أمال الأطرش، أميرة في السياسة ..
أسمهان : او ألاميرة أمال الاطرش.
تاريخ ولادتها : ٢٥ تشرين الثاني ١٩١٢
تاريخ وفاتها : ١٤ تموز ١٩٤٤
- المُقَدِّمة :
يُصادف هذا اليوم ٢٥ تشرين الثاني ذِكْرَى مولد أمال الاطرش، المعروفة بأيقُونَّة الطرب، والصوت الملائكي، أسمهان ..
وأسمهان، فضلا ً عن أنها مطربتي المفضلَّة، إلا أنها تُثير فضولي لمعرفة الدور السياسي المهم الذي مارسته، كما سيرد تفصيله في سياق هذه الْمُدوّنة ..
- تمهيد :
عندما أُريد أن أكتُّب مُدوِّنة عن أي إنسان، سواء كان رجلا ً او إمرأة، أختار من سيرته، او سيرتها ما أشار اليه المؤرخون، بدء ً بالعرب ..
كذلك، أبحث وأستقصي عن ما أغفلوا عنه، او عنها، قصدا ً ..
دائما ً وأبدا ً، يعتريني الهَّم كلما أردت ان أكتُّب عن شخصية تنتمي الى طائفة الموحدِّين الدروز لأن بعض المؤرخين العرب برعُّوا في كتابة التدليس، والكذب، والنفاق وفي إلصاق التهَّم، دون وجه حق، ومن غير وازع ضمير، من أجل، طمس الحقائق، او إجهاض السمعة لمآرب دنيئة، خسيسة، او من أجل تزوير التاريخ ..
شخصيا ً ..
واجهتني هذه المِحنَّة لما بدأت الكتابة لشركة غوغل الأميركية، من أجل تصحيح ما جرى كتابته وتدوينه عن الموحدِّين الدروز، حيث خالفت مِرارا ً وتكراراً ما دوَّنه جهابذة، وعباقرة المنافقين العرب، وكنت أهرع إلى طلب النجدَّة من مؤرخي الغرب
لأن المِصداقية، والموضوعية، والحياد عندهم، أكثر من المتزلفين العرب ..
لي في ذلك مثلين، صارخين، كبيرين، شامخين على جبين الأُمَّة ألعربيه، وهما :
- سلطان باشا الاطرش، السياسي.
- والموسيقار فريد الاطرش، الموسيقي.
وقد كتَّبت، فيهما مُدوِّنتين دحضّت فيهما أكاذيب مؤرخي العرب وهوسِّهم في التجَّني والإفتراء ..
بكل أمانة ..
إعتراني، الهَّم ..
وأرَّقني، الفؤاد ..
وشحذني، التفكير ..
لمَّا أردت ان أكتُّب في أسمهان ..
لا بل في حضرة الاميرة أمال الاطرش ..
لأنها ..
هي ..
أمال الاطرش .. الأميرة.
أمال الاطرش .. المطربة.
أمال الاطرش .. جميلة الجميلات.
أمال الاطرش .. شقيقة الموسيقار فريد الاطرش.
أمال الاطرش .. زوجة الامير حسن الاطرش.
أمال الاطرش .. أميرة الجبّل.
أمال الاطرش .. يكفي تعريفا ً، وكفى تعريفا ً ..
لن أكتُّب مُدوِّنتي هذه، في كل ذلك ..
هناك صفحات كثيرة، فيها ما يُروي الغليل عن هذه الشخصية الفذَّة ..
لأنها، أشهر من نار على علم.
لأنها، هي وحدها التي لم يُشَّق لها ما خلَّفته من غُبار، في كل ميدان خاضته ..
مُدوِّنتي هذه، في حضرة أمال الاطرش ..
الأميرة، في السياسة ..
الشخصية، صاحبة الرؤية السياسية ..
السيدة، ثاقبة النظر ..
الإمرأة، التي وقفت مع الرجال الاشاوس في الصفوف الأمامية ..
الزوجة، التي رافقت أميرا ً في المهمَّات الصعبة ..
تلك الفارسَّة، التي حاولت إنقاذ عشيرتها، وأبناء جِلدتها ..
في أيام إبتلاع سوريا من قبل فرنسا، وبريطانيا ..
تلك الشخصية ..
التي قالوا عنها جاسوسة ..
تارة، للإنكليز ..
وطوْراً، للفرنسيين ..
أمال الاطرش، في وقت من الأوقات كانت زوجة الامير حسن الاطرش، الذي له باع طويل، وكريم، وجريئ في سياسة سوريا في النصف الاول من القرن العشرين.
أمال الاطرش، تنتمي الى طائفة الموحدِّين الدروز ..
تمتاز هذه الطائفة عن غيرها، أنه في المُلِّمات التاريخية، وفي المنعطفات الخطيرة، يجهد زعماء هذه الطائفة الى وضع سلامة أفرادها، بالدرجة الأولي، بغَّض النظر عن الاهواء الدولية التي يكتنفها النفاق الوطني، الذي ينزف حسدا ً او غيرة ً، او إلصاق تهَّم باطلة، كالعمالة، او التجسُّس.
ولنا في ذلك المثل الصارخ في مواقف السِّت نظيرة جنبلاط، والدة الزعيم المرحوم كمال جنبلاط عشيَّة الانتداب الفرنسي.
( يراجع في ذلك مُدوِّنتي عن السِّت نظيرة جنبلاط )
والموقف التاريخي الذي وقفته أمال الاطرش، مع زوجها الامير حسن الاطرش أثناء محادثات تقسيم العالم العربي خلال الحرب العالمية الثانية، وبالأخص الى من ستؤول سوريا ..
قيل في أمال الاطرش، الكثير من الافتراءات، والأباطيل، والاكاذيب وإلصاق التهَّم بأنها جاسوسة ل بريطانيا العظمى، ثم الى فرنسا.
ذنب أمال الاطرش، أنها سارت على سجي، وسكَّة من سبقها من زعماء طائفة الموحدِّين الدروز، وهي الحفاظ على سلامة أفراد عشيرتها القاطنين في جبل العرب ( أنداك جبل الدروز )، ومصالحهم، بغّٓض النظر عن أمور فيها فلسفة وطنية، لا تُقري ولا تُشبع ..
وتحملَّت التجَّني، وفارقَّت هذه الدنيا، الى مقَّر الأبطال، في رُكْن ٍ مميز بالجنَّة.
- من هي الاميرة أمال الاطرش.
هي، الابنة الوحيدة للأمير فهد الأطرش، وكان مدير ناحية في قضاء ديمرجي في تركيا، والدتها علياء المنذر من بلدة شويت المتن، في لبنان.
بعد وفاة والدها الامير فهد بالعام ١٩٢٤، إضطرَّت والدتها الأميرة علياء على إثر نشوب الثورة السورية الكبرى، إلى مغادرة سوريا والتوجه إلى مصر.
في سنة ١٩٣٤، تزوجت أمال الاطرش من الأمير حسن الأطرش وإنتقلت معه إلى جبل الدروز في سوريا، في قرية عِرَّى مركز إمارة آل الأطرش.
بقيَّت أمال الاطرش أميرة للجبل، مدة ست سنوات رزقت خلالها أبنة وحيدة.
وقد أُثيرت القصَّص، وحيكت الاخبار حول تعاون ألاميرة أمال الاطرش مع الاستخبارات البريطانية ..
في تلك الفترة أثناء تواجد الاميرة أمال الاطرش بالجبل، كانت منطقة الشرق حبلى بالاحداث حيث الحرب العالمية الثانية تدور رُحّاها، وإن الحلفاء يُحالون تحرير سوريا، وفلسطين، ولبنان من قوات الجنرال فيشي الفرنسية، وقوات ألمانيا النازية ..
كانت المنطقة تفوح منها الاخبار، من اجل خلق الفوضى حتى يسهل للحلفاء إحتلال المنطقة ..
ومن الاخبار، التي كانت تسري كالنار بالهشيم، دور سياسي مشبوه للأميرة أمال الاطرش، علما ً بأنهم أسدلوا الستارَّة عن الاعمال الخيرية التي كانت تقوم بها من اجل تحسين مستوى الحياة المعيشية في الجبّل.
وفاة الاميرة أمال الاطرش :
لقَّت أمال الاطرش مصرعها، صباح يوم الجمعة ١٤ تموز ١٩٤٤.
سائق سيارتها، لم يُصَّب بأذى ..
بعد الحادثة إختفى ..
وعلى جري العادة، في نشر القصصَّ ..
طالت أصابع الاتهام، المخابرات البريطانية، وغير جهة أُخرى ..
- الخلاصة :
إذا، ما نظرنا الى الواقع العربي الحديث ..
وإذا، أردنا ان نعرف ماذا حصل بالامس القريب ..
فإننا وبكل أسف لا نعرف الحقيقة، لان الصحافة العربية تكذب مثلها مثل الصحافة الغربية ..
والمؤرخ، القادم سيعتمد بالجزء الأكبر على ما يستقيه من أخبار الصحف ..
لهذا السبب، إن أمال الاطرش لمَّا ارادت، وسعَّت في ان تُساعد أبناء مِلَّتها، مثلها مثل من يكون في الصدارة، او الزعامة، لا يُعاب عليه إن أقام علاقات محلية او دولية ..
العيب، كل العيب الهروب وعدم خِدمة الرعيَّة، والحفاظ على أمنهم ومصالحهم ..
لهذا السبب، تلقَّت أمال الاطرش، سهام التجريح من كذبَّة المؤرخين، ولكنها بقيت أيقونة، ورمز سياسي، وإجتماعي في الذاكرة التاريخية للموحدِّين الدروز ..
فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
٢٥ تشرين الثاني ٢٠١٧
0 comments: