يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الجمعة، 16 أبريل 2021

الألوان فِي الأديان السماويَّة والمعتقدات الدينيَّة السابقة. الموحِّدون الدروز والألوان. المُدونَّات الفيصليَّة.

نشر من قبل Faissal El Masri  |   7:21 م

 الألوان فِي الأديان السماويَّة والمُعتقدات الدينيَّة السابقة

الموحدُّون الدروزوالألوان


المُقدِّمة التي لا بُدَّ منها :

هذه المُدونَّة هي سرد تاريخي موثَّق، ولا تمتُّ إلى أيَّة عقيدة 

وقد رغبت في إبراز أنَّ الألوان هي جزء مهم مِن تاريخ الحضارات الإنسانيَّة، وقد انسحبت إلى الأديان السماوَّية، واستُخدمت في أعلام الدول والأحزاب والجمعيات وما إلى ذلك من شعارات تجارية تستعمل بغرض التسويق


تاريخياً

الحضارة الفرعونية :

كانت السبَّاقة في إعطاء الألوان أهمية قُصْوى، حيث نجد أنَّ المصريين استخدموا ألواناً عدَّة  في صناعاتهم  ومنحوتاتهم  وتماثيلهم والتي كانت تحمل معاني رمزية ..


مثلاً :

 - اللون الأزرق ارتبط بالماء والنيل ..

 - اللون الأخضر إشارة للزراعة ..

 - اللون الأصفر دلالة للشمس ..

 - اللون الأحمر يعني الدم ..

 - اللون البرتقالي هو الطاقة ..


الحضارة الهندية :

نجد أنَّ اللون الأحمر يعني الطبقة الارستقراطية.  

الحضارة اليابانية :

يستخدمون اللون الأحمر لطرد الكوابيس.  

الحضارة الصينية :

اللون الأصفر يُعبِّر عن القداسة.  

واللون الابيض يرمز إلى الأطفال.  

واللون البنفسجي يُشير إلى المال والثراء.  

الحضارة الغربية الحالية :

اللون الابيض يرمز إلى النصر والسلام والاستسلام. واللون البنفسجي يرمز إلى التباهي والتفاخر

الحضارة العربية القديمة والالوان :

لا يُمكن لأي باحث في الحضارة العربية القديمة قبل الإسلام إلا أن يقف حائراً مُحتاراً مُنحازاً مُتباهياً بعروبته الحقيقية أمام الثقافة والزخم الإنساني النبيل للعرب في شتى الميادين والمجالات، وهذا الأمر يجعل الألم يعصرني ويذبحني لِما نحن عليه الآن من هوانٍ وفرقةٍ وانحلال وانحدار.  

سأُعطي مثلاً في السمو العربي القديم والذي تمثلَّ في الشعر

كان للألوان عند العرب دلالات وأبعاد، وقد وصفوه ورصَّعوه في الشعر، وأعطوه مكانةً في صدارة الكثير من قصائدهم، التي تصِف الخير والشَّر والحزن والفرح الرفيع، والإقدام والجُبْن والعِّز والذِّل، واختلفوا من حيث دلالاتها ورموزها الواضحة.  


كان الشاعر المِقدام عمرو بن كلثوم يرمز إلى الظمأ والتعطُّش لدماء الأعداء باللون الأبيض، ويرمز إلى الارتواء والنيل من الأعداء باللون الأحمر، حيث قال في معلقته الشهيرة بعد أن قتل عمرو بن هند :


أَبَا هِنْـدٍ فَلاَ تَعْجَـلْ عَلَيْنَـا


              وَأَنْظِـرْنَا نُخَبِّـرْكَ اليَقِيْنَــا


بِأَنَّا نُـوْرِدُ الـرَّايَاتِ بِيْضـاً


             وَنُصْـدِرُهُنَّ حُمْراً قَدْ رُوِيْنَـا


أما الشاعر حسان بن ثابت في لاميته الشهيرة، يرمز إلى الكرَّم والسيادة باللون الأبيض عندما مدح الغساسنة  قبل الإسلام، فقال :


بِيضُ الوُجُوهِ، كريمَةٌ أحسابُهُمْ


            شُمُّ الأنوفِ من الطّرَازِ الأوّلِ .


أما القبائل العربية

كانت ترمز باللون الابيض إلى صنائع الخير

وكانت ترمز باللون الأسود إلى القوة وشدة البأس وقهر الأعداء

وكانت ترمز باللون الأخضر إلى الخصب والخير

وكانت ترمز باللون الأحمر إلى السيوف التي ارتوت من دماء الأعداء.  


حيث يقول أحد الشعراء :

بِيضٌ صَنائِعُنا، سودٌ وقائِعُنا


             خُضرٌ مَرابعُنا، حُمرٌ مَواضِينا

إبن سينا والالوان :  

جاء في كتاب "القانون" لإبن سينا إشارة إلى تأثير الألوان الرئيسية على الفرد

يقول إبن سينا أنَّ الأحمر يُثير الدم، واللون الأزرق يهدئه.  

وللدلالة على تأثير الألوان على جسم الانسان نشأت في العديد من المؤسسات، ومراكز البحوث والتدريب والعلاج

في الغرب، عيادات متخصصة في العلاج بالألوان، رغم أنَّه كان معروفا لدى الحضارات القديمة لاسيما في :

الشرق الأقصى، الهند والصين

والشرق الأوسط، بلاد الرافدين ومصر واليونان.  


في المُدونَّة :

الألوان فِي الأديان السماويَّة والمُعتقدات الدينيَّة السابقة.

تحمل رموز الألوان في الديانات السماويَّة، المعنى والدلالات نفسها، ولكن قد تختلف معانيها ودلالاتها في وصف الأشياء، أو تترك انطباعاً مختلفاً  بين وصفٍ وآخر.  


في القرآن الكريم

صنفت الألوان في القرآن الكريم :

ألوان رئيسية، هي الأحمر والأصفر والأزرق.  

ألوان ثانوية، هي الأخضر والأسود.  


وقد ظهرت أهميَّة الألوان وتصنيفاتها بقوله تعالى

"وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ". 

إختلفت معاني الألوان في كثيرٍ من المواضع، فكما نرى بالآيات الكريمة قوله تعالى

" إِنّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاء فَاقِـعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ "، 

وهنا نرى اللون الأصفر يعبِّر عن الفرح والسرور والجمال، 

ولكن إختلف معناه عند قوله تعالى :

" إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ "، 

وهنا نرى الأصفر دليل على الحطام والعدم وانتهاء الحياة.  


بالإضافة إلى أنَّ الأبيض والأسود لونان متناقضان، فالأبيض قمة الصفاء والنقاء.  

بينما الأسود  قمة في القتامة والإعتام.  

وكذلك اللون الأزرق والذي يمتاز بتخفيف التوتر فهو لون السماء الصافية.  

أمَّا الأخضر فيمثَّل البيان الإلهي الذي يدل على الخير والجمال.  

أمَّا الأحمر فيرمز للدم والعدوانية.  

في الكتاب الْمُقدَّس الإنجيل

إنَّ الألوان في الإنجيل لها الدلالات والمعاني ذاتها، حيث إنَّ اللون الأبيض يرمز للبرّ والنقاء.  

أمَّا اللون الأسود فهو رمز الخطيئة

أمَّا اللون الأخضر يرمز إلى الحياة.  

 أمَّا اللون الأصفر يرمز إلى المرض والموت.  

 أمَّا اللون الأحمر هو لون الدم.  

 أمَّا اللون الأزرق هو لون السماء.  


الألوان في الورود والأزهار والرياحين

في ( الورود ) يختلف معنى الألوان عن باقي الأشياء في حياتنا، وعمَّا ذكر في الكُتُّب السماويَّة حيث إنَّ :

اللون الأحمر يرمز إلى الحب والعاطفة والشغف.  

اللون الأصفر يرمز إلى الصداقة والتعاطف.  

اللون الأبيض يرمز إلى الإخلاص والارتباط بصورة حب أو زواج

أمَّا ( الورود ) البنفسجية تتفوَّق على باقي الورود فهي عامل سحر وجمال، وتعطي شعوراً  بالغنى والحذر

بينما نرى الورود البرتقالية رمزا ً للفخر

بينما الوردة ذات اللون الأزرق فهي خيالية صعبة المنال وترمز لتحقيق المستحيل

أمَّا الورد الأسود وهو نادر الوجود ولكنه يرمز لنهاية الحياة والحداد

أمَّا الورد الزهري يرمز للبراءة والحنان وحسن التعامل 

  

الأطباء النفسيون والالوان :


من وجهة نظر علماء النفس، إختلفت وجهات النظر في رموز الألوان ودلالاتها، فمن وجهة النظر النفسيَّة نرى :


 - أنَّ اللون الأحمر يرمز إلى الميول العدوانيَّة والكراهية.  

 - أمَّا اللون الأسود يرمز للخوف والاضطرابات النفسية.  

 - أمَّا اللون البرتقالي يرمز إلى الرغبة بالتمتع بالسعادة وعدم التوتر

 - أمَّا اللون الأخضر يرمز إلى الحساسية والانفعال أمام القساوة.  

 - أمَّا اللون البنفسجي يدِّل على الصراعات والاضطرابات العاطفية

 - وأخيراً اللون الأصفر يدِّل على الصراع في الميول واتخاذ القرارات.  


وبمطلق الأحوال يعتقد الكثيرون أنَّ هناك تشابه كبير إلي حد ما بين الألوان المستخدمة في العقائد بين المسيحية واليهودية والإسلامية، كونها ديانات سماويَّة توحيديَّة.  

 


الموحدُّون الدروزوالالوان :


في هذه الفقرة ..

سأتخِذ من الإيجاز طريقةً

ومن الكلام ما قلَّ ودل  إشارةً

وأقول :

يتكوَّن علم الموحِّدين الدروز من خمسة ألوان.  

تُمثِّل خمسة من كبار الشخصيات المرموقة والمؤسِّسة لهذه العقيدة.  

وهذه الألوان هي :

الأخضر، يرمز إلى العقل الذي يُشير إلى الإمام حمزة بن علي بن أحمد الزوزني ..

الأحمر، يرمز إلى النفس، ويُشير إلى الإمام أبي إبراهيم بن محمد بن حامد التميمي.  

الأصفر، يرمز إلى الكلمة، وهو يُشير إلى الإمام أبي عبد الله محمد بن وهب القرشي.  

الأزرق، يُشير إلى مولاي السابق، وهو لقب الإمام  أبي خير سلامة بن عبد الوهاب السامري.  

الابيض، ويشير إلى مولاي التالي، وهو لقب الإمام بهاء الدين أبو الحسن علي بن أحمد السموقي المشهور "بالضيف"..


 والله ولي التوفيق


فيصل المصري

أُورلاندو / فلوريدا

١٧ نيسان ٢٠٢١م 


المرجع :

كتاب

المُوحِّدون الدروز عبر التاريخ 

المُدونَّات الفيصليَّة 

الطبعة الأولى حزيران ٢٠١٨م

بيروت / لبنان 🇱🇧 



هناك تعليق واحد:

Blogger Template By: Bloggertheme9