Pages

الثلاثاء، 27 أكتوبر 2015

آلهة الحٌُب، وآلهة الجمال !!

ألهة ألحُّب ، وألهة الجمال. 


لم أجد خيرا ً من الكتابة، عن ألهة الحُّب والجمال، حتى انشرها اليوم، لان الحُبّ، والجمال لم يتغيّرا، بالرغم من تغيّر طبائع البشر.    
آلهة ألحُّب، ما زِلنا نعبدُّها. 
آلهة الجمال، ما زالت تُبهِرُنا. 
مهما قيل ...
ومهما، وحدّنا  الله عزّٓ وجّٓل، وفق طقوس الأديان السماوية، 
ما زالت، ألهة الحُّب تجثُم، بحنان على قلوبنا. 
وما زالت، ألهة الجمال ترافقنا، في حِلِّنا، وترحالنا.  
اليوم، ساتجّول  معكم  وأُعيدكم الى الماضي البعيد، ولكنه قريب، داخل افئدتكم. 
سأبحث عن آلهة الحُبّ، لأقول لها....
ما زالت تعاليمك ... تُعبّد. 
ما زالت تراتيلك ... تُغنّى. 
ما زالت أُغنياتك ... تردّد. 
اما آلهة الجمال، سأقول لها ...
كم ولدّت، جميلات ... في جنس حوّاء. 
كم وهبت من عيونك ... سحراً ... للفاتنات. 
كم زرعّت، من سنابل شعرك، شعرا ً للبنات. 
كم وزعّت، من إبتسامات، على شفاه السيدات. 
وكم رصعّت، لؤلؤ ً في أسنان، العاشقات.  
وكم قطّفت من النجوم،  لتوّزيعيها، على الحالمات.  
وكم ارخّيت، من ظلال القمر، لباساً، للمرهفات. 
وكم أشرقت شمسا ً، في قلوب الأمهات. 
وكم أعطيت حنانا ً، في صدور الأخوات. 
أكتفي يا آلهة الحب ... هل تسمعي ندائي ؟؟
ويا آلهة الجمال .. هل تُدركين حالي ؟؟

ظهرت فكرة عبادة الآلهة لأول مرة في التاريخ، عند سوّمر العراقية، ومصر الفرعونية،  ثم اخذّتها ألأُمّم المجاورة، كالأكادّيين، والكلدانّيين، والآشورّيين والفينيّقيين، واليونانّيين، والرومانّيين.
حسب الأساطير القديمة التي وضعها هوميروس، كانت الآلهة على شكل البشّـر، من حيث الصورة، ومن حيث الخٓلْق.
كان يقول الفيلسوف اكسانوفان، 
ان الناس هم الذين خلقّوا الآلهة على شاكلّتهم، وصفاتهم، وهواهُّم، ثم عبدّوها.  
ثم تطوّرت فكرة الآلهة، 
فمنهم، من إعتبّرها أرواحا ً، لطيفة، حنونة. 
 ومنهم، من جعلها أجساما نورانية ... 
في معجم الأساطير اليونانية، والرومانية. 
وفي موسوعة الأساطير العربية.  
وفي كتاب الالوسي، بلوغ الأرب في معرفة احوال العرب.
كانت أفروديت، آلهة الجمال عند اليونان. 
كانت عشتروت، آلهة الجمال عند البابليين. 
كانت إيزيس، آلهة الجمال في مصر. 
كانت فينوس، آلهة الجمال عند الرومان. 
كانت العزّى، آلهة الجمال، عندالعرب. 

إعتبرت الأساطير، ان آلهة الجمال، هي الأنموذج الأعلى للجمال الأنثوّي، المعبودة قرينة الشمس، رمز الخُصوبة، والأمُومّة، والحنان، فهي بشعرها اللَّيّن  الغزير،  الذي ترسله على متنيها، يفوح منه، ريح المِسْك، والعنبر، والطِيب، وبحركتها الأنثوية المِغناج، تظهر وكأنها من بنات الخُدور، أما جِسمُها الممتلئ، وبطنها الخٓمِيص، واوراكها الثقيلة، وعُروقها، التي يترقَّرق  فيها الشباب النضِّر، هو جسم شابة، ممتلئ  بالنضّارة، والحيوّية مما يزيدها غنّى، وخصوبة. 
وقد اعتبر الأصمعي، وغيره ما ورد من سجلات الأساطير، ان آلهة الجمال كان فيها البياض، والحُسن، والبهجة، والحنان، وأضافوا صفات لآلهة الحب، الطرّٓب والسرور، واللهو، وان النظر إليها يجلب، الفرح  ويخفِّف ،  من أوجاع الحُّب، والعِشق، واعتقدوا انها تُثير غرائر الجنس، لطغيان انوثتها لما تسبّبه من سحر، على الرجال.

اما الشعراء، فكان وصف ثغر الآلهة ( الجمال، والحب ) باسم، ونبع للخير المطّلق، ومصدر لماء الحياة، وقد إعتبروا في وصفهم  لمعبودّتهم كل مايشبه الآلهة، في كون رضابها، كالخمر المعتّق، وهو عنصر مقدّس، لانه يمثل دم الآلهة، او العسل المصّفى، ذي الطبيعة المقدَّسة، لانه يؤدي الى النشّوة الروحية، كما يصدر عنه رحيق الحياة.  

اتفقت جميع الامم في أساطيرها، على تشبيه المرأة، للآلهة ( جمال او حب ) لان الآلهة، كانت على شبهّهم كما أسلفت سابقاً، فتحّولت المحبوبة الى شذى ً وعطراً، وثغرُها كثغر الآلهة، فيه خليط من المسك، والكافور والأقحوان، وجعلوا فمها أطيب رائحة، واذكى عطراً، ودفئا ً وحنانا ً.

وقد اختلط في الأساطير، التفرقة بين آلهة الجمال، وآلهة الحب، فان نقصت صفة، على الاولى، زِيدت للآلهة الثانية.

في القرآن الكريم، ذِكْر ٌ لهذه العبّادة التي كانت ما تزال حيّة في الأذهان الى عهد قريب بالإسلام، حيث يقول :
 ( أفرأيتم اللاّت والعزّى، ومناة الثالثة الاخرى )
هذا كان، 
حال الشعوب التي عبدّت آلهة الحب، 
وحال ألأُمّم، التي عبدّت آلهة الجمال. 
في غابر الأزمان والأكوان،
 وما نحن عليه اليوم.
فلا ارى تناقضاً، بين الأمس، واليوم.  
لا بل ارى تطابقاً في وصف الحبيبّة، او الزوجة، بأنها ملكة للجمال، بدلا ً من ان تكون آلهة.
ونقوم دوما ًبخلع آلهة الحب، ونُجلس مكانها، من نعشق او من نُحِّب.
وننزع صولجان، آلهة الجمال من يدها، لنُعطيه الى حبيبتنا.
ونسرق التاج، من راس الهة الجمال، لنزّين به رؤوس ملكات الجمال في عالمنا هذا.

إعداد
فيصل المصري 
اورلاندو / فلوريدا
تشرين اول ٢٠١٥








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق