حلب ...
تحت وقع، مِطرقتي دونالد ترامب،
وهيلاري كلينتون ...
في السباق الرئاسي للبيت الابيض.
يطيب لمُؤرخي الغرب المعاصرين، ان ينعتوا رؤساء، وزعماء العرب بأنهم سُذَّج في السياسة، وتنقصهم الأمانة، والصَّدق تجاه شعوبهم، خاصة فيما يجري من حُروب مُدمرّة في الوطن العربي.
لن أُطيل الشرح في النفاق العربي، الذي تسيل على جوانبه الدماء العربية الذكيّة، ولا المناكفات الخسيسة، التي تُزْهٓقْ لأجله الارواح البريئة، ولكن يكفيني ألما ً وقهرا ً معركة حلب، حيث أُشاهد :
أرتالا ً .. من البؤساء،
وأكواما ً .. مُكدسّة من الجماجم،
ذنبها الوحيد أنها :
-/ آمنّت وصدقّت ان ألغدر مكمنه ليس عند العرب،
-/ وأن ألنخوّة منبعها الأخوة في الجوار.
حلب اليوم، تنوء تحت وطأة السباق المهووس، الى البيت الابيض.
كادت حلب، على قاب قوسين او أدنى، من ان تسقط عسكريا ً،
ولكن، جرّى تغيير قواعد اللعبة في اللحظة الاخيرة، تحت وقع الإستفتاءات الأميركية التي تُشير الى تقدّم دونالد ترامب الجمهوري، على، هيلاري كلينتون من الحزب الديمقراطي الحاكم.
إن نظرة، كل من الحزبين في الحرب الدائرة في سوريا والعراق، باتّت واضحة وضوح الشمس، الحزب الجمهوري وعلى رأسه ترامب يعتبرون ان إستمرار، وإطالة الحرب سيؤذي الأمن القومي في أميركا، اما الحزب الديموقراطي يرى عكس ذلك، ويميل الى الإنهاك، والإستنزاف للقدرات العسكرية، لكل من سوريا والعراق.
نظر العرب، والمسلمون، الى ثقب مفتاح الباب، وشاهدوا من خلاله دونالد ترامب يصيح، وينادي بمنع المسلمين من دخول أميركا إذا اصبح رئيسا ً، ولانهم بضحالة، الجهل يتخبّطون، تناسّوا الباب الذي ولجّت منه كلينتون، ونسوا ماذا فعلت بكل من سوريا، والعراق، وليبيا، ومصر من ويلات، وخيبات، وحروب مُدمرّة، وما زالت.
في معارك الانتخابات الأميركية تفيض، وتطوف على أسطح العقول شتّى التصريحات، منها المُستهجّن ومنها المقبُول، وفي هذه المعركة بالذات لم يذكر تاريخ اميركا، شبيها ً او قريبا ً منها، من حيث التجريح، والقَدْح، والذّم.
أمّا التصريحات التي ينتبّه اليها الناخب الأميركي، هي المُتعلقّة بنمط حياته، وخبزه اليومي، كالضرائب، والتأمين الصحي، وتأمين نهاية الخدمة وغيرها، من أمور قد تؤدي الى تغيير في ثقافة العيش عنده، كالتنقُّل دون خوف او وجّل في العُطّل والأعياد، دون حساب لإجرام العمليات الإرهابية.
تعهّد ترامب للشعب الأميركي، أنه وبخلال اول ١٠٠ يوم من رئاسته، سيقضي على الارهاب في سوريا والعراق، المُتمثِّل في داعش، والزمّر التي تمّيد الارض تحتهم، من سبيٍّ، وقهر، ونهب، وتدمير لكل مكونات سوريا، والعراق، والعقيدة الاسلامية، على حّد سواء.
هذا التصريح أقلق كلينتون، والرئيس أوباما، في حال نجاح ترامب بالرئاسة، لانه سيُنهي هذه الحرب القذرة، لان سياسة اميركا الحالية، في سوريا :
هي ....
متحالفة، مع روسيا.
انها، ضد روسيا.
انها، ضد ايران.
انها، ترفع عنها العقوبات.
انها، مع الأكراد.
انها، مع تركيا.
وقس على ذلك، وحدِّث ولا حرّج عن التناقضات في السياسة الخارجية تجاه كل الدول العربية، من المحيط الى الخليج، من أجل إطالة حرب الكّر والفّر، وإستنزاف الثروات العربية.
وأخيرا ً ...
وليس أخرا ً...
ستدفع حلب الثمن في الارواح، والممتلكات ..
لأنه، بانتظار كيف ستُحسم هذه المعركة التي طال ليلها، ونهارها ....
قد ....
نعرف ماذا تريد الادارة الأميركية الحالية، من سوريا ...
هل هي مع النظام،
او المعارضة،
أو، مع أي فصيل،
أو، مع اي تنظيم ...
أو
أو،
أو، ضد من على سبيل المثال، لا الحصر.
ولكن ما هو معروف، ومؤكد ان معاناة الشعب السوري ستتوقّف مع ترامب في حال فوزه، ليس ضنا ً، وحُبا ً، وشفقة ً، بمصلحة سوريا وشعبها، بل بسبب ان الارهاب (المُتمثّل في الهجرة الجماعية ) سيتخطّى أوروبا، وهو جاثم على الأبواب، نائما ً في طيّات وزوايا المجتمع الأميركي الأسود، والابيض، والأصفر، وحتى على مقربة من الحدود البريّة، والجويّة، وعلى الشواطئ.
لهذا السبب ...
تعهّد ترامب الاستباق في معالجة الحّد من الهجرة، بضرب، وسحق، وتدمير الارهاب في منبعه ....
سبق، وأطاحت مشكلة الهجرة العربية الى أوروبا، برئيس وزراء بريطانيا، وقد تلحقه، مستشارة ألمانيا، وستكِّر سبحة الاستقالات، في دول الاتحاد الاوروبي.
ولا تغضّون الطرف ... عن المسلسل التركي المُعقّد، تركيبا ً، وتنفيذا ً، وإخراجا ً، في بلد تتواجد فيه اعظم قاعدة جويّة أميركية في أوروبا.
فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
٢ اب ٢٠١٦
0 comments: