يتم التشغيل بواسطة Blogger.

السبت، 20 مارس 2021

إلى أُمِّي في عيدك.

نشر من قبل Faissal El Masri  |   5:56 م


 إلى أُمِّي في عيدك. 

إنَّها قِصَّتك يوم رحلت مع غِياب الشمس

إنَّها قِصَّتي مع بزوغ فجر كل نهار

وإنَّها قِصَّتي مع غياب شمس كل نهار، 

أتذكَّر رحيلك يا أُمِّي


ليل أمس يا أُمِّي وأنا في نومٍ عميق زارني أحد الملائكة وسألني إذا كنتُ أُريد أن يحمل رسالة لكِ مِنْ إبنكِ فيصل

أجبته دون تردد، نعم

وقُلت له يا ملاكي يا حاملاً رسالتي.  

أحمِلْ معكَ هذه الرسالة إلى الجنَّة حيث تُقيمُ أُمِّي بجانب والدي

أمضي إليها ولا تتأخَّر

ولا يهمُّك أن تكون  نائمة أو مستيقظة. 

قد لا تعرف يا ملاكي … أُمِّي.  

إليكَ أوصافها كي  تتعرَّف عليها حين  تلتقي بها.  

أُمِّي اسمها سلمى

إنْ وصلت نهاراً

أُمِّي الشمس الذي  يُضيئ الجنَّة

إنْ وصلت ليلاً

أُمِّي نجمة الصباح. 


أُمِّي جميلة الجميلات

أُمِّي المرجان والزبرجد بدل الأزهار في الحقول والبراري. 


أُمِّي تشبه مَطَر السماء.  

والماء الذي  يسقي العطشى والحقول. 

أُمِّي هي الفرح والبهجة والسرور. 

أُمِّي شجرة ثمارها الكرم والعطاء. 

أُمِّي هي التي أحبَّها والدي. 


سلِّمها رسالتي وقل لها :

إبنُك فيصل الذي  تحبينهُ ويُحِبُّك

يُقَبِّلُك ويُبلِغُك السلام


وقُل لها :

لمْ أنسَ ما أخبرني والدي عنكِ لمَّا كنتِ يافعة  تملأ  كيانك البراءة وتضجُّّ  مخيلتك  بِقصصٍ  وروايات

وكانت آمالك تصلُ السماء

كان والدي يومها شابٌ حطَّه الموج  في المقلب الآخر من الأرض، في جزيرة نائية كوراسو التي استقبلتك


التقت آماله بآمالك يا أُمِّي في كبد السماء.  

أراد أن يتزوَّجك ولكن التقاليد الباليَّة مانعت وعارضت

لأنَّ والدك ووالده يُديران  مصلحة  تنافسية.

رفضت نفسه الأبيَّة، إلَّا. أنتِيا أُمِّي

وكان له ما أراد.  


أَبحرَّت الباخرة وأنتِ تنظري إمَّا إلى السماء أو البحر.  

معظم حياة عزَّ صباك عشت في تلك الجزيرة، وكنَّا نحن أولادك الهَّم في زهرة شبابك والشغل الشاغل في ليلك ونهارك


هل تذكَّرتِ يا أُمي لمَّا أخذك والدي وأخذنا في القرن الماضي في رحلة  سياحيَّة إلى مدينة نيويورك، التي ما زالت بالنسبة لي مكَّة  وذِكْرى إن استطعت إليها سبيلاً


كانت اقامتنا في فندق تغيب الشمس عنه طوال النهار بسبب عمارة بجانبه وصلت إلى حدِّ السماء

وما زالت ماثلة إلى يومنا هذا … 

إنَّها : 

Empire State Building


قال لكِ والدي يومها :

اتريدين السكنى هنا مع أولادك ؟

أجبت أريد العودة إلى وطني لبنان.  

عُدنا جميعاً إلى لبنان


وما لبث أن  تركك والدي بعد حين إلى أرضٍ  لم تطأها إلَّا  الملائكة

إلى أن لحقتِ به في أيلول من العام ٢٠١٥م

غابت  شمسك يا أُمِّي. 

وغابت الشمس مِن حياتي بعد رحيلك.  


أنت أُمِّي

هو أبي.   

يرحمكما الله

ومع ذلك.  

وبعد سنوات على غيابك

أقول كل عام وأنتِ ما زلتِ أُمِّي.

وهنيئاً مرقدك جانب أبي.


هل وصلتك رسالتي يا أمِّي ؟

أُريدُ رداً

أو لقاءً …       




فيصل المصري

أُورلاندو  / فلوريدا

٢٠ اذار ٢٠٢١م


     



0 comments:

Blogger Template By: Bloggertheme9