عيدٌ بأيَّة حالٍ عُدتَ يا عيدُ …
بمناسبة رأس السنة.
للأهل في لبنان.
المُقدِّمة :
هذه المُدونَّة ليست من أسرار الآلهة.
قد تكون من أسرار الحقائب الدبلوماسية ….
بالأمس إستحضرت روح إبن خلدون، حتى يندَّس بالتظاهرات التي سارَت في بيروت، وفقاً لعصا المايسترو الذي هو ملك، من الملوك في لبنان.
واليوم أستجلب روح المتنبي، حتى ينخرِّط مع أغلبية الشعب اللبناني، وينشد قصيدته التي أصبحت مغناة تكريمية لقدوم أي عيد.
عيدٌ بأيَّة حالٍ عُدتَ يا عيدُ …
أي بما معناه …
إن الأمور في لبنان ما زالت على حالها وستبقى، طالما الملوك في لبنان مُتفقون على توزيع المغانم بالعدل والقسطاس، فيما بينهم.
تعريف القسطاس :
ألة ميزان دقيق، يُعتبر أضبط الموازين وأقومها ويُعبِّر عن العدالة.
والقسط، هو الحِصَّة أو النصيب.
ولكن يبدو أن القسطاس ( الحِصَّة والنصيب للغير ) في عهد الرئيس ميشال عون القوي، ( وفق الشعار الجديد المُضاف الى لبنان، بلد الإشعاع والنور، وسويسرا الشرق، الى ما هنالك من شعارات ) بدأ يختَّل وتميل كفة مغانم الدولة الى جِهة واحدة، وهذا النمط في جشع توزيع مغانم الدولة، أوجد هذا الهيجان المنضبط من باقي الملوك وفق غير عصا واحدة جرى حرمانها، أو التقليل من حِصتها.
هذا الخلل في العدل والقسطاس الذي خلقه العهد ( القوي ) أوجد إهتزازاً في بنية توزيع المغانم على المستفيدين، والمحاسيب والأزلام.
تقول المصادر ...
أن الأُسس المتينة لبقاء الكيان اللبناني بالرغم من خيباته الإقليمية والدولية، هو الذكاء المُفرط، والعدل والقسطاس في توزيع المغانم المنهوبة من الدولة.
وإذا إختَّل هذا الميزان، تقع الكارثة.
والميزان المقصود، لا علاقة له بسيادة القانون، وتكافؤ الفرص، ولا يندرج إطلاقاً تحت مبدأ تأمين الخدمات العامة للشعب كالماء، والكهرباء، والطرقات وباقي الخدمات اليومية، بل يقع الخلاف في هذه المسائل على التلزيم، ولا تشكل هذه الامور، خطراً قومياً او إقليمياً، او دولياً لانها لا تدخل في هموم هذه الدوَّل.
فإذا نظرنا الى حِصص الملوك، في توزيع الوزارات، والإدارات العامة، وتقاسم التوظيف في ملاكات الدولة، والمنافع التي تعود الى كل سعادة مدير، مدني او عسكري ( جيش، قوى أمن داخلي وباقي المراكز الأمنية ) إلخ.
يتبين ان شريحة لا يستهان بها من المحظوظين، والمحظيات من الشعب اللبناني تستفيد من هذا الكيان الذي يدِّر حليباً من مزاريبه المنفلته، والمصبوبة عليهم دون سواهم.
هذه الفئة الوحيدة هي التي تضررَّت من الرئيس او العهد القوِّي، لأن تدَّنى درجة الإستفادة من خزائن الدولة ( كالطبابة، والإستشفاء، والرواتب، والتعويضات مدى الحياة، والمرافقات الأمنية لأفراد بعض العائلات إلخ.) هي التي أبدت إمتعاضاً.
وبنظر المصادر، هذه الفئة ( المستفيدة ) لا تشكل خطراً أمنياً لأن الانضباطيَّة ( السمع والطاعة ) هو المعيار لأجل إستفادتها من مزاريب الملوك، وبالتالي إن تحركَّت يبقى المايسترو ماسكاً عصا الطاعة، إن تطاولت أكثر من المطلوب في أعمال الشغب، والصريخ، وقطع الطرقات، ورمي النفايات الى ما شابه من معزوفات أتقنوا في إيصالها لمسامع من يعنيهم الأمر.
أما بقية الشعب اللبناني غير المُنخرِّط في مَنظومة ( العدل والقسطاس ) هو في العِير مغلوب على أمره، وفِي النفير لا يتقدَّم بل يتأفف إن بقي في وطنه، أو يهاجر إن إستطاع اليه سبيلاً، وقد يصِّح هذا المثل بالشعب اللبناني المغلوب على أمره وهو من أكثر الأمثال العربية شيوعاً، وقد أطلق أيام النبي مُحمَّد صلَّ الله عليه وسلَّم على بني زهرة من قبيلة قريش، حينما رفضوا الاشتراك في الحرب ضد النبي محمد، ويضرب هذا المثل في الفئة من القوم التي ليس لها دور في الأحداث.
ولهذا السبب نشرت مُدونَّتي :
( مُلوك الطوائف في لبنان، إن إختلفوا ) حتى ينتبهوا لأن مصيرهم سيكون مثل ملوك الطوائف في الأندلس، إن إختلفوا.
هذا من ( الناحية الأمنية السياسية ).
أمَّا الناحية الاقتصادية وقيمة الليرة اللبنانية، لا تكتم سراً المصادر بالقول، وقد ذكرته شخصياً في مُدونَّتي :
تعليق على مقابلة الزعيم وليد جنبلاط مع الإعلامي مرسال غانم، حيث كتبت :
( ولكني أحب ان أُطمئن البيك أن الليرة اللبنانية بخير طالما حاكم مصرف لبنان رياض سلامة يقرأ ويفهم جيداً تقارير FBI
المباحث الاميركية ف. ب. أ عن العمليات والتحويلات المصرفية اللبنانية ).
بعد هذه المُقدِّمة، التي وضعت لها إطاراً سياسياً أمنياً وإقتصادياً، سأكون مع أغلبية الشعب اللبناني وأستحضر المتنبي الذي عاش قبل 1400 سنة.
قصيدة ابو الطيب المتنبي (عيد بأية حال عدت يا عيد) التي قيلت، في عيد الاضحى ترسم صورة واقعية ودقيقة للوضع المأساوي الذي كان سائداً، والذي يُشبه، ويُماثل الوضع المُزري في لبنان اليوم.
يسأل الشاعر العيد عن سبب مجيئه، كذلك يسأل شعب لبنان، ويقول :
هل جئت بشيء جديد، خبر او أي شيء، بل جئت تحمل الماضي بين ثناياك ، ذلك الماضي المليء بالمآسي.
عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ
هذه القصيدة …
لا تُشبه هِجاء الشاعر حسان بن ثابت لقبيلة قريش.
ولا هِجاء جرير للفرزدق.
ولا هِجاء الشعراء، او الزجالين لحكامهم او خصومهم.
بل توصف علامات وإمارات الآسى، وعلامات القهر والذل، والحيرة من المجهول، والضياع التي يتخبَّط بها شعب لبنان، غير المُنخرِط بأية منظومة سياسية او حزبية.
أخيراً …
يؤسفني القول …
الهجرة، إلى من إستطاع اليه سبيلاً.
هذا ما فعله أبي …
وهذا ما قمت به أنا …
وهذا ما يقوم به أولادي …
كل عام وأنتم أهلنا، وأصدقائنا.
وقراءٌ مميزون.
فيصل المصري
أخر العام ٢٠١٨ م.
أُورلاندوا / فلوريدا.
للتعريف بهذه القصيدة، إليكم ما ورد فيها :
عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ
أمّا الأحِبّةُ فالبَيْداءُ دونَهُمُ فَلَيتَ دونَكَ بِيداً دونَهَا بِيدُ
لَوْلا العُلى لم تجُبْ بي ما أجوبُ بهَا وَجْنَاءُ حَرْفٌ وَلا جَرْداءُ قَيْدودُ
وَكَانَ أطيَبَ مِنْ سَيفي مُعانَقَةً أشْبَاهُ رَوْنَقِهِ الغِيدُ الأمَاليدُ
لم يَترُكِ الدّهْرُ مِنْ قَلبي وَلا كبدي شَيْئاً تُتَيّمُهُ عَينٌ وَلا جِيدُ
يا سَاقِيَيَّ أخَمْرٌ في كُؤوسكُما أمْ في كُؤوسِكُمَا هَمٌّ وَتَسهيدُ؟
أصَخْرَةٌ أنَا، ما لي لا تُحَرّكُني هَذِي المُدامُ وَلا هَذي الأغَارِيدُ
إذا أرَدْتُ كُمَيْتَ اللّوْنِ صَافِيَةً وَجَدْتُهَا وَحَبيبُ النّفسِ مَفقُودُ
ماذا لَقيتُ منَ الدّنْيَا وَأعْجَبُهُ أني بمَا أنَا شاكٍ مِنْهُ مَحْسُودُ
أمْسَيْتُ أرْوَحَ مُثْرٍ خَازِناً وَيَداً أنَا الغَنيّ وَأمْوَالي المَوَاعِيدُ
إنّي نَزَلْتُ بكَذّابِينَ، ضَيْفُهُمُ عنِ القِرَى وَعَنِ الترْحالِ محْدُودُ
جودُ الرّجالِ من الأيدي وَجُودُهُمُ منَ اللّسانِ، فَلا كانوا وَلا الجُودُ
ما يَقبضُ المَوْتُ نَفساً من نفوسِهِمُ إلاّ وَفي يَدِهِ مِنْ نَتْنِهَا عُودُ
أكُلّمَا اغتَالَ عَبدُ السّوْءِ سَيّدَهُ أوْ خَانَهُ فَلَهُ في مصرَ تَمْهِيدُ
صَارَ الخَصِيّ إمَامَ الآبِقِينَ بِهَا فالحُرّ مُسْتَعْبَدٌ وَالعَبْدُ مَعْبُودُ
نَامَتْ نَوَاطِيرُ مِصرٍ عَنْ ثَعَالِبِها فَقَدْ بَشِمْنَ وَما تَفنى العَنَاقيدُ
العَبْدُ لَيْسَ لِحُرٍّ صَالِحٍ بأخٍ لَوْ أنّهُ في ثِيَابِ الحُرّ مَوْلُودُ
لا تَشْتَرِ العَبْدَ إلاّ وَالعَصَا مَعَهُ إنّ العَبيدَ لأنْجَاسٌ مَنَاكِيدُ
ما كُنتُ أحْسَبُني أحْيَا إلى زَمَنٍ يُسِيءُ بي فيهِ عَبْدٌ وَهْوَ مَحْمُودُ
ولا تَوَهّمْتُ أنّ النّاسَ قَدْ فُقِدوا وَأنّ مِثْلَ أبي البَيْضاءِ مَوْجودُ
وَأنّ ذا الأسْوَدَ المَثْقُوبَ مَشْفَرُهُ تُطيعُهُ ذي العَضَاريطُ الرّعاديد
جَوْعانُ يأكُلُ مِنْ زادي وَيُمسِكني لكَيْ يُقالَ عَظيمُ القَدرِ مَقْصُودُ
وَيْلُمِّهَا خُطّةً وَيْلُمِّ قَابِلِهَا لِمِثْلِها خُلِقَ المَهْرِيّةُ القُودُ
وَعِنْدَها لَذّ طَعْمَ المَوْتِ شَارِبُهُ إنّ المَنِيّةَ عِنْدَ الذّلّ قِنْديدُ
مَنْ عَلّمَ الأسْوَدَ المَخصِيّ مكرُمَةً أقَوْمُهُ البِيضُ أمْ آبَاؤهُ الصِّيدُ
أمْ أُذْنُهُ في يَدِ النّخّاسِ دامِيَةً أمْ قَدْرُهُ وَهْوَ بالفِلْسَينِ مَرْدودُ
أوْلى اللّئَامِ كُوَيْفِيرٌ بمَعْذِرَةٍ في كلّ لُؤمٍ، وَبَعضُ العُذرِ تَفنيدُ
