Pages

الثلاثاء، 25 أكتوبر 2016

جِسْر الأحلام، وشروق الشمس ... ( ٤ )


وبالرغم أنه يُرافِق شروق الشمس، كل يوم في ذهابه للجِسْر  ...
إلا أن فجر هذا الصباح، يختلف عن كل ما سبقه ..
لأن نُسيّمات الهواء، تحمل أمالا ً له ..
وأشعّة الشمس، تنقل دفئا ً لقلبه ..
وعلى غير عادة المارّة فوق ألجِسْر ..
فإن البسمّة، كانت تعلو وجوههم ..
والسعادة، تغمر قلوبهم ..

أما ألجِسْر كان على غير كآبته المعهودة ...
لم ينتظّر أن يرمي عليه الصباح ..
بل بادرّه، القول ..
هل انت على إستعداد لإستماع قِصِّة حوريّة النهر ..
أجابه، نعم وكلّني شوق، ورغبة ..
قال له ..
إنها مثلي، تعرف المارّة الذين سارّوا على هذا ألجِسْر منذ أن، أُقيم ..
إنها مثلي، أصابتها الخيبّة تلو الخيبّة، طوال هذه السنين ..
إنها مثلي، تعرف قِصصِّ المارّة، سواء كانوا رجالا ً او نساء ً، صِغَارا ً أم كبارا ً ..
حَزِنّت لرفيقها، وحبيبها لما علِق في شباك الصيادين ..
وبقيت طيلة حياتها، تٓبكيه، وتُرثيه ..
أخلصّت لِذكراه ..
ولم تتخِّذ، صديقا ً او عشيقا ً ..
وإهتمّت بالزهور، والرياحين، والاشجار التي تنمو على ضفاف النهر ..
وساعدّت الطيور التي أخذت من الأشجار، أعشاشا ً ..
وصادقّت الحيوانات الأليفة، لإخلاصها ..
قاطّعه ..
ألّم يكّن لديها أصدقاء من المارّة ..
أجابه ألجِسْر ..
كانت، حورّية النهر تشهد على خِيانات المارّة مِن بني البشِّر ..
وكانت، تشمئز من زيفهم ..
وكانت، تتجنّب سماع أكاذيبهم ..
وكانت، تُذهلها ألاعيبهم ..
حاول بعض المارّة من الرجال، أن يخطِّبوا ودِّها ..
كانت، تصدِّهم ..
وكانت، تمقِّت تملّقهم ..
وكانت، ترفض محاولاتهم، لانها أدرى بقصصّهم، ورواياتهم ..
قال له ...
وما دخلي انا بكل هذه الأخبار ..
هل انا في عِداد هؤلاء ..
أجابه ألجِسْر ..
انت لست في عِدادهم، لانها تعرف أخبارك، واسرارك كلها ..
وإنها تُحاوّل إقناع نفسها، بأنك من غير طينّة المارّة ..

ولكن هناك، أمر وحيد تجهله .. عنك حوريّة النهر ..
وإنها ستتحقّق منه، بنفسها .. 
إن أرادت أن تلتقي، بك ..
أجابه، ما هو ؟؟
غدا ً أُخبرُك، وأُعلمك ..

فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
٢٦ تشرين اول ٢٠١٦ 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق