يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الأربعاء، 19 أبريل 2023

موقعة عين دارة، وَذَكِّرْ فإنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ! !

نشر من قبل Faissal El Masri  |   9:57 ص

 




وَذَكِّرْ فَإنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ.  

موقعة عين دارة المشؤومة بالعام ١٧١١م. 


المُقدِّمة التي لا بُدَّ منها :


دائماً كانت مُدوَّناتي تهدف إلى تصويب التاريخ والرد على الافتراء الذي رافق الموحِّدين الدروز منذ وصولهم إلى وادي التيم في بلاد الشام ( لبنان، سوريا، الأردن، الجليل والكرمل ) حيث أقاموا وما زالوا.  

عندما  نشرت هذه المدوَّنة ( معركة عين داره ) فِي السابق، كانت تردني رسائل من الإخوة الدروز في بلاد الشام، هذا يقول  أنا سوري ولكن جدي قدِم من لبنان واستوطن هنا، وأخر يقول أنا أردني ولكن أصولي من عائلة كذا في لبنان، وأخر يقول  أنا من الجليل  أو الكرمل ولكن  جذوري من  لبنان. 

أمَّا القصد من نشر هذه المُدونَّة الأن وفي هذا الوقت، تذكير أهلنا في لبنان مُستعيناً بالآية الكريمة

وَذَكِّرْ فَإنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ.  

الذكرى هي معركة عين داره المشؤومة، والمناسبة ما يحصل في لبنان الأن

إنَّ وضع جماعتنا من بني معروف في لبنان ينطبق عليهم المثل الشائع القشة التي قصمت ظهر البعير، وهو مثل يشير إلى حدث ما قد ينتج عنه الضرر الكبير والخسارة المادية والمعنوية نظراً لتراكم المناكفات والمهاترات والمساجلات على صفحات التواصل الاجتماعي.  

هذا المثل في اللغة الإنجليزية حرفياً يعني :

 (the straw that broke the camel's back) 

وزيادة في التوضيح إنَّ إستمرار هذه التصرفات بين بعض أهلنا في لبنان حسب معجم التعابير الاصطلاحية سيؤدي إلى حدوث الكارثة، إلَّا إذا تدَّخل العقلاء والحكماء لوقف السجال وإصلاح ذات البين.  

شخصياً أميل إلى البحث والتقصي التاريخي لمعرفة سبب هجرة وتهجير بعض عائلات الموحِّدين الدروز من لبنان إلى بلد اخر في بلاد الشام، سواء كانت من أجل لقمة العيش بعد الحرب العالمية الأولى، أو بسبب إقتتال أخوي أو عائلي تطبيقاً لعقوبة الإبعاد من القرية، أو بعد الثورات والحرب الأهلية في لبنان ١٩٥٨ / ١٩٧٥م

وإنْ كان أهمُّ هذه الهجرة والتهجير قاطبةً كان معركة عين دارة المشؤومة.  

مُدوَّنتي عن معركة عين داره  قصدت منها سابقاً التشجيع من أجل لمِّ الشمل لهذه العائلات عن طريق التعارف  والمصاهرة والتقارب لأنَّ الأوضاع التي تعصف بمنطقة بلاد الشام تستدعي التكاتف والتعاضد عن طريق  قربى الدم والعائلة.

مُدوَّنتي اليوم وإن كانت عن معركة عين داره هي تذكير لأهلي بني معروف فِي لبنان اليوم لأقول لهم

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ

أسألكمأين أنتم مِن فريضة حفظ الأخوان والحث على التعاون والتعاضد وعلى تنمية الشعور بالمصير المشترك بين الأهل أثناء المِحَن والملاحقات

تذكروا قبل موقعة عين داره كانت الرايَّة معقودة نواصيها ( للإمارة الدرزيَّة ) المعنية والتنوخية وأخرها الإمارة اللمعية

انظروا واتعظوا ماذا حصل بعد معركة عين داره للموحِّدين الدروز في لبنان

أسألكم ذات السؤال الذي ردده الإمام ابن القيم الجوزية :

إنْ كنتم لا تدرون فتلك مصيبة، وإنْ كنتم تدرون فالمصيبة أعظم

بعد معركة عين داره بدأت شمس الموحِّدين الدروز في الأُفول بعد أن كان الحكم لهم

هل تريدون أن يُعلن أهلنا اليوم نفير الهجرة من لبنان كما حصل بعد موقعة عين داره ؟

أخيراً أقول : إتقوا الله بالتقيَّة المفروضة عليكم عقيدةً علَّكم تحفظون كرامات أهلنا المُقيمين والذين لا ناقة لهم فيها ولا جمل في هذه المساجلات والخلافات بين العائلات

أين من هو فيكم رجل حكيم صاحب العقل الراجح والرأي السديد يُقتدى به مثل ذلك الشهم العربي سلطان باشا الأطرش الذي كان يُلجأ إليه طلباً للرأي  والمشورة

في المُدونَّة

معركة عين دارة المشؤومة، هي سبب من أسباب هجرة وتهجير وانقسام العائلة الواحدة.  


معركة عين دارة المشؤومة تعتبر الانتكاسة الثانية لدى طائفة الموحِّدين الدروز بعد محنة الدّّجَّال.  

معركة عين دارة هي الحرب الأهلية الواحدة والوحيدة بين العائلات الدرزيَّة

معركة عين دارة هي حرب قتل الأخ أخاه

معركة عين دارة أسدلت الستارة  عن  إمارة درزيَّة في بلاد الشام دامت سبعة قرون من الحكم الذاتي القوي.

معركة عين دارة وما تلاها من انقسام أدَّى إلى ضعف النفوذ الدرزي  السياسي والاقتصادي والعددي في  لبنان.   

معركة عين داره  الغرض منها  تنفيذ خطَّط سلطنَّة  بني عثمان  الحقيرة مع الأمير حيدر الشهابي  ( السنِّي ) من أجل إضعاف الأسر المقاطعجية  ( الدرزيَّة  ) الواحدة تلو الأخرى  حيث تبين لهذه الأُسر بعد حين قذارة  المؤامرة على الدروز  وكانت لهم  …  ( ولات  ساعة مندم  ).

معركة عين داره أدَّت إلى انتقال الإمارة من الأسرة المعنية الدرزيَّة إلى الأسرة الشهابية السنيَّة نهائياً بعلم وموافقة  السلطنَّة العثمانية


معركة عين داره تبقى وصمة عار في جبين السلطنَّة العثمانية البغيضة والبائدة حتى نهاية الكون لأنها كانت تقوم بتغذية الغرضية ( قيسية / يمنية ) في نفوس رؤساء وشيوخ  العائلات  الدرزيَّة التي كانت تسود في وقتها طالبة الرضى الرخيص من الباب العالي، وقد أدَّى هذا الرضوخ المُذِّل إلى معركة ما بين الأخ وأخاه قصمت فيه ظهر الدروز وما زالت تداعياتها تظهر في بلاد الشام حيث العائلة الواحدة تقيم في عدة دول.  


لن أدخل في متاهات هذا الخلاف لأنَّه يزيد في  نكأ الجراح، بل أقول أنَّ الانقسام أدَّى إلى معسكرين  يزبكي وجنبلاطي  ما زالا يزيدان في ثخونة  الجراح والعمل على إضعاف البنيان بدل بلسمه،  بدليل العمل الدؤوب على هزالة التمثيل الدرزي في حكومات لبنان بعد رحيل كل من كمال بك جنبلاط والأمير مجيد أرسلان  طيَّب الله ثراهما

وإن أنسى لن أنسى رحيل سلطان باشا الاطرش في  سوريا الذي كانت له صولات وجولات في تحرير سوريا من مناكيد الحثالة العثمانية ومن نجاسة الانتداب الإنجليزي وعهر الانتداب الفرنسي

وإن أنسى لن أنسى رحيل فضيلة الشيخ أمين طريف  في فلسطين قبل النكبة الذي حافظ على كرامة العرض والتشبث في الأرض رافضاً مذلَّة اللجوء، وما اجتماعه الشهير مع سلطان باشا الأطرش يوم ١٥ / ٦ / ١٩٤٨م. إلا خير دليل على ما أقول.   



كان رحيل العمالقة فسحاً في المجال لتغليب مقوَّلة العقدَّة  الدرزيَّة  في حكم لبنان بعد  أن كان أحد زعماء هذه الطائفة يقول لهذا كُن ْ رئيساً، فيكُّنْ.   


معركة عين داره :

وقعت في عام 1711 بين قوات اليمنيين بقيادة الشيخ محمود أبو هرموش وأمراء آل علم الدين، وبين المعسكر القيسي الذي ضمَّ  رجال الإقطاع الدروز من أبناء آل القاضي والتنوخيين وآل نكد وجنبلاط وعبد الملك وتلحوق.  


وقعت معركة عين دارة  في سهل قريب من بلدة عين دارة، حيث تقاتل الدروز ( القيسيون من جهة  بقيادة الأمير حيدر الشهابي ) و ( اليمنيون بقيادة محمود أبو هرموش ). 

كانت الغلبة للقيسيين  وسقط من القتلى ثلاثة من أمراء آل علم الدين، وقبض الأمير حيدر الشهابي على أربعة أمراء من آل علم الدين، أمر بقطع رؤوسهم. أمَّا الشيخ محمود أبو هرموش، فقد قُبض عليه واكتفوا بقطع لسانه وإبهاميه تمشياً مع التقاليد

كافأ الأمير حيدر الشهابي حلفاءه في المعركة، ووزع عليهم الإقطاع، وحصل آل أبي اللمع على رتبة الأمارة مع  قاطع المتن الشمالي تضاف ( إلى صليما، والمتين، وكفرسلوان )، ونال الشيخ قبلان القاضي إقليم جزين، والشيخ علي النكدي المناصف، والشيخ جنبلاط عبد الملك منطقة الجرد، والشيخان محمد وبشير تلحوق أُقطِعا منطقة الغرب الأعلى.


كان لمعركة عين داره  ذلك القول المعروف  رُبَّ ضارة نافعة 

الهجرة القسريَّة  من العائلات ( اليمنية ) إلى  جبال حوران في سوريا التي بات يعرف  أحدهم ( بجبل الدروز )، عندما قام أعيان آل حمدان ( حمدان الحمدان وأخوه من قرية كفرا قرب عيناب التي أحرقها القيسيين بعد موقعة عين داره ) بدخول ( جبال  حوران ) التي كانت شبه خاوية، وبنوا هناك مؤسسات وقرى واستوطنوا جبل الدروز عامة

( يراجع بذلك المؤرِّخين : الدكتور عباس أبو صالح والدكتور سامي مكارم والدكتور صالح زهر الدين ).  

لم يصل إلى جبل الدروز ( سوريا ) ذلك الخلاف ( قيسي، يمني ) بل  توحدَّت العائلات ولم تصل اليها اليزبكية والجنبلاطية أيضاً.


كذلك الأمر لا تجد هذه الغرضية الحزبية في الجليل والكرمل، ولا في المملكة الاردنية الهاشمية. 

في النهاية فقد الدروز نفوذهم السياسي مما مهد الطريق إلى انشاء دولة لبنان الكبير ( تراجع مُدوَّنتي بذلك )


أخيراً أقول وأُردد :

وَذَكِّرْ فَإنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ.  


فيصل المصري 

أُورلاندوا / فُلوريدا

نيسان ٢٠٢٣ م


المرجع : المُدوَّنات الفيصليَّة

تدوين تاريخ العائلات الدرزيَّة العاميَّة


هناك تعليق واحد:

  1. نحن من العائلات المهجرة في فلسطين، نستوطن في الجليل، عائلة عطالله التّنوخيّة.
    بوركت وعوفيّت أستاذي على هذه المعلومات القيّمة، وذكّر، ربما الذكرى تنفعُ المؤمنين.

    ردحذف

Blogger Template By: Bloggertheme9