يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الأحد، 15 نوفمبر 2015

كفى، كذبا ً على التاريخ.

نشر من قبل Faissal El Masri  |  in دراسة  7:22 م

 
لم يَعُّد مسموحا ً او مقبولا ً  .....
الكذب على التاريخ. 

تعالّت صيحات في العالم العربي، وخاصة لبنان ( لانه ما زال يتمتّع بقدر ضئيل من الحرية الإعلامية ) انه، كيف هبّٓت دول الكون على إستنكار تفجيرات باريس، ولم تعِّر هذه الدول إهتماما ً لتفجيرات بيروت.
وإستنكر البعض، قيام القِّلة القليلة من العرب، بوضع العلم الفرنسي غِلافاً
على صفحاتهم الاجتماعية. 
وإستهجن البعض الاخر، كيف لم تسمح شركة الفايس بوك،  مجالا ً لتطمين الأهل، والأقارب عن احوال المقيمين في بيروت، أُسْوَة بما أفسحت بالمجال فيه، للمقيمين في فرنسا، بعد التفجيرات. 
اذا كان بعض العرب، الحالييّن يريدون تدوين التاريخ، حسب الطريقة التي إتبّعها المنافقون، والدجالون القدامى، فانهم مخطئون. 
الجواب، للتساؤلات أعلاه واضحة وصريحة وهي :
ان العالم لم يتحرّك على تفجيرات بيروت، لانها حرب لا تعنيهم، باعتبارها بين طائفتي السنه، والشيعة اي حرب إسلامية،،، إسلامية. 
اما سبّب تحرّك العالم، بعد تفجيرات باريس، سببّه  واضح، وصريح، وتخوّفات من ان تكون بداية الى حرب جديدة بين الاسلام، والمسيحية، وهذا ما لا تسعى به دول الشرق او الغرب المسيحي. 
كل إنسان يستمع الى تعليقات رؤساء دول الغرب على تفجيرات باريس، قبل المؤتمر المنعقد في تركيا، وبعده مباشرة، يظّن ان الاستعدادات على قدم وساق لمواجهة الدولة الاسلامية، وكأن الحرب ستقوم غدا ً، وهذا لن يحصل أبدا ً، لان المطلوب تحديد، وتصحيح  مسار هذه الحرب لتبقى إسلامية، إسلامية والى الابد. 
أن هذا الامر،  لا يرغبه المسلمون العرب الذين يطلقون على أنفسهم، انهم يمثلون الاسلام المعتدّل، ويحاولون الاستغاثة، والاستعانة بالغرب للحرب، على المتشددّين الإسلاميين، نيابة عنهم. 
لم يسمع الغرب من الدول الاسلامية العربية وغيرها، غير الاستنكار، والشجب على وحشية الدولة الاسلامية ( أيزيس ) في تعاطيها مع المسيحيين، بصورة عامة، والمسلمين الذين يناصرونهم العداء المزمن منذ اكثر من ١٤٣٥ بصورة خاصة. 
هذه التصريحات لم تعد تجدي نفعا ً في هذه الوضع المتأزم. 
منذ قرون، والعالم المسيحي، واليهودي ينام على طقس ديني، ويصحو صباحا ً على طقس مُختلف، فيه تعديل ليتناسب مع العصر. 
وخلافا في الاسلام، ينام المسلم على طقس، ويصحو صباحا ً على تشّدد، وتزمَّت وتعصَّب، في اكثر من طريقة او طقس. 
وبالرغم من ان هناك مبدأ متأصل في الاسلام، يقضي بانه لا يُنكّر تغييّر الأحكام، بتغييّر الازمان، ولكن يبدو جليا ً ان المسيحية، واليهودية تعمل ليل نهار على تطبيق هذا المبدأ، بينما الاسلام خائف منه، او يتجنبّه، او حتى لا يُحبِذه. 
كان الغرب، ينتظر من المراجع الدينية الاسلامية، في الأزهر، والنجّف، وغير مكان، في ايران، وتركيا ان يعملوا على أصدار بيانات مُتشددّة ولكنهم، لم يفعلوا. 
ما زال العالم الاسلامي، منذ اكثر من اربع سنوات، يغضّ الطرّف عن  الرمال المتحركة، التي تَحرُّكها الدولة الاسلامية، وكأن ما تقوم به من اعمال وتصرّفات، تقشعّر منها الابدان، او انها لا تعنيهم، او التصريح تلو التصريح والقول ان هذه الجماعات  لا تمثل الاسلام، قد تعفيهم. 
هذا الكلام، والنفي، والاستنكار، والشجب الذي تعلنه الدول العربية صباح مساء، قابله، في الغرب صيحات، ومطالبات شعبية، لحكوماتهم بان لا يتدخّلوا في الحرب الدائرة اليوم في سوريا والعراق، بل أتركوا الاسلام يتقاتل مع الاسلام، لما فيه من السحل، والقتل، والسبي والتناحر،  حتى يكمل مشواره الطويل، الطويل جدا ً والى ما لا نهاية.
وهذا ما حصل.  
دخلت روسيا الحرب السورية، من اجل إحياء نظام الرئيس الأسد، وتثبيت دعائم حكمه.  
ودخلت بالامس اميركا من اجل أقامة الدولة الكردية، وأخلت سنجار من مقاتلي الدولة الاسلامية عن طريق  القصف الجوي، المرّكز، وتنثُر بين الفترة والأخرى شحنة أسلحة للمعارضة السورية، من اجل إبقاء الفتيل على جمر ٍ لا تُخمد. 
واليوم دخول فرنسا، بقوة والعمل على تدمير عاصمة الدولة الاسلامية في الرِّقَة، إنتقاما ً لتفجيرات باريس، ليس الا.  
اما تفجيرات بيروت، فلن نرى من الغرب والشرق، إنتقاما ً، بل ستبقى اللعبة، مضبوطة الايقاع، وعلى نزاع سني شيعي يطول.   
وما عدا ذلك، لا يهم. 
لان المسلمين، أدرى بشؤونهم، والى الابد.   

فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
تشرين الثاني ٢٠١٥

0 comments:

Blogger Template By: Bloggertheme9