في الذكرى السنوية الاولى
لوفاة والد زوجتي، العقيد مفيد غصن.
بتاريخ ١٩ تشرين الاول ٢٠١٤ بالعام الماضي.
تلقينا خبر وفاة والد زوجتي، العقيد مفيد غصن عن عمر يناهز ٩٦ عاما ً
اليوم، وفي الذكرى السّنوية الاولى، لوفاته،
أُحِب ان أتذّكر هذا الانسان،
الذي لم ينل تكريما ً يليق، بِمَا قام به طيلة حياته العسكرية،
سواء في لبنان، او سوريا.
مفيد غصن، ضابط سابق في الجيش اللبناني، إلتحق بأواسط أربعينيات القرن الماضي بجيش الإنقاذ السوري، مع ثِلّة من الضباط اللبنانيين الذين أبوّا إلا المشاركة في الحرب مع الجيوش العربية الاخرى، في معارك شرسة ضد الجيش الاسرائيلي، على إثر النكبة العربية الثانية، بعد الأندلس.
خاض مع الجيش اللبناني، معارك في مرجعيون، ضد الجيش الإسرائيلي.
وخاض مع الجيش السوري المعركة الوحيدة التي إنتصر فيها العرب على الجيش الإسرائيلي، في ١٨ أيار من العام ١٩٤٨ وذلك في موقعة ( سمّخ ) وهي قرية في فلسطين.
في هذه المعركة كان الضابط الشاب مفيد غصن، على رأس كتيبة مدّرعات، بقي يُقاتَل مع رفاقه، وهو على ضهر دبابتّه بالرغم من الأوامر العسكرية بالانسحاب، فثارت نداءاته بإستمرار القتال، الحمّية لدى رفاقه الأبطال، الى ان إحتّل هذا الموقع بعد ان نالت منه رصاصة، أوقعّته جريحا ً من الدبابة.
وأُطلق عليه يومها، بطل موقعة سمّخ.
قضى سنة كاملة طريح الفراش في مستشفى أوتيل ديو في بيروت، اما البقية الباقية من حياته عاشها في قريته البساتين، قرب عبيه، قضاء عاليه من محافظة جبل لبنان، مكرّما ً من أهله، ورفاقه.
زوجتى سمر، هي احدى بناته الثلاث، وله ثلاثة اولاد رجال،
اما زوجته هي السيدة، سميحة الاطرش، من السويداء في سوريا.
للفقيد مذكّرات نصحّته، بعدم نشّرها، وقد قٓبِل مني مشكورا ً لانها جواهر مكنونة، تروي حكايات صادقة، عن زمن ردئ، عاث فيه أنصاف الرجال، إنتصّارات وهمية، أهمها الهزيمة المدوّية في فلسطين، والتي ما زالت قميص عثمان، ألمُضرّٓجة بدماء شهداء فلسطين، مٓغْناةٍ، يُجيدُ غِناؤُها، آولي ألأمر، ليس إلاّ ....
للفقيد جنة الأبطال، مثوى ً له.
وللفقيد، مكرّمة من البارى ينالها.
وللفقيد، إستقبالا ً من شهداء فلسطين الابرار، تلّقى.
رحمك الله يا مفيد غصن.
فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
تشرين اول ٢٠١٥
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق