وقبل أن يترك ألجِسْر، إنتّابه الذهول، والهلّع، والخوف، والإحبّاط ..
وأحسّ بهول الخسارة وهو يودِّع حوريّة النهر ..
إكتفى، وبكل قناعة، وإيمان، ورجولّة ..
ان القدّر هو نصيبه ..
وأن حوريّة النهر، تُبادّله ذات الشعور ..
وإنه يحمل في يدِّه هديّة من صديقه الجِسْر، لا يدري ما قيمتها ..
أما الحوريّة، وهي تودِّع حبيبها، قالت له ..
وجفنّاها، تُطبقان كستارة إيذانا ً بإنتهاء قصة حُبّ أُسطوريّة ..
إلى اللقاء ..
يا حبيب العُمر ...
أجابها، والغصِّة تقتله ..
آن الرحيل ..
آن الرحيل ..
العيش، من دونك في هذه البلاد، جَهَنَّم وعذاب ..
قالت له ..
لا تتركني ..
لا تتركني ..
إستغرّب، وتعجّب من قولها .. وهو يلِّوح مُغادرا ً ..
إستحسن ألجِسْر فروسيّة الرجل البشرّي وشهامتِّه ..
وإحترم رِفعة شأنه بهذا التصرّف النبيل، وهو يقبل هذه النهاية، الحزينة، والمؤلمة ..
وبِطلِّب من حوريّة النهر، وهي تشهق بالبكاء ..
أمر ألجِسْر ..
قطعان الغزلان، والبِّط، والأرانب، والطيور، والأحصنة الوقوف صفا ً واحدا ً لوداع الرجل البشرّي الشريف ..
كذلك، طلب ألجِسْر ..
من، أغصان الأشجار، ان تنحي إحتراما ً لصديقة البشرّي ..
ومن، قُضبان القصّب، ان تصدر ألحانا ً ..
ومن النهر، ان ينفخ غِناء ً ..
صعقّه، ما شاهد ٓ ...
وبهرّه، ما رأت عيناه ...
من التكريم، والتبجيل ..
لم يطّق العيش في تلك البلاد ..
قررّ العودة الى موطِّنه ..
فركِّب البحور السبعة، قاصدا ً بلاد أهله ..
تاركا ً حبيبة عمره، خلف هذه البحور ..
ذاق العذاب المّر، وقٓبِل الهوان، وعاش الحرمان ..
ولكن نوبات حُبِّه للحوريّة، قضَّت مضجعَّه ..
بدا هزيلا ً، مكمودا ً، مهموما ً، حزينا ً ..
فإستسلم، لنوم عميق لم يعهده منذ سنوات ..
وصحَّا على صوت ألجِسْر ..
قُّم ْ الى هديتِّي، وإفتحها ..
قُّم ْ الى هديتِّي، وإفتحها ..
هبَّ كالمجنون، يبحث عن هدية ألجِسْر ...
نافذة .. السبع بحور ..
فيصل المصري
اورلاندو / فلوريدا
تشرين اول ٢٠١٦
0 comments: