل الى سُدرَّة المنتهى، فاصبح مُلِّما بالمعرفة، والعرفان ...
وبات مقصدا ً لكل، مُريد يطلب الموعظة ..
ولكل، من يريد ان يستمع الى محاضراته ...  
الامر الذي جعل محل إقامته، محجَّا ً ومقصدا ً لكل طالب علم، ينوي الغوص في بحور عميقة، بالايمان، والتصَّوف، والزهد، والخشوع ...
ولمّا كثر أتباعه، ومريدوه .. 
طلبوا اليه ان يضع كل أفكاره، ومعتقداته في كتُّب. 
عندما توفي الشيخ الجليل جلال الدِّين الرُّومِي في ١٧ كانون الاول من  العام  ١٢٧٣ حمل نعشه الطاهر أشخاص .. من خمس  ملل،  إلى قبر، بجانب قبر والده ..
وسمَّى أتباعه هذه الليلة بالعرس، وما زالوا  يحتفلون بهذه الليلة إلى الآن. 


كان جلال الدِّين الرُّومِي  مسلما ً مؤمنا ً بتعاليم الإسلام السمحَّة. 
وقد إستطاع جذب أشخاص من ديانات، وملل أخرى،  بسبب تفكيره المرن المتسامح. 
كانت طريقة هذا الشيخ،  تشجِّع  على  التساهل اللامتناهي، مع كل المعتقدات، والأفكار، مثله مثل، محي الدين إبن عربي. 
كان يدعو إلى التعليل الإيجابي ، ويحِّث على الخير، والإحسان وإدراك الأمور عن طريق المحبة. 
بالنسبة، إليه ..
وبالنسبة، إلى أتباعه ...
إن كل الديانات خيرَّة، وحقيقية بمفاهيمها .. 
لذلك، كانوا يعاملون المسلمين، والمسيحيين، واليهود  معاملة سواسية ..
لا تفرقة دينية، ولا تعصُّب بل التسامح عندهم كان خِيارا ً مُحببا ً لا جبر فيه، ولا إنفعال. 

مثله، مثل كل مشايخ الصُّوفية ... 
آمن جلال الدِّين  الرُّومِي  بالتوحيد، مع حبه لله عز وجل. 
هذا الحب الذي يبتعد عن الإنسان ..
والإنسان في مهمة إيجاده، والعودة إليه ..
وبطلب من مريديه، وضع جلال الدِّين  الرُّومي  أفكاره، ومبادئه في كتاب سماه :
المثنوي، الذي إستعمل في حياكته خيوطا ً من قصص يومية، وإرشادات قرآنية، وحكمة من خبرته، لينسج  كتابا ً ثمينا ً ممتلئا ً  ...
بمعان ٍ عميقة ٍ منتقاة ٍ بحذر ٍ وعناية.

كان، جلال الدِّين  الرُّومِي  يستعمل الموسيقى، والشعر، وَالَّذِكر، كسبيل أكيد للوصول إلى، الله عز وجل ...
فالموسيقى الروحية بالنسبة له ...
تساعد المريد على تعرَّف الله ..
والتعلق به وحده ..
لدرجة أن المريد يفنى، ثم يعود .. 
إلى الواقع، بشكل مختلف ..
ومن هذا المنطلق ..
تطورَّت فكرة الرقص الدائري، التي وصلت إلى درجة الطقوس ...
وقد شجع جلال الدِّين  الرُّومِي  على الإصغاء للموسيقى، فيما سمَّاه الصوفية .. السماع ...
بينما يقوم الشخص بالدوران حول نفسه ..
عند المولويين، الإنصات للموسيقى هي رحلة روحية .. 
تأخذ الإنسان في رحلة تصاعدية، من خلال النفس .. والمحبة للوصول إلى الكمال ...
والرحلة تبدء .. 
من الدوران، التي تُكبر المحبة في الإنسان .. 
فتخفت، وتذوب أنانيته، ليجد الحق .. 
وهو الطريق للوصول،  إلى الكمال ... 
وحين يعود المريد إلى الواقع .. 
يعود بنضوج أكبر، ممتلئاً بالمحبة ..
ليكون خادماً لغيره من البشر، دون تمييز أو مصلحة ذاتية ..

بعد وفاة جلال الدِّين الرُّومِي، حوَّل ابنه سلطان ولد، تعاليم أبيه إلى سلوك للمريد، والذي عُرف بالطريقة المولوية. 
إنتشرَّت هذه الطريقة في مختلف أصقاع العالم الإسلامي ..
ولقيتْ صدًى واسعا ً في العالم الغربي في العصر الحديث.

تُصنَّف أعمال جلال الدِّين  الرُّومِي  إلى عدة تصانيف وهي : 
الرباعيات ..
ديوان الغزل .. 
مجلدات المثنوي الستة .. 
المجالس السبعة .. 
ورسائل المنبر ..

من أشعاره :
وهي قصائد باللغة الفارسية، والذي يسميه بعض المتصِّوفة، بالكتاب المُقَدَّس الفارسي. 
ويعتبره كثيرون من أهم الكتب الصُّوفية الشعرية. 
الديوان الكبير، أو ديوان شمس التبريزي ...
والذي كتبه في ذكرى موت صاحبه العزيز، وملهمه في طريق التصَّوف  والشعر. 
    

من نثر جلال الدِّين الرُّومِي :
كتاب فيه ما فيه : 
وهو كتاب فيه إحدى وسبعون محاضرة، ألقاها الرُّومِي على صحبه في مناسبات مختلفة، وهو من تجميع مريديه. 
المجالس السبعة : 
وهو تجميع لمواعظ، ومحاضرات ألقاها في سبع مناسبات مختلفة، تتناول مواضيع عن القرآن، والحديث الشريف.
الرسائل : 
وهي رسائل كتبها بالفارسية، والعربية إلى مريديه ومعارفه ورجال الدولة، وهي تدل على اهتمام الرُّومِي وانشغاله بمعارف مريديه وما أصبح له من تأثير كبير عليهم.  
أشهر أقواله :

 - مَنْ لا يركض إلى فتنة العشق، يمشي طريقاً لا شيء فيه حي. 
 - إنك قد رأيت الصورة، ولكنك غفلت عن المعنى .
 - هكذا أوَّد أن أموت في العشق الذي أكنه لك، كقطع سحب تذوب في ضوء الشمس.  
 - إرتق ِ  بمستوى حديثك، لا بمستوى صوتك.  
المطر الذي ينميّ الأزهار، وليس الرعد.  

كانت لمؤلفات جلال الدِّين الرُّومِي، التأثير الكبير في الأدب الفارسي والتركي، والعربي، والأردي ..
كذلك  أثرّت، وأثرَّت في التصَّوف. 
تمَّت ترجمة العديد من مؤلفات جلال الدِّين الرُّومِي  إلى اللغات العالمية المعاصرة ومن ضمنها اللغات الأوربية. 
كما غنى نجوم موسيقى البوب الغربيون مثل مادونا، ترجمات أشعار الرُّومِي  لتعظيمه قوة الحب، واعتقاده في الفائدة الروحية للموسيقى والرقص.

فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
٣٠ / كانون الاول / ٢٠١٦

من قصائد جلال الدِّين الرُّومِي : 

أنصت إلى الناي يحكي حكايته ..
ومن ألم الفراق يبث شكايته ..

أريد صدرا ً مِزَقا ً مِزَقا ً برَّحه الفراق ..
لأبوح له بألم الاشتياق ..
فكل من قطع عن أصله ..
دائماً يحن إلى زمان وصله ..

فالجسم مشتبك بالروح ..
والروح متغلغلة في الجسم ..
ولكن أنى لإنسان أن يبصر تلك الروح ؟
أنين الناي نار لا هواء ..
فلا كان من لم تضطرب في قلبه النار ..
نار الناي هي سورة الخمر، وحمى العشق ..
وهكذا كان الناي صديق من بان ..
وهكذا مزقت ألحانه الحجب عن أعيننا ..
فمن رأى مثل الناي سماً وترياقاً ؟
ومن رأى مثل الناي خليلاً مشتاقاً ؟
إنه يقص علينا حكايات الطريق التي خضبتها الدماء ..
ويروي لنا أحاديث عشق المجنون ..
الحكمة التي يرويها، محرمة على الذين لا يعقلون ..
إذ لا يشتري عذب الحديث غير الأذن الواعية ..




0 comments:

Blogger Template By: Bloggertheme9