من مآسي الحرب في سوريا.
الجزء الثالث.
الدّٓجل العربي.
المقدمة :
أٓود ان أُلِفت نظر القارئ الكريم، أَنِّي عندما أُبدي وُجِّه نظري، عن ما يدور من حرب قذرة في بلاد ما ببن النهرين، من دمار، وتهجير لمكوّنات المجتمع، ما هو إلا تحليلي الشخصي، ليس إلا ّ ....
وبالتالي، لست مؤيدا ً لآي طرف كان.
وبعد هذه المقدمة،
أقول،
الدّٓجل العربي، هو الكذِّب، والنفاق، والتدّليس، في خِطابهم السياسي، وهو الذي يُؤجّج، ويُسبّب مآسي الحرب في سوريا، ولا علاقة له بالعهر الاجتماعي، الذي يمتاز به العربي، وهو يتّسكع في عواصم وحانّات الغرب.
ومن جُملة النفاق السياسي العربي، الذي يتنّدر به الغرب، هو ما أدلى به المرشح الجمهوري لرئاسة الجمهورية في اميركا، دونالد ترّامب، حيث قال في ردِّه على تصريح كان قد أدلى به، بانه اذا فاز بالانتخابات، سيقوم بإعادة كل لاجئ سوري الى بلاده، فيما لو دخل اميركا، ب سِمّة لاجئ، او هارب من جهنم الحرب في سوريا.
قال ترّامب صراحة :
سأُعيدهم،
لأَنِّي ارى موجات المهاجرّين، والفارّين، والهاربين، من سوريا أغلبهم رجال، وأقلهّم نساء وأطفال، وربما عائلات.
وقد بثّوا لقطّات من القوافل التي تضُّم رجال، وشباب ما زالوا في مقتبل العمر، وإن هؤلاء، سيشّكلون فتيل أزمة بالمستقبل، وأعلن صراحة، بانه سيقوم بنزعها فورا ً، حفاظا ً على أمن، ومصلحة اميركا.
سأُعيدهم،
لانى، لم أٓجد دولة عربية واحدة، غنيّة إستضافت اي هارب، او فاّر او لاجئ من سوريا، وقام تراّمب بتعداد كل دول الخليج، دون وجّل ٍ او مواربة، التي رفضت إيواء اي عائلة سورية هاربة، او نازحة.
ومن علامات الدجّل والنفاق العربي ايضا ً، ما يدور بالخفاء تارة، وبالعلّن طورا ً، من ان إسرائيل وضعت خطوطا ً حمراء، بالنسبة لدروز سوريا، وكأن ّٓ إسرائيل يَقُض ُّ مضجعها، ويُؤرّق ُ ليلها، ويُزعج أحلامها، دروز سوريا، أو دروز لبنان.
أسرائيل تُدرك تماما ً، ان دروز سوريا، ودروز لبنان، يقفون على ألف رأي ورأي، في الحرب الدائرة اليوم في سوريا، وقد نشّطت أصوات مُتعدّدة في هذا المُجتّمع، ما بين معادي للنظام السوري، وما بين مؤيد له، والشواهد على ذلك كثرة التصريحات من كِلا أطراف المُجتمع.
في هذه الحرب، يهّم إسرائيل، أمن حدودها الشمالية، والشرقية، والجنوبية، في هذا المغطس العربي المدُّمر، الذي يلّف حدودها، بغّٓض النظر عن من يقطن هنا او هناك، والدجل العربي، يُركّز على قاطني الحدود الشمالية فقط، ويتعّمد إخفاء الكلام، عن القاطنين شرقا ً وجنوبا ً لحدودها، بالرغم من توقيع اتفاقيات ثُنائيّة.
سبق وتساءلت في مُدونتي منذ اكثر من سنة تقريبا ً، عن وضع الموحدين الدروز في سوريا، هل يتطّلب تعديلا ً في لعبة، حرب الأُمم التي تدور رُحّاها في سوريا ؟
وما زِلّت بعد أكثر من سنة، على ذات الرأي،
ولكن أُضيف، إنه بعد دخول روسيا المُعتّرك السوري، وأوحاله، وأجوائه، فإن الخطوط الحُمّر، ستكون أشد وضوحا ً في جنوب سوريا، بخلاف عن
ما يقال، عن Free Zone في أجواء سوريا الاخرى، حيث أجابت عنه هيلاري كلينتون، اللاهثة في سباق الحزب الديموقراطي، إنه بعيد المنال بالوقت الحاضر، أي ما معناه، ان الحرب ما زالت قائمة، وباقية الى أجّل غير مُسمّى. ( يراجع الجزء الاول، بهذا الخصوص )
فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق