يتم التشغيل بواسطة Blogger.

السبت، 9 أبريل 2016

سِر العلاقة ما بين تسريبات باناما، والانتخابات الأميركية.

نشر من قبل Faissal El Masri  |  in دراسة  11:25 ص

سِر العلاقة ما بين تسريب وثائق باناما، 
وما يجري في أميركا اليوم. 

وتبقى الأسئلة .....
لماذا، جرى تسريب وثائق باناما اليوم ؟
ولماذا، لم تتضمّن اللائحة أي إسم أميركي ؟
ولماذا، تضمنّت اللائحة أسماء أصدقاء أميركا، من العرب والغرب، وكأن في ذلك تشهير بهم، كإسم والد رئيس وزراء بريطانيا دايفيد كاميرون، وغيره من أصدقاء أميركا من العرب المخلصين. 
ولماذا إكتفت اللائحة بإظهار أسماء خصوم اميركا التقليديين، مثل أقارب رؤساء روسيا، والصين، وسوريا، فقط.  

بات من الواضح جدا ً ان وثائق ويكيليكس المليونين، لا تصل بأهميتّها الأمنية، الى الاحدى عشر مليونا ً، من الوثائق المالية، والتهرّب الضريبي، وتبيض الأموال العالمية، كما في وثائق باناما، والتي تبدو انها من أولويات أميركا اليوم، لان الحرب الاقتصادية المالية، أشّد فتكا ً من الحرب العسكرية، واقّل كلفة ً وأخّف ضررا ً على الشعب الأميركي، وعلى الخزينة.  
ويبقى السؤال، الأكثر أهمية، ماذا يجري اليوم في أميركا .....
إنه من دون شك، موسم الانتخابات الأميركية وما يُرافِق ذلك من الانتقادات 
والتهكّمات العالمية على تصريحات، المرشحين.  
إذن، إنها الانتخابات الرئاسية، والتي ستؤول الى من :
 -/ سيمسك عصا الماريشالية، في العالم.
 -/ سيمسك اليد السحرية التي ستدخل في جيوب ومدخرّات سكان الارض، بحجة التهرّب الضريبي تارة ً، وبحجة تبييض الأموال طورا ً أخر. 
 -/ سيمسك عصا قائد الأوركسترا العالمية، في دوزنّة الحروب، والاقتتّال في العالم. 
لهذا السبب، إن الانتخابات الأميركية ليست مهمة في أميركا فحسب، بل ذات أهمية للعالم، لأنها  ستُحدّد من سيسكن في البيت الابيض، ومن في مُتناوله الزر النووّي، ومن يملك اليّد الطولى في القوة، والمال. 
بادئ ذي بدء، دولة باناما كان يُطلق عليها بالسابق جمهورية الموز، عندما لم تكّن تدور في فلك أميركا، أما وانها اليوم، هي من الحدائق الخلفيّة لأميركا، فهذا يعني ان أميركا غضّت الطرف، او أوعزّت في شأن التسريب الهائل، كما غضّت السمّع، والبصّر في السابق، بإنشاء جنّة التهّرب الضريبي لحُكَّام الدوّل التي تسرق شعوبها. 
وبهذا التفسيح، ل باناما  تبقى أميركا وحدها، تمسك العصا، او الجزرة لانها هي، بمتناولها، الأسرار المالية، والمُدخرّات المهرّبة على طريقة :
Off Shore.  

أصبح واضحا ً وجليّا ً ومن دون خوف ٍ او وجّل، لا بل علنا ً ان عُتّاة الحزب الجمهوري ( يُطلق عليهم  Establishment )
لا يُرِيدُون دونالد ترامب مرشحا ً عن الحزب الجمهوري، وقد فعلوا، وسيُكملوا في أطلاق شتى الدعايات، وتصوير المستحيل، دون وصوله الى الرقم السحري في عدد المندوبين الى المؤتمر النهائي، في كليفلاند في اواخر هذا الصيف، والذي يخوِّله حكما ً ان يكون المرشح الوحيد دون اي نزاع، وهذا أمر فيه الخطورة المخيفة.  
لأنه، إذا وصل ترامب، الى البيت الابيض ستتغيّر قواعد لُعبّة الأُمم  وأدواتها ، وكافة الأمور المرتبطة بها، وستحدُث بلبلة، وفوضى في تسيير اللعبة كما يتصورّها كِبار العالم. 
وقد عبّروا عن ذلك مُواربة ً، وتحريفا ً ،،،، لأقواله، وصرفوا الملايين من الدولارات  والمال الكثير، في تشويه سمعته بأنه ...
 -/ إنه، ضد المسلمين عامة ً ....
 -/ إنه، مع معاقبة المرأة في حال الإجهاض ....
 -/ إنه، مع قصف أوروبا بالسلاح النووّي ...
 -/ إنه، ضد حلف الناتو ....
 -/ إنه، مع عِزلة أميركا، عالميا ً ....
 -/ إنه، وإنه ....
وكل ذلك، من أجل تجييش الرأي العام الأميركي، حتى يسقط ترامب في الانتخابات التمهيدية، وحتى لا يكون مرشح الحزب.
هذا التصرّف المقصود من عُتاة الحزب الجمهوري، سيؤدي الى نجاح مُرشحّة الحزب الديموقراطي هيلاري كلينتون، (إن بقيّت في السباق )،  ولا يُخيفهم هذا، ويبدو انه لا يِزعجهم او يضرَّهم، لانها هي ايضا ً من عُتاة الحزب الديموقراطي الذين يُتقنون ايضا ً لعبة الأمم، والتي هي من صلب السياسة العامة.
وقد يتبادر الى الذهن في مجرى الانتخابات التمهيدية، ان 
Establishment في كلا الحزبين، مُتفقين على إبعاد ترامب، لانه يُهَدِّد مصالحهما المشتركة.  
هذا صحيح، مع ما في ذلك من خسارة للحزب الجمهوري من عدم وصول مرشحهم  للبيت الابيض، لان في عدم وصوله سيكون الضرر أقل، على الحزب الجمهوري، لان المصالح الكبيرة للحزبين، تتحدان الان، مقابل موجة التغيير التي تجتاح اميركا، في كلا القاعدتين الشعبيتين للحزبين، وهذا أمر يقلق عُتاة الحزبين.  
ولكن ذلك، لا يعني ان عُتّاة الحزب الجمهوري مع المرشح الاخر تيد كروز، وكما ذكرت مجلة تايم الأميركية، انه غير مرغوب فيه في واشنطن، وإن إستمراره، وإبقائه في المعركة، هو من أجل كسب بعض المندوبين، وأخذها من طريق ترامب، حتى لا يصل، الى الرقم السحري. 
بات شِبه مؤكد، ان المرشح عن الحزب الجمهوري في مؤتمر كليفلاند لن يكون ترامب، او كروز، بل سيكون بول ريّان رئيس مجلس النواب، وعن نائب الرئيس ستكون، حاكمة ولاية كارولينا الجنوبية نيكي هايلي، المهاجرة من  الهند، وهما من العُتاة في Establishment. .....
أما أسماء الأميريكيين المتورطين، في جنّة التهرّب الضريبي في باناما، فإنها ستكون الضربة القاضية، وهي التي يبرع فيها العُتاة في توقيتها، لانها ستقضي على ترامب، إذا تمكّن من الحصول على الرقم السحري في عدد المندوبين، وحتى هيلاري كلينتون لن تسلم من التسريبات لانها، مُتهمّة  بأنها  ربيبّة المصارف التي تحكم كوكب، الارض، وقد مدُّوها بالمال الوفير.  
بإنتظار انتخابات نيويورك التمهيدية، والولايات الملاصقة، ومن بعدها كاليفورنيا التي يحلم العُتاة ان يحصل ترامب على أقل من ٥٠٪ من أصوات هذه الولايات، لأن في ذلك، عدم نيله الرقم السحري. 
وعند ذلك  ستبدأ عملية التصويت بين المندوبين، بما في ذلك من ترغيب او تهويل للمندوبين لتغيير مواقفهم، بغّٓض النظر من كان أقرب للرقم السحري، او لم يكن داخلا ً في السباق، كما في حالة بول رايان.  
وستبقى رصاصة الرحمة في الكشف عن أسماء الأميريكيين الى بعد حين، 
ولكنها مُعدَّة للتصويب، والضحيتان المُتوقعتّان كما اسلفت، ترامب .. وهيلاري، حيث البديل عنها، سيكون نائب الرئيس الحالي جو بايدن، وبذلك تعود .... 
Establishment  ... في كلا الحزبين الى سابق عهدهما في تعيين الرئيس الجديد، بعد أتمام التسوية، الصفقة في خروج كلا ً من  ترامب، وهيلاري، من السباق.   

فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
٩ آذار ٢٠١٦
 
   

0 comments:

Blogger Template By: Bloggertheme9