وَذاكَ أنّ الفُحُولَ البِيضَ عاجِزَةٌ عنِ الجَميلِ فكَيفَ الخِصْيةُ السّودُ؟
أمّا الأحِبّةُ فالبَيْداءُ دونَهُمُ فَلَيتَ دونَكَ بِيداً دونَهَا بِيدُ
لَوْلا العُلى لم تجُبْ بي ما أجوبُ بهَا وَجْنَاءُ حَرْفٌ وَلا جَرْداءُ قَيْدودُ
وَكَانَ أطيَبَ مِنْ سَيفي مُعانَقَةً أشْبَاهُ رَوْنَقِهِ الغِيدُ الأمَاليدُ
لم يَترُكِ الدّهْرُ مِنْ قَلبي وَلا كبدي شَيْئاً تُتَيّمُهُ عَينٌ وَلا جِيدُ
يا سَاقِيَيَّ أخَمْرٌ في كُؤوسكُما أمْ في كُؤوسِكُمَا هَمٌّ وَتَسهيدُ؟
أصَخْرَةٌ أنَا، ما لي لا تُحَرّكُني هَذِي المُدامُ وَلا هَذي الأغَارِيدُ
إذا أرَدْتُ كُمَيْتَ اللّوْنِ صَافِيَةً وَجَدْتُهَا وَحَبيبُ النّفسِ مَفقُودُ
ماذا لَقيتُ منَ الدّنْيَا وَأعْجَبُهُ أني بمَا أنَا شاكٍ مِنْهُ مَحْسُودُ
أمْسَيْتُ أرْوَحَ مُثْرٍ خَازِناً وَيَداً أنَا الغَنيّ وَأمْوَالي المَوَاعِيدُ
إنّي نَزَلْتُ بكَذّابِينَ، ضَيْفُهُمُ عنِ القِرَى وَعَنِ الترْحالِ محْدُودُ
جودُ الرّجالِ من الأيدي وَجُودُهُمُ منَ اللّسانِ، فَلا كانوا وَلا الجُودُ
ما يَقبضُ المَوْتُ نَفساً من نفوسِهِمُ إلاّ وَفي يَدِهِ مِنْ نَتْنِهَا عُودُ
أكُلّمَا اغتَالَ عَبدُ السّوْءِ سَيّدَهُ أوْ خَانَهُ فَلَهُ في مصرَ تَمْهِيدُ
صَارَ الخَصِيّ إمَامَ الآبِقِينَ بِهَا فالحُرّ مُسْتَعْبَدٌ وَالعَبْدُ مَعْبُودُ
نَامَتْ نَوَاطِيرُ مِصرٍ عَنْ ثَعَالِبِها فَقَدْ بَشِمْنَ وَما تَفنى العَنَاقيدُ
العَبْدُ لَيْسَ لِحُرٍّ صَالِحٍ بأخٍ لَوْ أنّهُ في ثِيَابِ الحُرّ مَوْلُودُ
لا تَشْتَرِ العَبْدَ إلاّ وَالعَصَا مَعَهُ إنّ العَبيدَ لأنْجَاسٌ مَنَاكِيدُ
ما كُنتُ أحْسَبُني أحْيَا إلى زَمَنٍ يُسِيءُ بي فيهِ عَبْدٌ وَهْوَ مَحْمُودُ
ولا تَوَهّمْتُ أنّ النّاسَ قَدْ فُقِدوا وَأنّ مِثْلَ أبي البَيْضاءِ مَوْجودُ
وَأنّ ذا الأسْوَدَ المَثْقُوبَ مَشْفَرُهُ تُطيعُهُ ذي العَضَاريطُ الرّعاديد
جَوْعانُ يأكُلُ مِنْ زادي وَيُمسِكني لكَيْ يُقالَ عَظيمُ القَدرِ مَقْصُودُ
وَيْلُمِّهَا خُطّةً وَيْلُمِّ قَابِلِهَا لِمِثْلِها خُلِقَ المَهْرِيّةُ القُودُ
وَعِنْدَها لَذّ طَعْمَ المَوْتِ شَارِبُهُ إنّ المَنِيّةَ عِنْدَ الذّلّ قِنْديدُ
مَنْ عَلّمَ الأسْوَدَ المَخصِيّ مكرُمَةً أقَوْمُهُ البِيضُ أمْ آبَاؤهُ الصِّيدُ
أمْ أُذْنُهُ في يَدِ النّخّاسِ دامِيَةً أمْ قَدْرُهُ وَهْوَ بالفِلْسَينِ مَرْدودُ
أوْلى اللّئَامِ كُوَيْفِيرٌ بمَعْذِرَةٍ في كلّ لُؤمٍ، وَبَعضُ العُذرِ تَفنيدُ
وَذاكَ أنّ الفُحُولَ البِيضَ عاجِزَةٌ عنِ الجَميلِ فكَيفَ الخِصْيةُ السّودُ؟
0 comments: