Pages

الاثنين، 30 مايو 2016

إنها قادمة، إنها قادمة ...

كانت تُناديه ... قيس ...
 لشدة عِشقه ... لها ...
 وولّعه ...  في حُبِّها ... 

كانت أقواله لها، مضرب الأمثال.
وعلى كل شفّة ولسان ...

فإن قيل :
تعلقّت بك ِ ... دون ان أراك ِ ...
قالوا ... هذا ...  قيس. 

وإن قيل ايضا ً :
لماذا ... انا ...
قالوا ... إنه ...  قيس. 

وإن قالت ...  إحداهّن  ... لحبيبها :
وكأنك ... حولي ... لتراني ...
قالوا ...
هذا كلام ... حبيبة ...  قيس. 
 

كان،  إذا إمتعضت منه، وغضبّت. يقصد، مضاربها ...
يُكلِّم حجارة، منزلها. 

كانت مِغناجة، وأكثر  من  الجمال جمالا ً ...
كانت ذكية، وأدّق من الذكاء حِدّة ً ..

إن إبتسمت، كان يقول لها، ها قد بزغّت انوار الشمس ...

وإن ضحكت، حلّت العصافير تُصاحبها غِناء ً ...

وإن عضبّت،  عمَت الإرجاء  ظلاما ً ..  

طال غِيابُها ...

وسادت الرتابة  أيامه ...
وقرّر الرحيل، الى حيث مغيب الشمس. 

وبينما،  هو في بيته  قابع ٌ حزين، 

يردِّد على مسمع  نفسه ....

آن  ... الرحيل.
آن  ... الرحيل. 

سمع هديرا ً .. من بعيد. 

إنه صوت يعهده، ويعرفه.
إنه صوت حِجارة منزلها ...
ينادي بأعلى الأصوات،  سمعا ً ....

إنها قادمة ...
إنها قادمة ....
إنها قادمة ... 

قُم ْ ... وإخلع ... رداء  حُزنِك.
قُم ْ ... وأنسى ... همُّك... 
قُم ْ  ...  واقطف وُرودا ً ...
قُم ْ  ...  وأُفرش ... سجادا ً ..



شمسك، وقمرك ... 
يبزُغان ... ويهُلاّن .... في آن. 


فيصل المصري 
صليما / لبنان
٣١ أيار ٢٠١٦

الأحد، 29 مايو 2016

الست نظيرة جنبلاط. كما نشرتها لي غوغل

الست نظيرة جُنبلاط .... مِن لبنان.

دراسة


الست نظيرة جنبلاط. 
من لبنان.

في دراستي هذه، عن الست نظيرة جُنبلاط لن أتطرق الى السيرة الذاتية لها، إلا إختصارا ً، لان الكُتّب  والمجلدات حافلة بأخبارها، كذلك لن أبحث في السياسة العامة لعائلة آلِ جنبلاط، ودورها في الحياة السياسية اللبنانية. 
في هذا البحث، سأكتفي بإلقاء ضوء على، سيدة ٍ عاشت في أوائل القرن الماضي، وأشعلت منارة ً عندما، كان الظلام  يُخِيّم  بعد قرون من وئد الحريات، وكبتها، على يد بني عُثْمَان، حيث كان دور المرأة مُغيَّبا ً، ومُهمّٓشا ً، ولكن بفضل حِنكتها، وذكائها الحاد، دخلّت المُعترّك السياسي، وأبلّت بلاء ً حسنا ً، لا بل رسمّت خطوطا ً عريضة في التوّجهات الحنبلاطية، التي ستلي.  
من المُستحيل فهمُه ....
ان عجلّة التاريخ لا ترجع الى الوراء، بل تتقدم خطوات الى الامام، ولكن الذي نلاحظه، في دور المرأة العربية عامة، والمرأة اللبنانية خاصة، ان ساعة التاريخ بطيئة، لا بل متوقّفة، وأحيانا ً تتقهقّر الى الوراء، مُخلِّفة تهميش دور المرأة، أما حركة التاريخ إنحصرت، في إعلاء شأنها في المُلصقات، والأعياد ألمُخصصّة لها، كاليوم العالمي للمرأة.
نظيرة جُنبلاط، كسرّت الأغلال وركبت موجة التاريخ، وشقّت الطريق، وأزالت الموانع والتقاليد البالية، ونادت :
 ها انا ...
من يُقارعني ...
فليتهيّب، وليستعّد ...

نظيرة جنبلاط، هي زعيمة سياسية في لبنان في النصف الأول من القرن العشرين. وُلِدّت بالعام ١٨٩٠، وتُوفيت بالعام ١٩٥١. 

هي ابنة الشيخ فارس جنبلاط، ووالدتها الشيخة، فريدة سعيد جنبلاط. 
لم تتلق ٓ نظيرة جنبلاط التعليم بشكل رسمي،  أي في المدارس والمعاهد، لأن تقاليد طائفة الموحدون الدروز في ذلك الوقت من الزمن تمنع لا بل تُحرِّم الفتيات الذهاب إلى المدرسة. 
تلقت دراستها، في البيت، وقامت جدتِّها، بتعليمها التقاليد، والعادات السائدة في المجتمع. 
وفي وقت لاحق، فقد تلقت، نظيرة جُنبلاط دراستها من معلمين، خصوصيين حيث أجادت اللغتين، الإنجليزية، والفرنسية.
تزوجت في سنّ الخامسة عشر من فؤاد جنبلاط الذي كان،  حاكما ً  لاقليم  جبال الشوف في ظل حكم االإمبراطورية العثمانية، وبداية الانتداب الفرنسي،  على لبنان.
في ٦ اب ١٩٢٢، إغتيل فؤاد جنبلاط. 
بعد وفاة زوجها، تحمَّلت نظيرة جنبلاط المسؤولية السياسية. 
لقد رسمّت الست نظيرة جُنبلاط من اول يوم ٍ، بعد مقتل زوجها سياسة، وخطوط عريضة، للعائلة الجُنبلاطية، ألا وهي :
 ألحفاظ على الاحوال الاجتماعية، والسياسية في العائلة الجنبلاطية، وذلك عن طريق إعلان قرارها إتخاذ منصب زوجها، كحاكمة سياسية، لمنطقة الشوف. 
كانت نظرتها ثاقبة، لا تُخطئ. 
وكانت إرادتها صلبة، لا تلين. 
رأت، إنه بإنسدال الستار عن قرون الجهل، والظلم، والاستبداد العثماني، وبزوغ فجر الانتداب الفرنسي، المُحٓاط بهالة، وموافقة  دوليتين،  هنالك أهمية كبيرة، للحفاظ على السلطة السياسية لصالح العائلة الجنبلاطية، وإستمراريتها الى من ستؤول من بعدها.
إستلمّت الست نظيرة، مقاليد الحكم، والزعامة في فترة كانت السيادة والرئاسة للرجال، وبذلك أنها تُعتبر المرأة الدرزية الأولى التي تدخل النشاط السياسي في لبنان.
من الأمور المهمة جدا ً التي رسمّت خطوطها الست نظيرة جنبلاط، والتي يُتقنها جدا ً، ويبرع فيها حفيدها الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، هي الحفاظ اولا ً وأخيرا ً على أبناء الطائفة في الخضّات الإقليمية، والدولية. 
تمكنت الست نظيرة جُنبلاط، أثناء حِكمها الحفاظ على السلام والاستقرار في الشوف، ومناطق نفوذها خلال الانتداب الفرنسي، وأرست علاقات متينة من شأنها درء الخطر، والاعتداءات من سلطة الانتداب، وحافظت على سلامة أبناء طائفتها، في وقت كان الانتداب الفرنسي يعيث ضررا ً في بعض الطوائف، والجماعات الاخرى. 
في السياسة الدولية، سابقا ً وحاليا ً، هناك مبدأ ٌ يسود ان الزعامة، او الرئاسة في الدول، لا يُعتّٓد بالأخذ بالمصالح الشخصية، ولا يؤخذ بهوى ونبض الشارع، لان الافاق الدولية هي التي تحكم وتسود. 

هذا المبدأ لا ينفع مع الست نظيرة جنبلاط، لان السياسة، والمبدأ، والعنوان العريض، كان عندها،  الحفاظ على رعيتها في الشدائد، بغّٓض النظر عن الاهواء والرغبات، والمصالح الدولية، او الإقليمية.  
لم  تكن، الست نظيرة جنبلاط تحسب حسابا ً للانتقاد بان موقفها هذا،  يصِّب في مصلحة طائفتها او عشيرتها، ليس إلا، ولا يعود بمنفعة للرأي والصالح العام.
وقد أثبت التاريخ، ان حفيدها الزعيم وليد جنبلاط في مفترقات خطيرة من     
الاخطار المُحيقة بالوطن، سلك نفس أُسلوب الست نظيرة وما يزال، في تجنيب أبناء طائفته الخطر المُحدِّق، وبسبب ذلك تلّقى السهام، تلو السهام، لان موقفه لا يدخل من بوابة الوطنية الواسع، والواسع جدا ً ...

دوران، خلّدا تاريخ الست نظيرة جنبلاط :
إن المرأة العربية، او اللبنانية هي ايضا ً صانعة .... تاريخ. 
إن المرأة العربية، او اللبنانية هي ايضا ً ترسم .... سياسة. 

إنها الست نظيرة جنبلاط. 
من لبنان. 

فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
١١ آذار ٢٠١٦
 



وتلاقت الأرواح ....

وتلاقّت الأرواح ،،،، 



وكان يقضي أوقاته في التفكير بها، حتى إنقضّت عقود ٌ من عمره  وهو يَبْحَث ُ عنها. 

إفترقا، دون خلاف. 
هي إتجهت ناحية، شروق الشمس، 
وهو آثَرَ طريق، الغروب.
 
ولكنه، كان يلحق بركب الطُيور المهاجرة  كل سنة، بحثاً عنها.

ويعود ادراج الرياح، وحيدا ً دون ان يعثُّر عليها. 
إلى ان رمَّاه ُ الطير يوما ً فوق أكمةٍ تطّل على واد ٍ ...

 أخذته الحيّرة من وجود إمرأة حافية القدمين، تمشق من الأغصان أوراقها، وتكتُب عليها، بريشة هُدْهُد ّ، بِمَداد ٍ، يسيل ليسكب، كلمات ٍ، وَجُمل ٍ، يصعُبُ فٓكٓ ُّ رموزها.

نزِل َ الوادي، وأخد يُلملِم ُ أوراق الأغصان المتناثرة وجلس يقرأها. 

الى ان فاجأته هذه المرأة، بصوت ٍ لم يعهدّه في بني البشر، 

وسألته،
ماذا تفعل ُ هنا، وانت ٓ تنتعل ُ خِفّيك في الوادي المُقَدَّس. 

أذِنّت ْ له بالمكوث حاف القدمين، لانه أثلج صدرها، في إدراكه العلم الذي تكتبه. 
 
إرتاح هو، وإبتسمت هي،
لانها إلتقّت، من يفهم مقاصدها. 

وبينما هو مشغول يفتّش ُ عن أوراق ٍ ليكمل القراءة، إختفت هذه المرأة في الوادي المُقَدَّس ....

وبينما هو مهموم ٌ حزين ٌ ... قرأ في احدى الأوراق،

وداعا ً يا صديقى ...

إنتظر مني رسائل مماثلة، تصلك، على طائر ٍ ميمون ...

قضى عقود ٍ من عمره، يبحث عن التي افترق عنها ...

وها هو ينتّظر طائر ألهُدْهُد يومياً، ليرمي اليه قصقوصة، من امرأة الوادي المُقَدَّس. 

إفترقت روحه، عن الاولى ...
 
لتلتقي روحه، بالثانية ...
 
وتلاقّت الأرواح ...
دون خوف ٍ او .. وجّٓل ...

 فيصل المصري
صليما / لبنان
٣٠ أيار ٢٠١٦







خاطرة، عقد اللؤلؤ.

خاطرة، عقد اللؤلؤ ...

كانت إذا ذَرٓفَت ْ الدمع ...
ينهض ُ  .. مُسرِعا ً ... يُلملِّم، ويٓجْمٓع دُمُوعها. 
وتسأله، باكية ً...
لماذا ؟ ...
حتى أصنع لك عقدا ً من اللؤلؤ ... تلبسيه. 

فيصل المصري
صليما / لبنان
٣٠ / ايار / ٢٠١٦

السبت، 28 مايو 2016

خاطرة، تعلَّقت ُ بك ِ ... دون أن ... أراك ِ ...

تعلَّقت ُ ... بك ِ ... 
دون أن .... أراك ِ ...  
 (خاطرة من وحي الانتخابات البلدّية )

كانت تعرفه، وهو لم يعرفها ... 
لم تسمع عنه، ولم يسمع عنها ... 
لأن موج البحر أخذه، بعيدا ً ...
فإنشغلت ْ ... عنه ...
وطارت سمعتها، الأجواء  ...
الى أن عاد يوما ً الى الدِّيار، والجميع يتحدّث عنها ...
رأى صُوِّرها، في كل مكان ...
كان إن سأل عن منزل صديق ...
يأتيه الجواب، قرب الصورة الكبيرة الملوِّنة ...
وإن سأل عن متجّر ...
يأتيه الرّد، تحت الصورة الضاحكة ...
وقف يتأمل كل الصُّور ...
وكانت إحداها، تحكي قِصصّا ً وحِكايات ...
كان نهارُه، يقضيه في الأزقّة، والحارات ينزع بعضا ً مِن صورّها، دون أن يراه أحد.
كان، يُرتِّب الصُّور وِفْق ٓ ... ما يقرأه من عُيونها ...
إلى أن إتصلّت به يوما ً ... 
تدعوه للإنتخاب ...
قالت له :
انت ٓ ... لا تعرفني ...
قاطعها، دون أن تُكمِل ْ ...
من قال هذا ...
إنّي، تعلَّقت بك ِ ...
دون أن .... 
أراك ِ ....

فيصل المصري
صليما / المتن 
٢٩ أيار ٢٠١٦  


لماذا .... أنا.

لماذا، أنا ....


في  احدى الحفلات الاجتماعية ، تعرَّف عليها ، وبقي طيلة السهرة قريبا ً منها ، يُخبرها، يُحدّثها، يُلاطفها ويُداعبها بنكات، لطيفة. 

وفي كل مرة،
 كانت تقول له :

 لماذا، أنا ؟

طفح الكيل معه، من تِكرار تعجّبها، وسؤالها .....

 لماذا،  أنا ؟

واخيرا ً.....
أجابها :

هل سأل القمر خالقه ، لمّا جعله يُنير طرقات العشاق، في الليالي ....

لماذا، أنا ؟

هل سألت ليلى، عنترة بن شداد،  لماّ أحبّها ....
 
لماذا، أنا ؟

هل سألت  بثيّنة  جميلا ً ، لمّا تغّزل بها 

لماذا، أنا ؟

هل سأل  هاتُفك  لمّا ظٓن ّ انك  تُقبليه، 

لماذا، أنا ؟

هل سألت الزهرة  النحلّة، لمّا رحقّتها،
  
لماذا، أنا ؟

هل سألت الارض العطشى، المطر لمّا لامسها،

لماذا، أنا ؟

هل سألت  الشواطئ  الرملية  لمّا غمرّتها أمواج البحر،

لماذا، أنا ؟

هل سأل  الربيع  الفراشة، لمّا طارت في فصله،
 
لماذا، أنا ؟

قال لها،  هذا ....
 وودّعها، لأنه مٓل ّ سِماع ...

لماذا ..... انا. 


فيصل المصري 

صليما / لبنان
٢٨ أيار ٢٠١٦

الجمعة، 27 مايو 2016

سلامة عبيد .... من سوريا.



سلامة علي عبيد.
من سوريا. 
  
سلامة عبيد، هو أديب عربي سوري، من مواليد محافظة السويداء، بالعام ١٩٢٢ وقد توفاه الله بالعام ١٩٨٤.   
حصل على إجازة الماجستير بدرجة الشرف، من الجامعة الأميركية في بيروت، بالعام ١٩٥١. 
عمل مديرا للتربية. 
أُنتخب عضوا ً في مجلس الأمة، في زمن الوحدة مع مصر. 
سافر الى الصين ليقوم بالمساهمة في انشاء قسم تدريس اللغة العربية في بكين.  
أثناء إقامته في الصين، قام بتأليف أول قاموس صيني - عربي، أنجزه في خلال عشر سنوات.  
بالاضافة الى مهامه الرسمية، 
كان سلامة عبيد :
 -/ شاعرا ً بالفطرة. 
ومن أعماله الشعرية :
اليرموك، مسرحية شعرية. 
لهيب وطيب. 
الله والغريب. 
 -/ كان مُؤرخا ً صادقا ً.
ومن أعماله التي اصبحت مرجعا ً.
الثورة السورية الكبرى. وقد إعتمد كل باحث في سيرة سلطان باشا الاطرش القائد العام لهذه الثورة، على هذا المرجع. 
  -/ كان أديبا ً.
ومن أعماله النثرية : 
رواية "ابو صابر" والتي نالت جائزة.  
كتاب "ذكريات الطفولة " وهو قصص قصيرة.
 -/ كان باحثا ً.
ومن أبحاثه : 
الأمثال الشعبية.
 -/ كان مترجما ً.
من ترجماته : 
رحلة القس بورتر. 
-/ كان من روَاد أدب الرحَّالة. 
ومن كتبه :
الشرق الأحمر، وهو كتاب عن مشاهداته في الصين. 
النساجة وراعي البقر (رواية مستوحاة من اسطورة صينية )
القاموس الصيني العربي الذي طبع في الصين بعد وفاته.  
سلامة عبيد كان يجمع ما بين السياسي الصادق، والسفير الأمين والأديب الأنيق، والشاعر بالفطرة، والمؤرخ الموضوعي، حامل ميزان الذهب في الدقّة، والرحّالة صاحب العين التصويرية، والمترجم العالم بأصول اللغتين، والباحث عن كل جوهر ثمين. 
سلامة عبيد، رجل كل الفصول، 
وكما يقولون، وراء كل رجل يمتاز بهذه الصفات، لا بد من وجود إمرأة تُنير له ظُلُمَات الدروب، وترخي له أجواء الهدوء، وتُظلّل له فيئا ً من لهيب الحياة، إنها زوجته، السيدة أمون قائدبيه من قرية عين عنوب اللبنانية.  
هذه السيدة الفاضلة، من عائلة فاضلة ايضا ً، من آلِ  قائدبيه، الذين يعودون بنِسَبهم الى الأمراء اللمعيين. 
وقد غلبّت الكنيّة ( قائد بيه )  نسبة الى الأمير اسماعيل أبي اللمع الذي كان قائدا لجيش الإمارة اللمعيّة، فأطلق عليه هذا اللقب قائد بيه وتوارثه أبناؤه من بعده. 
وأخيرا ً، ومن باب النصيحة، التي هي في محلها، أن تقوم هذه العائلة الكريمة، بالكشف، والبحث عن العلاقة ما بين عائلة ابي اللمع، وقائدبيه عن طريق التوثيق التاريخي الصحيح. 

فيصل المصري
صليما / لبنان
٢٨ ايار ٢٠١٦

الأربعاء، 25 مايو 2016

٢٥ أيار ...

٢٥ أيار ....
والى متى، سيتكرّر ...

عِيد ٌ بأية حال ٍ ... عُدْت ٓ.. يا عيد ُ ...

أشكر الأهل، والصديقات، والاصدقاء على التكرُّم بمعايدتي في هذا اليوم. 
كذلك أشكر الأصدقاء في مُدونتي، وعلى حسابي في التويتر، وفي الصفحة الثقافية فيروز الشطآن، الذين يقرأون لي، ويُتابعون كل مدونة، او بحث أنشره.
في هذه المناسبة، أقول :
إن فترة التقاعد التي يصل اليها كل إنسان ....
إما ان تكون، لعنة تحِّل فيها النكبات، والمطبّات ....
او تكون، نعمة تزهر فيها الأغراس، بالوِلد الصالح، والحياة السعيدة، الحافلة بالانتاج الفكري، والهواية المفيدة ...
بالنسبة لي ...
إن الله سُبْحَانه تعالى، حٓباني بالثانية، حيث أُمضي ما تبّقي لي ... مع هواية أُحِبُّها وهي الكتابة، يقرأها الآلاف. 
أما هناك واحدة، لا تقرأني، ولكني أقرأها يوميا ً ... 
ما زالت تستحوذ إهتمامي اليومي، وأُتابع خطواتها ... 
هي سيرينا، حفيدتي ابنة، ابني البكر. 
إلى ان يُشاركها أحد غيرها، ستبقى الرقم الواحد السحري.  
وتطبيقا ً للقول المأثور :
ما أعّز من الولد، إلا ولد الولد. 
وهذه صورتها ...
إنها، حفيدتي. 

أكرِّر شكري.
وأشكر زوجتي واولادي على ما أظهروه من وفاء ومحبة.  
وكل عام وأنتم بألف خير. 

فيصل المصري
صليما / لبنان 
٢٥ ايار ٢٠١٦   

الاثنين، 23 مايو 2016

لونا قصير ... روائية من لبنان ...

لونا قصير، 
روائية لبنانية، من طرابلس محافظة، لبنان الشمالي. 
تحمل الجنسية الفرنسية، مثلها مثل مهاجري الفكر، والأدب الى عالم الاغتراب، بسبب القحط الذي يُخٓيِّم على لبنان، وغير بلد عربي أخر. 
أعلنت الكاتبة، لونا قصير عن  انتهائها من كتابة روايتها الأخيرة : فراشة التّوت، التي ستُترجم لاحقاً إلى اللغتين الفرنسية، والانكليزية. 
 بدأت لونا قصير الكتابة منذ صغرها، وقد رافقتها الرغبة في تسطير الخواطر، في عُمْر المراهقة على أوراق ٍ نثرتُها، هنا وهناك ولم تَدم عُمرا ً، لأنها كانت تمزّقُها، مع بزوغ الفجر.
 
من إصدارات الكاتبة، لونا قصير :
كتاب، القميص الزهري، 
وهو يتضمن،  نصوصا ً متنوعة، وجدانيات، وخواطر. 
وقصصا ً قصيرة. 
تكتب لونا،  عن الحياة اليومية، ومفارقات الأصدقاء، والعلاقات التي طبعت في الذاكرة، من أهل،  وأحبة،  وجيران. 
لقد تم اختيار الكتاب، من قبل اللجنة الوطنية التابعة لوزارة الثقافة اللبنانية، لقيمته الأدبية وذلك في عام  2014.
كما شاركت بدعوة رسمية، من شعبة المبدعين العرب كأمينة، للرواية والقصة القصيرة، في جمهورية مصر العربية. 
وفي عام 2015 م صدر لها :
 رواية،  بلادُ القُبلات، دار الفارابي الذي سيتم  ترجمته أيضاً إلى اللغتين الفرنسية، والانكليزية. 
 بلاد القبلات، جزء ٌ لا يتجزأ من النصْ، وهو النُقطةْ الأساسية لتحوّل شخصية، فتاة ْ، سافرت الى فرنسا، وبدأت تُقارِن  بين التقاليد، والعادات الإجتماعية  في الشرق، والغرب.. لم تنس ان تذكر ُ أيضا ً، الصعوبات التي تتعرّض لها المرأة العاملة. 
تحدثت الكاتبة، عن الطفولة، والمراهقة، والحرب، والغربة والحب، والزواج والإفتراء، وأهمية الرجل الحكيم، في المجتمع  والمرض، والموت، ومعاناتِه والعجائز المَنسيّين، من قبل أولادهم، وعائلاتهم، ومصيرِهم المجهول. 
وقد إخترت بعض النصوص التي كتبتها لونا قصير، في كتابها :
السعادة، لحظات أو ساعات، لا نتردّد في حياتنا عند كل مناسبة من استقبالها، لننعش ذاكرتنا بها ونبتسم، في الأوقات الصعبة.. وما اكثرها..
يشيخ العقل، والجسد  لكن القلب، لا يتنازل عن عدد دقَاتِه.. ودقاتُكم لا تختلفُ عن دقاتِ قلبي، وإن كنتم في غير مكان وزمان..
أما روايتها، فراشة التّوت، هي رواية حب معاصرة، علاقة حب إبتدأت من خلف الشاشة الالكترونية. 
فراشة التّوت رواية تحكي عن واقع نعيشه، تتضمن الكثير من الحوارات والمواضيع الاجتماعية، والأحداث المشوقة. 
فراشة التّوت رواية فيها الكثير، من المغامرات والأحداث، المتنوعة والمشوقة ...
تُقيم الكاتبة، والروائية لونا قصير في مسقط، وتتنقّل ما بين بيروت وباريس، مُلبيّة دعوات الأصدقاء، وموقّعة، كُتبها في مناسبات، تُقام  إحتفالا ً بقدومها. 
فيصل المصري
صليما / لبنان
٢٣ آيار ٢٠١٦

الأحد، 22 مايو 2016

خاطرة، في كل كورٍ ... ودور ٍ ....

خاطرة،
في، كل كور ٍ... ودور ٍ 

 

وكان،  يُناديها بأسماء مختلفة، وفقا ً لطقوسِه في تعدُّد ذِكْر الأسماء.  
وفي كل مرّة تقول ُ له،
هذه، أنا. 
هذه، أنا. 
فإن قال، فينوس. 
تُجيب، هذه أنا. 
وإن قال، أفروديت. 
ردّت، هذه أنا. 
وإن قال، أُوزيس. 
تقول ُ له، هذه أنا. 
وإن ناداها، عِشْتار. 
ترِّد، هذه أنا. 
الى ان قال لها،
ما خطبُك ؟
من انت ؟
قالت له،
انا آلهة الجمال ....
في كل كور ٍ... ودور ٍ .... أعيش.  
أتنقُّل من شكل ٍ الى، أخر. 
وقال لها،
من انت الان ؟
أجابته، انا الان ... 
ألهة ُ حُبِّك ..
وفي غيابك، 
ولمّا أبعد ُ ... عن ناظريك. 
إمّا ...
أن أكون، كالغزالة، 
وإما أُصْبِح ، كالفراشة،
عندها ....
سٓجٓدٓ، لها، 
ولثم ... يديّها ....
وعاد ....
راضيا ً مرضيا ً ... الى طقوسه. 

فيصل المصري
صليما / لبنان
٢٣ ايار ٢٠١٦

الأربعاء، 18 مايو 2016

سُوَرة ألتوبّة ...

الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا. 
 سُوْرٓة التَّوْبة. 

فيصل المصري
صليما / لبنان
من خواطر، ما يجري في هذه الأيام على الساحة العربية.  

مُعاتبة .... عاشقين ...

هو، وهي يتعاتبان ...  

كانا، يتعاتبان ....
وكانا، يتجادلان ...
الى، ان قال لها ...
أٓلم تقول ِ هذا، وذاك ...
أٓلم تُغني لي، هذه،  وتلك ...

قالت له
من انت ؟
تحفظ، كلامي،
وتُردّد حروفي،
أن غٓفِلْت ُ .. عن واقعة. 
ذٓكّرتني ... بها.  
قال ...
أنا ...
ابو هُرّٓيرّة  .. لك ِ ...

فيصل المصري
صليما / لبنان
١٨ أيار ٢٠١٦ 


الأحد، 15 مايو 2016

حدثان، يهزّان العالم ....

حدثان، 
يهزّان العالمين القديم، والجديد. 
الإنتخابات البلدية في لبنان، 
والإنتخابات الرئاسية في الولايات المتحدّة الأميركية. 

عندما تركت الولايات المتحدّة الأميركية، هربا ً من لهيب الإنتخابات الرئاسية، توخيّت الجلوس تحت فيئ سِنديانة منزلي القروي في لبنان، ليلفحني هواء أشجار الصنوبر، ولأُمتّع نظري بأزهار كراون دايسي البرّية، ولأُلقي على كاهلى زُرقة السماء، وكأنه خِمِار يعلو حسناء بهية المنظر. 

لم يكن يخطُر على بالي، ان لبنان على فوّهة بركان الإنتخابات البلدية، حيث في كل مدينة، او دسكرة، او قرية في طول البلاد وعرضها، براكين تقذِف ألحِمّم، والشظايا وكأن حربا ً عالمية على وشك الوقوع. 
كانت الشرائح من فسيفساء الاديان، والمذاهب، والمِلّل في لبنان وحتى المجتمع المدني، كانوا يأملون خيرا ً بالانتخابات لانها الوسيلة الديموقراطية للإنتقال من فساد الحكم، الذي تطفو على ضفافه روائح النفايات، والكهرباء، والماء، والطرقات وجميع أوصال هذا البلد العنيد، وقد ظنّ السذّج، انهم سيقلبون التركيبة، ويتقلدّون زمام الأمور، وكأن فجر الحريات، سيبزغ من صناديق الإقتراع.  
هذا في العالم القديم، الذي إعتنق شعبه، دين ملوك وأُمراء الطوائف، الذي يُؤثِر أغلبية شعبه، على إبقاء القديم على قِدمه، ولا مانع عندهم، ان تعلو موائِدهم أطباق الصدّأ من الذِّل والهوان. 
 
أمّا في العالم الجديد، لا يختلف الأمر عن عما هو عليه العالم القديم، من فساد الطبقة التي يُطلق عليها ال ... 
Establishment.
التي تُعيث فسادا ً وإفسادا ً ولا تترك في الموائد، للجياع إلا فتافيت الارزاق، والموت البطئ.  

توطئة تاريخية :
ظهر مُصطلّح ملوك وأُمراء الطوائف، عشية سقوط الأندلس، بعد ان إعتبر المؤرخون ان سقوط الأندلس، كان سببّه تناحر ملوك وأُمراء الأندلس العرب، وقد اصبح هذا المُصطلح مُؤشرا ً على فساد الحكم، في البلاد العربية، فيما بعد، والآيل الى السقوط بسبب الفساد المُستشري. 

أما تعبير الإستبلاشمانت، ظهر عُقب نهاية الحرب الأهلية الأميركية، بعد العام ١٨٦٤ وكان هذا المصطلح، على خلاف ملوك وأُمراء الطوائف، يعني النجاح، والتقدّم، وسبر غور الأفاق نحو الأفضل، بسبب الشركات العملاقة التي ظهرت لتنتج الكهرباء، والحديد، والفحم، وسكك الحديد، وشق الطرقات، الخ من شركات نقلت الولايات المتحدة الأميركية بعد الحرب الأهلية، الى ما لا يتخيّله عقل بشري. 
لم يأبه الشعب الأميركي كثيرا ً لمّا كانت الشركات تختار الرئيس الأميركي، وتطلب من الشعب الأميركي ان ينتخبه. 
كانت الإستبلاشمانت، تنوب عن الشعب، او تتوكّل عنه، في تسيير دفّة الحكم، لان النظرة الى الإستبلاشمانت، انها كانت تعمل لمصلحة تقدّم اميركا، وشعبها. 
أما ما آلّت اليه الأمور الان، هي خلاف ذلك، وقد يلتقي عُتّاة الإستبلاشمانت اليوم، مع ملوك وأُمراء الطوائف في أُمور عدة، منها نهب الخيرات، و كّم الأفواه، وكتم الانفاس، وخطف الأصوات، التي تعلو للتغييّر، وتطالب بالإصلاح، وتوزيع الخيرات. 
يتبين من أعلاه، 
أن بدايات مُصطلح ملوك وأُمراء الطوائف، تعني الفساد، والمحسوبية، وما زالت حتى تاريخه تعني ذات المعنى. 
أمّا بدايات الإستبلاشمانت، كانت تعني النجاح، والعمل الحثيث  لمصلحة الشعب الأميركي، ولكن النهاية التي وصلت اليه الان، لا تختلف ألَّبتة عن نظام ملوك وأُمراء الطوائف في الفساد، والطغيان، والهوان. 
في نظرة شاملة الى الشعب الأميركي اليوم، تراه سواء كان من الحزب الديموقراطي، او الجمهوري يسعى الى نزع طوق التبعيّة، والمحسوبية من الرقاب، والعمل في كفاح مُستمر وحثيث نحو الأفضل. 
أصبحت مقوّلة ان الإستبلاشمانت هي التي تختار المرشح للرئاسة، فيها الكثير من الصعاب. 
وأصبحت طريقة زهِق الروح، لكل من يعارضها، او يقف أمامها، كما حصل مع الأخوين كينيدي، فيها كثير من مخاطر الحرب الأهلية.  
وأصبحت مسألة :
Dare to speak. 
الخوف من التكلّم، او الإفصاح عن مكنونات النفس الدفينة، من الماضي وما هو على الشفاه، واللسان، يخرج الى العلن دون وجّل، او خوف، وهذا ما فعله المرشح الجمهوري دونالد ترامب، الذي تكلّم بلسان أغلبية المُنتسبين للحزب ألجمهوري، وهذا ما يفعله بيرني ساندز مرشح الحزب الديموقراطي، الذي يُضيّق الخناق على هيلاري كلينتون. 
هذا هو الشعب في العالم الجديد، التوّاق دائما ً للحريات، سواء كانت دينية، او سياسية وإنما كانت موجات الهجرة من ظلام، الحُكم، وظُلم الكنيسة في أُوروبا، هي المثَّال  المُتوارث، لغاية تاريخه. 
وفي نظرة شاملة الى الانتخابات البلدية اللبنانية، ترى نفسك أمام مرآة العالم القديم، لأن الفِطام من التبعية ما زال مُستبعدا ً، والتوافق ما بين الملوك والامراء بقي هدفا ً في الملّمات، وكأن قرنا ً جديدا ً على الأبواب يستجلِّب مآسي، تناقل السلالات الحاكمة، والشعب يتراكض فرحا ً كالفراشات الى مبعث الضوء، ليموت في بُطئ.
وقد قيل في ذلك الكثير، وإزدانت تعليقات المجتمع المدني التي تصبو للتغيير، في إستحالة الامل، وان المرض مُستفحل لدرجة الفالج، وإن جرعة الانتخابات البلدية الاخيرة، هو خير مِثال على بقاء الوضع على ما هو عليه، ونجح الملوك والامراء على جري عادتهم، في سوق القطيع الى الحضائر. 
أنهيت هذه المدونة على إيقاع صوت الرصاص، إبتهاجا ً
بقدوم عصر جليدي أخر. 

فيصل المصري
أيار ٢٠١٦
الى :
أيار ٢١١٦
مائة عام قادمة،
من .... تاريخ ملوك وأمراء الطوائف في لبنان.