يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الأربعاء، 20 أبريل 2016

أول الكلام في هذا القرن، جاهلية، ووثنيّة، وحروب ...

نشر من قبل Faissal El Masri  |  in دراسة  8:22 ص

أول الكلام في هذا القرن. 
الجاهلّية، والوثنيّة، والحروب ... طقوسا ً وأديانا ً ....
 
       درَجَ رجال الدين ،  المسيحي ، ومن بعده ألإسلامي ، نعت وإطلاق تسمية، الوثنيّة او الجاهلية على شعوب، زهّت وعاشت منذ حوالي ٤٠٠٠ سنة قبل التقويم الميلادي في المنطقة الجغرافية  التي تعرف ببلاد ما بين النهرين  العراق  وجنوبه  وشبه الجزيرة العربية، وسوريا  حيث قطن في هذه الارض الشعوب، السومرّية ، الأكاديّة، البابليّة ، الآشورّية، والكلدان.   

ولتسهيل الأمور، يمكن اعتبار أن هذه الشعوب مجتمعة، شكّلت الحضارة البابلية ، والتي تم ّ القضاء عليها قبل ٦٠٠ سنة من التقويم الميلادي ، على يد الفرس. 
إمتازت هذه الشعوب، بأنها  كانت ترِّث حضارة السلف ولا تلغيه،  بدليل ان البابليين، أبقوا اللغة السومرّية ( المسمارّية ) في تدوين علومهم حتى فترات لاحقة ، واستبدلوها بعد حين بلسانهم، وهذه مِيزة غابت لقرون من الزمن، حتى الحرب العالمية الثانية التي قامت على إثرها الولايات المتحدة الأميركية، بتجميع أدمغة العالم من عند الأعداء، قبل الأصدقاء، وتكريمهم.   

والملفت ، أن إطلاق الوثنّية على شعوب علّت في السماء، لدرس الفلك ، وغارّت، في البحار  حيث آلهتها كانت تقيم، وأمعنت في الارض، حَرْثا ً وغرسا ً، وبنّت السدود ، وأقامت الأقنية لِلرَّي،  لعمري هو بعيد كل البعد عن المقام  السامي، الذي أقاموا فيه  وسكنوا، وعمّروا بنيانه التليد والباقي فينا، الى اخر الزمن. 

وإذا المقصود بالوثنيّة هو، ان هذه الشعوب لم تؤمن بإله واحد فرد صمد، بل كثرّت عندها الآلهة، وباتّت لا تعّد أو تحصى،  فاني هنا أقول، ما لم يتجرأ عليه، ان يقوله عتاعيت رجال الدين،  بانه ما زال، تثليث الالهة موجودا ً وعلى الأقل، هناك تثنية للآلهة، في الأديان السماوية، الحالية.  

اما لفظة الجاهلية المقيتة، التي أُطلّقت على العرب الذين عاشوا قبل الاسلام، تجعلني أشك في مصداقية هذا القول،  لان الجهل، والجهالة والجاهلية  لا  تُطلق على من قال شعرا ً، عُدّ ذهبا ً، بثِقلِه . وعُلق ّٓ على أسوار الكعبة، رفعة ً وشأنا ً ، حتي وصل الى سُدرّة المنتهى، عظمة   ومقاما ً .....

وإذا ، إعتبرنا الجاهلية، هي جهل في الدين، والابتعاد عن توحيد  الله، والتكبير للأصنام، بدلا ً من رب ِّ المعبود، فما بال اليوم، من امس الجاهلية الذي كان يقيم أشهر حرام، وأيام حرام، فيها يتوقّف ذلك الجاهلي عن القتال، والغزو، والسبّي.
أما عرب اليوم ، لا أشهر حرام، عندهم، بل الحلال هو القتل، والتكبير صيحة، للتدمير والغزو عندهم، طقس ديني، والهدنة هي مِزاج أرعن.  ولعمري، ان الجاهلية هي ها هنا تُقيم، وحسبي ضميري، وصدقي، وإيماني.  

أما الحاخاميون ( رجال الدين اليهودي ) لم يقع نظري في التوراة، او في قصص أنبيائهم انهم قالوا عن الشعوب أعلاه وثنيّة، لانها كانت تعبد الأصنام، وتأكلها حين تجوع، لان فحول المؤرخين، قالوا ان السبب يعود الى ان القائد العسكري الفذ  نبوخذ نصَّر  الكلداني ( يكرهّه اليهود ) لما إحتّل أورشليم الْقُدُس،  سبّى جمهرة كبيرة من اليهود، وأخذهّم أسرى الى بلاده ، وكان إختياره لهم يتم على أساس، كفاءة الأسير،  وعلمه وثقافته، العلمية، والدينية،  وقد أحّاطهم حوله وفي قصره ، وسمح لهم بنيل ما لذ وطاب، من حضارة  بابل، وقد جاء في التوّراة ان النبي دانيال، راجع القائد العسكري الفارسي، سيروس، بعد سنوات من غروب عصر بابل  لإعادتهم الى أورشليم،  وقد أمر هذا الفارسي  بعودتهم.  ( يراجع التوّراة، لتِبيّان أوجه الشبه، بين الحضارة البابلّية، وقصّص الأنبياء ) 
لم ينس ٓ اليهود فضل الفرس، بإعادتهم الى أُورشليم الْقُدُس، وَمِنْ بعدها الامبراطورية الفارسية، وَمِنْ بعد بعدها، وصولا ً الى إيران اليوم، والتاريخ الحديث سيشهد بذلك. 
كما وان اليهود لم ينسوا فضل الامبراطورية العثمانية، لاستقبالهم غداة سقوط الأندلس على يد أمراء ورجال الكنيسة الإسبانيين ، حيث وفدوا الى استامبول ، وقد وقع نظري على مخطوطة همايونية، فيها اسم كل يهودي وعدد أفراد عائلته، وأين سيسكن ، وعنوان المنزل، وعدد غرفه ..... الخ من تفصيلات بغاية الدقة.   

