يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الأربعاء، 13 سبتمبر 2017

الإعصار إيرما وشرور الانسان ...

نشر من قبل Faissal El Masri  |  in دراسة  7:09 م

الأعصار إيرما، وشرور الانسان اللامتناهية. 

المقدمة :

بعد ان هدأت العاصفة إيرما، المُدمرَّة التي ضربت ولاية فلوريدا ...
وبعد أن هدأت العاصفة هارفي، المُدمرَّة التي ضربت ولاية تكساس بالشهر الماضي ...
وبعد أن أمطرَّتنا الاقلام بالاراء العلمية، والسياسية، والتي تنضح بالجهل والغباء عن غضب الطبيعة على اميركا، والانتقام من افعالها البغيضة في شتى أنحاء العالم، حتى وصلت بعض الاقلام التابعة لحزب الملامة العربي، الى ان الله يمهل اميركا ولا يهملها ...
مما لا شك فيه، انه لما كانت أوروبا في القرون الوسطى ترزح تحت الجهل العلمي، وتتخبَّط في الهيجان، والتعصُّب الديني البغيض، كان العرب في الأندلس، وبعض مناطق من الشرق العربي خاصة في مصر، ينعمون بالعلم المفيد، والخير الوفير، والأمن المستتِّب ...
فإذا رجعت الى فلاسفة العرب بالأندلس، ودخلت مكتبة دار الحكمة التي أنشأها الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله في القاهرة، تُدرك مدى الجهل الذي تواجهه الأمة العربية اليوم مقارنة بالامس البعيد، وكأن الزمن والمجد  للأُمم، والشعوب يُقاس ويُحسب كتعاقب، فصول السنة، او مسيرة الليل  والنهار، حتى أصبحنا نردِّد :
آما آن لهذا الليل العربي الطويل، أن ينجلي ...
وقد لا ينجلي بعد هذه الحروب الدينية السقيمة ...

بعد هذه المقدمة، لندخل في صلب موضوعنا ...

 - في الاعاصير الطبيعية التي هي من فعل الانسان الشرير :
هذه الْمُدوّنة التي نحن بصددها الان، هي عن الاعاصير الطبيعية التي تضرب الكرة الارضيّة، وقد يعتبرها البعض ضربا ً او صنفا ً من الخيال العلمي، او فيلم هوليودي مثير للجدَّل، ولكنها مُدوِّنة تشرح، ما يدور في عقول العلماء،  وتُظهر مدى الشر الذي يختزنه العقل البشرّي، في إستغلال الكوارث الطبيعية، وفقا ً لأهواء ومصالح معلومة... 
أصبح من الثابت علميا ً ان العلماء في الولايات المتحدة الأميركية باتوا على قاب قوسين او أدنى من السيطرة على الاعاصير التي تضرب سواحلها الشرقية، والغربية، وحتى تعديل مسارها التخريبي ...
هذا لا يعني، ان العلماء هم الذين  يصنعون الاعاصير الطبيعية، لان صناعتها، وخلقها، وبعثها  تخضع الى نواميس طبيعية، مرتبطة بعضها بالبعض، كالكسوف، والخسوف، القمري، والشمسي وإرتباطهما بظاهرة المد والجزر، والى غير ذلك من أمور وعوامل طبيعية واضحة للعيان ...
بالنسبة الى العلماء في الولايات المتحدة الأميركية، فانهم فئة كبيرة وضعت الحكومات الأميركية المتعاقبة، مليارات الدولارات تحت تصرفهم، لإجراء البحوث، والدراسات وأصبحوا يشكلون اداة ضغط وإبتزاز على الرؤساء، والمنظمات الحكومية، بعد ان إنضووا الى سلطة الإستبلاشمانت الأميركية، حيث غمرتهم بالاموال والعطاءات المُذهلة وباتوا اداة طَيِّعة، وسلاح فتَّاك ضد من يخالف الإستبلاشمانت في السياسة الداخلية، والخارجية على حد سواء ...
هناك مقولَّة يُرددها عامة الناس حول العالم، وهي ان رئيس الولايات الأميركية لا يحكم، بل يدير سياسة مرسومة قبلا ً وبعدا ً ...
هذه المقولَّة،  فيها جزء من الحقيقة، لان الذي يُدير سياسة أميركا الداخلية، والعالمية هي الإستبلاشمانت، وقد حررَّت عدة مُدوِّنات عنها، يمكن للقارئ ان يعود اليها ...
واذا عدنا الى الانتخابات الأميركية الاخيرة، كُنَّا نلاحظ ان المرشح الذكي، العنيد، دونالد ترامب كانت حملته الانتخابية ضد الإستبلاشمانت الأميركية، وأهم شعاراته :
Drain   up  the  Swamp. 
اي تجفيف مستنقعات الفساد، والإفساد الاداري في واشنطن العاصمة الفيدرالية ...
كان الغباء، والغرور في اركان الإستبلاشمانت الأميركية مسيطرا ً على عقولهم، الى حد انه لم يخطر في بالهم قط ان دونالد ترامب ذلك ( بلاي بوي ) قد يصبح  يوما ً رئيسا ً للولايات المتحدة، وانه من المؤكد حسب برمجة إستطلاعاتهم الكاذبة، بان ترامب سيخرج من السباق بخفيَّ  حنين، بعد ان يُهزَّأ، ويُهشَّم من جراء الأسهم الجارحة التي تطال كرامته، وحياته الشخصية ...
إنطلقَّت حملات رخيصة، ومقززَّة ضد المرشح ترامب، ترعاها الميديا الأميركية الصفراء، وبدعم من الإستبلاشمانت،  حول علاقات ترامب النسائية ...
كان جواب الناخب الأميركي في صندوق الاقتراع، واضحا ً جليا ً انهم لا يريدون رئيسا ً عليهم  قديسا ً، بل يريدون   إنسانا ً عاديا ً مثلهم، له هفوات، ويقع في المطبَّات، وزلَّات اللسان  ...
الضربة القاضية، كانت فوز ترامب الساحق رئيسا ً لأعظم دولة عرفها التاريخ القديم، والمعاصر ...
ومنذ كانون الثاني المنصرم،  يوم إستلام ترامب سدة الرئاسة، ما إنفكَّت الميديا والاستبلاشمنت الأميركيتين عن العمل المُضني، والمُسيئ وخلق الاكاذيب، والافتراءات ضده، حتى قيل بالإحصاءات الاخيرة  ان ٩٢ بالمائة من الاخبار التي تبُثها الميديا، يتم تلفيقها، تشويها ً لسمعة الرئيس هي كاذبة، وكذوبة، ومقززَّة، ومُمِلَّة  ...
إزاء هذا الوضع ...
وحتى لا أُطيل الشرح ...
سأحصر كلامي بالعلماء الأميركيين، المرتبطين بالإستبلاشمنت  والذين ينادون بالاحتباس الحراري، والتغيير المناخي الذي يضرب الكرة الارضيّة، وغيرها من دراسات، وأموال تُصرف دون حساب او رقيب حول الكرة الارضيّة، وما ادراك بالمنافع التي تصرفها الحكومة الفيدارالية، وتنفقها على الدراسات التي يجريها هؤلاء، المحظيين، والمحظيات من العلماء وزبانيتهم حول العالم ...
كل هذه المنافع، والامتيازات او بعضها جرى توقيفها، او الترشيد في إنفاقها من قبل الادارة الأميركية الجديدة ... 
وهذا البذخ في هدر الأموال على الأبحاث، طال ايضا ً الهبات والمساعدات  الممنوحة لمنظمة الامّم المتحدة، حيث الفساد يعشعش في زواياها، وما اكثر من خباياها ...
فقط يمكن للإنسان العربي ان يراقب الأموال والمساعدات التي تصرفها الهيئات المرتبطة بالامّم المتحدة على اللجوء السوري، والعراقي وكيف يتم صرفها عن طريق المحظيين، والمحظيات واصحاب النفوذ المحليين، وما يعود للعذاب السوري والعراقي ألا الفتات القليل والقليل جدا ً ...
هذه الامور والموبقات، لفتّت نظر الادارة الأميركية الجديدة، وبدأت الحرب على الفساد حسب الوعود التي أطلقها ترامب ...
كانت،  فلوريدا بيضة القبَّان في نجاح دونالد ترامب بالانتخابات، وهذا ليس سرا ً ...
كانت، تكساس وهي مرتع آلِ بوش عتاعيت الإستبلاشمانت مربط خَيل دونالد ترامب في الفوز ...
منذ عدة سنوات، كانت فلوريدا وتكساس تتعرضان الى أعاصير عدة في كل موسم بدء ً من ايلول حتى تشرين الثاني من كل عام ...
كان العلماء، وهذه حقيقة ثابتة، دامغة لا تقبل اي تشكيك، يسيطرون على الاعاصير التي تجتاح السواحل الشرقية، والجنوبية حتى انه خلال عقد من الزمن كانت الاعاصير التي تضرب فلوريدا يجري تحويل مسارها الى داخل المحيط الأطلسي، خِلاف هذه المرة حيث حوَّلوا مسار العاصفة عندما ضربت  شمال كوبا، فجعلوا إنعطافة الإعصار ٩٠ درجة شمالا ً بإتجاه ميامي، ولكن قاموا باخر لحظة بتعديل مسار الإعصار نحو الغرب ليضرب مدنا ً ساحلية صغيرة، أقل شأنا ً من مدينة ميامي المهمة على الساحل الشرقي، وفي هذه إشارة  لمن يهمه الامر،  معرفة مدى بأسهم، وشرهم، وحقدهم، وقدراتهم ...
لم تشهد هاتين الولايتين، وخاصة فلوريدا حيث موقعها الجغرافي يُغري الاعاصير، ويستقطبها حيث شواطئها الممتدَّة على طول المحيط الأطلسي، والكاريبي، وبجوار مُثلَّث برمودا المثير للجدّل العلمي، والخيالي، لم تشهد هاتين الولايتين اي إعصار مُدمِّر كالذي وقع لهما خلال شهر واحد، وبعد أقل من ستة أشهر من ولاية ترامب ...
 - أثناء الإعصار، إيرما كتبت في صفحتي عن الاحقاد السياسية، وكيف تصرف الرئيس ترامب ...
 - وقبل الإعصار بساعات، لاحظ المراقبون كيف أجرى ترامب محادثات مع زعماء الحزب الديموقراطي، في مجلس الشيوخ  شومر، وبيلوسي، وهما من الإستبلاشمانت الأميركية ...
 - وبعد الإعصار يلاحظ الشعب الأميركي كيف يدعو الرئيس ممثلين عن الحزب الديموقراطي المعارض الى حفلات عشاء في البيت الابيض ...
هذه الاجتماعات واللقاءات التي يجريها الرئيس كلها تُظهر مدى الصعوبات التي تواجهه، لان الإستبلاشمانت ليست محصورة بالحزب الديموقراطي المعارض فحسب، بل هي مُتغلغلة في حزبه ايضا ً الحزب الجمهوري، وما زالت تنقَّض على الرئيس كلما سنحت لها الفرصة، وقد أظهرت الإقالات والإستقالات مدى الفساد، والخيانات  تنخر حتى في جسم الادارة الجديدة المحيطة بالرئيس ...

اخيرا ً، وبعد هذا العرض المستفيض، يحلو لي بالنتيجة ان أُردد ...
أن خير الكلام  ...
ما قل َّ ودل َّ  ...
وأقول ...
 - هكذا عوقبت ولاية فلوريدا، بسبب شرور العلماء،  لانها حققت الفوز الرئاسي ل ترامب ...
 - وهكذا عوقبت تكساس لانها كانت مرتع خَيل آلِ بوش، وأصبحت مربض خَيل ترامب الى العام ٢٠٢٠م. موعد الانتخابات الرئاسية القادمة،  وقبل هذا الموعد، لنا موعد بالعام  ٢٠١٨م. في الانتخابات الدورية لمجلسي الشيوخ، والنواب، والمحافظين  ...
وأقول، وكما يقول غيري ...
أيها العلماء  ...
أين ستضربون في قادم الأيام  ؟
وأقول ايضا ً ...
لن تلين عريكة الرئيس ترامب مهما تحاولون ...
فالمستنقعات سيجري تجفيفها ...
والتهويل، والتخويف بأن الرئيس دونالد ترامب بوقفه، وترشيده في الإنفاق سيؤدي الى خراب ودمار المعمورة، هو كلام سخيف لان التجارب النووية التي تُجربها الدول، تحت باطن الارض، والمصانع وغيرها، هي من الأسباب التي تؤدي الى شرذمة غلاف الارض  ...
وقد ينقلب السحر، على الساحر يوما ً  ...
وغدا ً لناظره، قريب ...

فيصل المصري
أُورلاندوا / فلوريدا
١٤ ايلول ٢٠١٧



0 comments:

Blogger Template By: Bloggertheme9