Pages

الاثنين، 31 أكتوبر 2016

غرام وإنتقام، والبادي أظلم.


لم تشهَّد الولايات المتحدَّة الأميركية بتاريخها القديم، والحديث معركة إنتخابية كالتي تشهدَّها هذه السنة، حيث أُستعملّت جميع الأسلحة الفتاكّة، وألمُدمرَّة، والمُهينَّة، التي كانت الإستبلاشمانت ( ملوك وأُمراء اميركا ) يستعملونها، منذ ما بعد الحرب الأهلية بكل دِقَّة وذكاء حتى يصِّل المرشح الذي يريدونه رئيسا ً لأكبر دولَّة في عصرنا الحديث. 
سبق وَقُلْت في إحدى مُدوِّناتي السابقة، أنه نادرا ً ما إنتخب الشعب الأميركي رئيسه، بل كانت الإستبلاشمانت هي التي تُعينُّه، وأخرهم كان جورج بوش الابن. 
كان التعيين، يتِّم دون أية إراقة دماء او إغتيالات الا في الحالات النادرَّة التي كان يُقصد منها التأديب، والتخويف. 
أما انتخابات هذه السنة، هي مثل غيرها، مع بعض الفوارق التي سأذكرها، والتي قد تَقْلُّب الطاولة، او تُغيِّر وجهة السِّحْر نحو الساحٍّر. 

 اولا ً : في هذه الانتخابات، جرى إستعمال سلاح :
( الجنس الرخيص ) تجاه المرشح الجمهوري دونالد ترامب، حيث جعلت الإستبلاشمانت عن طريق الميديا، ألهوَّس، والهلَّع، والفضائح الجنسيّة من أُولى أولويات الشعب الأميركي، وقد تم َّ إغراق الشعب بالمقابلات مع عاهرات، إدَّعين انه إغتصبهُّن،  دون الالتفات الى القضايا الأساسية التي ينوء بثقلها المواطن،  كالضرائب، والهجرة، والأمن، ومُحاربة الارهاب، وقد نجحَّوا في ذلك ايضا ً.  

 ( نظرية المؤامرَّة )  صرحّت المرشحّة هيلاري كلينتون، والحزب الديموقراطي وأعمدتِّه، لا بل بعض المسؤولين الحكوميين ان روسيا تتدَّخل من أجل وصول ترامب الى البيت الابيض، ليكون أُلعوبة في يد بوتين الرئيس الروسي، وقد نجحوا في تأليب الناخب، وتخويفه من هيمنَّة روسيا بعد هذه الحروب، وأخرها في سوريا، إذا نجح ترامب.    
وقد أظهرت نظرية المؤامرة سابقا ً نجاحها في البلاد العربية، حيث أُحيلت كل الموبقات الى إسرائيل، ولكن ان تنجح نظرية المؤامرة في اميركا هو كما سبق وقلت عنه، إنه يوم الحساب او  doomsday ...
من المعيب، القول ان روسيا إجتاحت الرسائل السرّيّة لوزيرة خارجية اميركا السابقة هيلاري كلينتون، ولملفَّات الحزب الديموقراطي التي أطاحت بالمرشَّح المنافس لها، بيرني ساندرز عن طريق الغش والخداع، لتصبح هي مُرشحة الحزب.  
ومن الفضائح العالمية، ان يعترف المسؤولين الأميركيين بان روسيا، تعمل على تنصيب دونالد ترامب رئيسا ً للولايات المتحدة الأميركية، وتعريض سِمعة اميركا العلمية، والتقنيِّة للحضيض العلمي، كل ذلك من اجل تبرير خسارة كلينتون بالانتخابات، إن حصلّت. 
والذي أعتقدُّه :
كما تعلمّت من الاجداد، ( أن دود الخَّل منو فيه ). 
ومن دراستي القانونية، عن الانتقام. 
ان التسريبات، وقد فاقت مِئات الألوف وثيقة لغاية الان، لا دخل ل روسيا فيها لأن عباقرة الهاكيرز من أصقاع الكون هم في أميركا يقطنون، وأشدُّهم ذكاء ً هم الشعب الهندي وغيرهم. 
وبما ان نظرية المؤامرة، ما زالت تعيش في بعض العقول في اميركا، ومن هذه النظريات :  
إن مُستشارة، هيلاري كلينتون أُوما آبدِّين ( عابدين، جذورها هندية، مسلمة ) :
هي من أقرب المُقربين ل هيلاري كلينتون منذ عهد زوجها الرئيس بيل كلينتون. 
ولحقتها، عندما كانت سيناتورا ً عن نيويورك. 
وألحقتها، بوزارة الخارجية عندما كانت وزيرة خارجية. 
وإعتمدتها، مستشارة في حملتها الانتخابية الحالية. 
وزوَّجتها، ل أنتوني ويينر نائب في الكنغرس الأميركي، اليهودي الديانة والذي كانت تُعدُّه كلينتون لشِّدة ذكائه، في أعلى المناصب الحكومية. 
ويطول الشرح عنهم، وعن صداقاتهم ( كلينتون، وعابدين، و ويينر )
وبسبَّب :
إنشغال، وإنهماك  المستشارة عابدين بالعمل مع هيلاري كلينتون، وغيابها الدائم عن المنزل الزوجي بسبب عملها، أقام زوجها ويينر علاقات غرامية، وإباحيَّة، وجنسية عن طريق رسائل، إلكترونية، وصوَّر تعريَّ له، من جهاز الكمبيوتر العائد له، مع فتاة قاصر لا يتعدَّى عمرها ال ١٥. 
إنفضَّح أمره. 
نصحتهّا، هيلاري كلينتون بالانفصال. 
نُشِرّت صوَّره على وسائل الإعلامية، كلها دون إستثناء. 
أُقِيل مُهانا ً من الكنغرس، لأول مرة بالتاريخ بسبب رسائل جنسية مع قاصر. 
تحطمَّت، حياة هذا المسكين، العائلية، والمهنيَّة.  
طُرد، من بيت الزوجية، بإذلال شديد، كما أُلغيَّت عضويته من الكنغرس.  
أُهين، على صفحات الجرائد، وكل وسائل الاعلام، عن طريق نشر صورٍّه وهو عاري الصدر، دون إظهار الجزء الاخر من جسمه.   
أُطلق عليه، أسماء .. الحقير، الوسخ، النتِّن .. وكل الأسماء المُبتذلَّة. 
وعلى ذِمَّة ألأخذ بالمؤامرة الكلينتونية ..
والنَّاس، على دين ملوكها ..
قام أنتوني ويينر، وبصفقة العصر، المُزلزلَّة بتسليم جهاز الكمبيوتر العائد له، وألمُتضمِّن، فضلا ً عن صُوِّره العارية، رسائل سرية للغاية، كانت زوجته السابقة، أُوما عابدين تستعمل هذا الجهاز بالذات لإرسال أيميلات الى هيلاري كلينتون، او العكس وفيها المستور، وألمُدوي، وألمُزلزِّل ...

الى مٓن ْ ؟؟
الى، موظف من مكتب التحقيق الفيدرالي.
او الى مسؤول رفيع. 
وقامت القيامة باميركا ... وَلَمَّا تزَّل. 
لان قانون مكتب التحقيق الفيدرالي الأميركي، يمنع الكشف، او التحقيق، او الاطلاع، او إعادة فتح اي تحقيق في مسألة تخُّص المرشحين، قبل ٩٠ يوما ً من العملية الانتخابية. 
وفي سابقة تاريخية، لم تعهدها اميركا. 
قام مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، قبل ١١ يوما ً من موعد الانتخاب بتوجيه رسالة علنيّة، الى المراجع الحكومية، وأهمها لجنة القضاء في الكنغرس الأميركي يُعلمهم فيها بان المكتب سيُعيد التحقيق في الرسائل السرية ل هيلاري كلينتون، لوجود أدلّة جديدة.  
إعتبرتها الصحافة المرئية، والمسموعة، والمكتوبة، و، و، 
انها قُنبلة أوكتوبر.
لان كمبيوتر أنتوني ويينر فيه ٦٥٠ الف إيمايل. 
وقد، يحتوي على ٣٣ الف رسالة جرى إخفائها من قبل هيلاري كلينتون. 
وقد، يحتوي على رسائل سرية تهدِّد الأمن القومي الأميركي. 
وقد، يتضمن ... 
وقد، يحتوي ... 
لهذا السبب، وغيره من الأسباب، المهمِّة جدا ً ...
أُعيد فتح التحقيق.  
الخلاصة :   
 ظاهريا ً .. 
وفي الوقائع. 
هل سمعتم بالانتقام ؟
بين زوج، وزوجته عندما يقَّع، ويدِّب الخلاف. 
إنها القشَّة التي قصمَّت ظهر البعير، هذا ما قاله العرب الاجداد. 
إنه، الغرام، والانتقام. 
إنه، التدمير الشامل. 
إنه، سيادة القانون. 
أمس، قام دونالد ترامب علانيَّة .. 
وقال :
لم، لم، لم،  أتوقَّع ان يأتي اليوم ...
الذي أقوم فيه ...
لأشكر أنتوني ويينر ..
وقد أتى اليوم .. 
يا دونالد ..
ستشكرُّه، لان أنتوني ويينر قلب الطاولة.
وستُعطيه الحماية، لاحقا ً ...
حسب القانون الأميركي، يا دونالد، الذي أعرفه، مُثلك أنت ... 
وغدا ً سينقلب السحر على الساحر ..
وسيظهَّر سحر :
طاولة، موسى أبن نصير، ذي الثلاثة أرجل. 
والرِجل الرابعة، التي خبأها طارق ابن زياد. 
أمام خليفة بني أُمِّية ... بالشام. 
 يوم كان العرب .. عُظماء.  
والى ٨ نوفمبر ٢٠١٦
سينبهِّر العالم. 

فيصل المصري 
أُورلاندو / فلوريدا
٣١ تشرين اول ٢٠١٦
غدا ً  .. 
سأكتب ..
في الانتخابات الرئاسية اللبنانية. 
أُفتِّش عن عنوان يليق. 
خلاف، غرام وإنتقام ..
أطلب العون، منكم. 
فيصل. 


السبت، 29 أكتوبر 2016

رسالة شُكر للصديقات والأصدقاء ..

بعد التحية والتقدير للأصدقاء. 

لا يسعني إلا ان أشكر الأصدقاء الذين علَّقوا، وإستحسنوا  الصورّة التي نشرتها على صفحتي، وخاصة أصدقائي في لبنان ألمنهمكِّين في حفل تنصيب الجنرال ميشال عون، لسدَّة رئاسة الجمهورية، بعد ان أبلى بلاء ً مُنقطِّع النظير في معركته الإنتخابية. 
وعلى ذِمَّة المؤرخين المنافقين، الأفاكِّين، الدجالِّين والبصَّارين اللبنانيين سيُدَّونون أنه سيكون للبنان رئيس للجمهورية ( صُنِع في لبنان ).   أمّا المؤرخ الشريف، والموضوعي، إن وُجِد في لبنان وأشُّك بوجوده،  فإنه سيؤرخ للاجيال القادمة ان الجنرال ميشال عون هو اول جنرال في التاريخ، لم يَخُّض معركة عسكرية واحدة رابحة، بل خاض معركة سياسية إنتخابية، مُعتمدا ً على جيوش ليست تحت أُمرتِّه، حملته الى سُدَّة الرئاسة. 
وبالرغم من كل ذلك ...
إنه إنجاز عظيم ...
أن يتفق ملوك وأُمراء لبنان على توزيع ألحِصصَّ دون إراقة نقطة دم واحدة، 
 والتوقّف عن تعطيل أرزاق الشعب اللبناني العنيد.  
وإنه إنجاز عظيم ...
أن تعود الكهرباء، والماء، الى البيوت ...
وأن تُرفع النفايات من الطرقات ...
وأن يصار الى إنتخاب رئيس للجمهورية، صُنِع في لبنان ...  
أُكرِّر شكري للأصدقاء. 

فيصل المصري 
أُورلاندو / فلوريدا
٣٠ تشرين اول ٢٠١٦

الجمعة، 28 أكتوبر 2016

جِسْر ألأحلام، ونافذة السبعَّة بحور .. (٩)


...
قام مُسرِعا ً وبدأ يبحَّث عن هدية ألجِسْر ..
نفخ الغُبار عنها، ومزَّق غِلافها ..
وبدَّت النافذة، يُحيطُها إطار من الذهب الخالص مُرصَّع بأثمَّن الأحجار الكريمة، كالزمُرُّد، والياقوت، والعقيق، والفيروز، والتوباز، واللازورد، والزبرجد، واللؤلؤ، والأُلماس ..
كانت النافذة مُقفلَّة بإحكام بواسطة مِفتاح قديم من الفضَّة، على شكل حوريّة ..
وما إن فتح شِبَّاك النافذة، حتى هبَّت رِيَاح شديدَّة، ثم َّ خَفَّت، وأحس َّ وسمع، صوت الريح يحمِّل الحنين، والنسيم الرقيق ..
بسط ناظرِّيه من خلال النافذة ..
رأى، ما لم يرَّه مخلوق ..
شاهد، ما لم يُشاهدْه إنسان ..
قطع البحور السبعَّة، بلمحة بصَّر .. 
وكأنه على بساط الريح ..
ومر َّ فوق الوديان والبرارِّي ..
وما إن وصل فوق، ألجِسْر ..
لمح حوريّة النهر تُمارس طقوسَّها اليوميّة ..
نظرَّت إليه، والإبتسامة تعلو ثغرها ..
أوقفَّت، طقوسها ..
ونادَّت، يا حبيب العُمر ..
كٓم تمنيَّت، ورجوَّت، ودعوَّت ..
أن أراك ٓ ثانية ..
وانت ٓ، أبعد ُ من السبعة بُحور ..
وأجابها ..
وكٓم ْ .. تمنيت أنا أن أراك ِ ..
بيني وبينك، سبعة  بُحُّور ..
أن يكون لي نافذة ..
حتى أراك ِ..

وأنت، تٓبْتٓسِمين ..
إيذانا ً .. 
للشمس ..  
بالشروق ..
وأنت ِ، تٓغْمُضين، جِفنّيك ِ ..
 أمرا ً ... 
للشمس، بالمغيب ... 
فيصل المصري
اورلاندو / فلوريدا
٢٨ تشرين اول ٢٠١٦
إنتهَّت قِصَّة ألجِسْر .. وحوريِّة النهر. 
وإلى قِصَّة أُخرى. 

جِسْر ألأحلام، وقد آن الرحيل .. (٨)

وقبل أن يترك ألجِسْر، إنتّابه الذهول، والهلّع، والخوف، والإحبّاط ..
وأحسّ بهول الخسارة وهو يودِّع حوريّة النهر .. 
إكتفى، وبكل قناعة، وإيمان، ورجولّة ..
ان القدّر هو نصيبه ..
وأن حوريّة النهر، تُبادّله ذات الشعور .. 
وإنه يحمل في يدِّه هديّة من صديقه الجِسْر، لا يدري ما قيمتها ..
أما الحوريّة، وهي تودِّع حبيبها، قالت له ..
وجفنّاها، تُطبقان كستارة إيذانا ً بإنتهاء قصة حُبّ أُسطوريّة .. 
إلى اللقاء ..
يا حبيب العُمر ...
أجابها، والغصِّة تقتله ..
آن الرحيل ..
آن الرحيل ..
العيش، من دونك في هذه البلاد، جَهَنَّم وعذاب ..
قالت له ..
لا تتركني ..
لا تتركني ..
إستغرّب، وتعجّب من قولها .. وهو يلِّوح مُغادرا ً ..
إستحسن ألجِسْر فروسيّة الرجل البشرّي وشهامتِّه ..
وإحترم رِفعة شأنه بهذا التصرّف النبيل، وهو يقبل هذه النهاية، الحزينة، والمؤلمة ..
وبِطلِّب من حوريّة النهر، وهي تشهق بالبكاء ..
أمر ألجِسْر ..
قطعان الغزلان، والبِّط، والأرانب، والطيور، والأحصنة الوقوف صفا ً واحدا ً لوداع الرجل البشرّي الشريف ..
كذلك، طلب ألجِسْر ..
من، أغصان  الأشجار، ان تنحي إحتراما ً لصديقة البشرّي ..
ومن، قُضبان القصّب، ان تصدر ألحانا ً  ..
ومن النهر، ان ينفخ غِناء ً ..

صعقّه، ما  شاهد ٓ ...
وبهرّه، ما رأت عيناه ...
من التكريم، والتبجيل ..
لم يطّق العيش في تلك البلاد ..
قررّ العودة الى موطِّنه ..
فركِّب البحور السبعة، قاصدا ً بلاد أهله ..
تاركا ً حبيبة عمره، خلف هذه  البحور ..
ذاق العذاب المّر، وقٓبِل الهوان، وعاش الحرمان ..
ولكن نوبات حُبِّه للحوريّة، قضَّت مضجعَّه ..
بدا هزيلا ً، مكمودا ً، مهموما ً، حزينا ً ..
فإستسلم، لنوم عميق لم يعهده منذ سنوات ..
وصحَّا على صوت ألجِسْر ..
قُّم ْ الى هديتِّي، وإفتحها ..
قُّم ْ الى هديتِّي، وإفتحها ..
هبَّ كالمجنون، يبحث عن هدية ألجِسْر ...
نافذة .. السبع بحور ..

 
فيصل المصري
اورلاندو / فلوريدا
تشرين اول ٢٠١٦








الخميس، 27 أكتوبر 2016

جِسْر ألأحلام، ولُقاء ألأحبِّة .. (٧)


لم يُصدِّق ان الليل، قد إنجلّى ..
وأن الفجر، قد بزغ ْ..
فأقبل مُسْرعا ً، ومهروّلا ً للجِسْر ..
بعكس نهار أمس ..
ضحِك له، الصباح ..
وزقزقّت له، العصافير ..
فأحسّ برائحة عطِّرة تحملها نُسيّمات الصباح ..
وكلّما اصبح قريبا ً من ألجِسْر ..
عبِق الجو بالروائح، الزكيّة ..
وعلّت تغريدات الطيور ..
ولكنّه ..
إستغرّب، عدم وجود المارّة على ألجِسْر كما إعتاد أن يلتقي بهم، كل يوم ..
أحسّ بأمر غريب، لم يعهدّه من قبل ..
كُلَّمَا إقترب من ألجِسْر ..
خفُتتّ الأصوات، حتى إنعدمّت ..
وما إن وصل الى ألجِسْر ..
شعر بأن ساعة الزمن، قد توقّفت ..
إعتاد ان ينهرّه ألجِسْر، ويزجرّه، ويأمره بالرحيل ..
إذا كانت حوريّة النهر تُمارس طقوسها ..
ألا هذه المرّة ..
رأى حوريّة النهر ..
تنظْر، اليه ..
تٓبْتٓسِم، له ..
وتمِّد يدها الاولى نحوه ..
وبالثانية، تُداعِب خصلات من شعرها ..
ركض جاثما ً .. يُقبِّل يدها، بكلتا يديه ..
وينظر عاليا ً، وكأن الشمس  في قرص السماء ..
جذبتّه، اليها ..
وعيناها، تذْرِف دموعا ً من لؤلؤ ..
وثغرا ً، يفتح على أحجار ٍ من ألالماس .. 
وتقول ..
لماذا تأخرّت ..
كل هذه السنين، والأزمنة ..
إنتظرتّك ..
يا حبيبي ..
حتى تقوّس ظهري ..
وزاد همّي ..
وفقُد أملي ..
فرفع كفيّه، ليحتضن البدر بكلتا يديه ..
وقال ..
ها انا ..
رهْن ُ .. إشارتك ..
 
نظر إليهما  ألجِسْر ..
فقال لهما ..
مٓنعت المارّة، من السير فوق ألجِسْر ..
أمرّت الطيور، بالابتعاد ..
حتى تختليان، وتبوحا مكنونات الصدور ..
وقد حصل لِقَاء الأحبّة كما تصوّرت، وتخيّلت ..
والان جاء دوري ..
انت ٓ، يا صديقي من عالم ٍ أخر ..
وانت ِ، يا صديقتي من عالم ٍ مُختلّف ..
أنت ٓ، يا صديقي من عالم .. التراب .. 
وانت ِ، يا صديقتي من عالم ..  المياه .. 
انت ٓ، يا صديقي من عالم المِلّل، والنِّحَل، والديانات، وما أكثرها ..
وانت ِ، يا صديقتي من عالم الأساطير، والخيال، وما أوسعها ..
انت ٓ، يا صديقي من عالم الأحزاب، والأرباب، والملوك، والامراء، والأزلام  ..
انت ِ، يا صديقتي من عالم  الرِّب الواحد، الْقَهَّار، الجبّار ..
لن أُكثر ..
ولن أُزيد ..
لن تلتقيان ..
ولن تجتمعان ..
هذا قدّركما، ونصيبكّما ..
ولكن ..
حتى أجعل حُبكُّما، أبديا ً، سرمدِّيا ً، أُسطُوريّا ً ...
تحكي عنه الأجيال ..
ويتغنّى به العشّاق، والخِّلان ..
سأُهديكما هدّية، لقاؤكما، وفرحكما، وحبكّما، وعِشقكما ..
هذه، الهدية ..
إنها نافذة، السبّع بُحور ..
إنها ..
......

فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
٢٨ تشرين اول ٢٠١٦


جِسْر ألأحلام، والغيرّة .. (٦)


كان ألجِسْر ...
يردِّد على مسمع حورّية النهر عبارته التي تقول ...
إن وراء أكمِّة هذا ألحُب العنيف الذي تٓكُّنيه لهذا الرجل البشرِّي، أكمِّات وأكمِّات ...
إنه، لا توجد لديك ِ أية  أشياء ٍ تجهلينها، تجاه هذا الرجل البشرِّي ...
إنك ِ، قرأت أفكاره، وعايشّت ِ عواطفه، وأدركت ِ مقاصدّه ..
إنه، يُحِّبُك حبا ً جما ً ..
إنه، على وشِّك أن يخسّر حياته ..
او، يعيش مجنونا ً تائها ً .. 
إذا لم يلتقِ  بك ..
وأضاف ألجِسْر ...
إنما توجد لديك ِ، مسألة واحدة  تجهلينها، او تتجاهلينها عمدا ً ... 
أجابتّه حوريّة النهر ..
وما هي المسألة التي أجهلُّها، او أتجاهلُّها ...
إنك ٓ الان تغرُب وجهك عني، تِجّاه صديقك الرجل البشرِّي الجديد ..
وتولَّيه، محبتّك، وإهتمامك ..
وأغفلّت سنوات عمرنا، وصداقتنا ..
سأل الجسر، حوريّة النهر .. 
هل، دبّت الغيرة في كيانك ..
صديقك ألجِسْر .. صدقِّك  ..
وعليك ِ .. أنت ان تُصدقٍّيه القول ..
وسألها ..
وبقي، يسألها ..  
وَيَلِّح عليها، السؤال .. 
وكانت تمتنّع،  وتُؤخِر،  بالإجابة ..

إستغرب، الصّمت  الذي  تعتمده. 
وإستعجّل، رسم  علاقتها مع ذلك الرجل البشرّي. 

الى أن قالت له ....

والحسرّة،  تغلي دموع، مُقلتيها ..  
والألم،  يعصِّر نبضات، قلبها ..

إنه، العشق الممنوع الذي يؤخرني ..
إنه، الحب المستحيل الذي يمنعني ..
إنه،  الجنون  الذي يؤرقني ..
إنه، الحب، الذي يُحرجني ..
 
مراكبي ... تاهّت بحبه ..
وشراعي ... مزَّقتها رياحه ..  
 


أستيقظ كل صباح، منذ أن عرفته ..
أرتشف جمال وجوده، في خيالي .. 

بكل ... شوق وحنين ...
ألهث  ... وراء كل لحظة  جميلة،  يمُّر فيها فوق ألجِسْر ..  

لحظاتي، السعيدة تهرب مني  نحو الغروب ..
لمّا يغيب عني ..
إنه، غروب  ذاكرتي ..
إنه، شروق  واقعي ..
إنه،  نهاري المملوء بسحابة سوداء ..

وما بين الغروب، والشروق ..

أشتاقُ،  إليه ..
أشتاق، الى ..

عِشقي، الممنوع ..
وحُبّي،  المستحيل ..
هذه هي ألأكمِّات، والجبال، والحواجز، التي أتجاهلها ...
ليتني، كُنت أجهلها ..
والان ..
بماذا، تنصحُني يا صديقي ألجِسْر ..
أنا الحوريّة، التي أحبّت ..
وَيَا ليتني، لم أُحِّبُ ..

فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
٢٧ تشرين أول ٢٠١٦

الأربعاء، 26 أكتوبر 2016

جِسْر ألأحلام، والشكوك .. (٥)


  
وما إن غادر ألجِسْر، ذلك الصباح حتى بدأت الشكّوك تجتاح كِيانه ..
والأسئلة تتدحرّج عليه كالصخور، من عال ٍ ..
يسأل نفسه، تارة ً ...
ويُجيب نفسه، طورا ً أخرا ً ..
خاف أن ينعتّه المارّة بالجنون ..
سأل عقله، هل يُحِّب حورّية النهر ..
أجابه،  بالإيجاب ..
وما أن سأل قلبّه، هل يُحِّب حوريّة النهر ...
حتى بدأ قلبّه يتخبّط داخل صدرّه، خبط عشواء ..
طالبا ً الخروج، والهروب الى أحضان حوريّة النهر ..
أمّا السؤال الذي حيَّره، وأخذ منه مقتلا ً ..
 ما هو الشيئ الذي لا تعرفه حوريّة النهر عنه ..
هنا تداخلت، شكوكه، ومخاوِّفه وإنعدام الثقة بنفسه، والكون المحيط به. 
أصبح مُقتنعا ً .. 
أن هذا النهار، سيكون أطول يوم في العام .. 
وإن الشمس، لن تغيب ..
وإن الليل، لن يسدُّل ستائره ..
وإن القمر، لن يُهدي دُروب العشّاق  ..
وإن الفجر، لن يبزُّغ ..
كل ذلك، حتى لا يلتقي بحوريّة النهر ..
وصل الى قناعة، مفادها ان مؤامرة كونيّة تُحاك ضدّه، حتى لا يلتقي بحبيبة عمره، حورّية النهر ...
أما .. في ألجِسْر ..
كانت حورّية النهر، تقرأ أفكار ذلك الرجل البشرّي ..
تبتِّسم ..
وتفرح ..
وتشهق بكاء ً ..
وترتفع معنوياتها كلما كانت تتخبّط أفكار، ذلك الرجل البشرّي ..
الذي عشِقّها ..
وهام بها ..
وأحبّها، حتى الجنون ..
أمّا ألجِسْر ..
كان شاهدا ً  ...
على العوارِّض، والمشاعر، والهيجان العاطفي الذي إجتاح، وسيطّر، وإحتّل قلب حوريّة النهر، صديقته القديمة ..
وكان عالما ً ...
بمشاعر صديقه البشري الجديد .. 
أيقّن ألجِسْر .. 
أن وراء أكمِّة هذا الحُّب العنيف .. أكمِّة ...
وتوجّس، وتخوّف.. من هذه العلاقة ..
وتغيّرت معالمه ..
مِن .. قُبول لهذه العلاقة ...
إلى .. رفضها بالاطلاق ..
قالت له حورّية النهر ...
ما بالك ...
أراك فرِّحا ً وحزينا ً في آن ..
أجابها ..
قبل ان يأت ِ ذلك الرجل البشري ..
أُريد أن أسألك ...

فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
٢٧ تشرين اول ٢٠١٦ 


الثلاثاء، 25 أكتوبر 2016

جِسْر الأحلام، وشروق الشمس ... ( ٤ )


وبالرغم أنه يُرافِق شروق الشمس، كل يوم في ذهابه للجِسْر  ...
إلا أن فجر هذا الصباح، يختلف عن كل ما سبقه ..
لأن نُسيّمات الهواء، تحمل أمالا ً له ..
وأشعّة الشمس، تنقل دفئا ً لقلبه ..
وعلى غير عادة المارّة فوق ألجِسْر ..
فإن البسمّة، كانت تعلو وجوههم ..
والسعادة، تغمر قلوبهم ..

أما ألجِسْر كان على غير كآبته المعهودة ...
لم ينتظّر أن يرمي عليه الصباح ..
بل بادرّه، القول ..
هل انت على إستعداد لإستماع قِصِّة حوريّة النهر ..
أجابه، نعم وكلّني شوق، ورغبة ..
قال له ..
إنها مثلي، تعرف المارّة الذين سارّوا على هذا ألجِسْر منذ أن، أُقيم ..
إنها مثلي، أصابتها الخيبّة تلو الخيبّة، طوال هذه السنين ..
إنها مثلي، تعرف قِصصِّ المارّة، سواء كانوا رجالا ً او نساء ً، صِغَارا ً أم كبارا ً ..
حَزِنّت لرفيقها، وحبيبها لما علِق في شباك الصيادين ..
وبقيت طيلة حياتها، تٓبكيه، وتُرثيه ..
أخلصّت لِذكراه ..
ولم تتخِّذ، صديقا ً او عشيقا ً ..
وإهتمّت بالزهور، والرياحين، والاشجار التي تنمو على ضفاف النهر ..
وساعدّت الطيور التي أخذت من الأشجار، أعشاشا ً ..
وصادقّت الحيوانات الأليفة، لإخلاصها ..
قاطّعه ..
ألّم يكّن لديها أصدقاء من المارّة ..
أجابه ألجِسْر ..
كانت، حورّية النهر تشهد على خِيانات المارّة مِن بني البشِّر ..
وكانت، تشمئز من زيفهم ..
وكانت، تتجنّب سماع أكاذيبهم ..
وكانت، تُذهلها ألاعيبهم ..
حاول بعض المارّة من الرجال، أن يخطِّبوا ودِّها ..
كانت، تصدِّهم ..
وكانت، تمقِّت تملّقهم ..
وكانت، ترفض محاولاتهم، لانها أدرى بقصصّهم، ورواياتهم ..
قال له ...
وما دخلي انا بكل هذه الأخبار ..
هل انا في عِداد هؤلاء ..
أجابه ألجِسْر ..
انت لست في عِدادهم، لانها تعرف أخبارك، واسرارك كلها ..
وإنها تُحاوّل إقناع نفسها، بأنك من غير طينّة المارّة ..

ولكن هناك، أمر وحيد تجهله .. عنك حوريّة النهر ..
وإنها ستتحقّق منه، بنفسها .. 
إن أرادت أن تلتقي، بك ..
أجابه، ما هو ؟؟
غدا ً أُخبرُك، وأُعلمك ..

فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
٢٦ تشرين اول ٢٠١٦ 


جِسْر الأحلام، والإنتظار .. ( ٣ )

وكان يغدو مع إشراقة شمس كل، نهار، 
حتى يسير على الجِسْر. 
علّه يلتقي مع حوريّة النهر. 
وكان دائما ً يعود حزينا ً، مُكتئبا ً، مُحبطا ً.
وبينما هو ينتظرها، في أحد الأيام. 
نظر الى أسفل الجِسْر ..
حيث رأى المياه تتدّفق بغزارّة ..
وتُسْمِعُه، خرِيرُها ..
وهي تتراكض ُ، ضاحكة ً، مُتزاحمة ً ..
ونظر الى من يسير على الجِسْر ..
رأى وجوها ً ..
غاضبة ً ..
مُتجهّمة ً ..
عابسة ً ..
قلّما وجد وجوها ً ..
ضاحكة ً ..
باسمة ً ..
او فرٍّحة ً .....
هم ّ بالرجوع، والعودّة ..
إستوقفّه الجِسْر ..
لماذا ... العجّلة. 
إمكُّث .. قليلا ً ..
قال ..
إنتظرتّها كثيرا ً ..
كما أنتظرها كل يوم ..
ولا ، تأتي ..
أجابه ألجِسْر  ..
إنها ... كئيبة اليوم .. 
نظرّت الى السماء ... 

لم تجِّد ألا غيوما ً مُلبدّة ..
تتراكّض، وتتقاتّل .. 
وتُسْمِعُها رعدّها ..
وتُنذِرُها، بكوارثها .. 
فآثرّت عدم الظهور .. 
فقال له، ما دخلي انا بالسماء، والغيوم ...
ألّم ْ .. تُخْبِرها أني تعلَّقت بها ؟
أجابه ألجِسْر ..
نعم ... أبلغتُها ...
وماذا قالت لك ...
أجابه ألجِسْر ..
دعني أقِصُّ عليك، قِصَّة حورية ألجِسْر ...
.....
 

فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
٢٥ تشرين اول ٢٠١٦ 
 

جِسْر الأحلام، والإنتظار .. ( ٣ )

وكان يغدو مع إشراقة شمس كل، نهار، 
حتى يسير على الجِسْر. 
علّه يلتقي مع حوريّة النهر. 
وكان دائما ً يعود حزينا ً، مُكتئبا ً، مُحبطا ً.
وبينما هو ينتظرها، في أحد الأيام. 
نظر الى أسفل الجِسْر ..
حيث رأى المياه تتدّفق بغزارّة ..
وتُسْمِعُه، خرِيرُها ..
وهي تتراكض ُ، ضاحكة ً، مُتزاحمة ً ..
ونظر الى من يسير على الجِسْر ..
رأى وجوها ً ..
غاضبة ً ..
مُتجهّمة ً ..
عابسة ً ..
قلّما وجد وجوها ً ..
ضاحكة ً ..
باسمة ً ..
او فرٍّحة ً .....
هم ّ بالرجوع، والعودّة ..
إستوقفّه الجِسْر ..
لماذا ... العجّلة. 
إمكُّث .. قليلا ً ..
قال ..
إنتظرتّها كثيرا ً ..
كما أنتظرها كل يوم ..
ولا ، تأتي ..
أجابه ألجِسْر  ..
إنها ... كئيبة اليوم .. 
نظرّت الى السماء ... 

لم تجِّد ألا غيوما ً مُلبدّة ..
تتراكّض، وتتقاتّل .. 
وتُسْمِعُها رعدّها ..
وتُنذِرُها، بكوارثها .. 
فآثرّت عدم الظهور .. 
فقال له، ما دخلي انا بالسماء، والغيوم ...
ألّم ْ .. تُخْبِرها أني تعلَّقت بها ؟
أجابه ألجِسْر ..
نعم ... أبلغتُها ...
وماذا قالت لك ...
أجابه ألجِسْر ..
دعني أقِصُّ عليك، قِصَّة حورية ألجِسْر ...
.....
 

فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
٢٥ تشرين اول ٢٠١٦ 
 

الاثنين، 24 أكتوبر 2016

جِسْر الأحلام، والحوريّة ... ( ٢ )

جِسْر الأحلام ... والحوريّة.



وبينما كان يسير، على ألجِسْر كعادته  ...
توقّف مشدوها ً .. لا حِراك فيه. 
إذ يلمح من بعيد إمرأة فارهة الجمال ...
تطير حولها الطيور ... غِناء ً  ...
تنحني أمامها الأزهار ... غِنجا ً  ...
وتسجُد لها الأغصان ... إِحتراما ً  ...
تجلس على ضفة النهر ...
نِصفها الأعلى،  إمرأة بشريّة  ...
والنصف الاخر، سمكة  ...
تُرخي ذيلها الأسفل  ...
تداعب به مياه النهر ...
تأتي الأسماك، لتقبّلها ...
ويعبِق ُ الجو بعطر ِ، رائحتها ...
ينهرُّه،  صوت من بعيد ...
إنه ألجِسْر ..
إرحل، من هنا ..
إرحل، من هنا ..
إنها .. حوريّة النهر  ..

إنه، وقت عِبَادتها ..
إنه، وقت ممارسة،  طقوسها ..
أجابه ..
ما بك أيها ألجِسْر. 
بالأمس، كنت صديقا ً ..
واليوم، تطلب مني الرحيل ؟
أجابه ..
وما زِلْت صديقك ...
ولكن ...... 

 

فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
٢٤ تشرين اول  ٢٠١٦ 



الأحد، 23 أكتوبر 2016

جِسْر الأحلام .. وألمارّة عليه.

.......
وبعيدا ً عن السياسة. 
وقليلا ً .. من الراحة الفكرّية، المحرومين منها ..
وكثيرا ً .. من الضغوطات السياسية، المشبوكين فيها ..

سأقوم، وبناء ً لطلب بعض الأصدقاء، بنشر بعض القُصَّص القصيرة، والخواطر المُنعشّة، علّها تأخذنا من واقعنا الأليم الذي نُعايشه، ونُكابدّه كل يوم، سواء في الوطن، او المهجر.
سأطلق على هذه القِصصّ، والخواطر :
جِسْر الأحلام .. والمارّة عليه. 
ستكون هذه القِصصّ والخواطّر، خلطّة واقعية، وغير واقعية، فيها من الخيال الواسع، الذي يكون لهذا الجِسْر  دورا ً في ان يربطنا مع الحقيقة.  
مثال على،  الهموم الحياتية، والسياسية، المُضنيّة، وألمُتعبّة :
 - صام الشعب اللبناني عن إنتخاب رئيس للجمهورية .. كذا سنة. 
وقد دُعِي إلى إفطار ...
علّه إفطار دسّم ...
او، كالعادة ...
إفطار على قشرة بصّل. 

 -وفي المهجر، تحديدا ً أميركا ....
عشيّة الإنتخابات أيضا ً ...
إعتّدنا على قول الاجداد ...
من تحت الدلفّة ...
ل تحت المزراب ...
ولكن ..
عندما يربطني هذا الجسر مع الواقع الذي نحن فيه ..
ساكون مثل حليمة، بأن أعود الى عادتي القديمة ...
وحسبي حليمِّة ...
وأكلّم نفسي ..
عادّت حليمِّة .. الى عادتها القديمة.  

فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
٢٣ تشرين اول ٢٠١٦

ملاحظة :
هذا الجسر القديم الذي في الصورة هو حقيقي، وهو قريب الى منزلي  في أُورلاندو. 
وعلى جري عادة هذا البلد، في المحافظة على كل معلم قديم، وصيانتّه فإن السلطات المحّلية أقامت جسرا ً جديدا ً بديلا ً لا يبعد عنه ألا أمتار قليلة، ومنعّت سير السيارات عليه، وحتى المشّي. 

يستوقفني هذا الجسر، يوميا ً وانا أُمارس رياضة المشي، وقد نشأت بيني وبينه صداقة، بحيث أنه أخبرني قِصصّا ً عن ألمارّة الذين ساروا عليه. وقال لي، يوما ً :
سأخبرك كل يوم قِصَّة، شرط أن توعدّني وعدا ً قاطعا ً ...
قُلت، ما هو ...
قال، أن ترمي عليّي الصباح، كل يوم ..
قُلت، هذا أسهّل شرط، شرّطه مخلوق عليّي ..
ولكن لماذا أيها الجِسْر هذا الإصرار ...
قال، 
لما، عجّزت، ودخلت في العمر، عتيِّا ً ..
أحسسّت نفسي عاجزا ً .. 
وشعرت ان المارّة، يغربون وجوههم، عني ..
ولا يكترثون، لحالي ...

بعد ان كنت : 
أسمعّ، همومهم ..
وأفرح، لقصصٍّم ..
وأتحمّل، أكاذيبهم ..
وقد :
مللّت، من زيفهم ..
وتغاضّيت، عن كيدهم ..

وعفوّت، عن ذنبهم ..
فأتكأت،  جانبا ً ..
حزينا ً، مهموما ً ..
قُلت له،
هذه هي طبيعة البشر الذين مَرُّوا عليك ..
لا .. تٓعْتّب ..
ولا .. تيأس ..
فأنا أراك مصدر .. 
إلهامي ..
وبهجة أحلامي ..
وساعة راحتي ..
قال ..
إذّن، انت صديقي ..
ومخبأ،  سِرّي ...
وغدا ً، ألقاك يا صديقي. 
وأجبتُّه ...
وغدا ً ألقاك ..
لأنه، يوم أخر ...





السبت، 22 أكتوبر 2016

مِحْنة ألأقليِّات الدينيّة في الوطن العربي.

محنة الاقليات الدينية، في الوطن العربي. 
دراسة تاريخية مطولّة.



   


 اولا ً / المقدمة : 

 إن ظاهرة الأقليات في الوطن العربي، أمر دَهْرّٓي، لانه لم تنشأ أكثرية، دينّية، من أي نوع كان، إستطاعت ان تصهر،  او تمتّص،  او تذِّوب،  او تُزيل، الأقليات المتواجدة، في هذه المنطقة. 

وإذا ما نظرنا عبر التاريخ، نرى ان المشرّق العربي زهّت فيه ديانات، وَمِلّل،  ومعتقدات،  قبل الأديان السماوية، وهم :
 - الأحناف، والحنفية. 
 - والصابئة،  المندائيون. 
وقد بقّيت الصابئة حتى يومنا هذا، وبذلك يمكن اعتبارها أول أقلية، كانت وبقيّت بعد الأديان السمّاوية، وعاشت في كنفهم، وبذلك، بدأت  مشكلة اسمها الأقليات الدينية.
وألمُلفت أنه بعد ظهور الاسلام، وإفتراق الأمة الاسلامية الى عدة فِرّٓق، إستسهل جمهرة من الفقهاء المسلمين، الى إعتبار ان بعض الفِرّٓق الاسلامية هي من ضمن الاقليات الدينية ايضا ً، ويجب محاربتها والقضاء عليها، او ألعفِّ عنها تحت راية، أٓسلِم تٓسلّم، وهذا ما تحاول تطبيقه دولة الخلافة الاسلامية الجديدة، على فِرّٓق  ضعيفة، ومستّضعفة في كل من سوريا، والعراق.  
وقد أثبتّت الأيام، ومنذ ظهور الدعوة الاسلامية، اي اكثر من ١٤٠٠ سنة، ولغاية تاريخه، انه لا يُمكن لأية فرقة أسلامية، القضاء على الاخرى، والذي يدور اليوم في الحرب السورية، والعراقية بين أهل السُنّة، وأهل الشيعة من جهة، وغيرهما من فرق إسلامية، كطائفة الموحدّون الدروز، والحوثيّون، هو خير دليل على ذلك.
وبالرغم من ان هذه ثابتّة تاريخية، في عدم تمِّكن فرقة إسلامية القضاء على فرقة إسلامية أخرى، الا انه من المُستغرّب هذا هو، سبب كاف ٍ لإطالة هذه الحرب، والحروب التي ستجِّد، الى ما لا نهاية.
 إن الرغبة الدولية اليوم، تستغّل المِحنّة، التي يمُّر بها الدين  الاسلامي، وتوسّع رقعة الخلاف، وتُبقي الفتيل مؤجّجا ً، والنفوس عطشى لسفك دّم الطرف الاخر، وأستعادة ألثأر الذي مضى عليه اكثر من ١٤٠٠ سنة، حتّى يُخَيَّل إليك ان زِمام الاسلام كدين، اصبح في غير يد المسلمين.
والملفت ايضا ً للنظر، ان التاريخ قد سجّل ان الدين الاسلامي، تعرّض الى حروب طويلة، من الاديان السمّاوية الاخرى، كالحروب الصليبية، في القرون الماضية، والحرب المستمرّة مع الدين اليهودي. 
ولكن ....
لم يُسجّل التاريخ  حربا ً واحدة  قامت بها فرقة إسلامية واستعانّت بالجيوش المسيحية ، للقضاء على فرقة إسلامية  اخرى، كما يحصل اليوم إذ ...
يستعين أهل  الشيعة، بالجيوش المسيحية الشرقية، للقضاء على أهل  السنة ...
وايضا ً يستعين أهل السنة، بالجيوش المسيحية الغربية، للقضاء على الشيعة ...
ومن تحت الطاولة، يستعين أحدهما بالجيش الاسرائيلي للقضاء على الاخر. 
إنها مهزلّة تاريخية كبرى، تُقابلها مهازل عديدة قام بها المسلمون العرب في سقوط الخلافة العباسية، وفي غروب الأندلس الى الأبد، وفي قميص عثمان بمسألة، فلسطين. 
والامر الذي يُلفتك،  ان بعض الاقلام الدينية، والدنيوية حتى داخل الكنيسة المسيحية، يطيب لهم استعمال تعبير الأقلية المسيحية في المشرق العربي،  وقد تردّد لمسامعنا في الآونة الاخيرة عن لسان الأحبار،  ورجال السياسة  هذا التعبير، وهذا التشبيه، الذي لا يُقارب الحقيقة قيد أنملة، لانه لا يمكن إعتبار مهد المسيح، والمنطقة التي يعيش فيها أتباعه، بانهم أقلية، والتاريخ يشهد بعدّد الحمّلات الصلّيبية، التي قام بها ملوك، وأُمراء الفِرّٓنجة على هذه المنطقة، لتثبيت أقدام المسيحية في المشرق العربي. 
فضلا ً عن ذلك تسمع همسا ً بالرغم من النفي، عن صفة التّدخل الروسي الأرثوذكسي، في سوريا، لحماية الاقليات المسيحية.   
وإذا رجعنا الى اللغة العربية، والى المصطّلحات الفقهية، فانه لا يمكن إعتبار رعايا الأديان السمّاوية الثلاث، أينما وجدوا في عداد الاقليات الدينية، لان ذلك بحّد ذاته،  يُظهر إشكالية بغنّى عنها. 

ويمكن ملاحظة، ان مشكلة الأقليات الدينية  في الشرق الأوسط، ظهرت  فجأة، وبقوة،  وبعنف،  وبسفك  دماء،  وتهجير،  وقتل،  وسبّي،  وهتّك  أعراض،  وتدمير امام  أعين العالم  المتحضّر، من قِبَل  الدولة الاسلامية  الباسطة  سلطانها،  وسطّوتها، على اجزاء كبيرة من  العراق،  وسوريا. 

وقف العالم، الذي  يدّعي انه متحّضر يشاهد محنة الأقليات، الآيزايدية  في العراق،  حيث  جري  غزّو  قراهم  وتدمير معابدهم، وهتّك  اعراضهم،  وسبّي  وبيع  نسائهن  كالجوارى، كما كان يتّم  في عصور  ما قبل التاريخ، وأُسر  رجالهم  وتخريب  بيوتهم. 

واليوم،  ما زالت  محنّة  الأقليات  الكردية  في العراق،  وسوريا  تشهد  فصولا، تركية مُزرّية على جرْي عادتهم، في الإبادة  الجماعية،  والتهجير القسري،  على أساس تطهير عرقي،  والدول الغربية  التي  تُعّدُ  متحّضرة، تشاهد  وتوّثق  الانتهاكات، التي حصلت مؤخرا ً، كالقول ان تركيا دخلت الحرب للقضاء على دولة الأرهاب ( أيسيز ) بينما كان القصد، ترهيب وتركيع الأكراد،  وكأن  سُبحة  تفتيت،  وتشتيت،  الأقليات  الدينية  الاخرى الباقية،  قد بدأت :
 / فصولها تُكتب. 
 / ورياحها  العاتية  تهّب. 
 / وامواجها  الهائجة  تُحضّر. 
لإقامة دولة الخلافة الاسلامية السنيّة، تُقابلها الدولة الاسلامية الشيعية الاخرى، مع دويلات تسبح في مدارات مُتعرّجة حول هاتين الدولتين. 

ثانيا ً :  تعريف لكلمة اقليات ... لغويا ً .. ودينيا ً.

الأقليات هي جماعة،  تربطها  اواصّر القرابة،  والاصل،  باللّغة،  والدين، والوطن،  تعيش  وسط  شعب  يفوقها عددا ً.

والأقليات الدينية،  تعيش  مع طائفة  اخرى اعظم  شانا ً وتفوقها عددا ً وتخالفها،  في  خصائص،  وممّيزات عرقية،  ودينية. 

ثالثا ً :  الأقليات حسب المواثيق الدولية. 

أصدرّت الجمعية العمومية للأمم المتحدة، 
القرار .. رقم ١٣٥/٤٧   
تاريخ  .. ١٨ / ١٢ / ١٩٩٢
وهي  الوثيقة الوحيدة التي تنّاولت حقوق الأقليات الدينية،  بحيث  تضّمنت  حقوق الأشخاص  المنتمّين  الى اقليات  دينية  ولغوية،  في الحفاظ على  هويتهم  القومية،  والإثنية،  والثقافية،  والدينية. 
وقد توّسع  القرار في تعداد الحقوق، وأضاف واجبات على الدول التي يعيش في كنفها الأقليات، أهمها  الحماية  وتعزيز  ممارسة  الحقوق، ولكن هذا القرار لم يُطبَّق في الحرب السورية، والعراقية. 

رابعا ً : الأقليات عبر التاريخ. 

يُعتبر  الشرق الأوسط، بانه  يجمع  ألإثنيات  والأجناس، والألسنة، والامم  والعقائد، والنظّريات ، وقد وُجِدّت  اقليات دينية،  قبل الاسلام  في المشرق العربي، وحتى بعده، ولم يتمّكن  في التاريخ  اي  غاز ٍ  او  فاتح،  من  خارج  المنطقة،  او  من  داخلها،  ان  يتغّلب  على ظاهرة  الأقليات،  وبقيت  صامدة، معاندة، متشّبثة، ومحافظة  على  قيمّها  وتُراثها، في وجه  كل  فاتح  وكل  عهد ...
وقد  مالّت  في  بعض  الأحيان  وغُلب على امرها. 
وفي احيان اخرى  كُتمّت  انفاسها، وقُهّرت  آمالها، وسُلّبت  حرياتها،  ولكنها  رفضت  ان  تنقّرض. 

الأقليات  اثناء  سيادة، الإمبراطوريات  البابلية، والفارسية، والرومان  والبزنطينيين،  ثم العرب  المسلمون، كل  هذه  القوى  جابهت  الأقليات،  فإما  تركتها  وشأنها  من  دون  ان تصارعها،  او حين  صارعتها  لم  تتمّكن من  حذفها  في الوجود. 
والذي يشِّذ عن القاعدة، هو التنّكيل، والابادة الذي برعّت، ونجحّت فيه  الإمبراطورية  العثمانية البائدة، وبعدها  تركيا  اليوم، حيث نُشاهد ما يفعلونه بالاكراد، وبالعرب المسلمين من تهجير، وتشتيت في شواطئ أوروبا، على شاكلة عُهرهم، في السفربرلك. 

خامسا ً / الأقليات في ظل الخلافة العربية الاسلامية :
 ( الراشدية والأموية، والعباسية ) 

لم  يأتِ التاريخ  على ذكر ان الخلافة العربية  الاسلامية،  قد حاربت  وقاتلّت  الأقليات، التي كانت  سابقة  للدعوة  النبوّية المحمدية الاسلامية، وهذا من عظمة الدين الاسلامي الحنيف، بدليل ان  الصابئة  او المندائيون، هم فئة  من الناس  ظهرت  قبل الاسلام، وبقيّوا  على عقيدتهم،  وأماكن تواجدهم  ... ومارسوا  طقوسهم،  بعد الاسلام،  في العراق، حتى الامس  القريب، قبل دخول هاجوج وماجوج. 
كذلك  يمكن  ان يسري  هذا  القول على الاشوريين،  والكلدانيين  والسريان. 

لم يكن الدين الاسلامي من  خلال  دعوّته  ينوي، او يقصد القضاء  على المعتقدات السماوية  التي  سبقته،  كالدين المسيحي، او  الدين اليهودي، واكبر دليل على ذلك، قصص الأنبياء التى ورد ذكرها في القرآن الكريم. 
ولكن  العداء  الشرّس  الذي  اضمره  اليهود  للدعوة  الجديدة،  سواء علنا ً  او خفية ً  هو الذي  حدا  بالرسول العربي الى محاربتهم. 

اما، المسيحيون  العرب ( آشوريين، كلدانيين، وسريان )، لم يلقوا من ارباب الدعوة  الاسلامية  اي  تصرّف  يُظهر العداء تجاههم، او مقاتلتهم، لا بل  ترى اثناء الخلافة  الأموية،  وبعدها  الخلافة  العباسية، ان  مكانة  مرموقة  وعالية  جدا ً وصل اليها  المسيحيون  العرب، بالاضافة  الى انهم  توّلوا  ارفع  المناصب  الإدارية  والاقتصادية،  والثقافية،  والعلمية   في  دواوين  الخلفاء. 

وقد أتى  التاريخ  على ذكر ان المسيحية العربية،  في ظل الخلافتين  الأموية،  والعباسية  كانت  مُنَظِّمة  تنظيما ً جيدا ً ومحاطة  باكليروس  كثيف، ساعدها  على ذلك  ما تميّز  به سلوك  الدولة الاسلامية،  من  تسامح   تجاهها،  على رغم  بعض  فترات  التطرّف الذي  مارسه  اتباع  المذهب  الشافعي. 

سادسا ً :  في ظل الإمبراطورية العثمانية. 
إنه تاريخ حافل بالمذابح، ضد الأقليات الدينية، وخاصة المسيحية .. اي  الاشوريين. 
تبدأ  فصول،  محنة  الاشوريين  اعتبارا ً من  قضية  دير القديس غابرييل  في  تركيا،  الذي  تأسس  في  العام ٣٩٧  بعد الميلاد، حيث  يعّد  الدير،  من اقدم  المراكز  الدينية،  والثقافية،  وأكثرها  أهمية  عند الآشوريين، ومستقبل  هذا الدير  مهدد  تماما ً اعتبارا ً من العام ٢٠٠٤ م

الآشوريون، كانوا  من قبل،  أمة  قوية  وكبيرة  يبلغ  عددها  مليون  نسمة  تعيش  في  تركيا،  وكانوا روادا ً منذ ما قبل ٢٤٠٠ سنة  قبل الميلاد  في  الطب،  والقانون،  والفلّك، عددهم  اليوم  في تركيا ٥٠٠٠ نسمة، وكان  المسيحيون  قبل الحرب العالمية  الاولى  يشكّلون  ٣٣  في المائة  من سكان تركيا، ولكنهم  اليوم أصبحوا  يمثِّلوا  0.1 %  بالمائة، نتيجة   المذابح  الجماعية  أهمها، رافييل  لمكن،   والهجرة  الإجبّارية. 

تلي،  هذه المذابح  الابادية،  مذبحة  الأقلية الأرمنية، وهي  أشد  ضراوة  من  مذابح  الاشوريين،  والكلدان،  والسريان. 
في  كتابه  عن المذبحة  الأرمنية يقول : 
  ( Richard Hofansian ) 
انه بالفترة ما بين  ١٨٩٥ حتى ١٩٢٥ تمّ ذبح  حوالي ٨٠٢٩٤٧  آشوري  في تركيا. 

ويلاحظ  وجود  حظر على الحديث  عن المذابح  في ظل الإمبراطورية  العثمانية،   ومن  بعدها  تركيا، واعتبار الأفعال الشائنة  هذه  من  قبيل  محاربة  التمّرد،   وأن  أفراد هذه الاقليات،  يستحقّون  العقاب، لانها  حرب  أهلية  واضطرابات داخلية.  

في سنة ١٩١٦، تمّ رفع تقرير الى مستشار الامبراطورية  الألمانية ان الاشوريين  في شرق الامبراطورية  العثمانية  أُبيدوا. 

اما الأكراد، فان الإمبراطورية العثمانية، استعانت بهم، لمهاجمة  وذبح  الاشوريين،  والكلدان،  والسريان،  والأرمن. 
بالعام  ٢٠٠٩، اعترف  رئيس الدولة   (التركية )   رجب  طيب اردوغان،  بان  حوادث  التطّهير العرقي  التي ارتكبتها  الحكومات التركية  السابقة،  كانت  افعال  فاشية  ... الخ. 

لذلك، لكي  نعرف  عن  المحنة  الكردية  اليوم، يجب  ان  نعود الى التاريخ  الحديث  لتركيا. 
بدأت فعليا ً محنة  الأقلية  الكردية  في  تركيا، اعتبارا ً من العام ١٩٢٥ ويبلغ  عدد  سُكَّان  الأكراد  حوالي ١٢ مليون  معظمهم  في  جنوب  تركيا. 

بالاضافة الى الأقلية الكردية،  هناك الأقلية  العلوّية، التي  تشّكل مع الأقلية الكردية،  الهاجس الأكبر  لتركيا  اليوم،  وكان سبق للإمبراطورية  العثمانية،  ان عالجت  المسالة  الأرمنية  بالحديد، والنار،  والقتل،  والذبح،  والإبادة،  والتطهير العرقي. 
ولكن الذي يفّرق  بين  هذه  المسائل  العويصة  الثلاث  عامل  الدين. 

فلا،  يغرب  عن  البال  ان  الأرمن،  ينتمون  الى الديانة  المسيحية، اما الأكراد، والعلوييّن  ينتمون  الي الديانة  الاسلامية، وهذا بحد ذاته  يشكّل،  غضّ  الطرّف  الدولي  الغربي  المسيحي، عن  عمّا  يجري  الان  بحق  الأكراد،  في  سوريا. 
بالماضي، هبّ المجتمع المسيحي، لنجدّة  نكبة  الأرمن. 
وأُعطيّت  لهم  دولة  في  أواسط  اسيا، إسمها أرمينيا. 

اليوم، هل سيهِّب المجتمع  الاسلامي، لنجدة  نكبة، ومحنة  الأكراد، في سوريا، والعراق ؟؟
التاريخ  وحده  الكفيل  لتبيان المخفي ...
في  جو  عابق  من التقاطعات  الإقليمية،  والدولية المريبة،  المبني  على المصالح المشتركة ...
التي  تقشعِّر  منها،  الابدان ...
وترتجِّف منها، الأوثان ...
لأن ...
 فيها ذبح، للإنسان ..
وفيها تخريب، للأصنام ..


فيصل المصري
أُورلاندو  / فلوريدا 
٢٣  تشرين اول  ٢٠١٦ 




الجمعة، 21 أكتوبر 2016

إيران، وحِلْم بٓعْث الإمبراطورية الفارسية.

إيران، وحِلم بٓعْث الإمبراطوريّة الفارسية. 
هل ما زال قائما ً ؟؟

المُقَدَّمة. 
تميّز العام ٢٠١٦ بأنه عام حرْب الأخرين، والأقربين، والأبعدين، في سوريا، والعراق، واليمن. 
سأحصر مُدوِّنتي في مُشاركة إيران، بهذه الحرب ..
حيث :
 " بسطّت، سيطرتها. 
 " وأرسلّت، قواتّها. 
 " وفرضّت، أعوانها.  
 " وحمّت، مزاراتها. 
في سوريا، والعراق، واليمن. 
 " إيران، تلقّت الدعم المالي من أميركا، حيث ان الادارة الحالية، رفعّت عنها العقوبات، وأرسلت لها، مليارات الدولارات بعد توقيع ذلك الاتفاق النووّي الرهيب. 
 " إيران، وقعّت إتفاقا ً مع روسيا، وفتح الكرملين، أبوابه التي كانت مُوصدّة. 
 "إيران، وقعّت إتفاقا ً مع تركيا، العدو في العقيدة، منذ تأسيس إمبراطورية بني عُثْمَان، في القرون الوسطى. 
يبقى في سلّة الاتفاقيات المعقودة مع إيران، إتفاق خفِّي غير موجود في أعلاه ... هو مع دولة إسرائيل، وهذا يطول شرحُه، ويتقمّص بعمره، في كل كور ٍ، ودور ٍ ... وسيكون مدار بحثي في مُدّونة مستقلة، أطلقت عليها :
سِرّ العلاقة ما بين الإمبراطوريّة الفارسيّة، واليهود سانشرها قريبا ً.  

بعد هذه المُقَدَّمة، يأتي ... 
التمهيد. 
سبق وقلت في مُدوّناتي، الاخيرة عن الحرب التي تدور رُحّاها في أرض العرب، أنه :
 تحكمُّها، وتُدوزِنها، وتوقِتُّها، مطرقّات إستطلاعات الانتخابات الرئاسية الأميركية، التي يُؤجّجها المايسترو ويكيليكس، الروسي، الذي أدخل الى الفرقّة الموسيقية من يُجيد الطبّل، والزمر بأبواق، وأصناج عالية الصوت، كالذي يحصل في لبنان اليوم، إثْر ترشيح الجنرال المُتمرِّس ميشال عون من قبل داهية، وعبقري السياسة اللبنانية، سعد الحريري. 
قامت قِيامة شعب لبنان العظيم، على فِعْل الجرم الذي إرتكبه زعيم السُّنة في لبنان، بترشيح المذكور أعلاه والمُرشّح من قِبٓل حزب الله منذ سنوات، والذي كان شِعاره، وشعار حزب الله ... 
أنا، او لا أحّد. 
هو، او لا أحّد. 
الفطّانة، والذكاء، والعبقريّة ليست من صفات المذْكورين أعلاه، عون  والحريري، وحزب الله، بل هي من صفات، وميزات من يسوسهما ..
إيران والسعودية. 
لأنه :
إيران، في جنوب السعودية ... اي اليمن السعيد. 
السعودية، يُؤلمها، ويُؤرقّها، ويُتعبها، وجود عقيدة مناهضة للوهابية، في خاصرتها التي  تقضي مضجعها، الأمني ايضا ً ...
الخلاصة :
أترك للقارئ العزيز ان يُكمل الأحجيّة ...
هل، لبنان أهم من اليمن. 
أم، اليمن أهم من لبنان، 
بالنسبة للسعودية ...  
هذا، بعد معركة الموصل الذي كان توقيتها على ساعة أميركا.  
ولكن، مهلا ً ...
هناك معركة حلب. 
هل، ستكون على توقيت المايسترو ويكيليكس، الروسي.
وهل، ستُعيد حلب، الإتفاقات المُسرّبة، وَمِنْها وصول عون الى بعبدا، الى المُربّع الاول ....؟
ما بين، أخر تشرين الاول، 
و ٨ تشرين الثاني ٢٠١٦
أُسبوع واحد، فقط، 
يفصل إنتخابات رئيس مِن هذا العالم، هو أميركي. 
ورئيس، من عالم أخر، هو لبناني.   
وغدا ً ... 
لناظِره .. 
قريب. 

فيصل المصري 
أُورلاندو / فلوريدا
٢٢ تشرين اول ٢٠١٦ 


 

الأربعاء، 19 أكتوبر 2016

الإمبراطورية الأميركية ... ويوم الحساب.

الإمبراطورية الأميركية، 
ويوم الْحِسَاب ...
Doomsday. 

 " المُقَدِّمة. 
هذه الْمُدوّنة لا تتطرّق الى عظمّة الولايات ألمتحدة الأميركية منذ إعلان إستقلالها عن بريطانيا العُظْمى بالعام ١٧٧٦م.  وحتى وقتنا الحاضر، حيث وصلت هذه الدولة الفتيِّة، وبأقل من ثلاثة قرون الى مرتبة الإمبراطورية المترامية الأطراف، والأبعاد ....
حدودها، ما يُتيحُه العقل من سبر غور الفضاء، إكتشافا ً ...
رِجالاتُها، مُنيّة من عطاءات الله، لتأسيسها، ومُباركتها ...
أرضها، خصبة ً، لكل من يسعى لحرثِها ...
أحلامها واسعة، لكل من يجِّد، ويجتهِّد، في تحقيقها ...
هذه هي الولايات الأميركية، الخمسون التي توحدّت، وحققّت ما حققّت. 
أما مُدونتّي هذه، فإنها تعكس يوم الحساب او الدينونّة،  Doomsday عشيّة الانتخابات الرئاسية، والتي ستجري يوم ٨ تشرين الثاني القادم. 

 " تمهيد. 

وبالرغم من أني نشأت، وترعرّت، وعملت في بلد، عربي او أكثر، وقاسيّت وشهدّت، وشاهدّت :
أكثر ألحُّكام، سوء ً، 
وأغناهم، كذبا ً، 
وأشدّهم، نِفاقا ً، 
وأعظمهم، دجلا ً، 
وأهمّهم، تدليسا ً،
إلا، 
إلا، 
أنه لم تَر عيني، وانا في رحلة الهجرة الى أميركا، العالم الجديد، أني ساكتشّف :
منابع، الكذب،
ومحيطات، النفاق،
وبحار، التدليس،
وأنهار، من الدجّل، 
فأمسيت، كالرحالّة، او المُكتشّف، بدل ان أكون راضيا ً، مرضيا ً في أرض الأحلام، أنهكّت ُ قِواي في البحث، والتمحيص تارة ً، وفي نزع فكرة العودّة الى ارض الاجداد، طورا ً أخر. 
وأصبحت، فاقدا ً للبوصلة والمسار، والمصير، والضياع ...
وإليكم، ما عايشت، وقاسيّت، وشاهدت، في رحلتي.  

 'الإعلام في أميركا وما أكثره، فبارِك للكذِّب، 
 ' المؤسسات الأمنية، نخرها الفساد. 
 ' التعامل ما بين الإدارات الرسمية، يقوم على أساس :
Quid Pro Quo
أي ... حكّيلي، حتى حكّيلك، اي مقايضة الخدمات.  
برزّت هذه الفضائح كالشلال، عشية الانتخابات ...
وهي كالآتي. 
 ' تسريبات ويكيليكس، على اشكالها، وأنواعها.  
 ' تحقيقات مكتب  ال  FBI الفيدرالي، في الرسائل السريّة التي وردّت على الجهاز الخاص لوزيرة خارجية اميركا السيدة هيلاري كلينتون، المرشحة عن الحزب الديموقراطي لانتخابات الرئاسة، ومحاولة الطمس.  
' الرسائل المتبادلّة، في مسائل إخفاء، وتغيير وصف الرسائل، في ان تكون سريَّة او غير سريّة، ما بين موظف رفيع بالخارجية الأميركية والمحققين الفدراليين، فيما يُسمّى :   Quid Pro Quo 
' تكليف شركة مُتخصصة في إفتعال إشكالات دنيئة، وخسيسة في تجمّعات دونالد ترامب الانتخابية، حتى يبدو للشعب الأميركي ان أنصاره رُعاع، وآفاقين، وألمُلفت ان صاحب هذه الشركة هو زوج نائب في الكنغرس، وإنه قام بزيارة البيت الابيض اكثر من ٣٠٠ مناسبة  ... وإستقبله الرئيس حوالي ٤٠ مرة. 
' إخراج فيديو أُنتج بالعام ٢٠٠٥  وتم ّ عرضه الان، قبل شهر من الانتخابات،  يُظهر ترامب، ومُمثِّل سينمائي من هوليود، يتكلمان بأقذع الاوصاف، والكلمات في وصف المرأة. 
 ' توقُّف معظم محطّات التلفزّة، والصحافة عن بثِّ أخبار مشاكل أميركا الأمنيّة، والعسكرية في العالم، وإلامتناع عن بحث هموم الشعب الأميركي  من نواحي الضرائب، والهجرة، والحدود، والارهاب والاكتفاء، بإعادة نشر الفيديو أعلاه، مرارا ً وتكرارا ً .. وعقد حلقات تليفزيونية، للبحث كيف ينظر ترامب، للمرأة وكيف يتعامل معها، إن قابلها. 
' رشوّة، بعض الحقيرات من النسوّة وما أكثرهّن في اميركا، تتراوح أعمارهن من ٧٠ الى ٥٠ ربيعا ً، مُنحطا ً، وسافرا ً، لوصف مغامرات ترامب الدنيئة معهّن، وَهُن ّ رافضات، عفيفات، لما يقوم تجاهُّن. 
 ' بسبب هذا التوجيه الإعلامي  Distraction.  الرخيص لم نعّد نعرف ماذا يجري في العالم من حروب، وكوارث، واخبار ... إلا مغامرات ترامب، مع النساء. 

لقد تركت الادارة الأميركية الحالية، سبر غور الفضاء والمحيطات، والسياسة العالمية، وإكتفّى الرئيس أوباما، والسيدة الاولى بالتجوّل، والتجوّال للتبشير للمرشحّة هيلاري كلينتون بدل ممارسة مهام الرئاسة. 

ولقد أغفلت صحافة أميركا، أفعال الرؤساء السابقين، وإهتمّت بأقوال ترامب المُخزية.
وقد نسيّت الصحافة الخسيسة، والرخيصة أن أعظم رؤساء أميركا، وأقواهم شوكّة، كانوا يستبيحون غرف، وردهّات البيت الابيض، وخاصة ال  Oval Office لممارسة شهواتهم الجنسية، 
بدء ً من ...
 'كاتب الدستور الأميركي، الرئيس توماس جيفرسون الذي عشِق خادمته السوداء، وكانت في وقتها، من مٓن ملكّت إيمانه، اي قبل تحرير العبيد،  
وإنتهاء ً ....
 'بالرئيس جون كينيدي، الذي كان قبل سفراته، ورحلاته الرئاسية، يرافقه موكب رئاسي، مُجوقّل، مُهيب، ومُخيف، وينتظره على كعب، وأسفل درّج شقة مارلين مونرو ... لوداعها. 
 'بالرئيس فرنكلين روزفلت، الذي رفض ان يستسلّم لملاك الموت، إلا وعشيقته منذ الصٍّبا، تكون جنبه، جاثية على فراشه. 
 ' وبالرئيس بيل كلينتون زوج المرشحّة هيلاري كلينتون، الذي كان يُحادِّث، ويهاتِّف رؤوساء العالم من مكتبه البيضاوي، وعشيقته الموظفة، المُتدرّبة في البيت الابيض، مونيكا لوينسكي تركع، جاثمة تحت قدميه. 

 " الخلاصة. 

هذه عينّة من ... 
زمن الكشف، 
ومن ساعة، الحساب،
ومن ساعة، الدينونّة،
ومن مجالس العزاء في محطات التلفزّة الأميركية، التي تُقام يوميا ً وعلى مدار الساعة. 
وبعد المناظرة الرئاسية التي أُقيمت في لأس فيغاس هذه الليلة ... 
 
ستتحدّث أميركا، عن :
 'تصريح دونالد ترامب الْمُدوّي بالمناظرة، والذي رفض فيه قبول نتيجة الانتخابات، بالقول :
سأنظر بالأمر، لاحقا ً ..
.. I will look at it, at the time. 
مما يعني، انه ما زال مُقتنعا ً بانه سيحصل تزوير.
 ' الاستمرار في سبر غور علاقات ترامب النسائية، لإبعاد البوصلة عن قضايا الشعب. 

والامر الاخر الذي سيتحدّث بِه العرب، هو ان أمر توقيت معركة الموصل كان، لمساعدة هيلاري كلينتون في إستقطاب أصوات الناخبين، على حساب الارواح، والدماء المُراقّة. 
أما الامر الاخر الذي يهّم العرب، هو حرب سوريا، ومعركة حلب. 
 فإن كانت هيلاري كلينتون هي الفائز في الانتخابات، فالمواجهة، وشيكة مع روسيا، في حلب. 
وإن كان ترامب، هو الفائز في الانتخابات، فالتفاهم مع روسيا، هو البديل.
إنه، يوم حِسَاب الإمبرطورية الأميركية.  
إنه يوم، إجتياح روسيا تقنيا ً ومخابراتيا ً، أميركا. 
إنه  Doomsday. 

فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
١٩ / تشرين الاول ٢٠١٦
  





الاثنين، 17 أكتوبر 2016

عرب اليوم، وعرب الأمس ... هل من فروقات.

عرب اليوم، وعرب الأمس ....
هل من ... فوارق ؟ 

 بادئ ذي بدء، 
هذه المُدّونة لا تتطرّٓق الى العقيدة، التى سادّت ارض العرب قبل، وبعد الإسلام، بقدر ما يُهّمُني في هذه المُدّونة الإضاءة على بعض  ألخِّصال التي سادّت في فترة من تاريخ العرب، أُطلِّق عليها ... الجاهلّية. 

الجاهلّية ... 
مُصطلّح ظهر بعد الإسلام، يُشار فيه إلى الفترة التي سبقّت الإسلام، وتعني :
" الجهل من الناحية الدينيّة. 
بالرغم من ان التعميم في التسميّة لا يجوز، ويتنافى مع وجود الدياناتين السماويتّين اليهودية، والمسيحية، في ارض العرب، عشيّة ظهور الإسلام، إلا اذا كان المقصود فئة من العرب كانت على الوثنيِّة، وفي هذه ايضا ً .. جدلّية.  
 
 "أما من الناحية الحضارّية، والفكرّية للعرب قبل الإسلام، فإن الواقع العربي في تلك الحقبّة، أظهر تضاربا ً فاضحا ً مع تسميّة الجاهلّية، 
سواء بمعناها الحصري ( جهل بالدين، حتى على الوثنييِّن ) او بمعناها الشامل للعقل، والفكر. 
تلك الفترة من حياة العرب، شِهدّت تنوعا ً فكريا ً وحضاريا ً أثبتّته الآثار  نذكر منها :
سد مأرب في اليمن كدليل على التقدّم العمراني، كذلك تشييّد وإقامة الهياكل الحجرّية للعبادّة، وبداخلها أشكال هندسية كتلك  المرسومة على جدار معبّد الحقة،  في اليمن.
وقد عثر الباحثون على رسومات، حجرّية منذ زمن ما قبل التاريخ في عدة مواضع من شبه الجزيرة العربية، منها رسومات في قرية الفاو عاصمة كندّه، وفي البتراء، وبصرى. 
وفي قصر شقر الملكي في شبوة،  وأزدهر فن الفسيفساء في مملكة الأنباط، واستمر ازدهاره حتى العصور المسيحية، وهناك عدد كبير من اللوحات الفسيفسائية صنعها سكان تلك المنطقة لا سيما في أم الرصاص وجرش، والنتل، ومأدبا، وهناك لوحات فسيفسائية ترجع لزمن الغساسنة منها فسيفساء، كنيسة سرجيوس في النتل، ويذكر المُنقِّبون وجود لوحات من الفسيفساء في كنائس المناذرّة في الحيرة، لكن لم يبق منها أثر. 
كذلك، حفرّوا ومّٓدوا الاقنية لِلرَّي، لتحسين الزراعة. 
قبيل الإسلام انهارّت ثلاث دول عربية قديمة  هي : 
مملكّة حمير (525م) 
ومملكّة الغساسنة (583 م) 
ومملكّة المناذرة (609 م)   
وكانت كل واحدة تؤلف دولة، تحكم أراضيها وتمد سيطرتها على مناطق أخرى بواسطة قبائل تحكمها تلك الحكومات بشكل مباشر.  

وقد ذكر اليهود العرب ما نُقل عن التلمود، ان أحبارهم أخذّوا الوصفات الطبيّة من العرب الوثنيين، وفي ذلك دلالة تاريخية موثقّة، ان العرب الوثنيين كان لهم في الطب، باع طويل في تلك الحقبات الساحقة. 
أما ما وصل إلينا من الكنوز الأدبية والقصائد، والمعلِّقات السبع (أو العشر) هو إثبات على التقدّم الفكري، لا يمكن دحضه. 
تمهيد : 
كان العرب، في جزء منهم على الديانة اليهودية، او المسيحية، والباقي على ( الوثنّية وفي هذا يصٍّح وصمّه بالجاهلّية، بالمعنى الحصري، والضيِّق ) وكانت حياتهم تعتمّد على الطابع القبلّي حيث الحروب، والغزوّات تستعِّر بين القبائل لمختلف الأسباب سواء كانت :
إقتصادية مثل داحس والغبراء. 
أو للحمايّة من اللصوص. 
أو للشرّف، أو لدفع الظلم. 
او للثأر.
وبالرغم من ذلك، فقد كان في المجتمع الجاهلّي صفات النُبْل :
 كالكرّم، والسخاء. 
الوفاء بالعهد، والصدق. 
 والإجارّة، والنجدة، والمروءة. 
 وغضّ البصر
 والغزل العفيف.
الصبر على المكاره، وقوة الاحتمال والقبول باليسير. 

- (الكرّم، والسخاء عند عرب الاوائل. )
كان الكرم من أهم الصِّفات التي حرص العربى على التحلّي والتفاخر بها، وكان يمقت البخل، ويُعيب، صاحبه. 
وكان لبيئة العربي وظروفه الجغرافية، ألاثر البالغ  في تدعيم هذه الصفة
لانه كان يعيش في منطقة صحراوّية، وفي احيان كثيرة يجد نفسه اثناء سفره وترحاله، ليس أمامه  سوى النزول ضيفا ً علي أهل الخيام الموجودة في الجوار، وهنا يكون استقبال الضيف واكرامه مسألة حياة او موت. 
وكان التقاعس عن القيام بواجب الضيافة، يعنى تعريض حياة الضيف لخطر الموت جوعا ً او عطشا ً، ولذلك فقد اصبح إكرام الضيف والقيام بحقه واجبا ً من واجبات الجاهلية، وكانت مدة الضيافة ثلاثة ايام، وبعدها ينتهى حق الضيف، إلا إذا جدّد المضيف هذا الحق. 

وكان من اشهر أجواد العرب، وأكرمهم، حاتم الطائى الذى كان يضرب به المثل فى الكرّم والجود، وله أخبار عديدة أهمها  كَرّمه للشعراء مثل النابغة الذبيانى وغيره، ( تراجع مُدّونتي عن حاتِّم الطائي .. أكرم العرب ) 
وكان من كرّم العرب، أيضا أنهم كانوا يتحملّون الديّات، يدفعونها من اموالهم عن طيب خاطر حقنا ً للدماء، وحفاظا ً على السلم، وتخفيفا ً عن المُعسرين من أفراد القبيلة، وكانوا يتنافسون فى ذلك ويعتبرونه من دلائل الشرف ، وعلامات السيادّة. 

- (الوفاء بالعهد ، والصدق عند عرب الامس )

كان، العربي يسترخّص كل غال ٍ ونفيس للحفاظ :
"على عهده، 
"واحترام وعده، 
ولم تكن الاتفاقيّات، والأحلاف،  موثقّة أو مكتوبة، وإنما كانوا يعتمدّون علي الكلمة، أو العهد، الذى اكتسب قوة، ونفاذا ً، ووفاء ً  
وقد جرّت الاعراف، ان  نقض العهد، او الاتفاق يعرِّض القبيلة وأفرادها  للمهانة والنقصان. 
وقد تعددّت القُصَّص وصوّر الوفاء عند العربي منها :

" السمؤال، ضُرِب به  المثل فى الوفاء بالعهد، فيقال ...
أوفى من السمؤال، وذلك عندما أودّع امرؤ القيس عنده دروعا ً وسلاحا ً، وذهب إلى قيصر يستنجّد به على أعدائه، وأستغّل هذه الفرصة الحارث بن شمر الغسانى، فطلبها من السمؤال وآصّر على انتزاعها منه، ولكنه أبّى وتحصّن بقصره فى تيماء، وكان ابنه خارج القصر، فأخذه الحارث الغسانى رهينة عنده، وأخذ يساومه، وهددّه بقتل ابنه، إن لم يستجّب لمطلبه، إلا أن السمؤال ظل محافظا ً على عهده حتى وهو يرى ابنه يُذبح أمامه. 
"ومن اعجب ما يروى أيضا من قصص وفاء العرب بوعدهم، ما حدث مع المنذر بن امرئ القيس بن ماء السماء عندما حكم على رجل من طئ يقال له حنظلة بقتله.  
وفى الموعد المحدّد التقى مع المنذر فقال له : 
لا بد من قتلك، فسّل حاجتك، 
فقال : أخرّني حتى ارجع إلى أهلى، وأفعل ما أريد ثم أصير إليك، فتفعل بي، ما تشاء، 
فقال المنذر : ومن يكفلّك أنك تعود، 
فنظر الرجل فى الحضور، فعرف شريك بن عمر بن شراحبيل الشيبانى وكان من سادات العرب وأشرفهم فقال :

ياشريك، يا ابن عمرو ... 
ويا أخا ً من لا أخا ً له ...

فوقف شريك ..
 وقال للمنذر : أبيت اللعن يدى بيده، ودمي بدمه ...
فأطلقه المنذر بعد ان أمهله عاما كاملا ً ... يعود بعده لينفّذ الحكم. 
فلما حال الحول، 
وحان الأجل، 
جلس المنذر ينتظر حنظلة، 
فلما ابطأ قليلا تقدم شريك، ليقُتل مكانه. 
وبينما هو كذلك، لم يشعر إلا بركب قد ظهر من بعيد فإذا هو حنظلة قد تكفّن، وتحنّط وتهيأ لمقتله. 
فلما رأه المنذر عجب من وفائه ...
 وقال له، ما حملك على قتل نفسك ؟ 
فقال إن لي دينا ً وخلقا ً يمنعانى من الغدر. 
فإستحسن ذلك منه وأطلقهما معا ً. 
 
 - ( الشجاعة والأنفة وعزّة النفس،  والإجارّة، والنجدة، والمروءة )

كانوا لا يقبلون ذلا ً ولا هوانا ً، ولا يقيمون على الضيم ...
وقد أشار هيرودوتس، بحُّب العرب للحرية، وحفاظهم عليها، ومقاومتهم لأية قوة تحاول استرقاقهم، او إذلالهم، او أستزلامهم. 
فكانوا إذا تعرّضوا هم أو حلفاؤهم لأى إهانة استلّوا سيوفهم، وركبوا خيولهم، وصاحوا وأشغلوها حربا ً ضروساً، ولو ضحُّوا فى ذلك بأنفسهم، وكان يُؤجّج من ذلك ما عرف عنهم من سرعة الانفعال، وفورّة الاعصاب. 

 ولا شك أن هذه النزعة عند البدو أشد وأقوي منها عند الحضّر، وقد فسّر ابن خلدون السبّب،  فى مقدمته تحت عنوان :
 " أهل البدو أقرب إلى الشجاعة من أهل الحضر "  

-  (الحلم، والصبر على المكاره، وقوة الاحتمال )

على الرغم مما عُرف عن العرب من شدة الانفعال، وفورّة الأعصاب، فقد غلب على ساداتهم، وأشرافهم، وعقلائهم صفة الحلم. 
كانوا يمتثلون لصوت العقل والحكمّة. فقد سعوا الى إطفاء نيران الحرب  وانهوا الخلافات بين القبائل، وتحملّوا الديّات. 
وكان من أشهر حكماء العرب، الاحنف بن قيس صاحب المقولة الشهيرة "سيد القوم ... خادمهم ". 
أى الساعى فى خدمة أبناء قبيلته. 
ولما سُئل بماذا سُدْت قومك، قال : 
بثلاث خصال  ..
"بذل الندى، 
"وكف الأذى، 
"ونصرة المولى، 

-  (التفاخر والزهو )

إشتهّر العرب، بالزهو والتفاخر ...
فكانوا يتفاخرون بالأباء، والأجداد، والأنسّاب، والأحسّاب، والشرف، والسيادة، وكثرة الأبناء والأعداد والانتصارات، وبأموالهم، وما ملكوه من دواب، وخيول، وغيرها. 
وكانوا يعقدون مجالس للمفاخرة بينهم، فيبدأ كل طرف بالمفاخرة بقبيلته فيرّد عليه خصمه كذلك، وكان يجلس الحكّام للحكم بينهما، وتفضيل أحدهما على الآخر،

 - وكان للعرب أيضا آدابهم :
"منها احترام النساء، 
"واحترام حرمة البيوت، وغّض البصّر.
وأغض طرفي إن بدت لي جارتي حتى يواري جارتي مأواها. 
هذا ما قاله احد شعراء تلك الحقبة. 
"احترام كبير السن، فلا ينادونه باسمه، وإنما بكنيته ويبادرونه بالتحية، 
"في مجالسهم، يقوم القاعد للقادم، ويوجه له التحية.
"  كانوا يقومون من الأكل ويقولون : 
البطنة تذهب الفطنة، ويعيبون الرجل الأكول الجشع. 
"الصدق، والصبر والتحمّل. 

 - ( الطب، عند العرب )
" التداوى ببعض الأعشاب البرية. 
" والفصد، والحِجّامة، والكّي. 
" التكحيل، لعلاج أمراض العين. 
" الصبر، وهو دواء مر المذاق، لعلاج الرمد. 
" الطب الروحي،  بالرقيّة، وقد برع اليهود فى أعمال الرقي. 
واهم الأطباء العرب، الحارث بن كلدة ... وغيره.

-  ( علوم الفلك عند العرب الأوائل ) 
بالرغم من عدم وجود مخطوطات علمّية ترجع للحقبة الجاهلّية، إلا أن هنالك ما يدّل على أنه كانت لديهم علوم متوارثة في مجالات مختلفة، في مجال الفلك الذي كانوا  يدعونه علم الأنوار ...
وقد ثِبُت انهم عرفوا مواقع النجوم، واستدلّوا بها للاهتداء إلى مسالكهم في البر، والبحر، وكانت لهم معرفة في أوقات ظهور الكواكب، حيث كانوا يعبدون بعض الكواكب لاسيما،  الزهرة  التي تظهر في أوقات محددّة والتي مثلّوها بصنم  العزّى. 

(  في مجال الرياضيات، والعلوم )      
تذكر كُتب التاريخ عن فيثاغورس انه زار بلاد العرب،  ليتعلّم  من حكمة أهلها، وهذا إثبات قاطع ان العرب في تلك الحقبة من الزمن كانوا على دراية بالعلوم، والرياضيات. 

وأخيرا ....
هذا لا يعني ان العرب قبل الاسلام كانوا يعيشون في نعيم، ورخاء إجتماعي، بل كانت لديهم خِصال سيئة، ومُقيتّة كما دوّنها المُستشرِق جوستاف لوبون، حيث يقول :
" قد يكون أظهر، وأغرب ما فى الأعراب، هو أنهم جِماعُ الأضدّاد. 
 فالنهب، والكرم ...
والسلب، والجود ... 
والقسوة، والنبل .. 
وغير ذلك من الصفات التى تدعو إلى المُقْت، والإعجاب فى وقت واحد، وقد أعود لأكتب مُدوِّنة إن دعَّت الحاجة. 
أما الفروقات ما بين عرب الامس، وعرب اليوم أتركّها للقارئ الكريم، لانها لا تحتاج الى مُدوِّنة ... 

فيصل المصري 
أُورلاندو / فلوريدا
٥ ايلول  ٢٠١٦

الأحد، 16 أكتوبر 2016

قِصّٓة كراون دايسي، وكريسْتِّل.


قِصَّة كراون دايسي، وكريسْتِّل. 
مِن وحي الحياة اليومية. 
نُشِرّت بالعام ٢٠١٥
حقوق الطّبع محفوظة لدى ولاية فلوريدا. 

رواية إمرأة الوادي ألمُقدّٓس.

إِمرأة الوادي ألمُقدّٓس. 
رواية أُسطُوريّة
نُشِرّت بالعام ٢٠١٤
حقوق الطّبع محفوظة لدى ولاية فلوريدا. 

الأربعاء، 12 أكتوبر 2016

ألمناظرات الرئاسيّة في الإنتخابات الأميركية.

المناظرات الرئاسية الأميركية.
وحرب الفضائح الجنسية المُدمرِّة.
وتسريبات ويكيليكس.
وتحالف ملوك وأُمراء الحزبين الجمهوري، والديموقراطي، مع Establishment. اي كارتل الشركات العملاقة، ضد اي تغييّر.         
أبعادها، وتأثيرها على الناخبين. 

 ""المقدمّة : 
هذه الْمُدوّنة هي وصف للوضع السياسي المُزري الذي تعيشه اميركا، أثناء الانتخابات الرئاسية، وبالتالي ليست رأيا ً شخصيا ً  ....
هذه الْمُدوّنة لن تُشير الى الناحية الاخلاقية للمرشح دونالد ترامب، بقدر ما تُشير الى الموجّة السياسية التي يتزعمّها، والتي ستضرب اميركا، إن فاز بالانتخابات. 
هذه الْمُدوّنة لن تُشير الى الناحية الأخلاقية للرئيس بيل كلينتون زوج المرشحة هيلاري كلينتون، بقدر ما تُشير الى تسريبات ويكيليكس، والتي قد تُؤثر على حملتها الانتخابية. 
هذه الْمُدوّنة تُشير الى الحرب الخفيّة الحقيقية التي تدور رُحّاها في اميركا اليوم، والتي جرى تسميتُّها ( بالثورة Revolution. ) تارّة او ( بالحركة Movement. ) طورا ً أخرا ً، بين ملوك وأُمراء كلا الحزبين الجمهوري، والديموقراطي.
هذه الْمُدوّنة تُشير الى ظهور حزب ملامة جديد في اميركا، على رأسه الدولة بذاتها، والذي يُلْصق، ويتهِّم روسيا أنها تتدخّل بسير الانتخابات الرئاسية، لان لديها مرشح هو دونالد ترامب، وكأننا بذلك نعيش في عالم ثالث مُتخلّف علميا ً، وتقنيّا ً، او نعيش في العالم العربي الذي يُلصِّق كل الموبقات، والتهّم بإسرائيل.   
هذه الْمُدوّنة تُشير الى تَحَالُف اكثر من ٩٠ ٪ من الاعلام الأميركي القذِّر مع الإستبلاشمانت والذي يُحاول بنجاح، ان يُدير دفّة الانتخابات الأميركية، وتصويبها  Distract  الى الحياة الجنسية للمرشح ترامب. دون الإشارة الى التوجهّات السياسية التى يُمثٍّلها، وذلك عن طريق بثّ اشرطة تعود الى عقود من الزمن، والعمل على طمس تسريبات ويكيليكس، السرّيّة المُثيرة للريبّة، والجدّل. 

 "" بعد هذه المُقَدِّمة،  وعشيّة التحضيرات لإنتخاب رئيس جديد للولايات المتحدة الأميركية. 
أقول :
لم تشهّد الولايات المتحدة الأميركية بتاريخها، حملة إنتخابية قذرّة، كالحملّة التي يُعانيها الناخب الأميركي اليوم. 
لم ينحدِّر الساسّة الأميركيون الى أدنى درجات الحقارّة، والمهانّة كما هم عليهم اليوم. 
لم تتهِّم الأجهزة الأمنية الأميركية يوما ً، أجهزة المخابرات الروسية باجتياح أسرارها، الدبلوماسية، ورسائل الحزب الديموقراطي الالكترونية، كما نشهدُه اليوم. 
لم يتحِّد، او يتفِّق ملوك وأُمراء الحزبين الجمهوري، والديمقراطي علانيّة، وجِهارا ً، على إبعاد مُرشّح يسعى الى التغيير، كما هم عليه الان. 

 "" تعريف : 
الملوك والأمراء للحزبين الجمهوري والديموقراطي، هم :
Establishment. 
أي المُمثلين الحقيقيين لكارتيل الشركات الأميركية العملاقة. 

 "" جاء في كتاب،  ألملاحِّم  لأبي داود :
 أن النبي صلى الله عليه وسٓلّم، قال : 
( يبعث الله على رأس كل مائة عام من يجدّد لهذه الأمة أمر دينها )
ومع أنه لا يجوز ان نُقارِّب او نُشابِّه هذا الحديث الشريف، بما يحصل اليوم في الولايات المتحدّة الأميركية، لانه يتعلّق بأمر تجديد الدين الاسلامي، فقط لا غير.  
ألا أن التشبُّه بقول  الكرام، والأولياء، والانبياء هو أمر مُستحّب ويُصيب قلب الهدف اذا طُبِّق وأعترّف به المؤرخون. 
الولايات المتحدّة الأميركية حبّاها الله، بأن يبعث لها، على رأس كل ١٠٠ عام، او أكثر، رجل ٌ يُغَيِّر، ويُجدٍّد أمر هذه الدولّة، لتصبّح في أقل من ٣٠٠ سنة، أعظم دولة على وجه هذه الارض، لا بل فاقت الامبراطورية الرومانية بعظمتها، وقوة شأنها، وبأسِّها، وسيطرّتها.  
تٓتسِّم عظمّة الولايات المُتحدّة الأميركية برجالاتها الذين جددّوا أمرها، وجعلوها قُبلّة، وَمِكّة لطالبي الحرية. 
كيف تٓمّ ذلك :
 "" جورج واشنطن، بالعام ١٧٧٠ / ١٧٧٦ رجل الثورة الأميركية المجيدة، حيث كتم أنفاس الامبراطورية البريطانية، المُتهالكة، الى الابد.  
"" أبراهام لينكولن، بالعام ١٨٨١ / ١٨٨٤
 رجل تحرير العبيد، حيث قضى على العنصريّة بين البشر، في اميركا والعالم الى الابد. 

نحن الان بالعام ٢٠١٦، ومشارف ٢٠١٧. 
كيف هو الحال، بهذه الامبراطورية الأميركية، وما هو مصيرها ؟
إنه، عام الانتخابات، 
إنه، عام تقرير المصير، الذي يُقارب، ويُشابه سنة الثورة الأميركية ضد بريطانيا العُظمى، وسنة الحرب الأهلية، ضد التفرقة العنصرية. 
إنه عام الحرب، ضد ملوك وأُمراء الحزبين الجمهوري، والديموقراطي المُعينيين من كارتيل الشركات العملاقة.  
أنه، عام الرجل الجديد، الذي يبعثُّه الله لهذه ألأُمّة، بعد مائة عام، او اكثر، ليُطيح ويُغيِّر سياسة اميركا الداخلية، والخارجية. 
  عشيّة الانتخابات، بدأت : 
التحالفات الجهنمية ترفع الاعلام، وتبعث الروائح الكريهة، ضد المُرَشَّح الجمهوري دونالد ترامب، لانه أعلن الحرب ضد ملوك وأُمراء الحزبين الجمهوري والديموقراطي، كل ذلك من أجل تغيير بوصلة إنتباه الناخب  Distract عن القضايا المهمة التى تواجهها اميركا، كالإرهاب، والهجرة، والضرائب، والتجارة العالمية وغيرها من الملفات الحساسة العالمية، كالحرب التي دمرّت سوريا، والعراق، وليبيا، وأنهكّت إقتصاد الشعب الأميركي، عن طريق خلق تنظيم إسلامي إرهابي جرى تدجينه، وتمويله بدّقة، وقد اعلنها جِهارا ً المرشح ترامب، وإتهّم هيلاري كلينتون مباشرة انها وراء هذه الكوارث العالمية.  Disasters.، وقد كتبّت سابقا ً في إحدى مُدونّاتي عن حرب حلّب، لانها تعطي صورة جلّية، وواضحة عن نظرة كل من كلينتون، وترامب  لمستقبل منطقة الشرق الأوسط العربي. 
 
لقد أثبّت التاريخ الأميركي، انه لم تحصل خلافات بين الحزبين حتى في تحديد هوية الرئيس، الذي سيدخل البيت الابيض، وآخر إتفاق جهنمي كان عندما جرى الاتفاق على تعيين جورج بوش الابن، أن يكون رئيسا ً بدل أل غور نائب الرئيس في عهد كلينتون، وما ظهر من إعادة، خلط وعدّ أوراق الانتخابات لولاية فلوريدا، هو خير دليل على ذلك.   
وكما أوضحت في مُدونّة سابقة، ان ملوك وأُمراء الحزبين الجمهوري، والديموقراطي، قد يتفقّان على هيلاري كلينتون ان تكون الرئيس الجديد  لاميركا، وقد صدّق حدسي، إذ سحب اكثر من ٥٠ حاكما ً و سيناتورا ً  ونائبا في الكنغرس، من الحزب الجمهوري،  (وعلى رأسهم بول رايان رئيس مجلس النواب )، تأييدهم لمرشّح الحزب دونالد ترامب وهذه سابقة لم تحصل بالتاريخ الأميركي. 
مما لا شّك فيه ان الحرب، وليس الحركة قد وقعّت. 
إنها حرب ضرّوس، لا هوادّة فيها. 
ستنسى أميركا العاصفة ماثيو، وما حملته من ألغاز ...
لأن زلزال ترامب لا بدّ .. آت ٍ ....
وغدا ً لناظره، أقرب من قريب.
والقريب، هو الناخب الأميركي ....
إلا، إلا، إلا ....
اذا حصل تزوير، وهنا الكارثة العظمي، لا تعادلها ... 
إلا ...
إلا، ثانية، وهي إبعاد المرشح ترامب الى الابد، كما كان يحصل سابقا ً، مع كل من يُخالف، ال  Establishment. 
صفحة أخيرة من كتاب ... 
قد تُطوّى للأبد ....
أو عودّة ... الى بِدء من ذات الْكِتَاب ...

فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
١٢ تشرين اول ٢٠١٦

 


الجمعة، 7 أكتوبر 2016

القديس شربل، من لبنان ... من زمن العجائب الإلهية.


القديس مار شربل، من لبنان. 
مِن زمن العجائب الإلهيّة ....

تمهيد :
لا يسعّك إذا كنت تُقيم في لبنان، إلا ان تعيش في زمن العجائب الجهنميّة التي يبتدِّعها، أبعد خلق الله عن الإيمان، لتسييّر أمورهم عن طريق تنصيب طواطّم من المال الحرام ... لعبادتها. 
والذي يُثير العجّب، والإستغراب ان الله قد غمر لبنان ومنّى عليه، بعبّق تاريخي من المؤمنين، والمؤمنات،  من كافة الطوائف التى تقطن، ارضه، فتزينّت القرى والبلدات بالأضرحة، والمقامات، والمزارات، الدينية وهرع الشعب للتبرّك والعبادة، وطلب الرضى. 
ويبقى التساؤل ...
لماذا حبس الله نعمته عن هذا الوطن، بالرغم من كِثْرة الأدعية، والتضرّعات. 
لماذا توقّف الله، عن إرسال المّن، والسلوّى لشعب تاه، وضاع، وتهجّر في أصقاع الكون. 
لماذا ترك الله، هذا الوطن وكأنه يسبح في مدار خلاف ما كان عليه بالماضي من إلفة، وأُخوّة في الدين والوطن.  
في هذا الزمن، الرديئ، والظالم، والمُقيت في لبنان .. نتذكّر قديسا ً علّه يسمع هذا النداء، ويرخي القليل القليل من أعاجيبه على لبنان، لينقذ شعبه المقيم، والمغترب. 
إنه، القدّيس مار شربل ..
إنه، حبيس لبنان .... 
إنه، أيقونّة ... لبنان. 
إنه، مِن زمن ألعجائب .. الإلهيّة.  


القديس شربل : 
تاريخ ولادته ٨ ايار ١٨٢٨م. 
تاريخ وفاته ٢٤ كانون الاول ١٨٩٨م. 
تاريخ التطويب ٥ كانون الثاني ١٩٦٥م. 
تاريخ إعلان القداسّة ٩ تشرين اول ١٩٧٧م. 
مكان التطّويب كاتدرائية القديس بطرس، الفاتيكان في عهد البابا بولس السادس. 
حياة القديس شربل :
وُلد في بقاع كفرا، من لبنان الشمالي، أبوه انطون مخلوف وَأُمَّه بريجيتا عُرفا بتقواهما الأيمانية، وأطلقا عليه اسم يوسف. 
ترك يوسف بيت والده وهو بعمر ٢٣ سنة، وقصد الترهّب في الرهبانية المارونية اللبنانية. 
دخل الإبتداء دير سيدة ميفوق. 
ثم دخل دير مار مارون عنايا، حيث أَتِّم  عامه الثاني من الابتداء.
ثم أُرسِل إلى دير كفيفان، حيث قضى ست سنوات في درس الفلسفة واللاهوت، وتربى هناك على ايدي رهبان قديسين، خاصة الآب نعمة الله الحرديني، المعروف بقديس كفيفان. 
وقد تمّ رسمه كاهنا ً، في بكركي، في ٢٣ تموز ١٨٥٩م.   
أقام الأب شربل في دير مار مارون عنايا، بعد سيامته، مدة ١٦ عاماً،
وقد بدأت تظهر بعض آياته منها آية السراج  الذي ملأه له الخادم .. ماء ً بدل الزيت، فأضاء له ساعات صلاته الليلية.
طلب من رؤسائه، الاستحباس في محبسّة دير عنايا، فأذنوا له، حيث قضى فيها ٢٣ سنة. وكان طيلة أيامه، ورعا ً مُتقشفا ً، مُتضرعا ً راكعا ً على طبق من قصب شائك الملمس.  
كان ينام، قليلا ً ويصلّي كثيرا ً وفي النهار يعمل في الزراعة. 
وما لبث أن انتشر خبر هذا الناسك المتعبّد، فأخذ الناس يقصدونه لينالوا بركته، ويلتمسوا منه شفاء امراضهم، وقد حقّق الله على يده آيات عديدة.  
وفي العام ١٨٩٨ في الأسبوع السابق لعيد الميلاد، شرع الحبيس شربل يتلو القدّاس كعادته. فما ان تلا كلام التقدّيس، حتى اصابه عارض الفالج، فاستمر رافعا ً الكأس، والقربان واصابعه متشنجة عليه.
 قاسى الراهب شربل اوجاعا ً قوية، لمده ثمانية ايام، دون أن ينقطع عن الصلاة، إلى ان اسلم الروح مساء عيد الميلاد عام  ١٨٩٨م. 
دُفِنَ الأب شربل في مقبرة الدير العمومية. وقد شاهد أهل ُ الجوار ليلة دفنه نورا ً يتلألأ فوق ضريحه، وتكرّر ظهور النور طوال ٤٥  ليلة.
ولكثرة ما تحقّق من أعاجيب إلاهيّة، أذن البطريرك الماروني  الياس الحوّيك، بفتح قبر الراهب شربل، فوُجدَ جسمهُ سالماً من الفساد، وأخذ جثمانه ينضح عرقا ً دمويا ً. 
أُعيد جثمانه الطاهر، إلى قبر جديد عام ١٩٢٦ .
وفي ٢٢ نيسان من العام ١٩٥٠، كشفت على الجثمان لجنتان إحداها طبيّة، والأخرى كنسيّة، حيث تبيّن ان  الجثمان  ما زال  سليما ً كما كان، قبلا ً، مُتشّحا ً بالدم. 
وما إن إنتشر خبر هذه الظاهرة، تهافت الناس إلى الدير. وتجمعّوا حول الضريح للتبارك، والتضرّع، والدعاء، والطلب من الشفيع الشفاء، من امراض متنوعة مستعصية. 
تناقل لبنان، والعالم اخبار هذه الحوادث الخارقة، 
وتكاثر الزوّار طلبا ً للشفاء.
وفي العام ١٩٦٥ في ختام المجمع الفاتيكاني الثاني ....
رفع قداسة البابا بولس السادس، الراهب شربل إلى شرف الاكرام على المذابح، وأحصاه في مصاف الطوباويين. 
وقد أعلن قداسة البابا بولس السادس نفسه، الطوباوي شربل قديسا ً في التاسع من شهر تشرين الأول ١٩٧٧م. 

كان هذا زمن العجائب الإلهية ...
زمن القديس مار شربل ...
وكم لبنان، بحاجة الى هذا الزمن. 

فيصل المصري 
أُورلاندو / فلوريدا
٨ تشرين اول ٢٠١٦

الألغاز العلمية التي حملتها العاصفة .... ماثيو.

العاصفة ماثيو ...
وما تحملّه من ألغاز علمّية، وعسكرية.وأمنيّة.  

مِمَّا لا شك فيه ان العاصفة الهوجاء  ( ماثيو ) التي ضربّت جامايكا، وكوبا، وجُزر البهامس خلّفت دمارا ً وخرابا ً نظرا ً لانها وصلت الى درجة ٤ في منظور العواصف القوّية التي تصِّل الى الدمار الشامل في درجة ٥. 
وكانت الأقمار الجوية الاصطناعية، تُشير الى ان العاصفة ماثيو ستضرب ساحل فلوريدا الجنوبية بدء ً من ميامي، بقوة ٤ درجات. 
هذا المسار للعاصفة، أقلق الادارة ألاميركية، فإستعدّت أجهزتها للمواجهة  على عدة مستويات :

" المستوى العلمي. 
" المستوي العسكري. 
" المستوى الأمنى. 

قد يتعجّب البعض، ويعتقد ان هذه المُدونّة قد تصلح لفيلم خيالي جرى إعداده لأحد مُخرجي هوليود. 
قد يكون هذا صحيحا ً ... 
ولكن من باب الألغاز العلمية المخفيّة ...
أعتقد ....
انه :
من الناحية، العلميّة ...
نجح العلماء الأميركيون، من تخفيض قوة العاصفة المُدمرّة من  ٤ درجات الى ٣ عندما إقتربت من ساحل فلوريدا.  
كذلك، تمكّن العلماء من إبعاد العاصفة التي كان من المُفترض ان تضرب اليابسة في فلوريدا، الى أبعد من ثلاثة اميال، داخل المحيط الأطلسي. 

 ومن الناحية العسكرية ...
حافظت، ودافعت المؤسسة العسكرية الأميركية، على أهم، وأعظم، وأقوى قاعدة علمية، عسكرية في العالم المُقامة على ساحل وسط فلوريدا ... كايب كانافيرال ( ناسا )عن طريق إبعاد العاصفة اكثر من ٣ اميال عن القاعدة.  
وأخيرا ً .. من الناحية الأمنية. جرى تطبيق إجراء منع التجوُّل في كل ولاية فلوريدا، ( تجربة ناجحة للمستقبل، في حال حصول اي خضّة أمنية ) 
وسيطبّق هذا المنع في جورجيا، والكارولنتين، ايضا ً ...
اما الأضرار فإنها ستشمل الاراضي المنخفضة في كارولينا الجنوبية، والتي تشبه جغرافيا ً هولندا في أوربا، وفي هذا المنخفضات ستغمرها المياه الى منسوب عال ٍ جدا ً ...

فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
٧ تشرين أول ٢٠١٦