طانيوس شاهين.
من لبنان.
أين انت ؟
1858 -1860
لكل إمرء ٍ من دهرِّه ما تعوّٓدا ....
وكعادتي، في فتح الصفحات المُشرّقة من رجالات العرب، العُظماء، والعظيمات ايضا ً ... من نساؤهن.
إني اليوم، سأفتح صفحات، مُشَرِّفة، وما أكثرها من تاريخ لبنان، كما بدأتها اول من أمس، مع الاميرة الفاضلة الست زهر ابي اللَّمع.
وحسبي ان تكون الصفحات تُضيئ على التعايش ما بين الاديان، لا ان تنبُذها.
لم، ولن تكّن العبثيّة في إختيار الشخصية عندي، مثار أي جدلية سلبية، بل سيكون همّي، البحث عن القواسم المشتركة في صلب العيش المشرك.
فالآميرة الست زهر ابي اللَّمع، هي بقيت على دين التوحيد، أما اَهلها آثروا الدين المسيحي، وليس في هذا اي غضاضة، بدليل ان التاريخ لم يُشِّر الى حروب عائلية بسبب هذا الاختلاف.
وإذا، تقصِّيت، وإستعلمت، وتابعت الجذور لمعظم العائلات اللبنانية، فإنه سيعتريك الدهشة ان هذه العائلات منها ما هو على الدين المسيحي، بكافة مِللِّه، او الدين الاسلامي، بكافة طوائفه.
سأفتح اليوم صفحة، طانيوس شاهين.
من هو ؟
أين هو ؟
هل يعود ؟
طانيوس شاهين، مواطن لبناني عادي من الشعب، لا يحمل لقبا ً مُتوارثا ً
ولا يملك أطيانا ً من الارزاق، ولا تحتوي خزائنه ذهبا ً ومالا ً....
إنه حداد، بيطري، ثار مع الفلاحين اللبنانيين الموارنة، بشكل خاص على الإقطاع اللبناني، البغيض.
قاد طانيوس شاهين، هذه الثورة في، مناطق كسروان، والمتن، والفتوح ...
وقد تمكنت ثورته، من خلع السلطة الإقطاعية بالكامل، وأحلّت محلها نظام شعبي،، بقيادته.
من هو طانيوس شاهين ؟
كان الإقطاع وزعمائه في لبنان، من الدين المسيحي، او الاسلامي والدرزي في الفترة ما بين ١٨٥٨ و ١٨٦٠ مُتماسك، ومُتعاضد، ومُتفق على خفض جناح العامة، وكسر شوكتهم، وتبديد أحلامهم، وهتك اعراضهم، والنيل من كراماتهم، وسرقة مواردهم الضئيلة.
وحدث ما لم يكن بالحسبان، إذ إنتقل نبض العامة، من التملمّل الى الثورة، وفي أحيان أُخرى بدأت موجات الهجرة الى العالم الجديد، وأي عالم أخر فيه، هواء ٌ عليل، وحياة ٌ شريفة، ولقمة عيش ٍ نظيفة.
في هذا الجو، ظهر طانيوس شاهين، في إقطاعية آلِ الخازن.
حيث يُقال ان حاكم ذوق مكايل، جمال الخازن، قام بتسميم والد طانيوس شاهين، مما أشعل في داخله نار الحقد على الإقطاع، وصار يدعو إلى الثورة ويحرّض الفلاحين على الوقوف، والتصدي لآل الخازن.
لن أتوسع كثيرا ً في حقارة، نظام الإقطاع ... كله.
ولست في وارد، نٓكْأ الجراح ....
ولن أُعدّد ... مآسيه ...
ولكن طانيوس شاهين،،، يبقى تُراث ورمز للانتفاضات الشعبية في لبنان، يُحتذى به.
ولكن طانيوس شاهين،،،، لم يكن حِلمه بتغيير نظام لبنان، أضغاث أحلام،
بدليل أن كوابيس هذه الأحلام، تُقلق ملوك، وأُمراء الطوائف اليوم في لبنان، وما الحركات الإحتجاجية، والتملمُل الشعبي، إلا بوادر بُركان ... سينفجر.
فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
٩ آذار ٢٠١٦
0 comments: