يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الجمعة، 13 نوفمبر 2020

بعيداً عن السياسَّة …

نشر من قبل Faissal El Masri  |   7:14 م

 بعيداً عن السياسَّة

بعيداً عن الأعاصير المناخية والسياسيَّة التي تجتاح أميركا

وبعيداً عن هيستيريا الكورونا


المُقدِّمة التي لا بُدَّ منها :

كنت قد أعددَّت مُدونَّة عن قيام بعض الساسَّة في لبنان بتقديم واجب التهنئة في نتائج انتخابات جرت في أميركا وبلدهم وشعبهم ومستقبلهم يقتربون من الفقر بعد سرقة أموالهم ومُدخراتهم

صرفت النظر عن نشر هذه المُدونَّة مُردداً تلك الأُضحوكة ( مين عتبان عليكم ). وقررت نشر هذه المُدونَّة ( بعيداً عن السياسَّة  …… )


في المُدونَّة :

سألني ابني وأنا على مشارف العام ٢٠٢١مما هو الإنجاز الذي تفتخر بأنك حققته بحياتك ؟

أجبته باستثناء عائلتي الصغيرة.

أنا فخورٌ بإصدارات المُدونَّات الفيصليَّة

واسترسل ابني يمطرني بسيل من الأسئلة

وأي إصدار من هذه أنت فخور به أكثر من غيره؟

أجبته فوراً

إصدار كتاب :  

( كراون دايسي وكريستل، وقصص أُخرى ). 

وقف مشدودًا ومدهوشاً

وقال :

أكثر من إصدار كتاب

( المُوحِّدون الدروز عبر التاريخ ) الذي إعتبره البعض وثيقة تاريخية ؟

وأكثر من إصدار كتاب

( أعلام وحوادث وشخصيات تاريخية ) الذي اعتبرته غوغل إنسيكلوبيديا مختصرة ؟


قلت لابني

نعم

لأنَّي وجدت أثناء كتابة وتأليف قصص كراون دايسي وكريستل، وامرأة الوادي المُقدَّس، والجسر وحوريَّة النهر ذاتي وروحي ونفسي وشخصيتي.  

وأنت تعلم عِلم اليقين … 

أنِّي أهديتها إلى روح المرحوم والدي

لأن روحه كانت تدفع وتحَفِّز وتُلهم يراعي وقلمي.  

وقد دفعتني سطوَّة هذه الروح المُحبَبَّة على قلبي وعقلي وتفكيري إلى أن تكون قصصي على المنوال نفسه من مزج للأُسطورة بالخيال وصولاً إلى واقع حياتنا المعقدَّة والصعبة.

وعاد يسألني

كيف هذا ؟

أجبته

قصصي هي سيرة حياتي

قصصي هي أنا

قصصي هي مرآة داخلي

ألا تعتقد أنِّي عِشتُ مع الهجرة في هذه

القصص والعودة النهائية الى موطني بدافع الحنين عندما تدِّق الساعة

كل ذلك

تجده في قصصي ؟

ولا يخفاك سراً

أنَّي لَمَّا انصرفت لتأليف كتابي عن

( الموحِّدون الدروز عبر التاريخ ) اشتاق القلم وتضايقت الروح لَمَّا توقفت نهائياً عن سبر غور خواطري والبحث عن عما يختلج نفسي من مشاعر دفينة ؟

وعاد يمطرني بالأسئلة

لماذا ؟

أجبته …    

كتابي ( الموحِّدون الدروز عبر التاريخ ) كان من قبيل الواجب الديني وتلبية لطلب تحديث وتصحيح الصفحة الوثائقية ل غوغل عن الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله

ونجحت وأتممَّت المهمَّة

وقلت له أيضاً

أنت تدري كم تردَّدت في أن أغوص في هذا البحر وأُبْحِر حتى ينابيعه وأشرب من مياهه النقيَّة.   

أنت تعلم كم أخذ توثيق هذا الكتاب من عُصارَة تفكيري وشغل معظم وقتي وكان يأخذني إلى عصور سابقة غابرة وسنوات ظالمة ومظلمة للعقل والتفكير

لم يقتنع ابني حتى الساعة أنَّي آثرت أن أبحث عن نفسي في قصصي أكثر من أن أبحث عن الاديان ومذاهبها حتى ولو كان مذهبي ومسلك الآباء والأجداد.  

ولهذا السبب سطَّرت لابني خاطرة من خواطري قد أُقنعه … 

أنِّي في هذا السِرْب أُحِب أن أُغرِّد.  

أنِّي مع هذه الكلمات أرغب أن أتوه

أنِّي مع هذه السطور أتوق أن أُهاجر


خاطرة يرسم قلمي … 

أحْرفاً تتنفَّس

وجُملاً تتراقص

وصُوَراً تتكلَّم


وهذه الخاطرة تتضمن أحرفي وجُملي وصوري

اليكم أيُّها القُرَّاء الخاطرة وهي ستكون الأخيرة لأنَّه آن الأوان لهذا القلم أن يترجَّل ويتوقف

إنِّها سراب.

اسمٌ على مُسَمَّى.


وبقيتُ أسير حتى ألقاكِ.   

وبقي وجهُكِ يبتعد عن ناظري.  

ما إن أصِل إلى حيث أنتِ.  

تختفي صورتكِ وكأنها سراب.  

قلت في نفسي …  

لمَمْ ولَنْ أَمِّل في أن أستمِّر باللحاق بكِ

طالما الرمَّق الأخير لم يُطرُق بابي.  

حتى لو أيقنتُ أنك سرابْ.  

وسراب الطبيعة جميلٌ.  

أما سرابكِ أنتِ أجملُ من جميلْ.  

لأَنِّي …  

أحلم بكِ كل ليلة.  

وأنظر الى صُوِّركِ التي علِقَّت بخيالي وأنا الحقُك كالسراب.  

فإنْ رأيتكِ أثناء النهار …  

تختفي الشمسُ خلف الغيوم هرباً من  جمالكِ الذي يُبهرُها.  

إنْ نظرتُ إليكِ أثناء الليل …  

يختفي القمر من قرص السماء استيحاءً لأنكِ أجملُ منه.  

إنْ شاهدتكِ قرب النهر …  

يتوقَّف النهرُ عن الجريان إحتراماً لقدومكِ

إنْ كنتِ في حديقة غناء …  

انحنت الورود والأزهار خشوعاً لِجمالكِ.   

استبدَّ الشوق بي.  

غاب عقلي.  

وخفق قلبي.  

أردتُ أنْ المسكِ.  

أو أتحدَّث إليكِ.  

أو أُلِفت انتباهكِ.  

ولكني كنت أتهيَّبْ.  

خشوعاً.  

واحتراماً

إلى أنْ نهرتني آلهة الجمال وانا أحلم بكِ ليلاً.  

وقالت لي.  

ماذا تفعل بصورِها.  

ولماذا دخلتْ أحلامكَ كل ليلة.  

ولماذا ؟  

ولماذا ؟ 

لا تكلمها

قلت لآلهة الجمال …   

تعبت من اللحاقِ بها.  

كأنَّها من غيرِ البشر

كأنَّها من عالم أخر.  

أجابت آلهة الجمال.  

صدَقتْ.  

إنَّها من نسلي.  

إنَّها من بناتي.  

إنَّها آلهة جمال مثلي.  

أنا والدتها.  

إنَّها سراب.  

إنَّها من صُوَر الآلهة.  

لنْ تلقاها.    

إنَّها اسمٌ على مُسَمَّى.  

إنَّها سرابْ

إنَّها سرابْ



فيصل المصري

١٤ تشرين الثاتي ٢٠٢٠م

أُورلاندوا / فلوريدا





0 comments:

Blogger Template By: Bloggertheme9