يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الأربعاء، 9 أبريل 2025

مورغان أورتيغاس الوجه الصارم للدبلوماسية الأميركيَّة، صوت نسائي لا يساوم. المُدوَّنات الفيصليَّة.

نشر من قبل Faissal El Masri  |   3:55 ص


 


 


 

مورغان أورتيغاس

الوجه الصارم للدبلوماسيَّة الأميركيَّة

صوت نسائي لا يساوم. 


المقدمَّة التي لا بُدَّ منها :

في عالم السياسَّة المليء بالضجيج قلّّما تبرز شخصيَّة تُتقن الجمع بين الحزم الدبلوماسي والحضور الإعلامي والرؤية الواضحة، مورغان أورتيغاس ليست فقط متحدثة سابقة باسم وزارة الخارجية الأميركيَّة في إدارة الرئيس دونالد ترامب ( الأولى ) بل أصبحت اليوم إحدى أقوى النساء تأثيراً في ملفات الشرق الأوسط وخاصة لبنان.

خريجة جامعة جونز هوبكنز المرموقة  إلى خبيرة بالأمن القومي، مروراً بمهام ميدانية وتحليلات اقتصادية وخدمة عسكريَّة

   

مسيرة مورغان أورتيغاس استثنائية تستحق أن أُسلِّط الضوء عليها، لأنَّ من تابع ظهورها على شاشات التلفزة يدرك أنَّ هذه المرأة لا تلقي تصريحات جِزافاً أو تقليدية، بل إنها قادرة على خلق عناوين صحفية وكلماتها تُصاغ بدقة مُتناهية تجعلها تحمل رسائل مزدوجة، واحدة ظاهرة للعامة وأخرى موجهة بدقة للنُخَّب السياسيَّة، ويمتاز كلامها بين الحزم واللباقة وتحكُّم كامل في لغة الجسد وتكرار ذكي للرسائل لضمان ترسيخ موقف الإدارة الأميركيَّة.    

ليست أورتيغاس من رموز الفكر الجمهوري التقليدي، بل هي من جيل المحافظين القوميين الجُدد الذين يرون في السياسة الخارجيَّة الأميركيَّة أداة لإعادة رسم ميزان القوة العالمي.

خطابها السياسي وما تقوم بالتركيز عليه

 ترى في إيران العدو الأول للاستقرار الإقليمي، وتعتبر حزب الله تهديداً وجودياً للبنان، وتؤمن بأن الحلف مع إسرئيل والخليج هو حجر الزاوية في استراتيجية المنطقة

وتدعم دوراً قوياً للمرأة في مراكز القرار. 

ولهذه الخصائص عنها تعتبر مورغان أورتيغاس رسولة الحزم الأميركي في لبنان، باعتبار أنه في زيارتها الثانية 

إلى بيروت ( نيسان/ أبريل 2025 ) لم تأتِ لتبادل المجاملات 

الدبلوماسية، بل جاءت برسائل واضحة :

نزع سلاح حزب الله بات أولوية أميركيَّة. دعم الجيش اللبناني مشروط بسيطرته الكاملة على الأراضي اللبنانية. تنفيذ القرار الدولي 1701 لم يعد خياراً بل مطلباً. الإصلاح الاقتصادي بوابة الدعم الدولي، وإلافالعزلة.

أسلوبها المباشر، وربطها بين المساعدات والتزام لبنان بالتغيير، جعلا من هذه الزيارة واحدة من أكثر الزيارات الأميركيَّة تأثيراً في السنوات الأخيرة.


فِي المُدوَّنة، من هي مورغان أورتيغاس :

ماجستير في إدارة الأعمال والعلاقات الدوليَّة من جامعة جونز 

هوبكنز، محللة استخبارات مالية، مستشارة أمن قومي.

متزوجة من المحامي جوناثان روس وينبرغر منذ مايو 2013. أقيم حفل زفافهما في المحكمة العليا بواشنطن العاصمة، حيث قامت القاضية روث بادر غينسبورغ بإتمام مراسم الزواج. لديهما ابنة تُدعى أدينا، وُلدت في عام 2020. تقيم العائلة حاليًا في ناشفيل، تينيسي. جدير بالذكر أن هذا هو الزواج الثاني لأورتيغاس، حيث كانت متزوجة سابقاً من جوشوا دوبس، وانتهى زواجهما بالطلاق

ضابطة احتياط في البحرية الأميركيَّة.

أسست مركز “POLARIS” للدراسات الأمنيَّة

شغلت منصب المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكيَّة من 2019 إلى 2021 خلال إدارة الرئيس دونالد ترامب الأولى

في 3 يناير 2025، أعلن الرئيس دونالد ترامب عن تعيينها نائبةً للمبعوث الرئاسي الخاص للشرق الأوسط في إدارته.


في زيارتها الثانية إلى بيروت في 5 أبريل 2025، التقت مورغان أورتيغاس، مع الرئيس جوزيف عون، ورئيس الوزراء نواف سلام، ورئيس مجلس النواب نبيه بري

ركزت محادثاتها على القضايا الآتية :

تعزيز سيطرة الجيش اللبناني على جميع الأراضي اللبنانية، مع التركيز على منع تهريب الأسلحة والتوترات الحدودية، خاصة على الحدود مع سوريا

تنفيذ قرار الأمم المتحدة 1701 وحثت على التطبيق الكامل لهذا القرار الذي يحظر وجود حزب الله المسلح جنوب نهر الليطاني، ويشمل تفكيك المواقع العسكريَّة ومصادرة الأسلحة غير المصرح بها. وقد أكدت أورتيغاس على ضرورة نزع سلاح حزب الله وجميع الجماعات المسلحة في لبنان، معتبرةً أن ذلك مسؤولية الجيش اللبناني. وأشارت إلى أن التحرك السريع في هذا الاتجاه سيسهم في استعادة السلام والحرية للشعب اللبناني. وناقشت أيضاً  الانسحاب الإسرائيلي غير المكتمل من خمسة مواقع استراتيجية في جنوب لبنان، وأعربت عن دعمها للجهود الدبلوماسية لحل هذه القضية

بالنسبة للإصلاحات الاقتصادية أشادت بالتقدم الذي أحرزته الحكومة اللبنانية في تنفيذ الاصلاحات، بما في ذلك رفع السرية المصرفية وإصلاح القطاع المصرفي.  وأكدت على أهمية التوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي

شخصيَّة مورغان أورتيغاس  :

وُلدت أورتيغاس في 10 يوليو 1982 في فلوريدا. 

في بداية مسيرتها الجامعية درست أورتيغاس الموسيقى بهدف أن تصبح مغنية أوبرا، إلا أن هجمات 11 سبتمبر 2001 دفعتها إلى تغيير مسارها نحو العلوم السياسية، حيث حصلت على درجة البكالوريوس في العلوم السياسيَّة من كلية فلوريدا الجنوبية. ثم نالت درجتي ماجستير في إدارة الأعمال  وفي العلاقات الدوليَّة من جامعة جونز هوبكنز

عملت أورتيغاس كمعلقة تلفزيونية ومحللة سياسية، وظهرت في العديد من البرامج الإخبارية لمناقشة قضايا السياسة الخارجية والأمن القومي

في عام 2022، أعلنت ترشحها لمجلس النواب الأمريكي عن الدائرة الخامسة في ولاية تينيسي، بدعم من الرئيس دونالد ترامب. ركزت حملتها على قضايا مثل أمن الحدود وانتقدت سياسات الرئيس بايدن في مجال الهجرة

الأنشطة الحالية :

بالإضافة إلى دورها كنائبة للمبعوث الرئاسي الخاص في الشرق الأوسط، أسست أورتيغاس منظمةبولاريس للأمن القومي” (POLARIS National Security)، وهي منظمة تركز على تعزيز السياسات الأمنية الوطنية


السيرة الذاتية والتعليم الجامعي والوظائف 

السابقة قبل الانضمام إلى إدارة ترامب الأولى :

الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) : 

عملت كمسؤولة شؤون عامة، وقضت عدة أشهر في بغداد، العراق في عام 2007.

وزارة الخزانة الأمريكية : شغلت منصب محللة استخبارات في مكتب الاستخبارات والتحليل. 

نائبة الملحق المالي في السفارة الأمريكية بالرياض، المملكة العربية السعودية، من 2010 إلى 

2011.

مديرة علاقات عالمية بنك ستاندرد تشارترد

مديرة تنفيذية في شركة إرنست ويونغ (EY)


الوظيفة الحالية في إدارة ترامب الثانية :


تشغل أورتيغاس حالياً منصب نائبة المبعوث الرئاسي الخاص في الشرق الأوسط، تحت إشراف المبعوث  ستيف ويتكوف


الخلاصة :

مورغان أورتيغاس تجمع بين الذكاء السياسي  والحضور الإعلامي القوي والخبرة التنفيذية من مواقع حساسة في الدولة والقطاع الخاص

هي ليست متحدثة بارعة فقط، بل تفهم كيف تُصاغ السياسات وكيفية تسويقها في الخارج. شخصيتها حازمة، وتبدو قادرة على إيصال رسائل واضحة دون مواربة، خصوصاً في ملفات شائكة مثل لبنان.

مستقبلها المهني :

مورغان لديها مستقبل واعد جداً في السياسة الأميركيَّة، يكفيها الدعم من الرئيس ترامب، وكفاءتها في ملفات الأمن القومي يجعلها مرشحة قوية مستقبلاً لمنصب أعلى، سواء في وزارة الخارجية أو مجلس الأمن القومي خصوصاً إن استمر توجه السياسة الخارجية الأميركيَّة نحو الحزم والمواجهة في ملفات الشرق الأوسط.


نقاط قوتها الإعلامية :

تتحدث بلغة مباشرة، تعرف متى تستخدمالصمتكأداة تأثير، وهذا ما طبقته في زيارتها الاخيرة الى لبنان لتدعيم موقفها دون التورط في الجدل


فيصل المصري 

أُورلاندوا / فلوريدا 

نيسان ٢٠٢٥


0 comments:

Blogger Template By: Bloggertheme9