Pages

السبت، 31 أكتوبر 2015

كيف يتّم إنتخاب رئيس الولايات المتحدة الأميركية، في العام المقبل.

The Presidential Election 
( Electoral College )

دراسة

What is the 
Electoral College ?

The Electoral College is a process, not a place.  The founding fathers established it in the Constitution as a compromise between election of the president by a vote in Congress and election of the President by a popular vote of qualified citizens.
The Electoral College process consists of the ( selection of the electors,) the meeting of the electors where they vote for the President and Vice President, and the counting of the electoral votes by Congress. 
The Electoral College consists of 538 electors :
This number comes as follows:
1/  House of representative 
has had  435  voting members.
2/  The Senate 
There are 100 senators in congress, two from each state.
3/  District of Columbia 
According to the 23rd. Amendment of the Constitution the District of Columbia is allocated 3 Electors and treated like a state for purpose of Electoral College.
4/  The sum of the above will be 
538 electors. A majority of 270 Electoral votes is required to elect the president.
To clarify this process, I will explain what are the two parts of the US Congress.
1/  The House of the Representative, is the larger chamber of the Congress. Since 1912 has had 435 members. However the distribution of members among the States will change every 10 years when the count number of people in each state is conducted. The result of the census will determine the number of the representatives each state should have .
2/ The senate 
There are 100 senators in congress, 2 from each state, all States have equal power in the senate, States with very small population have the same number of senators as states with large population.
The presidential election is held every 4 years:
On Tuesday, after the first Monday in November. This election will help choose the State electors when the citizens vote for President.
The meeting of the electors takes place on the first Monday after the second Wednesday in December after the election.
The President - Elect takes the oath of office and is sworn in as president of the United States of America on January 20th in the year following the presidential election.

Faissal Elmasri
Orlando, Florida 
November, 2015 






الخميس، 29 أكتوبر 2015

خاطرة، في آلهة حُبِّه !!!

خاطرة في،
آلهة حُبِّه. 

وكان يُطلق عليها أسماء ً مختلفة. 
حتى انها إستشاطت غضبا ًمنه،
وطلبّت اليه ان يَكُفّٓ عن ذلك. 

وإستمّر على جري عادته،
حتى بلغ السيّل  الزُبّى، ونفُذ صبرُّها. 

وقالت،
إن لم تتوّقف عن ذِكْر اسماء عشيقاتك، وتُناديني، وكأني هُنّٓ، 
سأختفي من حياتك. 

أجابها ؛ 

سأُناديك حتى أبلغ،  ٩٩ اسما ً...
لأن،  اسماء الله الحُسنى هي هكذا،
وانت ألهة حبي، لكِ ما له. 
لا، تحاولي. 

خاطرة، من آلهة الجمال.

خاطرة، من آلهة الجمال. 


بمناسبة،
عيد  ميلاد الجميلات. 

وبقي، يزورها  ويحمِل ُ لها  الهدايا. 
إلى، أن  قالت  له  يوما ً :
لماذا، تزورني  قبل  ثلاثة  ايام  من  عيد  ميلادي،
ولا ... تأتي، مع  بقية  الناس ؟

أجابها :
قبل  مولدك  بثلاثة  ايام، زارتني  آلهة  الجمال، 
وقالت :
أنها، سَتَلِّدٓك ِ ...
ومنذ، ذاك  الزمن  أزورك،
  قبل .... غيري. 

أعداد 

فيصل المصري 
اورلاندو / فلوريدا
..... ٢٠١٥

الأربعاء، 28 أكتوبر 2015

من خواطر، نافذة السبعة بُحور ...


من خواطر، نافذة السَّبْعة بُحُور.  

وكانت، تعرف أنه يُحِّبُها بجنون ...
ولكنه، كان يُبادّرها، صباح كل يوم، وببرودة أعصاب.
ذات السؤال،  
كيف كان لَيْلُك ؟؟ 
وكانت تُجيبه، وبِتوّتر شديد، وفي كلام مُختٓصّر.  
كان ليلي طويلا ً، مُمِّلا ً، وبطيئا ً ....
لِأنّي، رٓجّٓوت ُ القمر أن يغيب، ويترك السماء. 
وتٓضرّعت ُ،  للشمس  ان تٓشْرُق، وتعود. 
و... قال ...
لماذا، كل هذا ؟
قالت له،
حتى  اسمع،  ترتيلتك الصباحية، 
هل فهمت، الان ....
يا ..... 

فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
تشرين اول، ٢٠١٥

الثلاثاء، 27 أكتوبر 2015

آلهة الحٌُب، وآلهة الجمال !!

ألهة ألحُّب ، وألهة الجمال. 


لم أجد خيرا ً من الكتابة، عن ألهة الحُّب والجمال، حتى انشرها اليوم، لان الحُبّ، والجمال لم يتغيّرا، بالرغم من تغيّر طبائع البشر.    
آلهة ألحُّب، ما زِلنا نعبدُّها. 
آلهة الجمال، ما زالت تُبهِرُنا. 
مهما قيل ...
ومهما، وحدّنا  الله عزّٓ وجّٓل، وفق طقوس الأديان السماوية، 
ما زالت، ألهة الحُّب تجثُم، بحنان على قلوبنا. 
وما زالت، ألهة الجمال ترافقنا، في حِلِّنا، وترحالنا.  
اليوم، ساتجّول  معكم  وأُعيدكم الى الماضي البعيد، ولكنه قريب، داخل افئدتكم. 
سأبحث عن آلهة الحُبّ، لأقول لها....
ما زالت تعاليمك ... تُعبّد. 
ما زالت تراتيلك ... تُغنّى. 
ما زالت أُغنياتك ... تردّد. 
اما آلهة الجمال، سأقول لها ...
كم ولدّت، جميلات ... في جنس حوّاء. 
كم وهبت من عيونك ... سحراً ... للفاتنات. 
كم زرعّت، من سنابل شعرك، شعرا ً للبنات. 
كم وزعّت، من إبتسامات، على شفاه السيدات. 
وكم رصعّت، لؤلؤ ً في أسنان، العاشقات.  
وكم قطّفت من النجوم،  لتوّزيعيها، على الحالمات.  
وكم ارخّيت، من ظلال القمر، لباساً، للمرهفات. 
وكم أشرقت شمسا ً، في قلوب الأمهات. 
وكم أعطيت حنانا ً، في صدور الأخوات. 
أكتفي يا آلهة الحب ... هل تسمعي ندائي ؟؟
ويا آلهة الجمال .. هل تُدركين حالي ؟؟

ظهرت فكرة عبادة الآلهة لأول مرة في التاريخ، عند سوّمر العراقية، ومصر الفرعونية،  ثم اخذّتها ألأُمّم المجاورة، كالأكادّيين، والكلدانّيين، والآشورّيين والفينيّقيين، واليونانّيين، والرومانّيين.
حسب الأساطير القديمة التي وضعها هوميروس، كانت الآلهة على شكل البشّـر، من حيث الصورة، ومن حيث الخٓلْق.
كان يقول الفيلسوف اكسانوفان، 
ان الناس هم الذين خلقّوا الآلهة على شاكلّتهم، وصفاتهم، وهواهُّم، ثم عبدّوها.  
ثم تطوّرت فكرة الآلهة، 
فمنهم، من إعتبّرها أرواحا ً، لطيفة، حنونة. 
 ومنهم، من جعلها أجساما نورانية ... 
في معجم الأساطير اليونانية، والرومانية. 
وفي موسوعة الأساطير العربية.  
وفي كتاب الالوسي، بلوغ الأرب في معرفة احوال العرب.
كانت أفروديت، آلهة الجمال عند اليونان. 
كانت عشتروت، آلهة الجمال عند البابليين. 
كانت إيزيس، آلهة الجمال في مصر. 
كانت فينوس، آلهة الجمال عند الرومان. 
كانت العزّى، آلهة الجمال، عندالعرب. 

إعتبرت الأساطير، ان آلهة الجمال، هي الأنموذج الأعلى للجمال الأنثوّي، المعبودة قرينة الشمس، رمز الخُصوبة، والأمُومّة، والحنان، فهي بشعرها اللَّيّن  الغزير،  الذي ترسله على متنيها، يفوح منه، ريح المِسْك، والعنبر، والطِيب، وبحركتها الأنثوية المِغناج، تظهر وكأنها من بنات الخُدور، أما جِسمُها الممتلئ، وبطنها الخٓمِيص، واوراكها الثقيلة، وعُروقها، التي يترقَّرق  فيها الشباب النضِّر، هو جسم شابة، ممتلئ  بالنضّارة، والحيوّية مما يزيدها غنّى، وخصوبة. 
وقد اعتبر الأصمعي، وغيره ما ورد من سجلات الأساطير، ان آلهة الجمال كان فيها البياض، والحُسن، والبهجة، والحنان، وأضافوا صفات لآلهة الحب، الطرّٓب والسرور، واللهو، وان النظر إليها يجلب، الفرح  ويخفِّف ،  من أوجاع الحُّب، والعِشق، واعتقدوا انها تُثير غرائر الجنس، لطغيان انوثتها لما تسبّبه من سحر، على الرجال.

اما الشعراء، فكان وصف ثغر الآلهة ( الجمال، والحب ) باسم، ونبع للخير المطّلق، ومصدر لماء الحياة، وقد إعتبروا في وصفهم  لمعبودّتهم كل مايشبه الآلهة، في كون رضابها، كالخمر المعتّق، وهو عنصر مقدّس، لانه يمثل دم الآلهة، او العسل المصّفى، ذي الطبيعة المقدَّسة، لانه يؤدي الى النشّوة الروحية، كما يصدر عنه رحيق الحياة.  

اتفقت جميع الامم في أساطيرها، على تشبيه المرأة، للآلهة ( جمال او حب ) لان الآلهة، كانت على شبهّهم كما أسلفت سابقاً، فتحّولت المحبوبة الى شذى ً وعطراً، وثغرُها كثغر الآلهة، فيه خليط من المسك، والكافور والأقحوان، وجعلوا فمها أطيب رائحة، واذكى عطراً، ودفئا ً وحنانا ً.

وقد اختلط في الأساطير، التفرقة بين آلهة الجمال، وآلهة الحب، فان نقصت صفة، على الاولى، زِيدت للآلهة الثانية.

في القرآن الكريم، ذِكْر ٌ لهذه العبّادة التي كانت ما تزال حيّة في الأذهان الى عهد قريب بالإسلام، حيث يقول :
 ( أفرأيتم اللاّت والعزّى، ومناة الثالثة الاخرى )
هذا كان، 
حال الشعوب التي عبدّت آلهة الحب، 
وحال ألأُمّم، التي عبدّت آلهة الجمال. 
في غابر الأزمان والأكوان،
 وما نحن عليه اليوم.
فلا ارى تناقضاً، بين الأمس، واليوم.  
لا بل ارى تطابقاً في وصف الحبيبّة، او الزوجة، بأنها ملكة للجمال، بدلا ً من ان تكون آلهة.
ونقوم دوما ًبخلع آلهة الحب، ونُجلس مكانها، من نعشق او من نُحِّب.
وننزع صولجان، آلهة الجمال من يدها، لنُعطيه الى حبيبتنا.
ونسرق التاج، من راس الهة الجمال، لنزّين به رؤوس ملكات الجمال في عالمنا هذا.

إعداد
فيصل المصري 
اورلاندو / فلوريدا
تشرين اول ٢٠١٥








الاثنين، 26 أكتوبر 2015

الفرس العربي، من دون فارس.

الفرس العربي. 

دراسة تاريخّية. 

لقد تعمّدت ان اكتب اليوم في الفرّس العربي، لعلِّي ان أُغيّر في صورة الهوّان، والذّل، والانحطّاط الذي يتخّبط به العالم العربي، بعد مشاهدة، صورا ً وأفلاما ً  من هذه الحرب التي تدور رُحّاها في بلاد الشام، هذه الحرب الزاخرة بالخيانة، والطعن من الخلف، خِلسة ً وعلنا ً، والاستعانة بالأجنبي بشكل ٍ، لم تألفه البشرية في قرون الجهل، والعبودّية، والبغّي وإنعدام الرأفة، والدين.  
كانت العرب، فيما قبل الاسلام، 
بالرغم، من عدم تدُّينهم بدين سماوي، ونعتّهم بالجهّل، والجهّالة، والجاهلّية. 
وبالرغم، من وثنيّة، بعض قبائلها،
وبالرغم، من طقوس بغي، نسائهم في معابدهم،
وبالرغم، من أكل أصنامهم، عندما يحّل شبق الجوع، في بطونهم،
كانوا، 
اكثر علما ً... ورأفة ً... وعزة ً ... وكبرياء ً ... وشهامة ً ... وصونا ً للشرف الرفيع ... وبسالة ٍ في الذَّود عن الحِياض ... ونجدة ً لكل طالب حماية ٍ ... وشهامة ٍ في التعامّل، والصِّدق. 
كانت العرب، تُهيئ لقطعانها، ومواشيها المرعى. 
وكانت العرب، إن أولدّت خيلا ً ربتّها على الْعِزَّة والعنفوان، لان الخيل والفرس، رفيقة الحرب للدفاع عن الارض، والعرض. 
اما عرب اليوم، فانهم لا في العير، ولا في النفير، 
لا مرعى لشعوبهم، ولا حماية لحقوقهم في الحياة. 
ذاقوا الهوان من بني عُثْمَان، وها هم، يلهثون وراءهم، يتنفسون غبار دنسّهم، وعهرّهم. 
يركعون، ويستجدّون حتى جيش الاحتلّال الإسرائيلي، لنصرتّهم على بعضهم البعض. 
ولهذا، إرتأيت ان اكتب عن الفرّس، ولكني لم أجد الفارس، فألفوارس إنقرضوّا، منذ قرون ... وَيَا أسفّاه. 
فلندخل، للموضوع. 
وفقا ً للمعاجم العربية، 
فرّس ( مفرد )
 وأفرّاس ٌ، وفروس ٌ ( جمع )، 
وهو حيوان، أهلي ،  وحشّي، سلالاته، عديدة  أشهرها  الفرّس العربي. 
ويقال :
للفرّس الذكر، حصان، 
وإن َّ اوَّل َ، من إستئنسها، بعد ان كانت وحشية، اسماعيل ابن ابراهيم الخليل. 
وعن النبّي داوود،  أنه،  كان لديه الف  فرّس، وقد ورثها عنه سليمان،  وقال ان أحب َّ اليه ما ورثه هو، هذه الخيِّل.
 -/الفرس العربي :
يُعتبر الفرّس  العربي، من أقدّم السلالات في العالم، وقد إعتنى العرب بها، وكان الهّم عند العربي في الجاهلية، والإسلام،  المحافظة على النسل،  ومن مظاهر الاعتزاز العربي بالخيل، انه  أعطاها  اسماء ً 
وانسابا ً، فسجّل للخيل ( شجرة ) حتى لا تشوب أصالتها، زغّل في دمّها، لتبقى، نقيَّة ً صافية، حتى انه، مُنع على الفرس الذكر الأصيل، من التزاوج، مع أفراس مجهولة، حتى لا يضيع النسب. 
قال ابن رشيق القيرواني،
 في تكريم الخيل عند العرب :
 انهم كانوا لا يهنئون إلا بثلاث : 
- غلام يولّٓد ، 
- او شاعر ٌ، يٓنبُغ ْ، 
- او فرّٓس ٌ، تٓنْتُج ْ.  
وقد بلغ العرب،  في تعظيمهم للخيول،  ما لم تبلغه أمة ٌ من ألأُمّم، في التباهي، والتفاخر، والتنافس، والتكريم، والإكرام، وفي حسن تربيتها.
اما صاحب الأغاني، ابو الفرج الاصبهاني قال :
 إن َّ العرب،  
اضافوا لفظة الخيل، الى بعض الأسماء، مثل الشاعر الجاهلي، زيد الخيل، وذلك لشغفهم بها.
ولِشّدة تعلّقهم بالخيل،  كان الإشراف يخدمونها بأنفسهم، ويسقونها الماء الدافئ بالشتاء، ويفتخّرون بذلك، واعتبروا ذلك من مآثرهم، حتى انهم يلبسونها غطاء ً في الرأس، لعزتّها.
اما المؤرخ، جليل القدر ابن الكلبي، صاحب كتاب ( أنساب الخيل )
انه يقول، 
ان أصل الخيول العربية، وفُحواها، يعود الى البقية الباقية من خيول، النبي سليمان، التي كانت تسابق الريح، وتقطع شرق، وغرب، الارض دون كَلَّل ٍ او ملّل ٍ.  
وقد ذكر التاريخ العربي القديم،  ان داحس والغبراء، اللتّان تسببّتا،  بالحرب الضروس، بين قبيلتي عبس، وذبيان والتي دامت ما يقارب ٤٠ عاما ً.
وقد بلغ بالعربي، أن تغنّي بجمال الفرس،  
حتى قال :
 ان عيونها، واسعتين، صافيتين، براقّتين، كحّلاوين، شاخصّتين، مملوءتين، كعيون المها،  لان لديها أجمل  العيون، بين المخلوقات، لرقة الجفنين، ووفرة الرموش. 
وان أُذنيه، صغيرتين، ولكن السمع، عند الخيل خارق، ومرهف، وانه يستشعر الخطر.  
وان حاسّة الشَّم، لدي الحصان، تلعب دورا ً في التعرّف على صاحبه، وعلى الخيول الاخرى.  
وكذلك الحواس الأخرى، كالتذوّق، والنظر، لهما تأثير في رفع شأن نسب الفرس الأصيل. 


وان صدره، كبير، ومتسّع، تؤهله لسباق المسافات الطويلة، والصبر على المشّقات. 
خلاصة الوصف، في الفرس العربي الأصيل :

انه، معقود بنواصيه الخير، الى يوم القيامة. 
وظهور الخيل عز ٌّ، وبطونها،  كنز ٌ.
وقد أضاف ابن الكلبي في كتابه المذكور أعلاه :
  

 ان العرب، كانت تربط الخيل في الجاهلية، والإسلام معرفة بفضلها وما جعل الله تعالى فيها من العز، وتشرفاً بها وتخصّها، وتكرّمها، وتؤثرها، على الآهلين، وتفتخر بذلك في أشعارها وتعتّد لها .....الخ 
ويقول البلاذري، في كتابه فتوح البلدان،
 ان بعضاً من المجّوس عبدّوا الخيل.
 وفي حفريات الشعوب الوثنية، كانت تماثيل الخيل تقدّس، تقرباً من الآلهة.
اما العربي، فانه أحب َّ الخيل، لانها انيسته، ورفيقته في حلّه وترحاله، وكانت المآساة الكبرى للعربي اذا نالت سيوف الأعداء ورماحهم فرسه، فيقع في احساس عميق، وحزن لا يوصف.
وهذا أمرؤ القيس، وعنترة ابن شداد، وغيرهما، نظروا الى خيولهم، نظرة المحب العاشق، الولهان.
 ويقال ان امرؤ القيس، هو فريد عصره، والعصور التي تلّت، كون فرسه اكثر الافراس شهرة، في الشعر العربي، لا بل، لا يمكن العثور عليه في مملكة الحيوان لانه غريب ٌ، عجيب ٌ، وكأنه أسطورة.
كان امرؤ القيس، ينصّرف عن امر رحلة الصيد، حتى يقوم بوصف فرسه معتزاً به، معجباً به، مفتخراً بكماله، وسرعته، لا يكّل، او يمّل مهما كان عداءه .....
وإذا أردنا التوّسع في الثقافات غير العربية في مسالة الخيول :
نرى في معجم الأساطير اليونانية، الرومانية، حصان طروّادة، لدى الإغريق وقصته مشهورة في التاريخ .
كذلك أشار، ابن الكلبي، في كتابه انساب الخيل،
 الى حصان، الملك سليمان ابن داوود.
اما صورة الفرس، فلا تجد أفضل من بيت شعر امرؤ القيس.
مِكرٍ مِفرٍ مُقبلٍ مُدبرٍ معاً
كجلمود ِ صخرٍ حطَّه ُ السيل ُ من علِ
الى ان قال :
ورحنا يكاد الطرف يقصر دونه
متى ما ترق العين فيه تسفل ِ
أعداد 
فيصل المصري
أورلاندو / فلوريدا
تشرين اول ٢٠١٥ 
















 

الجمعة، 23 أكتوبر 2015

محنة الاقليات الدينية، دراسة تاريخية مطّولة.


الاقليات الدينية في المشرق العربي.
دراسة تاريخية، مُطوّٓلة.   


 اولا ً / المقدمة : 

 ان ظاهرة الأقليات في الشرق الأوسط  أمر دَهْرّٓي، لانه لم تنشأ أكثرية، دينّية، من اي نوع كان، استطاعت ان تصهر،  او تمتّص،  او تذِّوب،  او تُزيل، الأقليات المتواجدة، في هذه المنطقة. 

وإذا ما نظرنا عبر التاريخ، نرى ان المشرّق العربي زهّت فيه ديانات، وَمِلّل،  ومعتقدات،  قبل الأديان السماوية، وهم الأحناف والحنفية،  والصابئة  المندائيون، وقد بقّيت الصابئة حتى يومنا هذا، وبذلك يمكن اعتبارها اول أقلية، كانت وبقيّت بعد الأديان السمّاوية وعاشت في كنفهم، وبذلك، بدأت  مشكلة اسمها الأقليات الدينية. 
وحتى بعد ظهور الاسلام، وإفتراق الأمة الاسلامية الى عدة فِرّٓق، يستسهل بعض الفقهاء المسلمين، الى إعتبار ان بعض الفِرّٓق الاسلامية هي من ضمن الاقليات الدينية ايضا ً، ويجب محاربتها والقضاء عليها، او ألعفِّ عنها تحت راية، أٓسلِم تٓسلّم، وهذا ما تحاول تطبيقه دولة الخلافة الاسلامية الجديدة، على فِرّٓق  ضعيفة، ومستّضعفة في كل من سوريا والعراق.  
وقد أثبتّت الأيام، ومنذ ظهور الدعوة الاسلامية، اي اكثر من ١٤٠٠ سنة، ولغاية تاريخه، انه لا يُمكن لأية فرقة أسلامية، القضاء على الاخرى، والذي يدور اليوم في الحرب السورية، والعراقية بين أهل السُنّة، وأهل الشيعة من جهة، وغيرهما من فرق إسلامية، كطائفة الموحدّون الدروز، هو خير دليل، ليس للقضاء على فرقة إسلامية، وإلأبقاء على أُخرى، بل لإطالة هذه الحرب، والحروب الى ما لا نهابة.
 إن الرغبة الدولية، اليوم تستغّل المِحنّة، التي يمُّر بها الدين  الاسلامي، وتوسّع رقعة الخلاف، وتُبقي الفتيل مؤجّجا ً، والنفوس عطشى لسفك دّم الطرف الاخر، وأستعادة ألثأر الذي مضى عليه اكثر من ١٤٠٠ سنة، حتّى يُخَيَّل إليك ان زِمام الاسلام كدين، اصبح في غير يد المسلمين.
والملفت للنظر، ان التاريخ قد سجّل ان الدين الاسلامي، تعرّض الى حروب طويلة، من الاديان السمّاوية الاخرى، كالحروب الصليبية، والحرب المستمرّة مع الدين اليهودي. 
ولكن، لم يُسجّل التاريخ  حربا ً واحدة  قامت بها، فرقة إسلامية واستعانت بالجيوش المسيحية ، للقضاء على فرقة إسلامية  اخرى، كما يحصل اليوم، أذ  يستعين أهل  الشيعة، بالجيوش المسيحية الشرقية، للقضاء على أهل  السنة، وايضاً يستعين أهل السنة، بالجيوش المسيحية الغربية، للقضاء على الشيعة، ومن تحت الطاولة، يستعين أحدهما بالجيش الاسرائيلي للقضاء على الاخر. 
إنها مهزلة تاريخية كبرى، تُقابلها مهازل عديدة قام بها المسلمون العرب في سقوط الخلافة العباسية، وفي غروب الأندلس الى الأبد، وفي قميص عثمان بمسألة، فلسطين. 
والامر الذي يُلفتك،  ان بعض الاقلام الدينية، والدنيوية حتى داخل الكنيسة المسيحية، يطيب لهم استعمال تعبير الأقليات المسيحية في المشرق العربي،  وقد تردّد لمسامعنا في الآونة الاخيرة عن لسان الأحبار،  ورجال السياسة  هذا التعبير، وهذا التشبيه، الذي لا يُقارب الحقيقة قيد أنملة، لانه لا يمكن إعتبار مهد المسيح، والمنطقة التي يعيش فيها أتباعه، بانهم أقليات، والتاريخ يشهد بعدّد الحمّلات الصلّيبية، التي قام بها ملوك، وأُمراء الفِرّٓنجة على هذه المنطقة، لتثبيت أقدام المسيحية في المشرق العربي. 
فضلا ً عن ذلك تسمع همسا ً بالرغم من النفي، عن صفة التّدخل الروسي الأرثوذكسي، في سوريا، لحماية الاقليات المسيحية.   
وإذا رجعنا الى اللغة العربية، والى المصطّلحات الفقهية، فانه لا يمكن إعتبار رعايا الأديان السمّاوية الثلاث، أينما وجدوا في عداد الاقليات الدينية، لان ذلك بحّد ذاته،  يُظهر إشكالية بغنّى عنها. 

ويمكن ملاحظة، ان مشكلة الأقليات الدينية  في الشرق الأوسط، ظهرت  فجأة، وبقوة،  وبعنف،  وبسفك  دماء،  وتهجير،  وقتل،  وسبّي،  وهتّك  أعراض،  وتدمير امام  أعين العالم  المتحضّر، من قِبَل  الدولة الاسلامية  الباسطة  سلطانها،  وسطّوتها، على اجزاء كبيرة من  العراق،  وسوريا. 

وقف، العالم الذي  يدّعي انه متحّضر يشاهد محنة الأقليات، الآيزايدية  في العراق،  حيث  جري  غزّو  قراهم  وتدمير معابدهم، وهتّك  اعراضهم،  وسبّي  وبيع  نسائهن  كالجوارى، كما كان يتّم  في عصور  ما قبل التاريخ، وأُسر  رجالهم  وتخريب  بيوتهم. 

واليوم،  ما زالت  محنّة  الأقليات  الكردية  في العراق،  وسوريا  تشهد  فصولا، تركية مُزرّية على جرْي عادتهم، في الإبادة  الجماعية،  والتهجير القسري،  على أساس تطهير عرقي،  والدول الغربية  التي  تُعّدُ  متحّضرة، تشاهد  وتوّثق  الانتهاكات، التي حصلت مؤخرا ً، كالقول ان تركيا دخلت الحرب للقضاء على دولة الأرهاب ( أيسيز ) بينما كان القصد، ترهيب وتركيع الأكراد.  وكأن  سُبحة  تفتيت،  وتشتيت،  الأقليات  الدينية  الاخرى الباقية،  قد بدأت  فصولها، تُكتب، ورياحها  العاتية  تهّب، وامواجها  الهائجة  تُحضّر، لإقامة دولة الخلافة الاسلامية السنيّة، تُقابلها الدولة الاسلامية الشيعية الاخرى. 

ثانيا ً :  تعريف لكلمة اقليات ... لغويا ً .. ودينيا ً.

الأقليات هي جماعة،  تربطها  اواصّر القرابة،  والاصل،  باللّغة،  والدين، والوطن،  تعيش  وسط  شعب  يفوقها عددا ً.

والأقليات الدينية،  تعيش  مع طائفة  اخرى اعظم  شانا ً وتفوقها عددا ً وتخالفها،  في  خصائص،  وممّيزات عرقية،  ودينية. 

ثالثا ً :  الأقليات حسب المواثيق الدولية. 

أصدرت الجمعية العمومية للأمم المتحدة، القرار رقم ١٣٥/٤٧ تاريخ ١٨ / ١٢ / ١٩٩٢، وهي  الوثيقة الوحيدة التي تنّاولت حقوق الأقليات الدينية،  بحيث  تضّمنت  حقوق الأشخاص  المنتمين  الى اقليات  دينية  ولغوية،  في الحفاظ على  هويتهم  القومية،  والإثنية،  والثقافية،  والدينية. 
وقد توّسع  القرار في تعداد الحقوق، وأضاف واجبات على الدول التي يعيش في كنفها الأقليات، أهمها  الحماية  وتعزيز  ممارسة  الحقوق، ولكن هذا القرار لم يُطبَّق في الحرب السورية، والعراقية. 

رابعا ً : الأقليات عبر التاريخ. 

يُعتبر  الشرق الأوسط، بانه  يجمع  ألإثنيات  والأجناس، والألسنة، والامم  والعقائد، والنظّريات ، وقد وُجِدّت  اقليات دينية،  قبل الاسلام  في المشرق العربي، وحتى بعده، ولم يتمّكن  في التاريخ  اي  غاز ٍ  او  فاتح،  من  خارج  المنطقة،  او  من  داخلها،  ان  يتغّلب  على ظاهرة  الأقليات،  وبقيت  صامدة، معاندة، متشّبثة، ومحافظة  على  قيمّها  وتُراثها، في وجه  كل  فاتح  وكل  عهد، وقد  مالت  في  بعض  الأحيان  وغُلب على امرها، في احيان اخرى  كُتمّت  انفاسها، وقُهّرت  آمالها، وسُلّبت  حرياتها،  ولكنها  رفضت  ان  تنقّرض. 

الأقليات  اثناء  سيادة، الإمبراطوريات  البابلية، والفارسية، والرومان  والبزنطينيين،  ثم العرب  المسلمون، كل  هذه  القوى  جابهت  الأقليات،  فإما  تركتها  وشأنها  من  دون  ان تصارعها،  او حين  صارعتها  لم  تتمّكن من  حذفها  في الوجود. 
والذي يشِّذ عن القاعدة، هو التنّكيل، والابادة الذي برعّت، ونجحّت فيه  الإمبراطورية  العثمانية،  وبعدها  تركيا  اليوم، حيث نُشاهد ما يفعلونه بالاكراد، وبالعرب المسلمين من تهجير، وتشتيت في شواطئ أوروبا، على شاكلة عُهرهم، في السفربرلك. 

خامسا ً / الأقليات في ظل الخلافة العربية الاسلامية ( الراشدية والأموية، والعباسية ) 

لم  يأتِ التاريخ  على ذكر ان الخلافة العربية  الاسلامية،  قد حاربت  وقاتلت  الأقليات، التي كانت  سابقة  للدعوة  النبوية المحمدية الاسلامية، بدليل ان  الصابئة  او المندائيون هم فئة  من الناس  ظهرت  قبل الاسلام، وبقيّوا  على ، عقيدتهم  وأماكن تواجدهم  ... ومارسوا  طقوسهم،  بعد الاسلام،  في العراق، حتى الامس  القريب. 
كذلك  يمكن  ان يسري  هذا  القول على الاشوريين،  والكلدانيين  والسريان. 

ولم،  يكن الدين الاسلامي من  خلال  دعوّته  ينوي، او يقصد القضاء  على المعتقدات السماوية  التي  سبقته،  كالدين المسيحي، او  الدين اليهودي، واكبر دليل على ذلك، قصص الأنبياء التى ورد ذكرها في القرآن الكريم. 
ولكن  العداء  الشرس  الذي  اضمره  اليهود  للدعوة  الجديدة،  سواء علنا ً  او خفية ً  هو الذي  حدا  الرسول العربي  بمحاربتهم. 

اما، المسيحيون  العرب ( آشوريين، كلدانيين، وسريان )، لم يلقوا من ارباب الدعوة  الاسلامية  اي  تصرف  يُظهر العداء تجاههم، او مقاتلتهم، لا بل  ترى اثناء الخلافة  الأموية،  وبعدها  الخلافة  العباسية، ان  مكانة  مرموقة  وعالية  جدا ً وصل اليها  المسيحيون  العرب، بالاضافة  الى انهم  توّلوا  ارفع  المناصب  الإدارية  والاقتصادية،  والثقافية،  والعلمية   في  دواوين  الخلفاء. 

وقد أتى  التاريخ  على ذكر ان المسيحية العربية،  في ظل الخلافتين  الأموية،  والعباسية  كانت  مُنَظِّمة  تنظيما ً جيدا ً ومحاطة  باكليروس  كثيف، ساعدها  على ذلك  ما تميّز  به سلوك  الدولة الاسلامية،  من  تسامح   تجاهها  على رغم  بعض  فترات  التطرّف الذي  مارسه  اتباع  المذهب  الشافعي. 

سادسا ً :  في ظل الإمبراطورية العثمانية. 
إنه تاريخ حافل بالمذابح، ضد الأقليات الدينية، وخاصة المسيحية اي  الاشوريين. 
تبدأ  فصول،  محنة  الاشوريين  اعتبارا ً من  قضية  دير القديس غابرييل  في  تركيا،  الذي  تأسس  في  العام ٣٩٧  بعد الميلاد، حيث  يعّد  الدير،  من اقدم  المراكز  الدينية،  والثقافية،  وأكثرها  أهمية  عند الآشوريين، ومستقبل  هذا الدير  مهدد  تماما ً اعتبارا ً من العام ٢٠٠٤ م

الآشوريون، كانوا  من قبل،  أمة  قوية  وكبيرة  يبلغ  عددها  مليون  نسمة  تعيش  في  تركيا،  وكانوا روادا ً منذ ما قبل ٢٤٠٠ سنة  قبل الميلاد  في  الطب،  والقانون،  والفلك، عددهم  اليوم  في تركيا ٥٠٠٠ نسمة، وكان  المسيحيون  قبل الحرب العالمية  الاولى  يشكّلون  ٣٣  في المائة  من سكان تركيا، ولكنهم  اليوم أصبحوا  يمثِّلوا  0.1 %  بالمائة، نتيجة   المذابح  الجماعية  أهمها، رافييل  لمكن،   والهجرة  الإجبّارية. 

تلي،  هذه المذابح  الابادية،  مذبحة  الأقلية الأرمنية، وهي  أشد  ضراوة  من  مذابح  الاشوريين،  والكلدان،  والسريان. 
في  كتابه  عن المذبحة  الأرمنية ريقول  ( Richard Hofansian ) انه بالفترة ما بين  ١٨٩٥ حتى ١٩٢٥ تمّ ذبح  حوالي ٨٠٢٩٤٧  آشوري  في تركيا. 

ويلاحظ  وجود  حظر على الحديث  عن المذابح  في ظل الإمبراطورية  العثمانية،   ومن  بعدها  تركيا، واعتبار الأفعال الشائنة  هذه  من  قبيل  محاربة  التمّرد،   وأن  أفراد هذه الاقليات،  يستحقّون  العقاب، لانها  حرب  أهلية  واضطرابات داخلية.  

في سنة ١٩١٦، تمّ رفع تقرير الى مستشار الامبراطورية  الألمانية ان الاشوريين  في شرق الامبراطورية  العثمانية  أُبيدوا. 

اما الأكراد، فان الإمبراطورية العثمانية، استعانت بهم، لمهاجمة  وذبح  الاشوريين،  والكلدان،  والسريان،  والأرمن. 
بالعام  ٢٠٠٩، اعترف  رئيس الدولة  التركية  اليوم  رجب  طيب اردوغان،  بان  حوادث  التطّهير العرقي  التي ارتكبتها  الحكومات التركية  السابقة،  كانت  افعال  فاشية  ... الخ. 

لذلك، لكي  نعرف  عن  المحنة  الكردية  اليوم، يجب  ان  نعود الى التاريخ  الحديث  لتركيا. 
بدأت فعليا ً محنة  الأقلية  الكردية  في  تركيا، اعتبارا ً من العام ١٩٢٥ ويبلغ  عدد  سُكَّان  الأكراد  حوالي ١٢ مليون  معظمهم  في  جنوب  تركيا. 

بالاضافة الى الأقلية الكردية،  هناك الأقلية  العلوّية، التي  تشّكل مع الأقلية الكردية،  الهاجس الأكبر  لتركيا  اليوم،  وكان سبق للإمبراطورية  العثمانية،  ان عالجت  المسالة  الأرمنية  بالحديد، والنار،  والقتل،  والذبح،  والإبادة،  والتطهير العرقي. 
ولكن الذي يفّرق  بين  هذه  المسائل  العويصة  الثلاث  عامل  الدين. 

فلا،  يغرب  عن  البال  ان  الأرمن،  ينتمون  الى الديانة  المسيحية، اما الأكراد، والعلوييّن  ينتمون  الي الديانة  الاسلامية، وهذا بحد ذاته  يشكّل،  غضّ  الطرّف  الدولي  الغربي  المسيحي، عن  عمّا  يجري  الان  بحق  الأكراد،  في  سوريا. 

وإذا  ما نظرنا  الى التقاطع  الدولي  المريب  المبني على المصلحة  المشتركة،  ما بين  تركيا  والنظام السوري  منذ الرئيس حافظ الأسد،   في نظرتهما  تجاه  الأقلية  الكردية، تواجهك صفحات مكتوبة  ومدّونة  ظَهرت  الى العلن  منذ  تسليم سوريا  الشخصية  الكردية  اوجّلان،  الى  تركيا  في  أواخر القرن الماضي. 

ان  ما  يحدث  للأكراد  اليوم،  في  سوريا  هو ما  يؤشر  صراحة  وعلنا ً، وجهارا ً، ان مسألة  تفتيت  الأقليات  بدأت  فصولها  السوداء. 
بأواخر  القرن التاسع  عشر،  وبداية  القرن  العشرين، حيث استعانت  الامبراطورية العثمانية  بالاكراد،  لتصفية  الأقليات المسيحية. 
واليوم  تستعين  تركيا،  بالدولة  الاسلامية  للقضاء، وتهجير  وابادة  الأقلية  الكردية. 

بالماضي، هبّ المجتمع المسيحي، لنجدة  نكبة  الأرمن. 
وأُعطيت  لهم  دولة  في  أواسط  اسيا، اسمها ارمينيا. 

اليوم، هل سيّهب المجتمع  الاسلامي، لنجدة  نكبة، ومحنة  الأكراد، في سوريا والعراق ؟؟
التاريخ  وحده  الكفيل  لتبيان المخفي، في  جو  عابق  من التقاطعات  الإقليمية  والدولية المريبة،  المبني  على المصالح المشتركة،  التي  تقشّعر  منها  الابدان،  لان  فيها تقطيع  للاوصال  وذبح،  ودم،  تهابه  حتى الأصنام،  وترتجف منه الأوثان. 

أعداد
فيصل المصري
اورلاندو / فلوريدا 
تشرين اول ٢٠١٥




الثلاثاء، 20 أكتوبر 2015

في الذكرى السنوية الاولى، لوفاة العقيد مفيد غصن، رحمه الله.

في الذكرى السنوية الاولى
لوفاة والد زوجتي، العقيد مفيد غصن. 

بتاريخ ١٩ تشرين الاول ٢٠١٤ بالعام الماضي. 
تلقينا خبر وفاة والد زوجتي، العقيد مفيد غصن عن عمر يناهز ٩٦ عاما ً
اليوم، وفي الذكرى السّنوية الاولى، لوفاته، 
أُحِب ان أتذّكر هذا الانسان، 
الذي لم ينل تكريما ً يليق، بِمَا قام به طيلة حياته العسكرية، 
سواء في لبنان، او سوريا. 
مفيد غصن، ضابط سابق في الجيش اللبناني، إلتحق بأواسط أربعينيات القرن الماضي بجيش الإنقاذ السوري، مع ثِلّة من الضباط اللبنانيين الذين أبوّا إلا المشاركة في الحرب  مع الجيوش العربية الاخرى، في معارك  شرسة ضد الجيش الاسرائيلي، على إثر النكبة العربية الثانية، بعد الأندلس. 
خاض مع الجيش اللبناني، معارك في مرجعيون، ضد الجيش الإسرائيلي. 
وخاض مع الجيش السوري المعركة الوحيدة التي إنتصر فيها العرب  على  الجيش الإسرائيلي، في ١٨ أيار من العام ١٩٤٨  وذلك في موقعة ( سمّخ ) وهي قرية في فلسطين. 
في هذه المعركة كان الضابط الشاب مفيد غصن، على رأس كتيبة مدّرعات، بقي يُقاتَل مع رفاقه، وهو على ضهر دبابتّه بالرغم من الأوامر العسكرية بالانسحاب، فثارت نداءاته بإستمرار القتال، الحمّية لدى رفاقه الأبطال، الى ان إحتّل هذا الموقع بعد ان نالت منه رصاصة، أوقعّته جريحا ً من الدبابة. 
وأُطلق عليه يومها، بطل موقعة سمّخ. 
قضى سنة كاملة طريح الفراش في مستشفى أوتيل ديو في بيروت، اما البقية الباقية من حياته عاشها في قريته البساتين، قرب عبيه، قضاء عاليه من محافظة جبل لبنان، مكرّما ً من أهله، ورفاقه. 

زوجتى سمر، هي  احدى بناته الثلاث، وله ثلاثة اولاد رجال،
اما زوجته هي السيدة، سميحة الاطرش، من السويداء في سوريا. 

للفقيد مذكّرات نصحّته، بعدم نشّرها، وقد قٓبِل مني مشكورا ً  لانها جواهر مكنونة، تروي حكايات صادقة، عن زمن ردئ،  عاث فيه أنصاف الرجال، إنتصّارات وهمية، أهمها الهزيمة المدوّية في فلسطين، والتي ما زالت قميص عثمان، ألمُضرّٓجة بدماء شهداء فلسطين،  مٓغْناةٍ،  يُجيدُ غِناؤُها، آولي ألأمر، ليس إلاّ ....  

للفقيد جنة الأبطال،   مثوى ً له. 
وللفقيد، مكرّمة من البارى  ينالها.  
وللفقيد، إستقبالا ً من  شهداء فلسطين الابرار،  تلّقى. 
رحمك الله يا مفيد غصن.

فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
تشرين اول ٢٠١٥




الاثنين، 19 أكتوبر 2015

خاطرة، في التجاهُل ...

خاطرة،

وكانت تصُّده، ولا تٓرِدّٓ عليه. 
وإن ردّٓت،
تُغيظه بالقول، 
إنّ  كل  ما  تكتُّبه،
لا  يُهّمُني،
أجابها،
لو  قالت  الشعوب، 
للأنبياء، والرُّسل،
 إن ما تكتّبونه، 
لا يهمُّنا،
 لما  إنتشرت  الأديان  السماوية. 
وإعتنقتها  الشعوب. 

إهداء الى، التي لا تَرٌّد ...

فيصل المصري 
تشرين اول  ٢٠١٥ 

خاطرة، الى الزهرة المستحّية ....

خاطرة، 
للزهرة المستحّية.  



هناك زهرة في جبال لبنان،  يُطلق عليها، الزهرة المستحّية ،
تستّحي ، بان تُقفل على نفسها كلما ودّٓدت ان تشّٓم رائحتها، او إذا تعرّضت من باقي النباتات، كالشوك، والحشيش، للمُضايقة.  
يقابل هذه الزهرة في بني البشر، أي إمرأة حسّاسة، إذا تعرّضت لسوء من شخص أخر، فإمَّا أن  تواجه السوء بالسوء، او تكظم غيظّها وغضّبها. 
فإن سكتّت، فإنها تُشبه الزهرة المستّحية.  
ويقول العلماء بان الزهور الجميلة، فإنها مثل بني البشر تتعّرض للغيرة، والحسّد، والضرّر من باقي النباتات غير المُثمرة، كالحشيش، والأشواك. 

والزهرة المستحّية في لبنان من هذا النوع. 
والى كل إمرأة  تستّحي، ولا ترّد السوء بالسوء،
 أقول :
لا تهتّمي ...
فالقمر، لا يُحارب الغيوم، إن حجبّت نوره. 
لإنه،  سيعود ويُفرح العشّاق.  
والشمس، لا تقلع الجبال إن وقفت أمامها،
لإنها  ستعود، وتُشرق أنوارها من جديد. 
والأمل ، قد يختفي يوما ً،
ولكنه .. بِالصَّبْر،  سيعود. 

إهداء الى الزهرة المستحّية. 

فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
تشرين اول، ٢٠١٥




السبت، 17 أكتوبر 2015

الجنرال بيرشينغ، مؤسس اعظم جيش بالتاريخ الحديث.



الجنرال جون بيرشنغ :
مؤسس الجيش، الذي هز ّٓ العالم، وما يزال. 
Founder, 
of the Army that, Shaked the world. 

جون جوزيف بيرشنغ :
وُلِد في  13 أيلول  1860 بولاية ميزوري، الأميركية. 
وتوفي في  -  15 تموز  1948  في واشنطن دي سي....
ودُفن في مقبرة،  أرلينغتون بواشنطن. مع إصراره ان تكون البلاطة فوق قبره، كبلاطة جندي عادي. وشاءت الاقدار المُحزنة، ان يُدفن بقرب قبره حفيده الملازم، الذي قُتِل في حرب فيتنام. 
 

ولد جون بيرشينغ عام   1860 كأول طفل من بين ستّة إخوة،  حيث كان والده مزارعا ً، لم يُحالفه الحظ لانه خسر مزرعته، ولم يتمّكن من تحقيق حِلْم ابنه في ان يدخل كلية الحقوق. 
 عٓمِل بيرشنغ، مدرّسا ً لفترة، قبل أن يلتحّق بالأكاديمية العسكرية الأمريكية، في ويست بوينت. 
 بعد نجاحه المُمّيز، وتفّوقه في أهم كلية عسكرية في اميركا، شارك ب في الحملة العسكرية ضد قبائل الأباتشي الهندية، في الجنوب الغربي الأمريكي، وطارد قبائل هنود السو بولاية داكواتا الجنوبية عام 1891. 
عاد بيرشنغ للعمل في التدريس فعمل أستاذًا للتاريخ العسكري، في جامعة نبراسكا، وحصل على شهادة جامعية في القانون، الحلم الذي راوده منذ شبابه. 

الحرب الإسبانية الأمريكية :
قاد الكابتن بيرشنج، سريّة سلاح الفرسان العاشرة المكونة من الجنود الأمريكيين ذوي الأصول الأفريقية، وقد أدى ذلك بالإضافة إلى صرامته وعدم حبه للمزاح، الى إطلاق لقب عليه، هو جاك الاسمر، او 
Black  Jack
 هذا اللقب، لازمه حتى وفاته. 
شارك بيرشنج، وجنوده في عدة معارك خلال الحرب في كوبا، وقد قاتل بصورة مميزة،  مما أثار اعجاب الرئيس الأمريكي ثيودور روزفلت.
 انتقل بيرشنج من كوبا، إلى الفيلبين  عام 1899 وعمل كملحق عسكري في اليابان. 
ثم كمراقب في الحرب الروسية، اليابانية في منشوريا خلال الفترة من 1905 إلى 1909. وتقديرا لبلاءه العسكري المتميز رقّاه الرئيس تيودور روزفلت، من رتبة نقيب، إلى رتبة جنرال مباشرة عام 1909، متجاوزا ً حوالي ال 900 ضابط في الأقدمية، وقد عزا حُسّاده سبب الترقية، هو زواجه من ابنة سيناتور واسع الثراء، والنفوذ، ولكنهم لم يغفلوا حُب ّٓ الرئيس وإعجابه بمقدرته العسكرية. 
بعد الخدمة العسكرية في الشرق الأقصى، توّلى قيادة المنطقة العسكرية في سان فرانسيسكو. 
وفي 9 آذار  1916 قاد قوة عسكرية منطلقا من الولايات المتحدة إلى المكسيك، من أجل تاديب قوات الثوار المكسيكين بقيادة بانشو فيلا، الذين قد قاموا  بغارة على مدينة كولمبس في نيو مكسيكو.
 فشلت الحملة في القبض على بانشو فيلا،  ولكنها نجحت في تحجيم قواته، وتدمير جزء كبير منها.
 أثناء مطاردة بانشو فيلا، توفيت زوجته وبنتيه، في حريق بمنزل الأسرة في سان فرانسيسكو، وقد ذكرت اخبار الصحف في ذلك الوقت، ان زوجة بيرشينغ واولاده الثلاثة، كانت تزورهم عائلة، وقد تمكنت هذه العائلة من الهرب من الحريق، وساعدت في إنقاذ ابنه الوحيد. 

لم يهرع الجيران لإخماد الحريق، ظنا ً منهم ان زوجته واولاده تمكنوا من الهرب، ويقال ايضا ً ان بيرشينغ عهد الى شقيقته بتربية وحيده، الذي كان المُتبقي له من كنزه المفقود. 
قاد بيرشنج القوات الأمريكية للتدخل السريع خلال الحرب العالمية الأولى في أوروبا. حيث عين قائدا لها، مُطلق الصلاحية  في 12 أيار  1917. من قبل الرئيس الأميركي. 
وصل بيرشنج إلى فرنسا في 23 حزيران من نفس العام. 
  واجه ضغوط الحلفاء من أجل تخصيص قواته لدعم الوحدات الفرنسية والإنجليزية على خطوط القتال، و لكنه أصّر على أن تكون قواته وحدة واحدة، منفصلة، ومميزة، وتتحمل مسؤولية منطقة ما. ولكنه تنازل عن موقفه مرة وحيدة حين امد بعض الوحدات الفرنسية المدافعة ضد الهجوم الألماني في ربيع 1918. ثم عاد وسحب قواته بعد أن عزز الحلفاء مواقعهم.
 قاد بيرشنج القوات الأمريكية للتدخل السريع لتشترك في صيف 1918 في القتال في معارك إقليم اللورين, ثم بدأ العمليات الهجومية ليحّول العمليات الثابتة، وحرب الخنادق، إلى حرب مناورات. استطاعت قواته صد الألمان في أثناء هجومهم على أون مارن في 25 تموز إلى 2 أب  1918.ثم صدهم في منطقة سان ميغيل من 25 أيلول وأجبرهم   على توقيع الهدنة في 11 نوفمبر 1918. 
 في أثناء قيادته للقوات الأمريكية للتدخل السريع رقى إلى رتبة جنرال من ثلاث نجوم في 1917 ثم إلى جنرال من اربع نجوم. 

عقب عودته إلى الولايات المتحدة رقى إلى رتبة قائد أركان  الجيوش الأمريكية، الرتبة التي كان يحملها قبله جورج واشنطون، وهي خمسة نجوم. في الفترة من 1921 إلى 1924، وهي رتبة تبقى الى مدى الحياة. وكانت توازي ٦ نجوم...
ولأنه جنرال عظيم، لم يضع طيلة حياته الا ٤ نجوم، وكان بذلك سبَّاقا ً على جنرالات عصره، مثل أيزنهاور، ومارشال، وعمر برادلي وباطون. 

يعتبر بيرشنج، مؤسس الجيش الأميركي الحديث، وقد قيل انه خلال، وعقب الحرب العالمية الأولي، وحتى الثانية، كان من أهم العسكريين الأمريكين، على الإطلاق، لانه أسس جيشا ً جرارا ً قوامه اكثر من مليون جندي، وبذلك أُعتبر اعظم جنرال أنجبته اميركا، بتاريخها لغاية الان. 
  
أشرف على تطوير القوات الأمريكية من مجرد وحدات، صغيرة إلى جيش متطّور يستخدم الأسلحة الحديثة، مثل المدرعات، والطائرات، والمدافع الرشاشة.
 وتعتبر قدرته على تنظيم جيش مكوّن من، مليون رجل، خلال الحرب العالمية الأولى، وصموده امام الضغوط السياسية عملا مميزا. كما أنه ادخل نظام اركان، مكون من أركان  إدارة، وأركان  استخبارات، وأركان  عمليات وأركان إمداد، وتجهيز.  وهو النظام المتَّبَع  في الجيش الأمريكي حتى الآن.
 وكان لتطويره نظام الأركان، بالغ الأثر في التأثير على العمليات في الحرب العالمية الثانية.

تدهورت صحته ودخل المستشفى، وكانت وفاته  في 15 تموز 1948.
تميزت حياة الجنرال بيرشينغ، بعد إحالته على التقاعد في أشياء عدة، اهمها :
انه بقي رئيسا ً لأركان الجيوش الأميركية، مدى الحياة، وتقلّد ارفع الأوسمة، والتقدير في حياته وقبل مماته، وهذه ميزة أميركية لا تجدها في العالم قاطبة. 
انه خلال الحرب العالمية الاولى، كان قد تعرّف على سيدة فرنسية، بقي اثناء تقاعده يقيم في فرنسا ٦ أشهر، والباقي في واشنطن، ولكنه قبل وفاته بسنتين، تزوج حبيبته الفرنسية، وهو في عمر ٨٤ .
قبل إلتحاق الجنرال جورج باطون بالحرب العالمية الثانية وإجتياحه شمال افريقيا، وطرده رومل وجيشه الألماني، قدم الى واشنطن لزيارة الجنرال العظيم بيرشينغ، وتقول الأخبار المؤكدة ان باطون إنحنى امام بيرشينغ وقبَّل يده، وطلب بركته، وما كان من بيرشينغ الا ان وقف، وأدى التحية للجنرال باطون، وكرّمه بتحية عسكرية، كانت مٌميزة، كتحيات بيرشينغ المعهودة، والتي اخذها عنه باطون فيما بعد.  

كتبت هذا التاريخ، عن عظيم في بلده، لانه اول جنرال عسكري في العالم الحديث، كان يرفض وقف القتال، الا اذا إستسلم العدو دون قيد او شرط. 
وهذا الدرس طبّقه الجنرال باطون، والجنرال دوغلاس ماك أرثر بالحرب العالمية الثانية. 
بيرشينغ اعظم جنرال أميركي. 
انه مؤسس الجيش ألذي هز ّٓ العالم. 
The  Army  that  Shaked  the  World. 

فيصل المصري
أورلاندو / فلوريدا
تشرين اول ٢٠١٥ 


 
 


الجمعة، 16 أكتوبر 2015

خاطرة في، ألحُب ألعُذرّي ...



خاطرة،
في الحب العُذرّي. 
لو،  
كنت ُ  أعلم ُ  من  المسؤول  عن،  خٓلْقي. 

لذهبت اليه،  وتوسّلت  من أَجْل  ِ :

خٓلْقي، ثانية ً،

ولكن،  بقلبين :

كي، أحبُك  أكثر. 

وبحياتين، 
كي أعيش، أطوِّل .  

 
فيصل المصري
اورلاندو / فلوريدا 
تشرين اول ٢٠١٥

الخميس، 15 أكتوبر 2015

خاطرة في، التوّدد ....

خاطرة،
في التودّد. 

وبقي، يبثّها، شوقه، ويردّد  على  مسمعها  كل يوم  انه  يوّٓد ان يلتقي بها. 
وكانت،  دائما  تتجاهل  كلامه، وتطلب اليه أن يكتفي بمشاهدة صوّٓرها، المنشورة.  

أما  هي،  كانت في شِغْل ٍ دائم وفي إجتماعات متواصلة.
الى ان قال لها يوما ً،
لم تٓعُّد ْ صُوِّرك المنشورة، تُشبهُك ِ، 
شعرك، بات حزينا ً.
وعينيك، توقّٓفت عن الكلام. 
وشفتيك، أخفت شروق الشمس. 

فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
تشرين اول ٢٠١٥

   

إمرأة ألوادي ألمُقدّٓس .... كاملة.

