لم يُصدِّق ان الليل، قد إنجلّى ..
وأن الفجر، قد بزغ ْ..
فأقبل مُسْرعا ً، ومهروّلا ً للجِسْر ..
بعكس نهار أمس ..
ضحِك له، الصباح ..
وزقزقّت له، العصافير ..
فأحسّ برائحة عطِّرة تحملها نُسيّمات الصباح ..
وكلّما اصبح قريبا ً من ألجِسْر ..
عبِق الجو بالروائح، الزكيّة ..
وعلّت تغريدات الطيور ..
ولكنّه ..
إستغرّب، عدم وجود المارّة على ألجِسْر كما إعتاد أن يلتقي بهم، كل يوم ..
أحسّ بأمر غريب، لم يعهدّه من قبل ..
كُلَّمَا إقترب من ألجِسْر ..
خفُتتّ الأصوات، حتى إنعدمّت ..
وما إن وصل الى ألجِسْر ..
شعر بأن ساعة الزمن، قد توقّفت ..
إعتاد ان ينهرّه ألجِسْر، ويزجرّه، ويأمره بالرحيل ..
إذا كانت حوريّة النهر تُمارس طقوسها ..
ألا هذه المرّة ..
رأى حوريّة النهر ..
تنظْر، اليه ..
تٓبْتٓسِم، له ..
وتمِّد يدها الاولى نحوه ..
وبالثانية، تُداعِب خصلات من شعرها ..
ركض جاثما ً .. يُقبِّل يدها، بكلتا يديه ..
وينظر عاليا ً، وكأن الشمس في قرص السماء ..
جذبتّه، اليها ..
وعيناها، تذْرِف دموعا ً من لؤلؤ ..
وثغرا ً، يفتح على أحجار ٍ من ألالماس ..
وتقول ..
لماذا تأخرّت ..
كل هذه السنين، والأزمنة ..
إنتظرتّك ..
يا حبيبي ..
حتى تقوّس ظهري ..
وزاد همّي ..
وفقُد أملي ..
فرفع كفيّه، ليحتضن البدر بكلتا يديه ..
وقال ..
ها انا ..
رهْن ُ .. إشارتك ..
نظر إليهما ألجِسْر ..
فقال لهما ..
مٓنعت المارّة، من السير فوق ألجِسْر ..
أمرّت الطيور، بالابتعاد ..
حتى تختليان، وتبوحا مكنونات الصدور ..
وقد حصل لِقَاء الأحبّة كما تصوّرت، وتخيّلت ..
والان جاء دوري ..
انت ٓ، يا صديقي من عالم ٍ أخر ..
وانت ِ، يا صديقتي من عالم ٍ مُختلّف ..
أنت ٓ، يا صديقي من عالم .. التراب ..
وانت ِ، يا صديقتي من عالم .. المياه ..
انت ٓ، يا صديقي من عالم المِلّل، والنِّحَل، والديانات، وما أكثرها ..
وانت ِ، يا صديقتي من عالم الأساطير، والخيال، وما أوسعها ..
انت ٓ، يا صديقي من عالم الأحزاب، والأرباب، والملوك، والامراء، والأزلام ..
انت ِ، يا صديقتي من عالم الرِّب الواحد، الْقَهَّار، الجبّار ..
لن أُكثر ..
ولن أُزيد ..
لن تلتقيان ..
ولن تجتمعان ..
هذا قدّركما، ونصيبكّما ..
ولكن ..
حتى أجعل حُبكُّما، أبديا ً، سرمدِّيا ً، أُسطُوريّا ً ...
تحكي عنه الأجيال ..
ويتغنّى به العشّاق، والخِّلان ..
سأُهديكما هدّية، لقاؤكما، وفرحكما، وحبكّما، وعِشقكما ..
هذه، الهدية ..
إنها نافذة، السبّع بُحور ..
إنها ..
......
فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
٢٨ تشرين اول ٢٠١٦
0 comments: