يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الأحد، 5 فبراير 2017

الإستبلاشمانت الأميركية .. والعسكر.

نشر من قبل Faissal El Masri  |  in دراسة  6:17 م

مِن ألغاز الإستبلاشمانت الأميركية.
الإستبلاشمانت الأميركية، والعسكَّر .. ( ٢ )

هذه الْمُدوّنة كسابقتها، تُشير الى اللغز، ولا تعني أنها رأيا ً شخصيا ً ..

منذ الحرب الأهلية الأميركية التي إندلعت بالعام ١٨٦١ في عهد الرئيس آبراهام لينكولن، قويَّت شوكة الشركات العملاقة،  وباتَّت ( من أعمدَّة الإستبلاشمانت الأميركية  ) ..
لم تَكُّن هذه الشركات تؤمن بحزب من حزبي اميركا، الجمهوري، او الديموقراطي بقدر ما كانت تعشق، وتعبد مصالحها المادية، ولذا ترى ان   الإستبلاشمانت في كلا الحزبين، مُتفقتين، مُتحدتين، غير مُختلفتين، لأنهما من رحِّم، وبطن واحد .. وحتى في المنعطفات التاريخية التي تهدِّد مصالحهما، ترى الإستبلاشمانت تهتم لمصالحها، وليس مصلحة الولايات المتحدة الأميركية الوطنية.  
حتى عهد الرئيس دوايت أيزنهاور بطل الحرب العالمية الثانية، كانت الإستبلاشمانت الأميركية، هي التي تختار اسم الرئيس وتطرحه على الانتخابات على مستوى الولايات. 
وكان المُرَشَّح سواء كان جمهوريا ً او ديموقراطيا ً الذي تختاره الإستبلاشمانت هو الذي ينجح، وإذا نجح غير ما تختاره الإستبلاشمانت، يكون مصيره، كما يُدوِنه التاريخ لاحقا ً ..
كانت الإستبلاشمانت وما زالت، لا تُحِّبذ وصول العسكر الى سُدَّة رئاسة الولايات المتحدة الأميركية، ولا ترغب في ان  يتوّلى وزارة الدفاع، جنرال او رجل عسكري، والتاريخ يُثبت انها نجحَّت في هذا المخطط. 
وإذا، إستثنينا الجنرال جورج واشنطن، مؤسس الولايات المتحدة الأميركية. 
واذا، إستثنينا الجنرال غرانت، بطل الحرب الأهلية الأميركية. 
لا نجد في تاريخ رؤساء اميركا الحديث، والقديم غير ثلاثة جنرالات يضاف الى الاثنين أعلاه، الجنرال دوايت أيزنهاور. 
ويعود السبب في إستبعاد العسكَّر من المراكز السياسية الاولى في البلاد، الى عوامل  قد تؤثر في قوة، وفعالية، مُخططات الإستبلاشمانت، وتُضعفها، لان معظم العسكر والجنرالات الأميركيين هم من الطبقات الشعبية، وليس السياسية، وان إقناع العسكري، أصعب من الشخص المدني.  
ومن المعروف، ان الذين يدخلون المعاهد العسكرية الأميركية، وخاصة الويست بوينت، هم من عباقرة الشعب، وبالتالي لا يدينون بالولاء الى اي جهة سياسية، الا الوطن، والوطنية فقط، وعقولهم النيرَّة. 
وقد أثبت تاريخ الجيش الأميركي، ان مُعظم قادة الأركان يعودون بعد إنتهاء خدماتهم العسكرية، الى الحياة العادية دون طموح او تحسُّر لأي منصب سياسي حكومي، وهذه مأثرة من مآثر الجنرالات. 

بعد وفاة الرئيس روزفلت خلال الحرب العالمية الثانية، توَّلى نائب الرئيس هاري ترومان سُدَّة الرئاسة. 
كان هاري ترومان، طيلة ولاية الرئيس روزفلت من أكثر نواب رؤساء اميركا إحتقارا ً، وإهمالا ً، حتى انه كان ممنوعا ً عليه حضور اي اجتماع عسكري، او سياسي يعقده الرئيس. 
بعد وفاة الرئيس، إستغرّق بعض الوقت، حتى تتِّم  إحاطة ترومان بمجريات ما يحدث في ساحات الحرب بأوروبا، والباسيفيكي، وبالمنشئات النووية، وقد نجحَّت الإستبلاشمانت في تعليم، وترويض ترومان. 
وهو، المشهور بانه أمر بإلقاء القنبلتين النوويتين على اليابان. 
وقد أثبت التاريخ ان ترومان، إفتعل عدَّة خلافات مع الجنرالات، دوغلاس ماك أرثر، بالباسيفيكي، وأيزنهاور وجورج باطون، بشواطئ الأطلسي الأوروبية، حتى يُخَفِّف من شعبيتهم في أنحاء اميركا، ولا يفكِّروا بالترشُّح لأي منصب حكومي.  
مِن الحوادث في الحرب العالمية الثانية التي إفتعلتها الإستبلاشمانت ( الميديا ) ضد الجنرالات :
 - قصة الجنرال باطون مع الجندي في المستشفى. 
عندما إجتاح الجنرال جورج باطون، جنوبي أوروبا، ودخل مدينة  ماسينا الإيطالية  قبل الجنرال الإنكليزي مونتغمري، قام باطون بتفقُّد احد المستشفيات حيث رأى جنديا ً في احد الأسرَّة ينتحِّب، ويرتجف خوفا ً من ان يُعاد الى الجبهة. 
تقدّم الجنرال باطون نحو ذلك الجندي، وسأله ..
ما بك ..
أجابه، عن خوفِه اذا عاد للجبهة ..
فما كان من الجنرال باطون الا ان صفعَّه على وجهه. 
ما ان وصلت هذه الحادثة الى مسامع الميديا في اميركا، حتى أدخلوا باطون في، جهنم  الحمراء ..
وبناء على ضغوطات الميديا، إضطَّر أيزنهاور قائد الحلفاء الى إعفاء الجنرال باطون من مهامه العسكرية. 
وقد أثبت التاريخ ان أعفاء الجنرال باطون في الحرب العالمية الثانية  من مهامه العسكرية، أخرَّت نهاية الرايخ الثالث سنة على الأقل، وهذا دليل على ان المصالح الخاصة للإستبلاشمانت، هي قبل مصلحة الوطن.  

 - قصة الجنرال أيزنهاور مع الرئيس ترومان. 
لم يَرُّق للإستبلاشمانت الأميركية  ان يترشَّح  أيزنهاور للرئاسة، بالرغم من كونه بطل من ابطال الحرب العالمية الثانية، وبقي ترومان، والميديا  يُكيلان الاتهامات، والاكاذيب، وأخبار مغامرات أيزنهاور العاطفية من اجل أسقاطه بالانتخابات. 
بعد نجاح أيزنهاور المفاجئ ..
وحسب التقاليد، والبروتوكول ..
كان يتوَّجب على الرئيس المُنتخب أيزنهاور ان يزور البيت الابيض يوم التنصيب، لأصطحاب الرئيس ترومان، ويتناولان الشاي في المكتب البيضاوي، مع زوجتيهما. 
لم يترجَّل أيزنهاور الى البيت الابيض، بل بقي داخل السيارة، حتى خرج ترومان وركِب السيارة، دون إلقاء التحية، ولم يتصافحا، ولم يتحادثا، ولم يتكلما طوال الطريق، حتى مبنى الكابيتول، والتي إستغرقت ٩ دقائق. 

جرى إسقاط نائبه نيكسون، بالانتخابات بعد انتهاء ولاية أيزنهاور، وتولَّى جون كينيدي الرئاسة بدلا ً عنه، والتاريخ قام بتدوين ما حصل للرئيس كينيدي.  
جرى إتهام، ومُحاكمة الرئيس نيكسون، بعد ان اصبح رئيسا ً، فيما بعد .. وقدَّم أستقالته، كما ذكر التاريخ. 
ما حصل للجنرال أليكساندر هايج، وزير الدفاع، في عهد الرئيس ريغان، وما حصل للجنرال باتريوس مدير CIA  في عهد أوباما، يُعطي الدليل، ان الإستبلاشمانت، لا تحبِّذ الجنرالات في مناصب سياسية.              

اما الذي يحصل اليوم : 
هو الحرب المُعلنة بين الرئيس دونالد ترامب، والاستبلاشمنت، والميديا ..
وقد أُطلق عليها، ترامب إنها :
Movement. 
اي الحركة السياسية، لتغيير الوضع القائم، اي سيطرة الإستبلاشمانت. 
هذا هو الوجه الظاهري ...
أما الوجه الخفي، لهذه الحرب ...
هو، قيام ترامب،  بتعيين ٤ جنرالات في حكومته، في مناصب سياسية، حساسة، وهذا الامر بمثابة إعلان حرب، ضد الإستبلاشمانت  ..
والمعروف عن هؤلاء العسكر المعينين، انهم من أذكى، وأقدر الجنرالات حسب  سجلات الأكاديميات العسكرية الأميركية، منذ  الحرب العالمية الثانية. 
أما ما يُثار، من عواصف مُدمرَّة على الرئيس من، الإستبلاشمانت، والميديا، ما هي الا من قبيل ذَر الرماد، على الحقيقة  .. 
لان الحقيقة ..
هي، الى من ستؤول قرارات، وتوجهات الجيش، والأمن، والمخابرات، والمباحث .. الأميركية. 
إنها، ستؤول الى :
جنرالات، اي عسكر، يدينون بالولاء لوطنهم، وليس الى جهة اخرى. 
ويبقى الخوف .. من الجنرالات ...
ويبقى الخوف .. من الجيش ...
ويبقى الخوف .. من ردَّة الفعل ...
وان اللبيب من الإشارة يفهم  !!!!!

فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
٥ شباط ٢٠١٧

أما اللغز المُحِير، ايضا ً ..
ان الولايات المتحدة الأميركية، وبعد اكثر من نصف شهر على تنصيب ترامب رئيسا ً ...
البلاد بلا حكومة ..

0 comments:

Blogger Template By: Bloggertheme9