أمرأة الوادي المقّدس

دراسة

امرأة الوادي المقدَّس 

تدور أحداث  هذه القصة  الخرافية في الحقبة التاريخية المعروفة بالحضارة البابلية وما سبقها من فترات كانت البشرية تبحث عن وسائل وطرق حتى ترتقي الى معرفة سر الكون والخليقة !!

في احدى البقاع نشأ شاب وفتاة، تعارفا وتحابا وعشقا بعضهما البعض، وكان يلتقيان في السهول والحقول والهضاب، يساعدان الأهل في الزرع والحراثة ويلتقيان في المواسم والأعياد وكانت الفرحة تغمر قلوبهما، لا يعّكر صفاء حبهما اي حاجز او مانع.

في جو من المعتقدات والطقوس المختلفة، ترعّرع  حبهّما لانه هو كان يمارس طقوسا ً دينية تختلف عن طقوسها، ولم يتقاتلان او يتخاصمان لان الشعوب في تلك الفترة من الزمن كانت تنعم برقي في المعتقدات والنظم   بحيث  تحترم عادات ومعتقدات الشعوب الاخرى، لا بل كانت الشعوب  تترك ممارسة المعتقدات للكهنة والسحّرة  والمنجمين،  دون تدخل او عبث او خصام في معتقدات الطرف الاخر !!

كان حبهما حديث الأهل، ولكنهما اعتقدا ان هذا الحب قد أخذ مداه واتفقا على ان يوقفا هذا القصة وان يرحل كل منهما في سبيله !!

اعتقد الشاب والفتاة أنهما أدركا أقصى درجات الحب، ولكنهما لم يدركا سر الكون والخليقة في حياتهما هذه، ولهذا ..... 
تعانقا وافترقا، على أمل ان يلتقيا في جيل اخر !!

كان هذا الشاب وهذه الفتاة قد خُلقا  من اجل غاية تختلف عن بقية من عاش حولهما !!
هو ذهب غربا ً مكان غروب الشمس !!
وهي ذهبت شرقا ًمكان شروق الشمس !!

كان الوداع صاخبا ًوقد كره الأهل ان يهاجر الابن،  وان ترحل الابنة، ولكن الإصرار من الطرفين كان سيد القرار !!
ما ان حطّ رحاله بعد حين  في ارض خصبة، حتى بدأ يقارع الحياة وهو في عزّ شبابه، بالحراثة والكّد والتعب، وكان حنينه دائما وأبدا ً الى حبيبته يتذّكرها ويحلم كل ليلة بان يلتقي بها!!
زاد حنينه وشوقه وحبه وشغفه بها سنة بعد سنة !!
ولكن هذا الحب الدفين لم يمنعه من البحث والتقصي عن سر الكون، فبقي ينهل من العلوم بحثا ً عن الحقيقة !!

الى ان خطّرت  له فكرة ان يبدأ جديا ً في البحث عن رفيقة وحبيبة الصبا، بعد ان ادرك من العلم ما كان مخفيا ً عليه !!

كان ينتظر ويراقب  الطيور المهاجرة كل سنة، تمّر من سماء مكان وجوده، وتعود ادراجها بعد غياب فترة من الزمن !!

سأل نفسه،  لماذا لا يستعين بهذه الطيور في البحث عن حبيبته، خاصة وانه بات قاب قوسين او أدنى من دنو اجّله، وهو العالم والمدرك نظرا ً لوصوله الى خواتيم العلم والمعرف !!

لمّا حان موعد مرور الطيور المهاجرة، أشار اليها بالتوّقف  وطلب من الطيور التي تقود الأسراب ان تاخذه  معها في رحلتها السنوية، وأبلغهم قصده في  ان تساعده في البحث عن حبيبته !!

إجابته الطيور،  بالسمع والطاعة، واتفقوا على ان تاخذه هذه   في هجرتها، كل سنه، على ان تعود به في رحلة العودة  الى محل إقامته !!

وتعدّدت  سفراته على مدى سنوات طويلة، دون جدوى، وأحّس ان العمر بدأ ينهشه وخارت قواه وغزا الشيب مفرقه وسيطر الندم عليه، لان العمر ضاع من دون ان يلتقي  حبيبته ومعشوقته !!

الى ان قرّر ان يهاجر مع الطيور للمرة الاخيرة !!

في هذه المرّة  وبينما كان يأخذ قسطا ً من الراحة بعد عناء نهار طويل، جلس واستراح  على أكمة تطل على وادٍ، فيه من الأغصان المتشابكة والاشجار المتطاولة والأعشاب داكنة الخضرة، والنباتات دائمة النضرة !!!

 شاهد امرأة  عن بُعد  تعيش وحيدة في  الوادي، لفت نظره انها فائقة الجمال وأنها تمشي حافية القدمين، يرافقها في حلّها  وترحالها سربٌ من طيور الهدهد، تصدح الجو بالألحان الجميلة، وتأكد له من ثاقب نظره ان هذه الامرأة  كانت  فيما مضى عظيمة الشأن في اَهلها، ودخل الى مكامن عقلها وبان له كم  من العلم والمعرفة تدركه، لانها تقوم بنشر العلم والمعرفة على أوراق الأغصان، بعد ان تمشقها !!

خطر في باله ان ينزل الى هذا الوادي ليتعّرف على هذه الامرأة !!

كانت كل صباح وفي وقت محدّد تمر هذه الامرأة وعلى جري عادتها تمشق من الأوراق وتكتب، وتكتب وتكتب، الى ان قرر في الصباح الباكر  ان يسبقها ليقرأ ما كتبته في الأيام السابقة !!

في اليوم التالي،  وقبل بزوغ  الفجر بقليل وصل الوادي وبدأ يلتقط الأوراق المتناثرة أرضا ً يقرأها ويقرأها ويحتفظ بها لانها تتضمن  من العلوم التي وصلت اليه بعد سنوات طويلة  من عمره قضاها يبحث عنها، وتبين له ايضا انها تحوي  على  علوم جديدة لم يتوصل اليها، وها  هو يجدها في أوراق مرمية على الارض وقد اعتّرته الدهشة والاستغراب ان القوافل التي في عدادها اقوام من البشر تمّر في هذا الوادي وتدوس هي والدوّاب  على هذه الأوراق التي تختزن العلم والمعرفة وبواطن الأمور، دون ان تدرك مضامينها !!



في هذا الوادي كانت القوافل تمر، وتاخذ ما طاب لها من طعام وشراب ولم تكن امرأة الوادي ترغب في  ان يقيم اي إنسان من بني البشر بالوادي، اذا كان جاهلا لا يفقه من العلم والمعرفة، لهذا السبب اهتمّت   بتنظيم حقوق وواجبات الحيوانات والطيور المقيمة، وكان السمع والطاعة أساس بقاء هذه الحيوانات والطيور، وإلا كان ترك الوادي والنفي الى جهة مجهولة مصير من لم يطّع اوامرها !!

كانت امرأة الوادي  المقدّس  تأمل في  ان تلتقي من بين  ركاب القوافل برجل تاخذه زوجا ً لها يؤنسها في وحدتها، ولكنها لم تفلح بايجاد رجل من بني البشر يأسرها اويعجبها، لان الجهل والغباء كان يسيطر على ارجاء المعمورة في ذلك الوقت !!

الى ان التقت بهذا الكهل العجوز في الوادي يقرأ أوراق الأغصان التي تكتب عليها، ويقوم بجمعها، ويفرغ من جعبته وجيوبه كل مأكل او مشرب ليحتفظ بأوراق الشجر !!

تعجّبت  من هذا العجوز كيف أدرك  مقاصد علمها وفهم  معاني كلماتها !!

لم تأبه كونه عتيا ً في العمر، بقدر ما لفت نظرها العلم الواصل اليه !!

فاجأت امرأة الوادي المقدَّس الرجل العجوز وهو يلمّلم  أوراق الأغصان ويقوم بتوضيبها، ونهرّته  بصوت عالٍ، ماذا تفعل هنا ؟؟ وما هذا الذي تجمعه من أوراق أغصان ٍ متساقطة ذابلة وضامرة !!

لم يقوى على إجابتها، وانهارت قواه بعد ان تجمّعت حوله الوحوش الكاسرة والحيوانات الضارية تزأر كل بصوتها، واختلطت الأصوات حتى قامت امرأة الوادي بزجر الحيوانات طالبة السكوت والخنوع والخشوع لها، فأمتثلت لها
وراق الجو من الأصوات، وتقدمت نحو العجوز، تسأله من انت ؟ ولماذا انت هنا ؟ وطلبت اليه ان ينزع  حذائه لانها ارض مقدّسة !!

بدأ الرجل العجوز، بالكلام بعد ان هوّنت عليه الجزع والخوف الذي اصابه، وقّص عليها قصته حرفيا ً !!
إجابته، ان يُكمل  جمع ما شاء من أوراق !!

وبينما العجوز منهمك في عمله، التفت حوله حتى يشكرها، ولكنه لم يجدها، فاختفت عن ناظريه، ودبّ الحزن على وجهه وأكمل جمع ما يراه مفيدا ً !!

وقد لفت نظره انه التقط ورقة من الارض وقد كتبت  له هذه المرأة  على احداها ان ينتظر رسالة تخبره من هي !!

عندما رجع العجوز الى دياره، لم يكن يعلم ان سحر هذه المرأة قد اخذه بعيدا ً
وبدأ يتحّسر على ايام الشباب، ولاحظ ان عقله وقلبه انتقل فجاة من التي كان يبحث عنها طوال سني عمره  الى هذه المرأة !!
وبينما هو في غربته ينتظر الطائر الميمون كعادته كل يوم، يحمل له قصقوصة ورقية تحكي له امرأة الوادي المقدس أخبارها واحوال رعيتها،  إستلم  يوما ً
قصقوصة ً  حملها له طائر الهدهد تقول له فيها :

إنّ  غيابك عني هذه السنه قد آلمني !!
والشوق إليك يزيد من أحزاني  !!
والنوم غاب  عن اجفاني !!
وحبك هو كل  أحلامي !!
عُد إليَّ، لان وجهك ما زال في خيالي !!
وغيرك لا يفهمني ولا يقرأ اوراقي !!

بعد ان قام الرجل العجوز بقراءة هذه الرسالة، اعتّرته  الدهشة، ولم يصدّق عيناه ان هذه المرأة فائقة الجمال تكتب اليه هذا الكلام، وبدأ بالتفكير المضني والقاتل كيف له ان يذهب اليها، وقد طلب من الطيور المهاجرة عدم التوٌقف في هجرتها !!

فضلا عن ذلك ان صحته تدهّورت،  وساء حاله وبدأ يعّد أيامه المعدودات وقد غلبت حياته  التعاسة، ونهش قلبه الندامة، وسطّرت  احزان الكون في وجهه شقوقا ً لا تمحى، منها الندم على حبيبته الاولى، ومنها الشيخوخة التي لا تخوّله قضاء بقية عمره مع شابة في مقتبل عمرها !! 

اما امرأة الوادي المقدس ، تضايقت لان الهدهد تأخر في العودة، ولم تعد ترتل كل شروق شمس أغنياتها الرقيقة، وصوتها الشجي الذي يملئ الوادي سحراً وخشوعا ً حيث كانت الطيور تسجد لرقته ، وتتوقف زقرقة العصافير لانه سيد الأصوات !!

تاتِي الطيور لتغني معها، تمنعهم ، تحاول الوحوش المفترسة التودد اليها تزجرهم !!

الى ان طلبت من الجميع ان يتركها، جلست على حافة جرداء ملساء تنظر نحو الأفق، حيث بان لها الهدهد فانقشعت اساريرها وأرخت ابتسامة تميل الى الانشراح والحبور، وشهقت شهقة عودة الروح، وبسطت يدها لاستقبال الهدهد الذي ما كاد يستقر حتى بدأ بتقبيل يدها وخدّها وكل ما سمحت له بان يفعل، وقالت توقف، اخبرني عنه !!!
لم يكن الهدهد سعيدا، لانها منعته من إظهار حبه وطلبت اليه ان يخبرها عنه، فدّبت  الغيرة بالطائر المسكين المتعب من الطيران والتحليق، فسجد لها وبدأ.. يخبرها !!

لما وصلت اليه، أعطيته القصقوصة، قرأها مرتين ثم تناول صندوقا ً خشبيا ً مرصّعا ً بالجواهر الثمينة من ثلاث جهات ووضع القصقوصة داخل الصندوق !!

ثمّ سألته، ماذا قال لما قرأها ؟؟

أجابها الهدهد، كان حزينا ً محبطاً الهمّ ينهشه والكآبة تنخر وجهه ونزلت من مقلتيه دمعتين روت الارض وكان الشيب يغرس أنيابه في رأسه وقد تقوسّ ظهره وبان عليه التعب والضمور !!
قالت للهدهد ... كفى كفى يا هذا !!

وانهالت الدموع مدرارا ً من عينيها تسقي  الوادي سقياً غير ذي قبل ، فقدمت الطيور تواسيها ولم ينقطع بكاؤها وحزنها الا بعد ان اخبرها الهدهد قصة الصندوق المرّصع !!

قال الهدهد، سألته عن الصندوق المرّصع ولماذا يحتفظ بكل قصاقيص الورق التي ترسليها له !!!
أجابني، الرجل العجوز ان هذه الأوراق تحتوي على كنوز وجواهر، فيها العلم المكنون في صدور الآلهة وقد التقطها من الوادي المقدس وانا أنهل منها ما لذّ وطاب لي من معرفة أتوق لان ادرك مقاصدها ومعانيها !!


ولما بدأ الهدهد الكلام عن الصندوق الخشبي المرصع بالجواهر، انقشعت غيمة سوداء كانت تلف الوادي، وتوّقفت  الرياح العاتية، وساد السكون وسجّدت  الطيور وعبق الوادي بروائح الزهور وبانت روائع رسومات الحواري على مداخل الوادي وعكست أشعة الشمس اقواس من قُزح الألوان !!

اما هي ابتسمت، وكأن الشمس والقمر والنجوم أُخلي سبيلهم فتعطّر الجوّ برائحة فمها وقالت بحنان ما بعده حنان، ومدّت يدها برفق ما بعده رفق الى وجه الهدهد، واسقته من ريق عسلها حتى يحلو في تغريداته ويمضي دون ان ينسى !!

وقالت له تعالى يا حبيبي !!

وضمته اليها قائلة ان حواسي معك، أخبرني ما قصة هذا الصندوق !!
قال لها :

أمر هذا الصندوق عجيب، مرصّع من ثلاث جهات لم ارى في حياتي جواهر او احجارٍ كريمة تضاهيها، لا ارى حتى في الوادي مثيلا ً لها !!

لمّا سألته قال لي:

هذا الصندوق كان هديتي للتي ابحث عنها منذ عقود،  لما افترقنا أبّت ان تأخذه معها ومنذ ذلك الوقت وفي كل يوم على فراقنا أضع حجرة ثمينة حتى أُحصي الأيام التي غابت عني !!

لمّا سألته أيضاً عن سبب عدم إكمال الجهة الرابعة :

أجابني، انه توقف عندما التقى بك يا سيدتي وأصبح بدل الجواهر والأحجار يحتفظ برسائلك التي ارميها له كل يوم !!

ضحكت وقالت إذن، احبني وانه نسي التي يبحث عنها، وأني اذا ذهبت اليه يستقبلني ويحبني كما أحببته انا منذ ان التقيت به هنا ؟؟
أجابها الهدهد :
كلا يا سيدتي انه كاد ان يحّبك ويقع صريع غرامك، لولا قصقوصة حملتها اليه من  الوادي ، اخافته وارعبته ودّب الذعر في كيانه !!

انتفضت من مكانها وصرخت ، ما هي القصقوصة ؟ التي خاف منها ؟؟

تغيّر الجو وتلبّدت الغيوم وغابت الشمس وهربت الطيور وجفلت الوحوش وأمسكت الهدهد وزجرته وكادت ان تقتله !!

هل  أخدت قصقوصة غير التي أعطيك إياها كل يوم ؟؟
اجاب وهو يرتجف خوفا ً !!
نعم يا سيدتي !!

أطلقت امرأة الوادي المقدَّس  تراتيلا ً ذي مقام حزين، فانسحبت مياه الأنهار الى منابعها !
وعادت الطيور الى أعشاشها !
وخلد ملك الأسود الى عرينه !
وعادت الشمس من حيث  أشرقت !!
ولم يبق أمامها الا الهدهد !!
نظرت اليه واضاءت الوادي !!
بعين فيها انتقام ، وعين اخرى، فيها آسى وحزن عميقين !!

انه الهدهد، حبيب قلبها، ورفيق دربها !!
وكاتم أسرارها، وكليمها منذ الصغر بعد ان تركها أهلها !!
ماذا أعطّيته  ؟؟
أيةٌ قصقوصة ؟

أجابها الهدهد، والخوف يلف كيانه !!

أعطّيته القصقوصة التي كتبها والدك لما ترك الوادي وفيها انه رجل سماوي تزّوج من امرأة بشرية التي هي أمك وقد هلكت من الحزن بعد رحيله الى السماء فور ولادتك !!!

وأعطّيته قصقوصة ثانية التي فيها ان أسراب طيور الهدهد، هي التي قدّمت لك الغذاء والحماية والرعاية !!!

وأعطّيته  قصقوصة ثالثة التي فيها انك تمقتين وتكرهين الرجال بسبب ما فعله والدك السماوي بان هجر والدتك وهي في ريعان الشباب !!

وأعطّيته  قصقوصة رابعة التي فيها اسماء الرجال الذين تقضين وطرّك  منهم ومن ثم تعدميهم !!

وسألته امرأة الوادي المقدَّس ، لماذا ولماذا .... ولماذا قمت بهذا !!

استشاطت امرأة الوادي المقّدس غضبا ً من هذا التصرف الارعن الذي قام به الهدهد، واعتبرت ان الخيانه فعل عظيم ومن الكبائر التي لا يمكن السكوت عنها او التستر عليها، لان انتظام حكمها على رعيتها لا يقوم الا على الولاء المطلق !!

ادركت امرأة الوادي المقّدس ان الذي كانت تبحث عنه ضاع بفعل خيانة الهدهد المقرّب اليها والى قلبها !!
عاشت لسنوات طويلة في هذا الوادي تبحث عن رفيق عن صديق عن حبيب عن زوج !!
ضاعت الأحلام التي بنتها !!
خابت الامال التي علقتها !!
بدا عليها الغضب والانتقام !!
وقرّرت محاكمة الهدهد !!




إستدعت ملك الأسود من عرينه !!
ونادت التنين من مغارته !!
وساقت قطعان الغزلان من مراعيها !!
وأشارت لسرب من الهدهد ان يغّط !!
وأعادت الشمس الى قرص السماء !!
وأمرت الأنهار ان تعود لتتدفق من ينابيعها !!
على يمينها جلس ملك الأسود !!
وعن يسارها وقف التنين !!

وأمرت الأسد بزئرة بدء محاكمة الهدهد !!
فارتعدت الجبال وتكاثرت بلبلة الأصداء !!

وزجرت التنين بان يقذف حممه، فاشتعل الوادي، وأُضرمت النار في كل مكان !!

وقف الهدهد، يرتجف خوفاً !!

تقدم سرب من الهدهد والدموع تنهار من عيونهم، يطلبون العفو والمعذرة !!
سألته :

لماذا أعطيته القصقوصة التي فيها ان ابي رجل سماوي ؟؟

انا أريده ان يعلم اني من والد بشري وأم بشربة أيضاً ً، انت جعلته يهاب مني ويخاف من هيئتي !!

زئِر الأسد وما لبث الهدهد ان أُغشي عليه مدّت يدها وإعادت اليه توازنه !!
لماذا قلت له ان اسراباً من الهدهد قدمت لي الغذاء والحماية والرعاية !!

هذا شأنكم يا أهل الوادي بان تمدحوا أعمالكم وتجعلوا من قدمتم له خدمةً ان يكون عبدا ً لكم طيلة حياته !!

وصرخت امرأة الوادي بأعلى صوتها،
يا أهل الوادي ...
ليس عندكم نبتة العطاء !!!
فالشمس من عندي تعطيكم النور طوال النهار !!
والقمر والنجوم ينيران دروبكم بالليل !!!
والأزهار من حقلي ان اعطتكم، لا تعطوها شيئا ً !!

كل فعل تأتوه تطلبون مردودا ً!!!

في القصقوصة الاولى والثانية !!

سأعفي عنك أيها الهدهد، لان الوفاء يسري في عروقي، والغدر ليس من شيمتي ونكران الجميل لست من أهله !!

انت أيها الهدهد رفيقي منذ الصبا !!
أفشيت سراً يمكنني ان اتجاوزه !!

تعالت تغريدات أسراب الهدهد فرحة ً وسجدوا لامرأة الوادي المقدّس، وقالت لهم ان المحاكمة في القصقوصة الثالثة والرابعة ستبدأ غداً !!
وطلبت من ملك الأسود ان يزئر اعلاناً لرفع الجلسة !!

طلبت ان تخلد للراحة، وان تبقى وحيدة !!
إعتادت ان يكون الهدهد معها كل ليلة يكلمّها يناجيها يقصّ عليها قصصا ً حتى تنام !!
هذه الليلة هي غير كل الليالي !!

منذ ان التقت ذلك الرجل الذي وطأ الوادي تعلقّت روحها بروحه وأقسمت ان تبطل عادتها في الانتقام لوالدتها بعد ان هجرها والدها الى السماء !!!

لم تقض ِ وطّرها مع اي رجل من الوادي منذ ان التقت به !!

ان جذوة الإخلاص له جعلتها تتوقف عن عادة الانتقام !!

قلقها وعدم نومها حتى انبلاج الفجر، انهك قواها واتعبها وخارت قواها لان رياح الحنين للهدهد قضّت مضجعها، فنادت المنادي ان يأتوها بالهدهد !!

لما دخل عليها كان محبطاً مدركا المخاطر التي تنتظره !!
طلبت اليه ان يستمع اليها جيدا !!
ويجيب على أسئلتها !!
انت تعرف اني توقفت عن عادة الانتقام !!
وانت تعلم اني وقعت في غرامه وعشقه !!
أجابها،. نعم 
لماذا إذن ؟؟
قال، اني 
خائف عليك !!
وخائف عليه !!
خائف عليك، لانه رجلٌ. كهلٌ. مسنٌ. لا. يصلح لك !!
وخائف عليه ان يتوقف عن البحث عن حبيبته الاولى !!
انتفضت، وقالت له
هل دبّت الغيرة في قلبك يا أيها الهدهد ؟؟
هل تصرفك هذا يمنعني من الالتقاء به ؟
هل تعتقد ان العمر يقف حاجزاً بيني وبينه ؟؟
ان روحي تعلقت بروحه !!
وقد ارجع الى عادة الانتقام !!
اليك فرصة وحيدة !!
حتى لا تكون اول ضحايا الانتقام الرهيب !!
ارتعد الهدهد خوفاً !!
وقالت له :
حتى غروب النهار، عليك ان تتدبر لي لقاءً
سرياً معه .... وإلا !!

استأذن الهدهد امرأة الوادي المقّدس بان يصطحب معه رفاقه للاجتماع بالرجل !!
رفضت هذا الطلب، لان الاجتماع الذي تريده سرياً قد تنتشر أخباره بالوادي،
وقالت له ما زلت يا هدهدي كاتم أسراري !!

وكيف لي الوثوق برفاقك !!
وبناءً لإصراره،
قبلت ان يصطحب معه رفاقه شرط ان تضع عينها محل احدى عيناه حتى ترى كيف تسير الامور !!
 وتراقب رفاقه !!

لم يكد الهدهد ان وصل الى قومه حتى علّت الصّيحات ودبّت الفرحة وأقيمت حفلات الغناء والرقص والموسيقى !! 

توقف الهدهد وقال لقومه :
ارتكبت في حياتي اخطاء عديدة !!
ولكن هذه أعظمها !!
في  إشارة الى المحاكمة !!
كانت امرأة الوادي تحاول افهامنا من خلال تصرفاتها وعاداتها أنّ علينا اتبّاع طقوس جديدة في حياتنا !!

كان سبب انتقامها من الرجال، افهامنا بان لا نترك أولادنا صغاراً 
كما فعل والدها، لمّا رحل تاركاً والدتها مع طفلتها !!

كان وقف إعدامها للرجال أعلامنا،  بان العفو عند المقدرة هو الأسمى !!

كان عشقها لهذا الرجل دليلا على انه لا عوائق او حواجز أمام الحب، وان الأعمار أن زادت لا تقف حجر عثرةٍ امام جبروت الحب !!!

وكان إصرارها ان أتدبّر لها لقاءً سرياً مع ذلك الرجل دليلا ً ساطعا ً على نيتها في بدء حياة مثل أهل الوادي ألمقدّس !!

من منكم على استعداد لمرافقتي لإقناع ذلك الرجل للقاء امرأة الوادي المقدّس !!

تطّوع عدد كبير من طيور الهدهد للذهاب معه، لان الرجل بعد ان قرأ القصاقيص بات يخافها ولا يأتمنها !! 
والامر يحتاج حيلة ذكيه لإقناعه !!
لحق بركب الهدهد سرب ٌ من الحكماء !!
وكانت عين امرأة الوادي تحرس وتراقب !!

بقيت امرأة الوادي المقدَّس تراقب الهدهد ورفاقه، وقد صممت ان أتى باي هفوة او غلطة يرتكبها فإن صاعقة قد جهزّتها للقضاء عليه ورفاقه !!



لمّا حطَّ سرب الهدهد امام الرجل العجوز، أخذته الدهشة ولم يتمالك نفسه من إبداء الاستغراب لهذا العدد من الطيور !!
وبادره  السؤال 
من صحبُك ؟
ومن أرسَلك ؟
أجابه الهدهد ، انهم وفد من علماء الوادي المقدس أتينا لمقابلتك !!
وان امرأة الوادي المقّدس هي  التي أرسلتني !!
وهذه هي القصقوصة ، التي طلبت ان أقوم بتسليمها لك !!

كانت على غير عادة القصاقيص التي سبقت !!

بدءُ الاحرُفِ عطرٌ، ونهايتهُ سِحرٌ !!
فيه من الظاهر والباطن ما يعجز عن فهمه إلا هو !!
احس برائحة العطر !!
 ونال منه السحر !!
أدرك باطن الكلام من ظاهره !!

رفض ان يحتفظ بها بالصندوق المرٌصع أسوة بالتي سبق واستلمها !!
نظر الى الهدهد ورفاقه ،
وقال،
قُل  لها لن يكون هناك لقاءً سرياً !! 
بالرغم،  من انها قد هزّت كياني ووقعت في شباكها ولكني لست مستعدا للموت على يدها وفقا ، لطقوس أكل الدهر عليها وشرب !!

قُل  لها، يكفيني انها تمكّنت  من ان أطوي صفحة الماضي بعد عقود من البحث عن حبيبتي !!

وَقُل  لها أيضاً، باني أقفلت الصندوق الخشبي المرّصع بكل القصاقيص التي استلمت !!

وقُل  لها أيضاً، طال انتظاري لان ملاك الموت يحوم حولي !!
نظر اليه الهدهد ، وقد احمّرت احدى عينيه فخاف عليه الرجل وحاول ان يداويه،
قال الهدهد، دّعك من هذا !!

معي وفد العلماء أتينا لنبلغك انها تبدّلت وتغيرت !!! 
وقد  تركت هذه العادة، وأنها تطلب ودُّك وتأمل ان تلتقي معها، لتبث لك مشاعرها وحبها وتعلقها بك !!

أجابه الرجل،
أدركت ذلك من باطن النص لا من ظاهره، وأنها توقّفت  عن قتل الرجال بعد ان تقضي وطّرها منهم !!
ولكني لست مستعداً لهذا اللقاء السري !!
اني رجل عجوز مثقل بهموم الدهر لا أقوى على السفر !!
أمرت الهدهد، من خلال عينها التي ترى وتراقب، ان يسأله اذا قدمت هي اليه هل يستقبلها ؟؟؟

أجابه، كيف لي ان استقبلها وانا على باب القبر وملاك الموت يحوم فوق راسي إيذانا بالرحيل !!

قالت للهدهد
قل له :
سأقضي على ملاك الموت فوراً !!

وعاجلته بشهب مضيئ ، وأضرمت به ناراً مشتعلة، وهدر صوته من الألم وخيّم صراخه وعويله في المكان ، ثم ما لبث ان وقع صريعا في مكان بعيد !! 
وقالت للهدهد
قُل  له اني قادمة !!
قُل  له اني مثل ابي امراة سماوية !!
قُل له ان ينظر في عينك ليرى صورته الجديدة !!
وما ان تقدم الرجل نحو الهدهد، حتى بدأ شكله يتغير الى عمر اقل، الى ان اصبح في ريعان الشباب !!

لم يُصدَّق  الرجل ماذا حلّ به !!

رقص من كثرة فرحه !!!

وما لبثت ان مرّت غيمة بيضاء كلون الثلج، غمرت المكان !!
وما لبث ان أينعت ثمار الأشجار في غير ميعادها !!

وما لبث ان غطّى المكان حشيش احمر !! إيذاناً بقدوم زائر ٍ !!

وما لبث ان نبتت زهور ورياحين متعددة الألوان والأشكال !!

وما لبث ان عبق الجو برائحة البخور والعنبر !!

وانفلقت السماء !!

ونزلت امرأة الوادي المقدس من على صهوة حصان ابيض له جناحان  !!
يرافقها  نسرٌ وعقاب !!
وأمرا الجمع بالسجود !!
تمايلت امرأة الوادي المقدس وهي تسير، وتطاير الغنج والدلال منها، وأومأت بيدها للهدهد، ان يترك المكان وصحبه !!

تقدمت امراة الوادي المقدس نحو حبيبها !!

وكان بأجمل حلةٍ  واذكى رائحةٍ،  وجسم ممتلئ،  وتصافحا، وأذنت للشمس بالمغيب، وتبادلا القبل على ضوء القمر !!
واختلت به !!
وبعد ان قضت وطّرها منه !!
اصطحبته معها للوادي المقدس 
حبيبا، رفيقا وزوجاً !! 

أعداد 

فيصل المصري 
اورلاندو / فلوريدا
تموز ٢٠١٤
الحقوق الأدبية محفوظة لدى ولاية فلوريدا 



الاثنين، 12 أكتوبر 2015

خاطرة، في عملّيات التجميل.

خاطرة، في
عمَّليات التجّميل. 
 
كان يُحّبها حُبّا ً جمّا ً ...
وكان له منها، بنتا ً وحيدة ً ...
وكانت دائما ً تحاول إقناعه، 
انها ترغب في إجراء عملية تجميلية لأنفها، ولشفتيها. 
كان يرفض باستمرار، 
قائلا لها، 
إني أُحِب فيك هذا الأنف البارز، 
وإني أطمئن لهاتين الشفتين الرقيقتين. 
 ولا اريد لهما بديلا ً ...
كان، اذا أراد ان يتغّزل  بشفاهها :
يقول إنهما، ضفتي نهر ٍ ينساب في سهل عبر حقول من الرياحين، ناصعة البياض ...
وإذا أراد ان يُثنيها عن تجميل انفها، 
يقول لها، أَنِّي  ارى فيه كبريائك،  وعلَّو  أخلاقك ...
تعسّرت أمور الزوجين، فقصد الاغتراب كسبا ً للرزق الحلال، ضنا ً بالاحتفاظ على مستوى معيشة زوجته، وابنته. 
وهو في الغربة، لاحظ ان طلبات الزوجة المادية ازدادّت، 
لم  يُقَصِّر في زيادة إرسال المصّروف الشهري، لانه يحبهّا ولا يتأخر في تلبية طلباتها. 
الى ان قرّر يوما ً بعد ان ضحكت له الأيام، ان يرجع الى بلده، لأن الشوق لزوجته، وابنته بدأ يُرهق حياته، ويكوي قلبه. 
لاحظ، انها كانت تستّمهله، التأخير. 
وتكرَّر قولها، بان يؤجل قدومه للشهر المقبل. 
الى ان وافقت اخيرا ً، وانتظّرته مع ابنتها في المطار. 
تعّجب،  لما رأى ابنتّه برفقة امرأة، 
وإستغرب عدم وجود زوجته، في المطار. 
ساورّته  الشكوك  بان مرضا ً  قد حل ّ  بها. 
وهو يعانق إبنته، 
سالها أين، أُمك ؟
إجابته، هي معي ...
هالّه المنظر، وتقدم من زوجته وسألها ماذا فعلت بوجهك ؟
أجهشت بالبكاء، وقالت له أحبّبت ان أُفاجئك بإجراء عملية تجميل  لانفي واُخرى، لشفتّٓي. 
أجابها، ماذا فعل هذا الطبيب  بوجهك ؟
ولأنه، يُحِبّها، 
إتصل بصديق له، طبيب جرّاح، وأخبّره ماذا فعل طبيب التجميل في وجه زوجته، 
اجابه، بان يأتي اليه فورا ً، وباقرّب وقت ممكن، لان المشاكل الناتجة عن فشل  عمليات التجميل، لها انعكاسات سلبية على صحة زوجته. 
أُدخلت زوجته، الى غرفة العمليات. 
طال انتظاره، ورأى حركة غير إعتيادية في المستشفى. 
خرج صديقه الطبيب، والدمعة تنزل من خديّه،
ماتّت زوجتك،  
لاننا، لم نتمّكن من  إنقاذ حياتها.  
رجع مع ابنته حزينا ً.
وإبتاع له بيتا ً على ضفة نهر، يقطع سهلا ً مُحاذّي  لجبّل  شاهق العلّو،
وبقي طيلة ما تبّقى له من حياة،  يُنّظف ضفتي النهر وينظر الى اعلى  قمة الجبل، 
في  كل صباح،  ومساء.  
ويقول، 
لضفتي النهر،  
صباح الخير،  
ولقمّة الجبل،
مساء الخير،
 
أعداد 
فيصل المصري
اورلاندو / فلوريدا
تشرين الثاني ٢٠١٥





 

الجمعة، 9 أكتوبر 2015

من مآسي الحرب في سوريا، الجزء الرابع

من مآسي الحرب في سوريا. 
الجزء الرابع. 

حقل تجارب للسّلاح التقليدي الفتّاك. 

من الأمور التي باتّت اكثر من واضحة، 
 -/ إنّ التدّخل الروسي في سوريا، لم يكن ضد دولة الخلافة الاسلامية ( أيزيس )، بقدر ما هو للقضاء على الجيش السوري الحُّر المعارض، والمنظّمات  الاسلامية الاخرى المسّلحة، ومساعدة النظام السوري، صراحة دون مواربة. 
-/ إنّ تدّخل الغرب، لم يكن ضد دولة الخلافة الاسلامية ( أيزيس )، بقدّر ما هو موّجه لإضعاف النظام السوري، وليس الى إسقاطه،  وإلابقاء على هيكليّته العسكرية، تجنبا ً للتجربة العراقية الفاشلة في إجتثاث الجيش وتسريحه، ثم الفوضى العارمة، كما أوضحت ذلك السيدة هيلاري كلينتون المرشحة في إنتخابات الرئاسة الأميركية.   
 -/ إنّ تدخّل عرب الخليج، تارة موجَّه  لإسقاط النظام السوري، وطوْراً لمساعدة الأطراف المناهضة، بما فيهم دولة الخلافة الاسلامية، أيزيس. 

 -/ هذه الشبكة العنكبوتية، في حرب سوريا، تُدار بحنكة، وقدرة متناهية، كالحشرة التي تٓخِيط بيت العنكبوت. 
 -/ الحرب اليوم في سوريا، لا يُشار اليها بعدد الضحايا البشرية، والدَّم  العربي المُراق هدرا ً، بل الاهتمام ينصّب على، معرفة قُدرّة الصاروخ، كروز الروسي التدمّيرية، والمُنطّلق من بحر قزوين مرورا ً بالأجواء الأذربيجانية، والتركية، وربما في حالات اخرى بالأجواء الإيرانية، والعراقية، وذلك حسب موقع إنطلاق الصاروخ، كذلك معرفة دِقّة التوجيه لهذا الصاروخ، حيث ذكرت الأنباء ان أربعة صواريخ كروز سقطت، وتحطّمت في ايران، قبل ان تصل الى سوريا.  

 -/ كذلك ينصّب الاهتمام على قُدرّة الصاروخ الغربي، قاتل، ومُدّمر دبابات الجيش السوري النظامي. 
-/ ومن الأمور المّهمة، التي تُلفت الانتباه، وتُشغل بال الإعلام، سيارات رباعية الدفع من نوع تويوتا، التي يمتلك جيش الدولة الاسلامية، أيزيس، أُسطولا ً منها، ومدى قُدْراتها في الحرب، ولا يُنظر الى طاقمها، وكيف وصلت الى منطقة الحرب. 

وبخلاف ما يُعتقد، ويُنّظِر الغير:
-/  ان روسيا، لا تخاف من إمتداد دولة الخلافة الى حدودها الجنوبية، وإن تدّخلها، هو بروباغندا شرقية، غربية على حدّ سواء، اتّى تهويلا ً لدِرء الخطر، وإمتداده الى حدودها، والى دول الغرب، لان الأطراف التي تُدير الحرب وتُشارك فيه، يُدركون ويعلمون ان التخطيط هو على قدم وساق لإنشاء دولة إسلامية، تُسَّمى أيزيس في أراض ٍ من، سوريا والعراق، ويجري تجميع ما يُسّمونه بالارهاب الدولي في هذه المنطقة. 
قد يكون هذا الكلام ضربا ً من الخيال، ولكن تبين أن الرؤوس التي تقود وتخطّط لمعارك الدولة الاسلامية، هم من غير العرب، ولكنهم يدينون بالإسلام دينا ً، وقد أتّوا من الأقطار والدول جنوبي روسيا. 
إذا نظرنا الى التاريخ العربي، يتبين ان الخلافة العبّاسية ( العربية، الاسلامية ) سقطت على يدّ التتّار، وذلك وفقا ً لتدوين التاريخ العربي الكاذب، الذي يُمالئ، ويُنافِق، ويُمالِق، ولا يُشير الى الحقيقة، كما في معظم الحوادث التاريخية التي يشُوبها شُبهات. 
إن ّ الذي اسقط الخلافة الاسلامية العربية، ليس التتّار وحدهم، وقد يكون هذا، كالقشّة التي قٓصٓمّت ظهر البعير، لان الخلافة العباسية الاسلامية العربية، لا يُمكن سقوطها في معركة حربية يقودها رجال من التتّار القاطنين في سهول اسيا الوسطى، بل الذي نخر وقضى على خلافة المسلمين العرب هم  مسلموا،  خراسان، وبلوشستان، وأذربيجان، وافغانستان، أوزبكستان، طاجيكستان، كازاخستان  والشيشان، والفرس، الذين إنخرطّوا بالجيش بِكثرة، كجنود مُرتزقة ، ودخلوا الدواوين الحكومية كموظفين، او كتّبة، وعملوا بالقصور كمُخنثين، او مُخصييّن، أو جرى بيعهم كعبيد، وسبّايا، وقد إنغمّسوا بالحياة، وعاثوا فسادا ً بالعادات العربية الأصيلة، من مأكلٍ، ومشّربٍ، وملبسٍ وغيره من أُمور، يومية حيّاتية كثيرة. 
كان مسلموا ، أطراف الخلافة العباسية، يخّربون البنيان، ويقيمون أبراجا ً للخيانة، ويشيدون سدودا ً من الحسد، حتى عمَّت الفوضى، ودّب الضعف وسقطت بغداد في بحور من الفساد. 

ماذا يجري اليوم في العراق وسوريا ؟
هو ذاته الذي جرى في الخلافة العباسية الاسلامية العربية، انهم مسلموا جنوب روسيا، وجحافل من البشر المتعطّشون الى إقامة دولة لهم، على أنقاض العراق وسوريا، بعد القهر الذي أمعن في ديانتهم، النظام الشيوعي في ظل الاتحاد السوفياتي. 
إن من يمسُك الزمام اليوم، في سوريا والعراق، هم هؤلاء المسلمون، من غير العرب، الذين أتوّا من جنوب روسيا، وهي التي ساعدتهم، وأغرّتهم، وإستقدّمتهم، وموّلتهم، وما زالت. 
لهذه الأسباب وغيرها، لم تأت روسيا الى سوريا، للقضاء عليهم، بل تدخّلت لتثبيت اقدامهم، ويُساعدهم في ذلك الغرب.  
التاريخ، دائما ً يُعيد نفسه. 
وكما سيطرت الخلافة العثمانية على العرب اكثر من أربعة قرون، وهذا هو ما يجري مع عرب اليوم من خلافة إسلامية غير عربية. 
وقد تمّيز أفراد هذه الدولة، بوجوه غريبة، وقاموا بتأويل للقرآن والاحاديث النبوية، خلاف ما فسّره المسلمون العرب، مثلا ً :
في مسألة .... أٓحْفوا الشّٓوارب ... وأٓعفوا الّلحى ... 
فإنك لا ترى بالمسلم العربي، تطبيق هذه السنة النبوية، بالطريقة التي يقوم بها مسلموا خراسان ( تذكروا خراسان جيدا ً ) انهم يطبقّونها من أجل الترهيب، والتخويف في مسألتي حف الشوارب، والعفو عن اللّحى، حتى يُصبح  شكل المُقاتل غريبا ً عجيبا ً ومخيفا ً في اللّحية الكظّة. 
في مسألة الزِّي الذي يلبسونه، والمُتّعلق ب تقصير الثوب الى ما فوق الكعب. 
اذا نظرت الى المقاتل من مسلمي خراسان وجوارها، فان الزِّي الذي يرتدونه يخالف الزِّي الذي يلبسه المسلم العربي، لأنهم يُمعنون في التقصير، ولا يلبسون المداس العربي، فان زيّهم عجيب غريب وخاصة في إستبدالهم المداس، الى ما هو غير ذلك، لانه خليط من أزيائهم التقليدية، مع دمجها بالسنة النبوية.  
وقد تحدثت اخبارهم انهم يؤثرون حذاء النايكي، وهو المُعتّمد جبرا ً.

والتاريخ الجديد، هو الذي سيحدّد هوية هذه الدولة، التّي تدّعي انها إسلامية.  

فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
تشرين اول ٢٠١٥      



الخميس، 8 أكتوبر 2015

خاطرة في، نافذة السبعة بحُور.


خاطرة،

كان يَقُول لها :
بيني وبينك، سبعة  بُحُّور،
أتمّنى،
لو، أن ّ هناك  نافذة، 
في  هذه  البُحُور،
حتى أراك ِ 
وأنت، تٓبْتٓسِمين، 
إيذانا ً.... للشمس  بالشروق. 
وأنت، تٓغْمُضين، جِفنّيك ِ.
 أمرا ً ... للشمس  بالمٓغِيب. 

 
 
فيصل المصري
اورلاندو / فلوريدا
تشرين اول ٢٠١٥

الثلاثاء، 6 أكتوبر 2015

من مآسي الحرب في سوريا، الجزء الثالث.

من مآسي الحرب في سوريا. 
الجزء الثالث. 
الدّٓجل العربي. 

المقدمة :
أٓود ان أُلِفت نظر القارئ الكريم، أَنِّي  عندما أُبدي وُجِّه نظري، عن ما يدور من حرب قذرة في بلاد ما ببن النهرين، من دمار، وتهجير لمكوّنات المجتمع، ما هو إلا تحليلي الشخصي،  ليس إلا ّ ....
وبالتالي، لست مؤيدا ً لآي طرف كان. 
وبعد هذه المقدمة، 
أقول،

الدّٓجل العربي، هو الكذِّب، والنفاق، والتدّليس، في خِطابهم السياسي، وهو  الذي يُؤجّج، ويُسبّب مآسي الحرب في سوريا، ولا علاقة له بالعهر الاجتماعي، الذي يمتاز به العربي، وهو يتّسكع في عواصم وحانّات الغرب.
ومن جُملة النفاق السياسي العربي، الذي يتنّدر به الغرب، هو ما أدلى به المرشح الجمهوري لرئاسة الجمهورية في اميركا، دونالد ترّامب، حيث قال في ردِّه على تصريح كان قد أدلى به، بانه اذا فاز بالانتخابات، سيقوم بإعادة كل لاجئ سوري الى بلاده، فيما لو دخل اميركا، ب سِمّة لاجئ، او هارب من جهنم الحرب في سوريا.  
قال ترّامب صراحة :
سأُعيدهم، 
لأَنِّي ارى موجات المهاجرّين، والفارّين، والهاربين، من سوريا أغلبهم رجال، وأقلهّم نساء وأطفال، وربما عائلات. 
وقد بثّوا لقطّات من القوافل التي تضُّم رجال، وشباب ما زالوا في مقتبل العمر، وإن هؤلاء، سيشّكلون فتيل أزمة بالمستقبل، وأعلن صراحة، بانه سيقوم بنزعها فورا ً، حفاظا ً على أمن، ومصلحة اميركا.  

سأُعيدهم،
لانى، لم أٓجد دولة عربية واحدة، غنيّة إستضافت اي هارب، او فاّر او لاجئ من سوريا، وقام تراّمب بتعداد كل دول الخليج، دون وجّل ٍ او مواربة، التي رفضت إيواء اي عائلة سورية هاربة، او نازحة. 

ومن علامات الدجّل والنفاق العربي ايضا ً، ما يدور بالخفاء تارة، وبالعلّن طورا ً، من ان إسرائيل وضعت خطوطا ً حمراء، بالنسبة لدروز سوريا، وكأن ّٓ إسرائيل يَقُض ُّ مضجعها، ويُؤرّق ُ ليلها، ويُزعج أحلامها، دروز سوريا، أو دروز لبنان.  
أسرائيل تُدرك تماما ً، ان دروز سوريا، ودروز لبنان، يقفون على ألف رأي ورأي، في الحرب الدائرة اليوم في سوريا، وقد نشّطت أصوات مُتعدّدة في هذا المُجتّمع، ما بين معادي للنظام السوري، وما بين مؤيد له، والشواهد على ذلك كثرة التصريحات من كِلا أطراف المُجتمع.  
في هذه الحرب، يهّم إسرائيل، أمن حدودها الشمالية، والشرقية، والجنوبية، في هذا المغطس العربي المدُّمر، الذي يلّف حدودها، بغّٓض النظر عن من يقطن هنا او هناك، والدجل العربي، يُركّز على قاطني الحدود الشمالية فقط، ويتعّمد إخفاء الكلام، عن القاطنين شرقا ً وجنوبا ً لحدودها، بالرغم من توقيع اتفاقيات ثُنائيّة.   

سبق وتساءلت في مُدونتي منذ اكثر من سنة تقريبا ً، عن وضع الموحدين الدروز في سوريا، هل يتطّلب تعديلا ً في لعبة، حرب الأُمم التي تدور رُحّاها في سوريا ؟ 
وما زِلّت بعد أكثر من سنة، على ذات الرأي، 
ولكن أُضيف، إنه بعد دخول روسيا المُعتّرك السوري، وأوحاله، وأجوائه، فإن الخطوط الحُمّر، ستكون أشد وضوحا ً في جنوب سوريا، بخلاف عن 
 ما يقال، عن  Free Zone  في أجواء سوريا الاخرى، حيث أجابت عنه هيلاري كلينتون، اللاهثة في سباق الحزب الديموقراطي، إنه بعيد المنال بالوقت الحاضر، أي ما معناه، ان الحرب ما زالت قائمة، وباقية الى أجّل غير مُسمّى. ( يراجع الجزء الاول، بهذا الخصوص ) 


فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
تشرين اول ٢٠١٥ 

الاثنين، 5 أكتوبر 2015

من مآسي الحرب السورية، الجزء الثاني.

من مآسي الحرب في سوريا ...
الجزء  (٢). 
سيناريو ليبيا، ونهاية القذافي. 
هل سيتكرّر ؟

في الجزء الثاني، من مآسي الحرب في سوريا، 
لن اتوّسع كثيرا ً، بل سأترك علامات، يُمكن للقارئ ان يتوّسع هو، فيها. 
-/ سبق وضمّنت بالجزء الاول من مآسي الحرب في سوريا، ان روسيا لا تعِّر تركيا، اي إهتمام في تدّخلها في سوريا، وسيتكّرر إنتهاكها الأجواء التركية في قادم الأيام، ليس بسبب خطأ تكتيكي يرتكبه الطَّيِّار، بل هو رسالة موجَّهة الى من يعنيه الامر، تتضمّن التعجيل بوضع إتفاق، او التهديّد بتوسعة رقعة الحرب. 
إن ّ روسيا تعلم جيدا ً، ان تركيا هي ساعية بريد، ليس إلاّ، وانه ليس بوسعها، إرتكاب اي حماقة، كتحليق خاطئ، من اجل توجيه رسالة الى اميركا، عبر إسرائيل. 
-/ كشفت بعض الأوراق المُبعثّرة في حرب القضاء على نظام معّمر القذافي، ان بوتين طلب من اميركا، حتى يتّوقف،،،، عن مساعدة القذافي، ان تتّمْ تصفيته. 
وبالفعل، جرى قتل القذّافي بعد ان كان مخبّأ ً في قسطل، او مجرور لتجميع السيول الجارفة. 
الشرط الوحيد الذي مكنّ حكومة روسيا، من ان تستولي على حسابات القذافي المالية في البنوك الروسية، والاوروبية، والتي تجاوزّت ثلاثة الآلاف من الحسابات الشخصية، البنكّية،،،،، هو ان يٓنْفٓقْ مُعمّر القذافي. 
لغاية تاريخه، لم يستفّد الشعب الليبّي، او الحكومات الليبية المتعاقبة، من أموال العقيد، المصادّرة. 
-/ كشفت الأوراق المبعثرة، انه بعد توقيع الاتفاق النووّي الإيراني الأميركي،  جرى رفع الحجز عن اكثر من ١٥٠ مليار دولار لصالح ايران، بعد ان كانت مُجمّدة بسبب العقوبات.   
ومن بين هذه الأوراق المبعثرة، هناك ورقة واحدة، ضائعة، وهي  العقوبات المفروضة على روسيا، بعد الفيلم الهوليودي الذي جرى تصويره، بأوكرانيا. 

الى ان نعثر على أوراق مبعثرة اخرى، 
سيتكّرر مسلسل المآسي في سوريا. 

فيصل المصري
أورلاندو / فلوريدا
تشرين اول ٢٠١٥ 

الجمعة، 2 أكتوبر 2015

من مآسي الحرب السورية، خُطوط حُمّر جديدة.

مآسي الحرب السورية، الضرّوس.
والخطوط الحُمّر المرسومة.  

مقدمة :
من المآسي ألمستّجدة، دخول قيصر روسيا الحديثة الرئيس بوتين،  حلبّة الصِّراع في سوريا. 
بادئ ذي بدء، دعونا نتفق على الآتي :
-/ لولا الموافقة الأميركية، والاسرائيلية على التدّخل الروسي في سوريا، لم يكن بوسع البوارج، والطائرات والجنود من دخول ميناء طرطوس، والانطلاق في الأجواء السورية للقصف، والتدمير، من دون تفرّقة. 
-/ أمّا موافقة تركيا، فإن روسيا لا تحسب لها حسابا ً، لأن الدور الذي تقوم به تركيا اليوم، والمطلوب منها دوليًّا ً هو، هو الدور الذي قامت به الإمبراطورية العثمانية البائدة، من تنكيل، وتهجير، وتدمير لما تبقّى من عِزَّة عربية، مُنتهكة. 
تركيا اليوم، هي مثل الذي يصٌب الزيت على النار، وهذا الدور الحقير، برعّت فيه، تاريخيا ً ونجحت، بدليل جحافل، وقوافل، الهجرات آلى أوروبا، وربما للعالم الجديد، الذي تُنظِّمه وتساعد تأجيجه.  
-/ قيصر روسيا، لم يتعّظ من الدرس الذي لقيّه الجيش الأحمر، في أفغانستان، ايام الاتحاد السوفياتي، حيث خلقّت له اميركا، الطالبان من رحّم القاعدة، فألحقت به شر هزيمة، ومنذ ذلك التاريخ، لم يقُّم الاتحاد السوفياتي، ومن بعده روسيا، بالتدخل الحربي خارج حدودها، إلا بالسنة الماضية، عندما جرى تصوير فيلم هوليودي في أُوكرانيا، بأخراج مٌتقّن من الأميركي، والاوروبي.
 أمّا التدخّل في سوريا فإن دلالاته مختلفة، كما سيتضّح. 
-/ في السباق المحموم الى البيت الأبيض، لم نسمع من اي من المرشحين، المتصارعين ( جمهوري، او ديموقراطي ) اي إعتراض، او انتقاد للرئيس الحالي، أُوباما، على سكوته او عدم معارضته التدخل الروسي، لا بل نسمع من المرشح الجمهوري القوّي، دونالد ترامب  كل تأييد، وحماس للتدمير الروسي، ألمبرمّج، والمتفّق عليه، في قصف مواقع الدولة الاسلامية، والقوى المعارضة للنظام، كالجيش الحُّر، بِمَا فيها منظمات أسلامية مسلحة، مُعارضة للنظام، تُساعدها اميركا.   
-/ الوضوح اليوم، في سياسة اميركا في مجريات الحرب السورية، يأخذ منحى نجحت فيه اميركا بالماضي، وهي ان تترك القوى المُتصارعّة على الارض، ان تُدّمر بعضها البعّض. 
-/ يقول الخبراء العسكريون الروس، ان بإمكانهم القضاء على الدولة
 الاسلامية بخلال ٣ أشهر، أمّا الخبراء العسكريون الأميركيون، فانهم يستبعّدون هذا التقييّم، ولا يستغربون ان تبقى هذه الطلعات، والجولات، في التدمير، والتنكيل لأكثر  من ٣ سنوات. 
شخصيا ً أميل الى ما يقوله الخبراء الأميركيون، لان سنة ٢٠١٦، هي سنة انتخابات، في اميركا، والمطلوب ان يبقى صليل السيوف، وصهيل الخيل مسموعا ً في بطاح سوريا، من دون مُنتصّر ٍ او منهّزم ٍ .... حتى يأتِ من يقطف الرؤوس بعد ان تكون قد  أيّنعت، وهذا هو ما سيقوم به الرئيس المُنتخب لأقوى دولة في العالم، اي في العام ٢٠١٧ وما  بعد ٢٠١٧. 
-/ في مُقَابلة مع شارلي روز، أهم مُذيعي محطة  CBC  الأميركية. كان بوتين يطير فرحا ً، ونشوة ً، في كل مرّة يسمع ان الأميركيين يُطلقون عليه لقب القيصر، وكانت ترافق هذه المقابلة، صوّر للقيصر، وهو يمتطي صهوة جواده عار عن الصدر. 
إن الإعلام الأميركي، له أرباب في النفخ، والتطبيل، ومن ثُمَّ ألتنفيس. 
أمّا الادارة الأميركية، لها باع ٍ طويل، في رسم لعبة الامّم. 
فالأدوار، في سوريا، حسب الخطوط الحُمّر. 
الويل، والثّبور، لمن يتجاوز دوره، او يتعدّى الخط الأحمر. 
ولكم في دروس الماضي، عِظّات يا آولي الالبّاب. 

فيصل المصري
أورلاندو / فلوريدا 
تشرين اول ٢٠١٥