في :
عُيون، حبيبة جرير ..
وَثغْر، عشيقة عنترَّة بن شدّاد ..
يحلو، ويطيب المقام، والنظر ...
المُقَدِّمة :
ما بين ثغر عبلة ..
حبيبة، عنترة بن شدّاد.
والعيون الحور ...
لحبيبة، جرير.
هناك وجه، لآلهة الجمال ...
وَمِنْ جاء، مِن ْ بعدها حتى وقتنا الحاضر ..
لم يشهد الأدب العالمي قاطبة ً، ان إختصر جمال المرأة في بيتين من الشعر، كما أنجز الأدب العربي القديم، تصوير تمثال لآلهة الجمال في بيتين من الشعر ...
مِن صناعة :
-/ عنترة بن شدّاد،
-/ وجرير.
عنترة بن شدّاد ..
أشهر شعراء العرب في فترة ما قبل الاسلام، ولد في القصيم، ( السعودية اليوم ) وذلك بالعام ٥٢٥ وتوفي بالعام ٦٠٨ ميلادي.
كان أسود اللون، لان أُمَّه أميرة حبشيَّة، أُسرَّت وهي في قافلتها، وأُعجب بها شدّاد، وأنجب منها عنترة.
ولمّا إشتَّد ذراع عنترة، حتى شاع ذِكْره، وذاع صيته، في قبيلته عبس، وأحاطَّت به النساء، والبنات وكانت منهن، عبلة إبنة عمه مالك.
كانت عبلة أجمل، من القمر ...
وكانت تمازحه وتُكثر الكلام معه، وهي في عمر أصغر منه ...
تعددَّت الروايات عنه، وعنها منهم من قال انه تزوَّج عبله، ومنهم من نكر، ولكن من المؤكد والثابت، انه قال فيها شعرا ً هو من عيون الشعر العربي، الذي لم يُقْرٓض ، او سيُقرض مثله، الى أجيال ٍ لاحقة ...
قال عنترة، في وصف ثغر عبلة :
ولقد ذكرتُك ِ والرماح نواهل ... وبيض الهند تقطر من دمي
فوددُّت تقبيل السيوف لأنها ... لمعَّت كبارق ِ ثغرُك ِ المتبَّسم
أي أنه، تذكَّر عبله في المعركة، والرماح منتشرة في كل مكان والسيوف، تصيبه ويتقطَّر دمه عليها، ولمعان السيوف ذكَّره بابتسامة ثغرها المشرق، والمُضيئ ...
أما القول الاخر في العيون ...
هو للشاعر العملاق جرير الذي عاش في العصر الأموي ...
وقال المؤرخون عنه، انه صاحب فخامة اللفظ، ولين الأسلوب، يغوص في الوصف، حتى يستوفيه الى اخره، ولا يبقى فيه بقيَّة ...
وهو القائل :
ان العيون التى فى طرفها حور *** قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
يصرعن ذا اللب حتى لاحراك به *** وهن أضعَّف خلق الله أركانا
والعيون التي يعشقها جرير ..
هي شديدة البياض، في بياض العين.
وشديدة السواد، في سواد العين.
ما بين ثغر عبله ..
والعيون التي وصفها جرير ..
هناك وجه لآلهة الجمال ..
تترَّبع ..
مثلما تَرّبعت حواء، في الكُتُّب السَّمَاوِية ..
ومثلما عُبِدَّت آلهة الحب، أفروديت، وفينوس عند الرومان ..
ومثلما هي آلهة الجمال، التي نعشقها، في كل يوم ..
فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
١٠ تشرين أول ٢٠١٧
0 comments: