يتم التشغيل بواسطة Blogger.

السبت، 10 أبريل 2021

سمو الأميرة آمال الأطرش. أميرة في السياسة شاء من شاء وأبى مَن أبى.

نشر من قبل Faissal El Masri  |   5:57 م




 سمو الأميرة آمال الأطرش

أميرة في السياسة

شاء من شاء وأبى من أبى


المُقدِّمة التي لا بُدَّ منها :


سهى جنبلاط حفيدة الأميرة آمال الاطرش ( أسمهان

لمَّا استقبلتني قبل وفاتها تكريماً لي لأني المؤرخ العربي الذي أعطى الأميرة آمال الاطرش حقها على صفحات غوغل الوثائقية في أنها ( أميرة في السياسة ) رافقت الأمير حسن الأطرش عشية الانتدابين الفرنسي والإنكليزي على بلاد الشام قبل أن تكون أميرة في الحسب وَالنسَب


صدقت المرحومة سهى جنبلاط، لأنه دائماً وأبداً يعتريني الهمُّ  كلما أردت أن أكتُّب  عن شخصية تنتمي إلى طائفة الموحِّدين الدروز، لأنَ  بعض المؤرخين العرب برعُوا في كتابة التدليس والكذب والنفاق وفي إلصاق التهَم، من أجل طمس الحقائق أو إجهاض السمعة لمآرب دنيئة خسيسة، أو من أجل تزوير التاريخ.  


وللتأكيد على ذلك إنَّ كتاب إبن الأثير ( الكامل في التاريخ ) بقي مخفياً عن أنظار كل باحث لأنه يتضمن تاريخ العالم العربي الإسلامي الصحيح وفيه موبقات صلاح الدين الأيوبي ( ٥٥٥ / ٦٣٠ هجرية ) تجاه الموحِّدين الدروز في عاصمة الخلافة الفاطمية القاهرة، وحقارته تجاه إحراق مكتبة ( دار الحكمة ) التي أنشأها الحاكم بأمر الله والتي كانت تحوي عشرات الوثائق  والمخطوطات المهمة التي من شأنها أن تؤرخ بشكل أفضل

لم ينسحب التاريخ العربي الكاذب  المزيَّف والمزوَّر إلى كل من يخالفهم في الرأي والعقيدة فقط، بل أغفل بعض المؤرخين العرب عن ذكر دور الموحِّدين الدروز السياسي ولي في ذلك رافع العلم العربي سلطان باشا الاطرش بعد اندحار الخلافة الخلافة العُثمانيَّة البغيضة بعد أكثر من أربعة قرون

بكل أمانة اعتراني الهمُّ وأرَّقني الفؤاد وتعبت من التفكير عندما أردت الكتابة  في أسمهان، لا بل في حضرة سمو الأميرة آمال الأطرش

أميرة الجبل. 


في المُدونَّة :

مُدوِّنتي هذه في حضرة آمال الأطرش ..

الأميرة في السياسة.  

صاحبة الرؤية الثاقبة.  

المرأة التي وقفت مع الرجال الأشاوس في الصفوف الأماميَّة.  

الزوجة التي رافقت أميراً  في المهمَّات الصعبة.  

تلك الفارسَّة التي حاولت إنقاذ عشيرتها وأبناء جِلدتها في أيام إبتلاع سوريا من قبل فرنسا وبريطانيا.  

تلك الشخصية التي قالوا عنها جاسوسة تارة للإنكليز وطوْراً للفرنسيين.  

آمال الاطرش كانت في وقت من الأوقات زوجة الأمير حسن الاطرش الذي له باع  طويل  وكريم  وصادق وجريئ  في سياسة سوريا في النصف الاول من القرن العشرين، وكل ما كُتُّب عنه خلاف ذلك هو محض كذب وافتراء، وقد تبين لي أنَّ هناك مُحاولات من حُثالة  الكتبَّة ومنافقي السلطة التعتيم على هذه الشخصيَّة السياسيَّة السوريَّة الدرزيَّة .    

  

آمال الأطرش تنتمي إلى  طائفة الموحِّدين الدروز التي تمتاز عن غيرها من الطوائف أنَّها في المُلِمَّات التاريخية وفي المنعطفات الخطيرة، يجهد زعماؤها  إلى  وضع مصلحة الطائفة  وسلامة أبنائها فوق كل إعتبار بمعزل  عن الأهواء الدوليَّة  التي يكتنفها النفاق الوطني الذي ينزف حسداً وغيرةً أو إلصاق تهَّم باطلة كالعمالة أو التجسُّس


ولنا في ذلك المثل الصارخ في مواقف السِّت نظيرة جنبلاط والدة الزعيم المرحوم كمال جنبلاط عشيَّة الانتداب الفرنسي

( يراجع في ذلك مُدوِّنتي عن السِّت نظيرة جنبلاط )


والموقف التاريخي الذي وقفته آمال الأطرش مع زوجها الأمير حسن الأطرش أثناء محادثات تقسيم العالم العربي خلال الحرب العالمية الثانية وبالأخص إلى من ستؤول سوريا ..

  

قيل في آمال الأطرش الكثير من الافتراءات والأباطيل والاكاذيب وإلصاق التهَّم بأنَّها جاسوسة. 


ذنب آمال الأطرش أنَّها سارت على سجي، وسكَّة من سبقها من زعماء طائفة الموحدِّين  الدروز، والذي يقضي بالحفاظ على سلامة أفراد عشيرتها القاطنين في جبل العرب ( أنداك جبل الدروز ) ومصالحهم، بغضِّ النظر عن أمور فيها فلسفة وطنية لا تُقري  ولا تُشبع وهذه هي عادة العرب الغيارى في إلصاق تهمة الخيانة منذ نكبة فلسطين.


آمال الأطرش تحملَّت التجني وفارقَّت هذه الدنيا إلى مقرِّ  الأبطال في رُكْنٍ مميز في الجنَّة

في سنة  ١٩٣٤ تزوجت آمال الأطرش من الأمير حسن الأطرش وانتقلت معه إلى جبل الدروز في سوريا  في قرية عِرَّى مركز إمارة آل الأطرش، وقد عملت وسعَت في أن تُساعد أبناء مِلَّته. 

مثلها مثل من يكون في الصدارة أو الزعامة لا يُعاب عليه إن أقام علاقات محليَّة أو دوليَّة.  

فالعيب كل العيب الهروب وعدم خِدمة الرعيَّة والحفاظ على أمنهم ومصالحهم.  

لهذا السبب تلقَّت آمال الأطرش سهام التجريح من كذبَة المؤرِّخين ولكنها بقيت أيقونة ورمز سياسي واجتماعي في الذاكرة التاريخية للموحدِّين الدروز ..


وإذا إعتبر بعض مؤرخي العرب السيدة نازك العابد الأديبة والناشطة السوريَّة بأنَّها جان دارك العرب كما لُقَّبت لأنَّها قامت بنشر أسباب الثورة السورية وملابساتها، وتكلمت عن حق بلادها في الحريَّة والاستقلال.


وإذا إعتبر النُقَّاد  العرب الذين تأبطوا الفن وخلعوا الألقاب مثل كوكب الشرق على أم كلثوم. 


فإنِّي أعتبر آمال الاطرش أميرة السياسة في السماء

شاء من شاء وأبى من أبى. 



فيصل المصري

أُورلاندوا / فلوريدا 

١١نيسان ٢٠٢١م 


المرجع :

المُدونَّات الفيصليَّة

أعلام وحوادث وشخصيات تاريخيَّة

 

0 comments:

Blogger Template By: Bloggertheme9