خاطرة في الإنسحاب الروسي، من سوريا.
يحلو لبعض الصحافيين اللبنانيين، أثناء كتابة عامودهم الاسبوعي، تحميل كل كلمة، من مقالهم أطنان من المعاني، مع حقن الموضوع بوجبات، غير دسمّة من الفلسفة، حتى تشعر وانت تقرأ مقاله الاسبوعي، انك تلهث في تسلّق عاموده.
الفلسفة، والتفلسف بمقال احد الصحافيين، كانت ....
انه أُعتبر الانسحاب الروسي من سوريا، يُشبه الهجوم ...
قد يكون هذا الصحافي، خريج أكاديمية ويست بوينت، العسكرية الأميركية، ونحن لا ندري ....
او انه يكتب بالمجاز، والشيفرة حتى يفهم عليه سكان إحدى المجرّات.
وبمُطلق الأحوال، يعتقد بعض الصحافيين في لبنان انه بالغموض اللغوي في الكتابة، إنهم يكتبون، للنخبة فقط، لانها هي القادرة على فك ألغاز المقال، ومتاهاته.
كذلك، لا ينفك الصحافيون اللبنانيين، عن تقسيم سوريا، وكأن الانسحاب الروسي، بالامس هو مؤشر على إنتهاء هذه الحرب القذرة.
ولِسعة الوقت عند بعض الصحافيين اللبنانيين، المتحذلقين ....
ولقلة المواضيع المهمة في هذا البلد العنيد، ألمُنفلت من عِقاله ....
انهم توقفوا بالكتابة عن ملف النفايات، لان خواتيم الزبالة فاحت روائحها قبل الوصول الى المطامر، وأهمها عالميا ً .. مطمر الناعمة، فآثروا تنظير الانسحاب الروسي بدل فضح الصفقات، التي إنهمرت تقارير السفارات المعتمدة في لبنان، الى دولّها عن تسجيل أراض ٍ، او شقق فخمة، او وعد ٍ بتعيين محظّي او محظّية لهذا النافذ، او الزعيم.
أما وقد وصلت النفايات الى ما وصلت اليه هذا اليوم، الواقع فيه ١٩ آذار، الذي سيكون يوما ً وطنيا ً بامتياز يُضاف الى أعياد شهر آذار المجيدة.
أما الملف الاخر، الذي بدأ يطوف على السطح، هو العمالة اللبنانية بالخليج، الذي تغرب الصحافة عن التطّرق اليه بالعمق، نظرا ً للنفاق المنثور على جوانبه، ولي عودة اليه لاحقا ً ....
بعد هذه المقدمة ....
أعود الى الانسحاب الروسي من سوريا ....
لا يعدو كونه بسيطا ً غير مُعقّد، وبذات الطريقة التي دخلوا فيها ،،،،، خرجوا.
ببساطة .... متناهية ....
كما أخذوا موافقة أميركا، وإسرائيل على الدخول لانتهاك حُرُمَات الأجواء السورية، وشّل المعارضة، ورمي بعض الورود على الدولة الاسلامية ...
إنهم، أَعْطُّوا علما ً وخبرا ً لاميركا وإسرائيل .. بالخروج، بعد إنجاز المهمة الموكولة اليهم.
وكان اول من إتصل، بقيصر روسيا مُهنئا ً وزير خارجية اميركا، ورئيس وزراء إسرائيل.
وقد تأبّط بعض صحافة لبنان، خبرا ً ومللّنا من سماعه، ان الدخول الروسي، كان لإطالة بقاء نظام الرئيس بشّار الأسد.
هذا الخبر، كاذب وكذوب ....
لانه، نسي الجميع ان الرئيس الأميركي في اواخر صيف ٢٠١٥ إمتنع عن تنفيذ تهديداته، بالقصف الجوي لسوريا بعد ان تجاوز النظام في إستعمال اُسلوب الإبادة في حق شعبه، وذلك ليس حُبّا ً او عطفا ً للشعب السوري، بقدر ما كان لسبب بسيط، وهو ان الادارة الأميركية لم تتخِّذ قرارها، في حينه، بتغيير النظام.
وعندما سُمِح لروسيا بالدخول الى سوريا، كان القرار الدولي ما زال، قائما ً بالإبقاء على النظام.
من إتفاقيات الدخول الروسي، هي :
تدمير البنى التحتية في مناطق القتال، والتى عجز النظام عن تحقيقها لعدة سنوات من الحرب الأهلية، وذلك من أجل إطالة أمّد الحرب، وعدم إمكانية قِيام اي كانتون، او كيان ذاتي، او دويلة في كنف سوريا، وذلك عن طريق تدمير ٨٢ مستشفى ومستوصف في المناطق التي يتواجد فيها، الجيش الحُّر، وأقلّه مناطق الدولة الاسلامية.
كذلك، تدمير، الإدارات الحكومية، كقصور العدل، والمدارس الرسمية بحيث يزيد عدد القتلى، في القصف البري الهمجي الروسي، في الأطفال، والنساء أكثر منه في الرجال.
أما بالنسبة للاهانة العسكرية، اليومية للسلاح الجوي الروسي، يُقال أنه من بروتوكول الموافقة الأميركية / الإسرائيلية، للطلعات الجوية
للطائرات الروسية، ان تُعطي القيادة الروسية، مُسبقا ً إحداثيات الطلعات للاسطول الأميركي قبل كل طلعة،
ولخطأ، ما ...
ولتقصير، ما ....
وفي يوم ما، في الشهر الماضي وقبل الانسحاب، في عدم الإبلاغ المسبق، كادت الطائرات الروسية ان تكون فريسة للصواريخ من احدى سفن الأسطول الأميركي.
وتجنبا ً للأخطاء التي قد تؤدي الى مخاطر حرب لا تُحمد عقباها ،،،
والى حرب، غير ضرورية ...
وغيره من الأسباب ....
قيل لروسيا، شكرا ً ... على شاكلة ... شكرا ً قطر.
وحتى أُنهي، كلامي هذا الممزوج بالاسف، والآسى أردد ما قاله المُرَشَّح دونالد ترامب وهو الحقيقة، أن من أسباب الانسحاب الروسي من سوريا هو الإنهاك المالي، والاقتصادي الذي تتخّبط به روسيا القيصرية اليوم، والبحث يدور عن مصادر التعويض والتمويل، لروسيا،،،،
وهي معروفة المصدر ...
فيصل المصري
أُورلاندو / فلوريدا
١٩ آذار ٢٠١٦
0 comments: