الأميرة، السِّت زهر أبي اللَّمع ..
سِت درزيَّة.
الأميرة، السِّت زهر ابي اللَّمع ..
من صليما المتن، جبل لبنان.
ما زالت .. ترشَّح ُ .. أيمانا ً .. وزُهدا ً .. وتقوَّى.
- الأميرة السِّت زهر، إبنة الامير منصور مراد أبي اللَّمع، من قرية صليما، في قضاء بعبدا، من محافظة جبل لبنان.
إنها، سليلة عائلة كريمة، حكمَّت جبل لبنان، ردحا ً من الزمن.
إنها، من عائلة رسمَّت على جبين تاريخ لبنان، أنبَّل، قصص الشهامَّة، والإباء، والفروسية.
إنها، من عائلة كريمة لم يذكر التاريخ عنها انها مارست في حِكمها، إضطهاد، او تفرِّقة عنصرية، او دينيَّة على رعاياها، الذين ليسوا من دينهم، خلاف الأمراء الشهابيون الذين عاثوا فسادا ً وإفسادا ً وظلما ً وتهجيرا ً في الرعيَّة الذين يُخالفونهم في الدين، او العقيدة.
- لست في هذه الدراسة، التي تنضَّح ُ، وترشح ُ إيمانا ً.. لأسرُد تاريخ عائلة أبي اللَّمع، السياسي، والإمارة التي أرسوا دعائمها في جبل لبنان.
- هذه الدراسَّة، او المُدونَّة ..
تنقُلنا الى رِحاب الأيمان، في طريق من التَّديُّن، الذي سلكته هذه الأميرة،
السِّت، سليلَّة ..
الْعِزَّ ..
والجَّاه ..
لانها، نبذَّت كل مباهج، وزينَّة الحياة الدنيا، وإختارَّت القداسَّة، والطهارَّة طقسا ً، وطريقا ً، ومنهجا ً، ومسلكا ً ..
- لا تبتعِّد الأميرة، السِّت زهر أبي اللَّمع عن السيدة الفاضلة الجليل قدرُّها رابعة العدّوية، في المسلك والأيمان، قيد أنملة ..
ألا فيما خصَّ، ان رابعة العدوّية ..
تسربلَّت حياتها بالفقر، وعانَّت، وصبُرَّت، ولاقت الشدائد ..
أما أميرتنا الفاضلة ..
دارَّت وجهها، المُشِّع، قدرا ً وإجلالا ً، عن المال والجاه، الى الورَّع ..
وإلتحقَّت بالزهد والتديُّن ..
وهذا بحّد ذاته، زاد من مكارمها ..
- وقد كتب اللورد الإنكليزي شرشل، عن عائلة أبي اللَّمع لما زار لبنان بالقرن التاسع عشر ..
- إن هذه العائلة، كانت على دين التوحيد، أبا ً عن جد ..
( اي من أتباع الطائفة الدرزية ) ..
وقد إعتنقوا الديانة المسيحية كلهم، دفعة ً واحدة ..
ما عدا أميرة واحدة، بقيَّت على دين أبائها، وأجدادها، اي دين التوحيد، - هي الأميرة الفاضلة، السِّت زهر أبي اللَّمع.
- وقد ذكر التاريخ الصحيح ..
غير المُزوَّر، وما أكثره في تاريخ لبنان ..
- أن صليما، تلك القرية الوادعة، والرابضة على سفح الجبّل ..
كانت عاصمة الإمارة اللَّمعية ..
وكان معظم سكان صليما من طائفة الموحدُّون الدروز ..
- وعندما بدأت موجَّة التنصُّر، اي الانتقال من الدين الاسلامي، او مذهب التوحيد الدرزي، الى الديانه المسيحية ..
كانت عائلة أبي اللَّمع، من جملة العائلات الدرزية التي تنصرَّت ..
وللتنصُّر أسبابه الاقتصادية، والسياسية، ومكان بحثه ليس في هذه الْمُدوّنة.
