...
قام مُسرِعا ً وبدأ يبحَّث عن هدية ألجِسْر ..
نفخ الغُبار عنها، ومزَّق غِلافها ..
وبدَّت النافذة، يُحيطُها إطار من الذهب الخالص مُرصَّع بأثمَّن الأحجار الكريمة، كالزمُرُّد، والياقوت، والعقيق، والفيروز، والتوباز، واللازورد، والزبرجد، واللؤلؤ، والأُلماس ..
كانت النافذة مُقفلَّة بإحكام بواسطة مِفتاح قديم من الفضَّة، على شكل حوريّة ..
وما إن فتح شِبَّاك النافذة، حتى هبَّت رِيَاح شديدَّة، ثم َّ خَفَّت، وأحس َّ وسمع، صوت الريح يحمِّل الحنين، والنسيم الرقيق ..
بسط ناظرِّيه من خلال النافذة ..
رأى، ما لم يرَّه مخلوق ..
شاهد، ما لم يُشاهدْه إنسان ..
قطع البحور السبعَّة، بلمحة بصَّر ..
وكأنه على بساط الريح ..
ومر َّ فوق الوديان والبرارِّي ..
وما إن وصل فوق، ألجِسْر ..
لمح حوريّة النهر تُمارس طقوسَّها اليوميّة ..
نظرَّت إليه، والإبتسامة تعلو ثغرها ..
أوقفَّت، طقوسها ..
ونادَّت، يا حبيب العُمر ..
كٓم تمنيَّت، ورجوَّت، ودعوَّت ..
أن أراك ٓ ثانية ..
وانت ٓ، أبعد ُ من السبعة بُحور ..
وأجابها ..
وكٓم ْ .. تمنيت أنا أن أراك ِ ..
بيني وبينك، سبعة بُحُّور ..
أن يكون لي نافذة ..
حتى أراك ِ..
وأنت، تٓبْتٓسِمين ..
إيذانا ً ..
للشمس ..
بالشروق ..
وأنت ِ، تٓغْمُضين، جِفنّيك ِ ..
أمرا ً ...
للشمس، بالمغيب ...
فيصل المصري
اورلاندو / فلوريدا
٢٨ تشرين اول ٢٠١٦
إنتهَّت قِصَّة ألجِسْر .. وحوريِّة النهر.
وإلى قِصَّة أُخرى.
0 comments: