يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الثلاثاء، 19 أغسطس 2014

احلام حكّام وشعوب منطقة الشرق الأوسط !!

نشر من قبل Faissal El Masri  |  in دراسة  6:52 ص

احلام شعوب منطقة الشرق الأوسط 
التي تقّضُ المضاجع !!

مما لا شك فيه ان منطقة الشرق الأوسط تحديدا ً من المحيط الأطلسي الى الخليج العربي، تعاني المخاض العسير المؤلم  قبل الولادة او الولادات  !!
فالجبال فيها حبلى، والأنهار تتدفق دما ً غزيرا، والسهول تشهد أعنف المعارك، لان شعوب وحكّام  هذه المنطقة  تنظر  بعين الى الماضي، وبالعين الاخرى الى المستقبل،  فاحلامهم  تقّضُ المضاجع، في حلاوتها  وأحزانها وفي قساوة
 أهوالها !!
الأحلام تتمحور حول قيامة جديدة لإمبراطوريات غابت، او اندثرت، او أُبيدت يحاول الحّكام بمؤازرة شعوبهم احيائها من جديد !!
هذه الإمبراطوريات التي تشهد مخاضا ً عسيرا ً هي الإمبراطورية العثمانية ( تركيا اليوم )  والإمبراطورية الفارسية ( ايران اليوم )  والخلافة الاسلامية  ( الجديدة ) وأرض الميعاد، مملكة  سليمان  وداود ( اسرائيل اليوم ) !!

اما عامة  الشعب  العربي، ( سواء كان مسلما او مسيحيا ً ) هو الذي يعيش بين فكي كماشة هذه الإمبراطوريات الكامنة في عقول وأحلام أصحابها،  ويتلقى الضربات من فؤوس على سندان ٍ هزيل، هو ( الحلم العربي الموعود ).

 وقد اثرت هذه الأحلام   على رتابة حياته، وتفكيره الذي  ما انفك زعماؤه منذ نهاية الحرب العالمية الاولى ونيلهم الاستقلال على إثر تفاهمات وصفقات كان أولها اتفاقية سايكس بيكو، وآخرها صفقات الربيع العربي، يعدونهم ان الخير لا بد آت ٍ وان النعيم ينشر رياحينه في كل قطرة زيت تزفرها الارض،  وفي كل شهقة من نسمات الحرية  الموعودة !!
اما أشد الأحلام  وطأة على هذا العربي الموعود،  يختلف بالأيام، فقد يكون حلم الامبراطورية التي تحدّه شرقا ً أقوى وأقسى  من حلم  الإمبراطورية التي تجاوره غربا ً، اما الحلمين الذين يؤرقان مضجع هذا العربي المسترسل بالنوم  هو الحلم الذي يدور في خلد ذوي القربى وحلم من  يحتل  بيته منذ أمد قريب  !!

كابوس الأحلام هذا، أن أتى باليقظة لا يلقى الا الويل والثبور والقبور  وعظائم الأمور، وان أتاه بالمنام ترتعد فرائصه خوفا ً وتقّض ُ مضجعه !!

سبق وكتبت عن  ( تركيا اليوم ) كيف صحت من سباتها العميق على حلم  الإمبرطورية العثمانية، يوازيه حلم ( ايران اليوم ) بالإمبراطورية الفارسية، يقابلهما حلم متجدد ومتكرر على مد العصور الغابرة والحاضرة والمستقبلة هو احياء جديد لحلم  مملكة  سليمان وداود، اما الحلم الذي تجري من تحته انهار الدم  هو حلم الخلافة للدولة الاسلامية !!

يقابل احلام هذه المنطقة، واقع وصحوة حال، ويقين  في إنكلترا ، ان الامبراطورية  التي لا تغيب عنها الشمس، أفُل نورها، وباتت هذه المملكة ذي ضوء خافت كالطقس الذي يعّم أرجائها، اما اسبانيا وإيطاليا وفرنسا وألمانيا، تحاول جاهدة ان تسرق نور الشمس على قلّته لتنال الدفئ المطلوب !!
اما الحلم الذي راود أب ومؤسس الولايات المتحدة جورج واشنطن ورفاقه، بان تكون حدود دولتهم نجوم السماء تسبح مع المجّرات الاخرى، بات واقعا ً وأمسى حقيقة لا يدرك مجالاتها الا من يعي حقيقة العلم الذي توصلوا اليه وأدركوا غاياته، انها  الامبراطورية الجديدة دون منازع !!
السؤال الذي يحّير العقول، ويطرح الهواجس، ويقلق الكون !!
هل هذه الامبراطورية الأميركية الجديدة، تسمح لإمبراطوريات تفقس  من جديد وتقاسمها العيش والسلطان وتعيش  في كنفها وظهرانيتها ؟؟

أعداد 
فيصل المصري 
اورلاندوا / فلوريدا ( أب ٢٠١٤ )


0 comments:

Blogger Template By: Bloggertheme9