السحر: في بابل، وفي الجزيرة العربية.  

السحر هو الإعتماد على الأرواح الطيبّة، او الخبيثة، وقد عرفته شعوب العالم بأكمله، ويشابه بعضه بعضا ً ويقول، ابن شهيد الأندلسي في كتابه الزوابع  والتوابع :
كان عرب الجاهلية :
يُسمّون الذكور من الشياطين، زوبعة، والإناث توبعة ً، او تابعة.  
وكان البخور، يحرق رمزا ً لإبعاد السيئات، نزع شعرة او قطعة من الثياب لإيقاع الأذى، وقد منع حمورابي  هذه الأفعال، والشعوّذات، ولكنها في زمننا الحاضر، ليست ممنوعة.  

وكانوا يضعون على أبواب بيوتهم، نعل حافر الخيل لان الشياطين، إذا رأتها تعبر الدار، ولا تدخله . 

كانوا يعتبرون ذبح حيوان على عتبة بيت جديد قبل سكنه، يمنع الكوارث والشرور ويرد الآلام، والاحزان عن أهل البيت.  

كانوا يعتقدون ان عيون الجان، زرقاء ، ولم يزّل هذا الطقس معمولا ً به كتعليق قلادة من الخرز الأزرق، لتضليل الجان ، فلا تلمس الأولاد ولا تمسهم بسوء ،وتسمى ( حِرْز ). 

في التوّراة، هناك الكثير من هذه المُعتّقدات الوثنية.   
يراجع بذلك سفر، الخروج ١٢ -٢٢  مسو العتبة العليا بالدم .. فان الرَّب  يجتاز ليضرب المصريين، فحين يرى الرب على العتبة العليا يعبر الرّٓب عن الباب. 

كانوا يؤمنون، بالعرّافة والتنبؤ، وما يخبؤه المستقبل، ويفسرون الأحلام، ويعتبرون الرؤية، هي رغبة الآلهة وأبلاغهم  أوامرها ، وقد وجد تفسير الأحلام صناعة، رابحة في بابل . 

كانوا يعتقدون رؤية طير، مصدرا للتشاؤم، كالغراب لانه يُنذر بالفراق، وطائر  البوم، شؤما ً وساكن الخراب.  

كانوا يخافون كسوف الشمس، وخسوف القمر، ويهرعون للمعابّد. 

الوثنّية في العالم الجديد : 

بالحرب الأهلية الأميركية بالعام ١٨٦١، وما يليها سرَّت بين الجنود عبارات مشهورة ما زالت تدق الأذن لغاية اليوم ، كلها تندرج تحت مصطلح تعدد الآلهة كالقول :
Gods and generals
هذا يعني انه في وطيس الحرب الجنرال، هو الاله الذي يطاع ، وقد قويًّت شوكة الضابط الأميركي على مر الزمن ، وبات يُطاع، كالالهة.  

لم أُدخل في بحثي عن كوارث الوثنية في اميركا الجنوبية، ولا في أسيا لان الوثنّية هناك، ضاربة اطنابها. 
ولم أتجرأ  ولن أتجرأ  على سبر بحور الأديان السمّاوية، لاشير الى وثنية بابل هنا، او الى وثنية الجاهلي هناك، بل الذي يهمني ان أقول كلمتي، وأمشي، لان في الطيّات خبايا، وفي العقول مسكنا ً لبعض هذه المُعتقدّات.  

اخيراً كم أحب ان أسبر غور بابل وأهلها ، فتاريخهم مَجِيد ٌ ومكتوب ٌ على ألواح حمورابي ، او أوراق بردى هنا وهناك ، او أسطورة نقلها أحبار اليهود ونسبوها لهم. 
اخيراً يؤلمني كثيرا ً ان عرب الجاهلية، لم يصلنا من تفوقهم الا الشعر والمعلقّات والاطلال، اما علوم الفضاء، والطب، والزراعة، لم يصلنا شئ،  الا كفرهم، ووئد بناتهن، وفي هذا قيل الكثير.  

المراجع :
إنجيل بابل ... خزعل الماجدي ... 
قصة الخليقة البابلية .. وائل حنون .. 
تاريخ الأديان .. الدملوجي ... 
التوّراة ...
تاريخ العرب .. فيليب حتي .. 
المكتبة الهمايونية، بإستامبول  ..
مكتبة الكنغرس، الأميركي  ..

فيصل  المصري 
أُورلاندو  فلوريدا
٢٠ نيسان ٢٠١٦

0 comments:

Blogger Template By: Bloggertheme9