- وكما قال اللورد الإنكليزي ..
عن إنتقال عائلة أبي اللَّمع، الى الديانة المسيحية.
حصل ما لم يكُّن بالحسبان ..
قررَّت أميرة واحدة، رفض التنصُّر ..
جاهرَّت أميرة واحدة، البقاء على دين الآباء، والاجداد.
- وبسبب قرار الأميرة السَّت زهر، البقاء على دينها، إعتبرها دروز القرية، ومن ثم الدروز عامة « وليَّة »، يضيئون على قبرها، الشموع، والسُرج، ويزورون مدفنها للتبرُّك، والتبتُّل، والدعاء.
- تُعتبر الأميرة السِّت زهر أبي اللَّمع ..
من فُضليات النساء صاحبات العقل الراجح، والرأي السديد، والأيمان الثابت.
- كانت تُناظر الرجال في العلم والمعرفة، وتقارعهم بالحجَّج ..
- وتترَّبع على عرش، المحامِّد، والمكارِّم وفضائل الأخلاق ..
- وكانت تُقيم لأعمال البر والأحسان، صدارة ً في أولوياتها ..
وقد إنتقدَّت أهلها، وذويها في إعتناقهم الدين المسيحي، لإنجرافهم وراء فوائد مادية، وسياسية أنية، لا كرها ً بدينهم المتوارَّث عن الآباء والاجداد، ولا حُبِّا ً بالدين الجديد.
- وقبل وفاتها، بالعام ١٢٣٠ هجرية .. بأحدى عشر سنه .. - أوقفت أملاكها الشاسعة، وقصرها في صليما لعائلتي سعيد، والمصري ( عائلتين درزيتَّين ) مناصفة ً ..
- ووزّعت ما عندها، من أموال، وأثاث، ومنقول في أوجه الخير، والأحسان دون تفريق طائفي.
- أما قصرها ألمنيف، والشامخ في صليما، اصبح مركزا ً للتعبُّد، يقام فيه مجلس القرية.
- ويقال ..
أن ذويها غضبوا عليها، لأنها لم تسلك، مسلكهم في إعتناق الديانة المسيحية ..
وزاد غضبهم، لانها حرمتهم، من ميراثها الكبير ..
ويقال أيضا ً ..
أن أخاها صمَّم على قتلها ..
فأتى الى صليما وترجَّل عن جواده شاهرا ً سيفه، بيمينه فما أن وطأت قدماه، داخل قنطرَّة قصرها، حتى سقط ميتا ً.
- ومن المؤكد، أن ميراث الآميرة السِّت زهر أبي اللًّمع ...
وتُكنّى « ام سليمان »،
من والدها ..
ومن زوجها الآمير قاسم أبي اللَّمع ..
قد أُوقفا الى عائلتي المصري، وسعيد، الدرزيتَّين.
- لم ترزَّق الأميرة السِّت زهر، ولدا ً.
وللأمراء أللّمعيين في صليما مدفنان باقيان الى اليوم ..
وأهمهما :
- المدفن المعروف، بمقام السِّت زهر، حيث ضريحها الخاص، يؤُمه المؤمنون، وأهالي صليما، والجوار.
هذه أميرة ..
وهذه سِت درزيَّة ..
وهذه سيدَّة درزيَّة ..
وهذه إمرأة درزيَّة ..
سطرَّت على جبين تاريخ لبنان، ما لم يقدِّر عليه الرجال.
إنها، صانعة تاريخ.
إنها، منبع إيمان.
إنها حاضنة عقيدة.
إنها حافظة عقيدة.
إنها مُدافِعة عن عقيدة.
إنها، تُراث يُحتذَّى.
إنها الأميرة السِّت زهر أبي اللّمع.
كٓرَّم الله وجهها.
فيصل المصري
أورلاندو / فلوريدا
الاول من تشرين اول ٢٠١٧
0 comments: